|
هل دبلوم التأهيل التربوي دبلوم التأهيل التربوي
عمار ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 07:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تشكل كل مرحلة تعليمية جديدة ، مستوى أرقى من السابقة ، تهضم إيجابياتها وتتجاوز سلبياتها ، وتكسب المتعلمين معلومات جديدة عن( تطور العلوم التربوية والنفسية والتقنية) وعلى مستوى الوعي والعقل والخبرة والأساليب التعليمية 0 و باعتبار طلبة الدبلوم للتأهيل التربوي هم من المعلمين – المدرسين أو من خريجي الإجازات والمعدّين للتدريس في المدارس حتى المرحلة الثانوية إذا استثنينا أصحاب الإجازات غير التدريسية، تصير مهمة تأهيلهم، ومبرر وجودهم في الدبلوم ، غاية في الدقة والحساسية والضرورة ، وهو ما تشعر به وزارة التربية ولكنها لا تعلم كيف تدير هذه العملية فعلياً وتتخبط في القرارات والتوجيهات والمناهج للمدارس وللمدرسين ، والطلبة ، فسنوات العطالة الطويلة والبيروقراطية المستمرة تعطل كل رغبة فعلية في التطوير ،هذا إذا توفرت الشروط الصحيحة لذلك 00وسأتناول مجموعة قضايا اعتبرها أساسية في إطار دبلوم التأهيل التربوي (وربما في سنوات الدراسة الجامعية) ومشاكله التي تتكرر في التدريس ، وفي كل عام 0 1ً –أساتذة الجامعات : تتحدد مهمة الأساتذة في تقديم النظريات المعرفية والخبرات الواقعية التاريخية في أي اختصاص والطرق التربوية العلمية بما يساعد الطلاب – المدرسين على الارتقاء بالعلم والوعي وتطوير البلد ودخوله في الحضارة الإنسانية* ، والمشكلة أنه لا يتوفر أساتذة جامعات مختصين بالتأهيل ،لا بمشكلات المعلمين ولا بالمدارس أو الطلبة 0وبعض الأساتذة يدرسون مواد ليست من اختصاصهم رغم وجود أساتذة تلك المواد الاختصاصيين في الكلية ، فتصير مواد الدبلوم كما مواد الإجازات لاطعم ولا لون ولا علاقة لها بالمشكلات اليومية للعملية التعليمية وبالتالي يصير الدبلوم لا فائدة منه فعلياً سوى الحصول على شهادة ** أو عدم الحصول عليها وإضافة خيبات جديدة إلى المعلمين 0 وأساتذة الجامعات على الأغلب لا يتدخلون في القضايا الواقعية وليس مطلوب منهم التدخل الدقيق ولكن المطلوب منهم تقييم الوضع التعليمي والواقعي بشكل إجمالي، وتوجيه الملاحظات النقدية بخصوص ذلك وتقديم خلاصة تجاربهم ودراساتهم واطلاعا تهم وهذا ما لم يحدث ، وذلك ربما لإقصاء وفصل العلاقة بين الفكر والوظيفة الأكاديمية أو بين الاهتمام بالشأن العام والأكاديمية ؛ وكأن الفصم بين العلم والثقافة ظاهرة طبيعية وهي ليست بكذلك على الإطلاق بل العكس تماماً أي أن كل علم هو ثقافة وهو أيديولوجية وهو رأي وهو أيضاً معرفة متخصصة بموضوع محدد ، وبغياب هذه الرؤية للعلم وللجامعة يصير كل نقد هو تدخل في سياسات الدولة وتجاوز لشروط الجبهة الوطنية التقدمية 1972التي افترضت بقوة السلطة (وبعض الضمانات لصالح الطبقات الشعبية ولصالح تجار المدن ) غياب السياسة عن الطلاب والمجتمع وسمحت للبعث فقط وبشكل غير قانوني ( النسخة الأخيرة منه والسلطوية ) بالنشاط فقط أيضاً0 فهل نقول هذه نتائج أعمالكم فتحملوا العاقبة 0 علماً أن من أولى القضايا التي