|
رد على مقالة سامي لبيب...في تديين السياسة أم تسييس الدين (5)
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 03:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رد على مقالة سامي لبيب...في تديين السياسة أم تسييس الدين (5)
هنا النبى يستخدم الأدوات التى يملكها فى التأثير والترويج لمشروعه السياسى وهو الإدعاء بالإتصال بالسماء وإبداع النص الذى يؤسس لفكره ويحقق مصالحه وسط مجتمع يجد فى الإتصال بالسماء هى الوسيلة المُثلى للتأثر والخضوع..
هل؟؟ يطلق على الآيات ألقرانيه أدوات .. أم هي آيات تحاكي العقل والفكر البشري ..هل استخدم محمد أدوات الحلاقة للترويج عن الإسلام .. هل استخدم محمد الأدوات الطبية في الترويج عن الإسلام ..ثم أي أدوات التي استخدمها محمد لها علاقة بالسماء .. هل؟؟ الشمس والقمر والنجوم والأرض أدوات.. أم هي دلائل الخالق
الكاتب
من هذا السياق سنؤكد هذه الرؤية من خلال تناول آيتين بالقرآن تعنى بالسلام والعلاقة مع الآخر فى زمن الحرب لتبين لنا بوضوح أن السياسى لا يتوانى عن تسطير موقفه السياسى من خلال النص وفقا ً لمرحلته وظرفه السياسى الموضوعى .
فآية " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " من سورة الأنفال 61 ..ذات معنى واضح الدلالة ولكنها تصطدم بآية أخرى من سورة محمد " { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون } (محمد:35) لتنسف الآية الأولى وتقوض أركانها .
الآية الأولى من سورة الأنفال " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا " تعنى الجنوح والميل للسلام بدون شروط ..أى أن تجنح للسلم وأنت فى كل حالاتك سواء أكنت فى حالة من القوة أو الضعف أو التكافؤ..بينما آية سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون " واضحة المعانى والدلالات أيضا ً برفض التعاطى مع السلم فى حالة القوة والمنعة للمسلمين .
إذا تعاطينا مع الآية الثانية وهو عدم الدعوة للسلم فى حالة القوة فستكون الآية الأولى " وإن جنحوا " ليس لها مكان من الإعراب وفاقدة لأى قيمة ...مما يوقعها فى إشكاليات كثيرة عن جدواها ولماذا أنزلها الله .
علماء المسلمين أحسوا بهذا التناقض لذا جاءت شروحهم تتفق مع ما نريد أن نرسله فى أن الظرف السياسى فرض النص ولكن هم حاولوا أن يخرجوا من مأزق التناقض النصى بتسويق فكرة نسخ الآية الأولى ..أى فقدها للحكم وإبطال المفعول .!!
التعليق اقتبس الكاتب آيتين من مكانين مختلفين .. يختلفان في النزول وفي الستراتيجيه العسكرية ولا علاقة لها بالسياسة .. وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " من سورة الأنفال 61 نزلت هذه الآية سنة 2 للهجرة وبالتحديد بعد انتصار المسلمين في معركة بدر .. هنا الوضع اختلف بالنسبة للمسلمين وللمنطقة عموما لأنه ظهرت قوه جديدة بدلا من قريش .. هذا يعني ستقوم بعض القبائل الضعيفة بعقد الهدنة مع النبي ... فالقبائل هي التي تلتزم بالجانب السياسي إمام القوه الجديدة خوفا على كيانها .. وليس المسلمين.. لان كيانهم تحقق بعد انتصارهم في معركة بدر فهم بعيدين عن السياسية في هذه المرحلة.....ولذلك نجد فعلا إن بعض القبائل جاءت تطالب بعقد الهدنة مع النبي مثل بني قريظة وبني النضير وسلمه وبني حارث...فجاءت سورة الأنفال تحمل آيات الهدنة الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ{56} فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{57} وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ{58} ما يؤكد لنا إن هذه الآيات ليس لها أي دوافع سياسيه هو اختلاف مكان وزمان نزولهما.. ولو كان نزولهما في آن واحد يمكن القول لهما أهداف سياسيه لأنه سيكون الاختيار بين الآيتين كيفما تتطلبه المصلحة السياسية إما ما يخص الآية 35 من سورة محمد... فهي لا ترفض الهدنة مع الكفار لان الآية واحد 61 من سورة الأنفال سمحت بالهدنة ولا توجد إي أية أخرى تبطل عقدها.. والدليل على ذلك هو ما حصل في سنة ستة للهجرة عندما عقد محمد مع قريش صلح الحديبية ..وهذا دليل أخر .. عندما سمح الإسلام لجميع القبائل التي نقض صلح الحديبية سنة ثمانية للهجرة من الدخول في السلام .. بدليل قول الله... فسيحوا في الأرض أربعة أشهر أي أمهلهم الله أربعة أشهر...ثم لو كان هناك فعلا انتهاء المعاهدات... لنقض الإسلام عهد خزاعة التي بقيت على عهد محمد إلى سنة 16 للهجرة... {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة7
نأتي إلى تفسير الآية 35 من سورة محمد.. في سنة سبعه للهجرة .. دارة معركة هوازن بين القبائل العربية المتحالفة مع ثقيف وجيش المسلمين وانتهت بأنصار المسلمين .. وأصبحوا قوه لا يستهان بها .. اقترح المنافقين على النبي بعقد الاتفاقيات مع ما تبقى من القبائل العربية الكافرة لفض النزاعات بين المسلمين والكفار .. كان الهدف من هذا الاقتراح ليس بصالح الإسلام إنما يتعلق بمصالحهم الشخصية ... لو لحظنا الآيات في هذه المجموعة لوجدنها تقدم الانتقاد للمنافقين وليس لها أي إبعاد سياسيه مع الكفار أو ستراتيجية عسكريه.. ,; مجرد فضح نوايا المنافقين وكشف أهدافهم من عقد تلك الاتفاقيات .. كان هدفهم واضح من خلال الآيات الأخيرة من هذه المجموعة وهي تدعوهم إلى الإنفاق في سبيل الله ... لان توقف القتال بالاتفاقيات يجعل المنافقين بعيدين عن الإنفاق في سبيل الجهاد فهم حريصين وخائفين على أموالهم من الإنفاق... ولا علاقة لها بقتال الكفار
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ{32} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ{33} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ{34} فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ{35} إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ{36} إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ{37} هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ{38}
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة الفكر الاديني.
-
رد على مقالة سامي إبراهيم..أسئلة إلى الله(4)
-
الانقسامات في ظل الدين السياسي
-
عيد بأي حال جئت يا عيد؟
-
لوط بين الكتاب المقدس والتنزيل
-
تاريخ العلمانية
-
الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي(4) الأخيرة
-
الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (3)
-
الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (2)
-
رد على فسفسة على السوري
-
رد على مقالة سعد علم الدين ..في نظرة تحليليه لموضوع الكذب في
...
-
رد على مقالة كامل علي في... الملائكة كتبة الإعمال
-
الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي(1)
-
ضيف إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
-
رد على مقالة كامل النجار في...كيف خسر المسلمون بإلغاء العبود
...
-
عهد إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
-
رد على مقالة رعد الحافظ مناظره رمضانيه
-
سارة وهاجر بين الكتاب المقدس والتنزيل
-
رد على تخاريف كامل النجار وتخاريف الأزهر (الأخيرة )
-
إبراهيم وذريته بين الإسلام السياسي والتنزيل
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|