عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 08:55
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
في اطار مناقشة مشروع التطوير والتحديث الذي اطلقه رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد في اختبارات مسابقة الانتساب الى المعهد الوطني للادارة العامة كنت اتحدث انا ورفاقي المشاركين في المسابقة حول قضايا الاصلاح وايهما اولا اصلاح الادارة ام الاصلاح الاقتصادي ام الاصلاح السياسي ام اصلاح الاعلام فاانبرى احد الرفاق وقال يا اخي لماذا كل هذا الجدل البيزنطي
- التربية هي الاول والانسان اولا لان الانسان يخرج من المؤسسات التربوية والتعليمية ثم يذهب الى باقي المؤسسات الاخرى ليمارس عمله فيها لذا اولا نبدا من التربية حتمية التغيير
- يشهد العالم اليوم تسارع كبير نحو التطور والتغيير لتحقيق مستوى معيشي افضل واذا اردنا في سورية ان نخطو نحو مجتمع المستقبل بكل عزم ثبات علينا ان نعمل بكل جد واصرار من اجل فهم حقائق التغيير العالمي السريع وان نصل الى التقدم ونستمر به وفي تحقيقه وعلينا ان نغير لتجاوز ما نعانيه من امن الانهيار و ترهل وسوء اداء في عدة مجالات انسانية من هنا نبدا
من الانسان من تربيته تربية حديثة بحيث يكون قادر على تحرير الارض وحمل مسؤولية البناء وانجاز التطوير والتحديث وتحقيق الاصلاحات واحراز النصر والتقدم والخروج من الضعف والترهل واللامبالاة الى ثقافة الفعل والعمل والاداء الجيد المتقن المبدع.
لكن ما هو الطريق الى ذلك؟
ان الجواب هو التربية ان التربية اولا واخيرا هي الوسيلة الاساسية لتحقيق ذلك و انها هي الوسيلة اولا ومنتصفا واخيرا هي تنفذ وتحقق بناء انسان جديد يضع التطوير والتحديث
الانسان والتربية
منذ بدء الخليقة ولايزال الانسان صانع الحضارة والتقدم والتطوير ولقد كان ولايزال الشغل الشاغل للفلاسفة والمفكرين ورجال التربية والعلماء في البحث عن كيفية تنشئه وتنمية شخصيته وبناء سلوكه.
- واستنادا الى ان التربية هي صانعة سلوك الانسان وقوته وقومية ونظامه الاجتماعي فاننا نستطيع الحكم بان المواطن السوري بشخصيته الحالية انما هو انعكاس للانماط التربوية السائدة في عملية التنشئة الاجتماعية داخل العربي السوري . ولهذا لابد من بناء جديد للانسان العربي السوري بناءا شمولية متكاملاا حتى يستطيع هذا الانسان بنا مجتمعه وتطويره وتحديثه وتجديده حضاريا بالاضافة الى اجراءات اخرى متكاملة مع الاجراءات التربوية كالتي تحصل في مجال وضع قانون الاحزاب والمعهد الوطني للادارة واصلاح الاقتصاد..........وغير ذلك..
التربية اداة التغيير
لكي نغير نظام المجتمع كله يجب ان نغير التربية و ذلك ليكون تغييرا حقيقيا في نظامنا الاجتماعي والسياسي ، فلابد من انقلاب جذري في نظامنا التربوي وتثوير لفلسفته واهدافه وهذا الان صياغة المجتمع التربية
ولا اعني بالتربية هنا التعليم والتعلم بل اعني المعنى الاشمل والاوسع وهو رسم سياسة قوميات المجتمع و تحميلها مسؤوليات تطبيقها لبناء انسان حديد قادر على تجديد البناء الاجتماعي والحضاري ومن هنا نستنتج ان التربية الجديدة المدنية التي نتحدث عنها هي عملية تنشئة شاملة لكل جوانب الحياة .