يدّرسها الأكاديميون ومعظمهم بعثيون أو حزبيون باستثناء بعض الأهرام منهم ، هي أن التعليم ليس مؤسسة مستقلة بل مؤسسة موجهة وتابعة للسياسة التربوية وتنسجم مع الخط السياسي للدولة وهذا يعني أن يتدخل الأكاديميون في كل القضايا بما يخدم الهدف المحدد من العلم لا تعزيز السياسة السائدة، وتطوير البلد بشكل عام ؛ ولكن هذا الأمر يتم على أرضية فهم خاطئ ومشوه لمفهوم التوجيه ومناسب للطبقة المسيطرة 0 فإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك ، فالقطيعة حادثةُ بين العلم والمجتمع والمستقبل؛ وتصح العبارة المتداولة بين السوريين لا علاقة للعلم بالثقافة وليس كل متعلم مثقف وكل هذا بسبب أزمات الخوف المتأصل من السياسة أو الفراغ الفكري والسياسي الذي صار يعانيه السوريون بشكل عام أو بسبب الوضع المعيشي والسيء والخوف من الحرمان والخيبات 000
2ً- طبيعة المواد الجامعية : تعد المواد الجامعية ، المعلومات التي يراد بها تغيير شكل الوعي ومراكمته وصقل أفكاره ،وإكساب الطلبة معلومات جديدة على مستوى العالم بما يخدم الهدف العام من التربية ويحقق السياسة العامة للبلد ، والمواد في المناهج تتصف بما يلي : 1- قِدمها : حيث أن بعض المواد تعود إلى الأربعينيات والخمسينيات ( علم النفس التربوي والصحة النفسية ، تقنيات التعليم ) وهذا يعني إما أن البشرية توقفت عن إنتاج نظريات في العلوم التربوية والنفسية والتقنية ، وما يحصل عكس ذلك تماماً0 فالثورات في هذه الميادين متواصلة بالذات بل إن جزءاً منها بانت مترجمة من وزارة الثقافة ومقرؤة من قبل كثير من الأهالي 00وإما أننا لا نعترف بها حتى الآن وهو أيضاً تجاهل وانقطاع وعزلة وتجهيل ؛ وإما إننا نعترف بوجودها ولكننا لا نستطيع تمثلها وعندها يكون السؤال : هل لدينا أساتذة جامعات فعلياً0 وهل تنطبق عليهم هذه اللفظة ويحق لنا السؤال عن كيفية إعطاء الشهادات وعن مصدرها وموضوعها 0
2- كثافة المعلومات والنظريات والأفكار حتى أن بعض المواد تعطى في سنوات الإجازة في أكثر من عام ( التربية في الوطن العربي، تقنيات التعليم ، فلسفة التربية ) وفي الدبلوم تعطى في فصل واحد ؟ وهذا يدلل على أن جامعاتنا ما تزال تأخذ بنظرية الملكات العقلية التي تنتقدها الكتب الجامعية وتعتبرها خاطئة كلية وهي تركز على الحشو والحفظ والبصم والذاكرة فقط وعلى أدنى مستوى من مستويات بلوم (المعرفة= التذكر ) متجاهلة مستوى الفهم التحليل والتركيب والتقويم ، فإذا غابت هذه المستويات ألا يتشابه البشر (المدرسين والطلبة ) مع الكائنات غير العاقلة ، إنها كارثة بكل المقاييس ، الجميع يحفظ ويبصّم والجميع لا يفكر ولايحلل والنتيجة صمٌ بكمٌ عمٌ لا يفقهون لا يعلمون ؟! 3- اتباع منهج المواد المنفصلة وابعاد منهج المواد الواسعة وكأن هذه المواد تعطى لأي صف تعليمي أو كأنها لا تعطى لنفس الطالب 00 فكل مادة لا علاقة لها بالأخرى وكذلك عقل الطالب مستودع تخزن في غرف المتعددة ( الإدراك ، الانتباه ، الذاكرة ، الإرادة ) الكتب والمجلدات والمعلومات 000 4- تضارب دروس العملي مع النظري وهذا يدل على خلل إداري خطير فالدوام النظري لا يتوقف أثناء تأدية الطلبة الأساتذة دروسهم العملية المقررة في الدبلوم وتضيع عليهم فرصة المحاضرات النظرية ، فهل لا قيمة لها ؟ وتحل المشكلة إداريا بشكل بيروقراطي وسخيف حيث تعطى ورقة للطالب بأنه كان يدرس في المدارس ويوقع عليها المدير والمشرف والأستاذ وتعتبر ورقة رسمية على أن غيابه مبرراً وتستمر هذه العملية أكثر من شهر ونصف ، فإذا كان غيابه مبرراً يأتي السؤال مباشرة ً0ماهو مبرر الدبلوم بأكمله أو تسجيل أسماء الحاضرين ، والتأكد من حضورهم بطريقة عدّ النقود ؟ 000 3- أسلوب التدريس : يقال أن الأسلوب هو الإنسان ، فبدونه تذوي الشخصية ، وتنهار في أعين الآخرين، فيتحد بهم ويتحدون به وتنعدم الفروق وحيينها يتساوى الطلبة مع المدرسين ،وعندما تحدث المساواة*** ينعدم العلم والتاريخ ، فبالفروق الإنسانية وحدها تتطور العقليات ،فكل فرد له خصوصيته وموقعه وبتجاوز ذلك نعود إلى الخلف لأنه عندما لا نتقدم لا نراوح في المكان ؟ وعليه فالمدرسون إما أن يمتلكوا الأساليب التربوية الحديثة وإما أن يزجروا طلابهم مركزين على التلقين والتدجين 000 فإذا غاب الأسلوب غابت الشخصية وإذا غاب الحضور لا الوجود ، غاب الإنسان 0000000 ورغم وجود أربعة مواد مترابطة شكلياً تعالج هذه المشكلة ( أصول التدريس ، مناهج التربوية ، طرائق تدريس المواد ، التربية العملية ) الإ أننا لم نستفد منها ،فكل واحدةٍ لها إشكالياتها ،وكل مادةٍ لا تراعي شروط التعليم ، ويغلب عليها جميعها الحرفية التقنية بمعنى أن ( أصول التدريس مثلاً ) تهتم بتاريخية أساليب التدريس ، وشمولية العملية التعليمية ، وعناصرها ، وخصائص بعض النظريات 0 وكل ذلك على أهميته الثقافية ، لا علاقة له بهموم المدرسين ، فالمدرس لديه مشاكله الموضوعية مع الطلبة ، مع أعدادهم الضخمة ،مع مستويات الوعي المتدني ، مع تراجع قيمته كمدرس للحضيض ، وتراجع قيمة العلم اجتماعياً ، مع المنهاج الكثيف (أربعة كتب للفلسفة =أكثر من 100 درس وأكثر من 400 صفحة ) ، مع الفقر والادقاع ،مع الوقت ، ومع انعدام أفق الطلاب باتجاه المستقبل المظلم0 وبوجود كل هذه الإشكاليات ينعدم أسلوب الحوار والاستقراء والتحليل والتركيب وعصف الدماغ وحل المشكلات وطريقة النظم( وهو ما لم يعمل به على الإطلاق طيلة العام الدراسي رغم الدعوة المتكررة لاستخدامها ) وغيرها باستثناء الطريقة القديمة الإلقائية والتي تستند إلى دكتاتورية المدرس و المحتوى التعليمي والمحاضرة والتبصيم وعدم مشاركة المتعلم واخراجه من التفاعل ،وإلغاء شخصيته المستقلة، وعندها سُيظهر المدرس ؛ كل تخلف شخصيته وعقدها وحرماناتها باعتباره انعكاس لتخلف مجتمعه والأكثر فقراً والأقل مرتبة في الوظيفة 0فهو ليس مسؤول عن أحد وظيفياً ومسؤول وملتحم مع مشكلات الشباب واقعياً، ومع القوانين الجديدة تنعدم شخصيته كليةً والأفضل أن يدخل مستقبلاً إلى الصفوف الدراسية وهو مقيد الأيدي ومقطوع اللسان000فهو محروم منذ البدء من الكلام بحضور الأكبر سناً والأكثر ادعاءً بالتدين ومحروم من التفكير بصوت عال والتفكير بشكل مخالف للأعراف ومحروم من النقاش لغياب الحريات العامة ولتكلس البنية الاجتماعية المخلفة البطريركية, ومحروم من التكلم بالسياسة في المدرسة والشارع وبين البشر لأنها محتكرة من السلطة( والمفارقة المبكية المضحكة أن السوريون مع ثورة الاتصالات والفضائيات تحولت لياليهم إلى نهار اتهم وافرغوا عقدهم وحرمانا تهم عن طريق التفرج على الأفلام السياسية! في النهار وعلى الأفلام الإباحية في الليل ) ومسموح له بالتملق ،والكذب، وبوس اللحى والأيدي للأحباب والدعاء لها بالحرق والكسر للأعداء، والرشوة ، وباعتبار المدرس كذلك، سيبدأ بإجبار الطلاب على ما كان يفعله هو؛ وما يفعله هو دائماً 0وعندها سيكون التعليم، وهو ما به، في الحضيض ؟؟ وهذا يفترض بكل من لديه حس بالمسؤولية من المسؤولين والمعنيين والمثقفين والمهتمين بالشأن العام والتعليم الالتفات لهذه الظاهرة الكارثة والتصدي لها وكلها مشاكل تتلاقى مع عدم الارتباط بينها وبين أساليب التعليم الموجودة في المناهج الجامعية 000 4- إلغاء المحاضرات : يتم إلغاء المحاضرات في كلية التربية التي تأهل خريجي بقية الكليات! دون سابق إنذار ودون علم مراقب الدوام ودون تعليق ورقة على اللوحات الموجودة في أردهة الكلية ، فما هي دلالة ذلك بالنسبة للطلبة- المدرسين المتزوجين أو القادمين من كل من درعا والسويداء أو من ريف دمشق ، الضمير ،دوما ، داريا أو غيرها 000 1ً- هدر الوقت والتسكع في أردهة الكلية أو الكليات المجاورة (أي غياب قيمة الزمن لدينا ) وترك الأولاد دون معيل ،و صرف النقود مجاناً رغم الحاجة الشديدة لها 0 2ً- عدم احترام كرامة المدرسين الطلاب ، فهم يشعرون بأنهم لاشيء ، لا قيمة لهم ، لا أحد يحترمهم ، فهم نكرة لا يعاملون كبشر, نعم ، لاسألك أيها القارئ الكريم 0 كيف تشعر حين يعدك شخصا ًما بوقت معين ويتكرر الموعد ولا يأتي الشخص المُحدد للموعد0 ألا تعتقد أنه اعتداء حقيقي على الشخص الموعود 0هل يعقل هذا الأمر؟ نعم ، إنه موجود وبكثرة ؟ أشير هنا إلى أن الخلافات المشتعلة في كلية التربية في دمشق ترمي بظلالها على الطلبة و قد تحول شهاداتها إلى شهادة محو أمية 0 فهناك أربعة مواد لم تعطَ بشكل فعلي وأغلب الأسباب تتعلق بالاستهتار بالأساتذة الجامعيين وعدم احترام أوقاتهم وشهاداتهم وِقدمهم وحداثتهم : أصول التدريس - طفولة ومراهقة - التربية في الوطن العربي والتربية المقارنة - وتقنيات التعليم عملي 0 والأخيرة اقتصرت على أجهزة عمرها أكثر من خمسين عاماً ، وبدون استخدام الحاسب ، ترى لماذا يتوجه البلد نحو المعلوماتية وتتوجه كلية التربية نحو تقنيات التعليم البدائية وما دلالة ذلك 0 هل هو عدم توافق بين إدارة كلية التربية والتوجهات السياسية للبلد ، هل هو الثقة في الأجهزة البدائية وعدم الثقة بالمعلوماتية والحواسيب والحفاظ على تراث البشرية في التقنيات التعليمية كي لا تضيع الأصول00ويمكننا الاستطراد هنا أن كلية التربية ربما تسعى لمنافسة المتحف الوطني والحربي وتتحول إلى متحف لتقنيات التربية البائدة في العالم وربما أيضاً يكون لها استراتيجية للمستقبل !! تضمن بها الحياة الكريمة للأجيال الصاعدة وذلك عن طريق السياحة والارتقاء بالبلد خاصة وأن وزارة السياحة قد استنفذت كل المعالم التاريخية لتشجيع السياحة ورفع مستوى الدخل الوطني والفردي ؟!!! وحتى هذه الأجهزة المتحفية لم يتم إعطائها بشكل صحيح**** ولم تأخذ حقها على الإطلاق ، والسؤال المحير ما هو مبرر وجود مادة ( نظرياً وعملياً ) يمتحن بها الطلبة وتكون مادة ملغاة سلفاً في التدريس 0والمفارقة أن أجهزة الكومبيوتر صارت موجودة في أغلب المحلات والشوارع وفي كثير من المنازل وربما باستثناء منازل المعلمين ؟؟ 