• مفهوم التخطيط التربوي
لقد تطور مفهوم التخطيط التربوي فلم يعد مقتصرا على جانب واحد من العملية التربوية بل اصبح يعنى بالتربية المستمرة وبالتربية ما قبل المدرسة الابتدائية ويطبق على التعليم في مختلف مستوياته ومراحله واشكاله النظامية وغيرالنظامية ويشمل جميع فئات السكان المتفوقون والمتخلفون تعليميا والذكور والاناث والكبار والصغار
بالاضافة الي اهتمامه بالمناهج وطرائق التدريس واعداد المعلمين والوسائل التكنولوجية والتعليمية وغيرها
وهكذا فالتخطيط التربوي مرتبط من حيث المبدا بالتنمية الشاملة بكل ابعاده
• تعريف التخطيط التربوي
هو نظرة مستقبلية علمية منهجية للواقع الذي يجب ان تؤول اليه التربية في المستقبل
• اهداف التخطيط التربوي في البلاد العربية
على التخطيط التربوي في سورية والبلاد العربية ان يهدف الي التالي
- ترجمة الاهداف التربوية الي واقع اجرائي وتحديدها
- استقراء الواقع التربوي وتقديم نظرة تنبؤية شاملة ومطبوطة للمستقبل
- ايجاد قنوات اتصال ما بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما بين التنمية التربوية التعليمية
- العمل على حل المشكلات التربوية وخاصة منها محو الامية والنفاق على التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي واعداد المعلمين والادارة التربوية
- الاستخدام الامثل للموارد البشرية والمادية المتاحة
- استخدام الخطط التربوية القصيرة والطويلة الامد على السواء
• المرتكزات الاساسية للتخطيط التربوي في سورية والبلاد العربية
- اتصال السياسة التربوية بالسياسة العامة للدولة
- الاستفادة من منجزات العلوم المختلفة واستخدام الوسائل العلمية والتكنولوجية المتطورة
- توفير الموارد المالية الكفيلة بتنفيذ الخطط التربوية لان الانفاق على التعليم اليوم هو عائد ودخل بعد حين وقد دلت الدراسات ان سبب تطور الاقتصادات الاوربية هو نمو وتطور المستوى التعليمي فيها وان كل دولار ينفق على التعليم والتطوير التربوي يعود بثلاثين دولارا
- الاستفادة من تجارب وخبرات الدول المتقدمة في هذا المجال وتجنب العودة الي الصفر والبدء من حيث انتهى الاخرون
- الاعتماد على العنصر البشري المدرب المهيا لمثل هذه العمليات
• صعوبات التخطيط التربوي في سورية والبلاد العربية
هناك الكثير من الصعاب التي تعترض عمل المخططين التربويين العرب والسوريين وتختلف الصعوبات من قطر لاخر ومن اهم الصعوبات :
- ضعف ا لو عي التخطيطي في معظم الاقطار العربية
- عدم وجود مراكز بحثية متخصصة بالتخطيط
- صعوبات تمويل الخطط التربوية
- عدم التنسيق والتكامل بين الخطط التنموية والخطط التربوية التعليمية
- المتغيرات القطرية والقومية الاقتصادية والسكانية والسياسية وغيرها
- صياغة الخطط التربوية في اطار مثالي مما يفقدها المصداقية
- عدم حرية التخطيط التربوي
- عدم وجود خطط تربوية بديلة
- عدم المتابعة الفعلية للخطط التربوية من قبل مؤسسات الدولة الاخرى
• مقترحات لتفعيل وتطوير التخطيط التربوي في سورية والبلاد العربية
- ان تصاغ الخطط التربوية في ضوء استراتيجية التربية العربية
- ترجمة الاهداف والفلسفة التربوية الي واقع اجرائي
- الاهتمام بعملية اعداد الكوادر المتخصصة في مجال تخطيط التربية
- تكامل التخطيط التربوي مع خطط التنمية الشاملة
- مشاركة الجامعات ومراكز البحوث في عملية التخطيط التربوي
- رصد الامكانات المالية لتنفيذ الخطط التربوية
- ان لا تتسم الخطط التربوية بالاعلامية والدعائية السياسية
- ان تراعي الواقع ومتغيراته المختلفة
- توظيف الخطط التربوية في خدمة التنمية لا سيما التركيز على الكفاءة الخارجية للنظم التعليمية
الفلسفة التربوية العربية المنشودة
تنبع اهمية فلسفة التربية في سورية والبلاد العربية من عدة امور هي
- الواقع المتردي للنظم التربوية التعليمية
- المشكلات التي يعاني منها نظام التربية
- طبيعة الحياة المعاصرة وتغيراتها
- التطلع الي مستقبل جديد
معالم ومنطلقات الفلسفة التربوية العربية المنشودة
- التراث العربي بكل ابعاده الحضارية
- الواقع العربي بكل مقوماته وطموحاته
- الابعاد السيكولوجية للشخصية العربية
- معطيات العلوم المختلفة
- التغيرات الدولية وتاثيرها على الساحة العربية
- تكوين الانسان العربي الحضاري السمات
- التاكيد على تكوين الفكر النقدي والفكر العلمي
- التاكيد على دور العمل المنتج والمبدع في بناء الحضارة العربية الحديثة
- الاهتمام بالمتميزين والمبدعين وتسخير جميع الامكانات لهم
- تكوين الروح الديمقراطية في شتى مجالات الحياة
- الاستناد الي المبادىء الانسانية والديمقراطية والعلمية والتكنولوجية
ان اصلاح اي نظام مرتبط باصلاح عناصر هذا النظام واصلاح عنصر لوحده قد لا يفيد بل قد يؤدي الي نتائج عكسية واصلاح الاجزاء يؤدي الي اصلاح الكل
من وجهة نظري ان التربية واصلاحها يشكل مدخل رئيسي للاصلاح في باقي المجالات لان النظام التربوي مصدر لجميع الانظمة الفرعية الموجودة في سورية والتي تشكل بمجموعها النظام العام في الدولة
ومن غير الممكن هندسيا اتمام البناء على اعمدة مختلفة الارتفاع عن الارض وبالتالي اذا كانت الاعمدة لا تصل الي السقف فلا يهم اذا مقدار ارتفاعها عن الارض
وكما الاعمدة في البناء كذلك العناصر في اي نظام وربما الانطلاق من فكرة النظام كمفهوم وتحديد عناصره في كل قطاع او مجال ( النظام الاقتصادي – النظام التربوي – النظام الصحي – النظام الضريبي – النظام الثقافي – النظام الاداري – نظام السير – نظام التعليم العالي – وبقية الانظمة الاخرى )
ان ذلك يساعد في تسريع مسيرة الاصلاح والتطوير والتحديث والعصرنة بعد كثرة المفرملين لها وهكذا يمكن ان نصل الي اهدافنا ونصنع سورية متطورة حديثة مزدهرة عصرية 0
عبد الرحمن تيشوري
-
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