5ً- غلاء ثمن التسجيل وثمن الكتب : إذا كانت السياسة المتبعة في البلد الاستيعاب الجامعي ومجانية التعليم وعموميته،وإلزامية جزء منه وهو أمر يتفق ومصلحة الفقراء ، فما هو مبرر دفع قرابة ألف ليرة سورية أثناء التسجيل في بداية العام الدراسي من طلبة وأساتذة يعيشون الكفاف وما هو مبرر رفع تسعيرة الكتب إلى قرابة ثلاثمائة ليرة سورية علماً أننا كنا نشتري الكتاب الجامعي في أوائل التسعينيات ( وأكثر ضخامة ؟!) بما لا يزيد عن خمسون ليرة ، ما هو مبرر دفع مائتي ليرة لكل مادة في الدورة التكميلية ألا تعد هذه الدورة جزء من العام الدراسي ، ونتسآل ما الذي يحدث في أروقة الجامعات وفي السياسة التعليمية وفي السياسة العامة للبلد ؟؟ 000 هل هي الخصخصة تلتهم التعليم كما الصحة كما كل قطاعات الدولة ، وهل ستتحول الجامعات العامة إلى الجامعات الخاصة وتلحق بالجامعات التي فتحت حديثاً كالجامعة المفتوحة والتي تستخدم أبنية الجامعات العامة ؟؟ وهذا يترتب عليه كما يحدث ومنذ أكثر من عقد رفع مستوى العلامات للقبول الجامعي إلى أعلى الدرجات في الجامعات العامة وعدم اشتراط درجة العلامات في الجامعات المفتوحة 0والسؤال ما هي الحكمة من ذلك ؟ ما دام خريجي الجامعات العامة والمفتوحة لا يجدون عملا0 والأخيرة لا يعترف بشهادتها أصلاً 0 وقد عطفت الحكومة!! مؤخراً على المهندسين وألغت التعهد بالوظيفة كي يتساووا مع أصحاب الإجازات المحرومين من الوظيفة إلا عبر المسابقات وعبر حاجات البلد ( الآداب ، الصحافة ,التجارة ، الحقوق ، الخ)! وثانياً : أليست نتيجة ذلك الاشتراط تحويل كل من لا يستطيع الدخول إلى العامة إلى المفتوحة000 والفقراء اللذين لا يستطيعون ذلك ، أين يذهبون وماذا يفعلون ؟ علماً أن الجامعات العامة ( كما التعليم العام حتى الفصول الثانوية ) موجودة في كل أنحاء العالم وليست هذه الجامعات محصورة بالدولة ذات التوجه الاشتراكي أو المملوكة للدولة ، أو خاصة بالبرجوازية المتوسطة، أو الدول التي كانت تأخذ ما كان يدعى بالدول الاشتراكية ،وهذا لا يقلل من أهميتها ومن أهمية المحافظة عليها ، ونتيجة ذلك، العودة إلى التعليم الخاص والتخلي عن العام وانتاج نخبة من المتعلمين الخبراء فقط وبما يخدم الخصخصة حصراً واخراج أبناء الطبقات الفقيرة من حقل التعليم والوعي الحديث والعمل العقلي ( وصدّق التاريخ من قال في أوائل الثمانينيات من أركان النظام السوري إن الدخول إلى الجامعة العامة سيكون حلم للسوريين وتحديداً للفقراء منهم ؟1) وهذا التوجه يتلاقى مع المشروع الأمريكي لإعادة صياغة العالم الخارجي وفق حرية السوق والخصخصة وإعادة هيكلة الدولة "الوطنية" وإلغائها ( مخلفات الحرب الباردة ) والتخلي عن كل المكتسبات التاريخية لصالح الطبقات الفقيرة بل اعتبار هذه الطبقات والأمم الفقيرة زائدة عن الحاجة ( الأمراض الفتاكة ، الإيدز ، سوء التغذية ، التلوث - ماء - هواء - تربة- طعام ) وحتى مالتوس وهتلر يعجزون عن إيصال البشرية الطرفية لما وصلت إليه 000 6ً – نظام الامتحانات : يستند هذا النظام إلى التعليم عن طريق المحاضرة - المدرس ، فيصير على الطالب، الحفظ ، البصم وتشغيل ذاكرته فقط ، وتكون الامتحانات مناسبة تماماً لذلك الشكل من التدريس ؛ فأكثر الأسئلة فيها تأتي على شكل تعداد - مقاليه ،وبعضها اختيار من متعدد أو فراغات غير متوقعة على الإطلاق وتعاريف ( طلب أحد الدكاترة الالتزام الحرفي فيها بالكتاب وإلا فالعاقبة الصفر ؟!) وجميع هذه الأسئلة لاتفي المنهاج ولا تختبر الطلاب فعلياً ولا تسألهم عن رأيهم ، أو تستقصي ما استفادوه من طرائق البحث ( أسئلة الصحة النفسية وتقنيات التعليم، والتربية في الوطن العربي، علم نفس تربوي، علم نفس طفولة ومراهقة الخ ) والمشكلة أن كثيراً من المدرسين لا يمرون على القاعات أثناء الامتحانات ولا يتفقدون الطلبة ولا يكتبون أسماءهم على أورا ق الامتحانات باعتبارهم المسؤولين عن إقرارها ويمكن الاستطراد أن الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية لا يكتب مؤلفيها أسمائهم عليها كما كان يحدث في الماضي ، وهو ليس تواضع قطعاً وسنترك للمدرسين والطلاب والمهتمين التخمين عن السبب 000 وهناك حادثة أرغب في التحدث عنها لعلاقتها بمستقبل الطلاب ولخطورتها إن تكررت هي الفصل الإداري للدكتور مصطفى العدوي من التدريس ( مدرس علم نفس تربوي ) على أثر مشكلات بينه وبين إدارة الكلية ، وباعتباره أعطى المادة وحدد المطلوب والمحذوف ، يصير عليه وضع الأسئلة وتصحيحها واذا لم يسمح له بذلك ،لأسباب في الغالب غير وجيهة 0 فعلى البديل أن يتابع ما أخذ به مدرس المادة فهناك( طلبة وامتحانات ونجاح ومستقبل ) وقد تم الاستبدال ولم يأخذ بطريقة الامتحان التي أشار إليها الدكتور مصطفى وهي الموضوعية والمقالية واقتصر الامتحان على المقالية حصراً أو الإتيان بأسئلة لم تدخل أصلاً في المحاضرات ، وبعد حدوث الامتحان وظهور النتائج حدث عدم مطابقة عند كثير من الطلبة بين توقعاتهم ونتائج الامتحانات ، مما جعل قسم من الطلبة يقارب المائة إلى رفع معروض لرئيس الكلية وتم طردهم وكذلك إلى رئيس جامعة دمشق وليس هناك من نتيجة ؟ ونتسآل كيف سينعكس هذا الأسلوب من الامتحانات ومن تصحيح الأوراق على أداء المدرسين أثناء عودتهم للتدريس ، وبذلك نفهم العبارة المتهكمة و المتداولة بين المدرسين بأنكم لن تستفيدوا من الدبلوم شيء ( عاد بخفي حنين ) ؟ 7 ً- العلاقات بين الطلبة : انقسم الطلبة الأساتذة منذ الشهر الأول عن بعضهم إلى تكتلات ، على أساس ذكوري - أنثوي- طائفي - مناطقي ( ريفي ، مديني )- ديني- شللي - سلطوي - وماركسي وعلماني (بأطياف متعددة) باستثناء الشاردين اللذين لا ينضوون تحت أي إطار ولا يعرفون ما الذي يريدونه وهم الأكثرية ؟! ، واما الحوارات فكانت شبه مقطوعة بين المتدينين وجميع التكتلات الأخرى ، فالمتدينين ( خريجي كلية الشريعة ومدرسي مادة الديانة ) - باستثناء المتنورين منهم وهم قلة - مرجعيتهم إلهية وانتماءاتهم إلى الغيب وباعتباراتهم لا يتساوى من ينتمي للغيب والمقدس مع من ينتمي إلى الأرض والحياة والعلم والمادة المدنسة ، وفي كل القضايا لديهم المشاريع الذهبية المقدسة التي لا يأتيها الباطل لا من خلفها ولا من أمامها ولا من داخلها؛ فمجرد التلفظ بها يؤكد صحتها المطلقة وضرورتها للبشرية ، والتي ما فتئت تُستقدم على ما هي عليه، وكأنها جوهرٌ أبديٌ لم يفشل عبر التاريخ، كدولة وكسياسة بمجرد موت الرسول محمد وكأنهم لم يسمعوا باجتماع سقيفة بن ساعدة وما جرى به أو بموت ثلاثة من الخلفاء الراشدين تسميما أو قتلا و بحروب الجمل وتحكيم المصاحف، أو بقتل عشرات الصحابة على شرف تلك الخلافات أو بالحكم الملكي لال أمية أو العباسيين وغيرها وغيرها 0ويطلق الآخذين بذلك المحرمات ونادراً ما نسمع بالمحللات وكأن على البشرية أن تتخلى عن كل المراكمات عبر التاريخ وتدخل خرم إبرهم أو سرير بريست 0 أما الماركسيين والعلمانيون ( من العلم والعالم ) على أطيافهم فهم مختلفي الاختصاصات والرؤى ويغلب على نقا شاتهم التخصص والتفكير العلمي ومراعاة العلوم من أين أتت والعقلانية واعتبار التراث مسألة ثقافية علمية تتطلب إعادة إنتاج، والدين مسألة شخصية بين المؤمن وخالقه، وتسود بينهم العلاقات المتمدنة واحترام وجهات النظر الأخرى بمافيها الدينية وتقديم أفكار نقدية إلى حد ما أو أفكار ذاتية أحيانا ، وبغض النظر عن التكتلين فقد ظهرت السوية الثقافية للمتعلمين الجامعيين وتحديداً المحاورين واهتماماتهم الجدية بقضايا النهضة العربية وبما يدور في الفكر العربي والسياسي من قضايا : التخلف التقدم، الإسلام الغرب ، الديموقراطية الاستبداد، النقل العقل ، وحدة الحضارة الإنسانية – التحيزات للحضارة العربية إلى آخر هذه الثنائيات القاتلة التي تستبدل عند المثقفين بكلية الواقع وتناقضاته وتغيراته 00والجدير ذكره أن هذه النقاشات كانت تدور على هامش محاضرا ت الدكتور المفصول إداريا حتى الآن (الشهر السادس عام 2004) مصطفى العدوي ، وأنها استقطبت بعض الناس من خارج الكلية كأزواج المدرسات أو أصدقاء المدرسين والطلاب 0 ورغم تفاؤلي بمستوى العلاقات والوعي والتوجهات العلمانية للطلبة باستثناء المتدينين المتعصبين فأنا أرى بعكس المتشائمين أن المصيبة هي في جملة الممانعات الفكرية والذهنية عند الطلبة والأساتذة المرعوبين والتي تمنعهم من الاندماج في الحراك الثقافي والعلمي والحواري – وهذا أمر متعلق بالواقع السياسي العام - فهل نستطيع بهكذا مدرسين بناء صرح العلم 00 وقديماً ُشبه المعلم بالقديس والنبي ، وهم محقون في ذلك ، فهل يعلم المدرسون قيمة أعمالهم ،وإن عرفوا هل يستطيعون القيام بهذه المسؤوليات 0 انهم محركوا العقول والتقدم ، فبدون امتلاكهم حريتهم ، وتلبية حاجياتهم ، وعلو صوتهم ، واستقلالية عقولهم ، لن يكونوا قادرين على إدخال تلامذتهم إلى حقل التاريخ الإنساني 00 8ً- الجامعة والإصلاح : وبذلك نجد أن الجامعة يلتغي دورها التعليمي والتنويري وأن مشكلاتها البيروقراطية تفرّغ التعليم من محتواه وأنها ككل مشاريع وزارة التربية بمهب الريح ، لأنها ما تزال تعتمد على الولاءات الشخصية ، والعقلية البيروقراطية ، وعلى حزبية الموجهين الأساسين والمدرسين رغم صدور التوجيهات الشفهية بخصوص إلغاء هيمنة الحزب الواحد على التعليم ،وعلى الدبلوم نفسه الذي كان حتى عام 2002مقتصراً على الحزبيين البعثيين وهذا يدل على خطأ السياسات القديمة من جهة وعلى ضرورة الديموقراطية السياسية من جهة أخرى فالأمريكان سيدخلون بأكاذيبهم من هذه الناحية بالذات والمغيبة في سوريا ، وهنا نشدد أن كل مشاريع الإصلاح الإداري والاقتصادي والتعليمي لن يكتب لها النجاح إن لم تخرب البلد املتأزم أصلاً على الطريقة الروسية، والمصرية؛ فالإصلاح الممكن والوحيد والفعلي هو الإصلاح السياسي وإلغاء كل القوانين الاستثنائية واطلاق الحريات السياسية 000 واعادة العمل بكل مؤسسات البلد المعطلة بما يخدم الطبقات الأكثر فقراً وتهميشاً000 أخيراً: نقول إذا كان المربين أساتذة الجامعات ، والمدرسين والطلبة ، يحتاجون إلى تربية ،فما الذي ستتعلمه الأجيال الصاعدة000 **********************
*لا تتساوى الحضارة الإنسانية مع الحضارة الرأسمالية ،فهي لصالح مراكز و طبقات وفئات محددة ، وهذا يتطلب حضارة جديدة لصالح جميع البشر شرطها انعدام التفارقات الطبقية ، النظام الديموقراطي ، احترام المرأة ، بيئة نظيفة 000 **الغرابة في القوانين في بلدنا شيء محير فللذين يأخذون الدبلوم على حسابهم الشخصي وقبل أن يعينوا في التدريس لا يتقاضون عليه أجراً وينطبق نفس الأمر على اللذين يعينون بالتدريس أثناء تسجيلهم في الدبلوم قبل النجاح في المسابقة 0 واما اللذين يفرغون عاماً كاملاً لدراسة الدبلوم فيتقاضون أجراً وكأنهم على رأس عملهم والأجر = الشهادة والشهادة = ثلاثمائة ليرة سورية وهو أجر عال جداً ؟! وكأن هناك حكمة خفية تقول : فما دام طلبة الدبلوم لايتحسنون فلماذا نعطيهم أجراً 0ياللفضيحة ؟! *** ربما يعتقد البعض إنني أ رفض المساواة ،أقولها بوضوح ، نعم أرفض المساواة الشكلية والديموقراطية الشكلية والاشتراكية الشكلية وكان البشر لأنهم بشر يجب أن يتساووا واقعياً ، والأصح برأيّ أن البشر لا يتساوون إلا قانونياً وإما واقعياً فالمساواة على قدر الجهد والبذل والوعي والمعرفة والإمكانيات وبما يحقق شخصية الإنسان أي إنسان، وهذا لن يحدث في المجتمعات الطبقية بل فقط في المجتمعات التي تنتفي فيها الملكيات الاحتكارية الخاصة ، مفسدة كل تقدم إنساني 000 **** يصل عدد الطلاب في الدرس العملي لمادة تقنيات التعليم إلى أكثر من مائتي طالب ، فلا يستطيع الأستاذ تدريب الطلاب على الألأت المتحفية ولا يقوم أصلاً بإحكامها بدقة عالية ، وذلك لأنه يشعر بعدم أهميتها ، وهي في المدارس لا تخرج من المخابر ويتحول الدرس العملي- واقعياً - في الجامعات وفي المدارس إلى درس نظري 0
#عمار_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الماركسية وآفاق المقاومة العراقية
-
إشكالية الحوار الكردي العربي
-
ديموقراطية أم ديموقراطية المهمات الديموقراطية
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|