|
مقالة ( عنوانها ) لا تستحقون كل هذه ...التضحيات
علي حسين غلام
الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 12:34
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لا تستحقون كل هذه ... التضحيات يوماً بعد يوم تغلق أبواب الحلول السياسية لأكبر أزمة في العالم المعاصر لتشكيل الحكومة العراقية بسبب التصارع على السلطة والتسقيط السياسي بديلاً عن التنافس الديمقراطي المتمدن وبعيداً عن مفهوم الحوار السياسي الشفاف والبناء لأرساء منظومة الحكومة الوطنية وتأسيس دولة المؤسسات ، وتخوفنا ان تغلق أبواب الرحمة الألهية لتصبح الأمور أكثر سوداوية وتعقيداً تجر البلد ( بلا أسوار) الى متاهات ومفترق طرقٍ لا بصيص أمل فيها وأستعصاء في تحديد خطوة الأنقاذ من الغرق في المستنقعات الآسنة التي تفوح منها رائحة الطائفية والمشاريع والأجندات الأقليمية والدولية التي أصبحت للأسف المرجعية السياسية لتشكيل الحكومة ودالة مؤثرة في الشأن العراقي ، مما ولد أحباط في النفوس ونفور شعبي وغضب عارم على كل الكتل السياسية وخصوصاً قادتها ، وقد صدحت صراخات الشعب المدوية بوجوههم وقد أيقضت الشهداء من قبورهم لتبعث رسالة مفادها لا تستحقون كل هذه التضحيات منا ، لقد طفح الكيل من وعودكم الكاذبة ومن أفعالكم المخيبة ومن سوء إدارتكم لشؤون البلاد والعباد وأنتشار الفساد المالي وأتخام جيوب كانت متصحرة أيام زمان ومن تغليب مصالحكم الحزبية والشخصية على المصلحة العامة وتشبثكم المستميت بالكراسي التي لم تمر مرور السحاب أو الكرام في احلام غربتكم التي كانت تحلم دوماً ببضع مئات من الدولارات لتحسين شغف العيش الذليل في ظلام الليالي التي كانت تطوى بعشاء مقتر لا يسد رمق طفل فقير في العراق ، وأما ماكنتم تعملون أو حرفاً ومهناً تمتهنونها ففيها الف حكاية وحكاية لانسردها خوفاً أن تندى جباهكم وهيهات فأنها لا تندى بعد أن سقطت قطرة الحياء وكذلك الخوف على سفر تاريخكم النضالي الذي كتبتموه بحروف من الذهب بعد السقوط لماضيكم والذي أصبح مورد شبهة يشوبه الشك والريبة في مصداقيتها ، ورغم ذلك أستكبرتم وتعاليتم وأستغفلتم وأهملتم عن قصد ولربما من غير قصد هذا الشعب ودفعه الى طريق مجهول وآتون حرب أهلية جديدة يدفع أثرها ثمناً باهضاً أغلى وأقسى ممن دفع في الفتنة البغيضة الأولى وتخوفنا أن تكون الثانية وتليها الثالثة أذا بقيتم على نفس المنهاج والمنوال والترف السياسي والأسراف لسد النقص والشحة في الأيام الخوالي، وخوفنا الأعظم من تدخل الدول الأقليمية والدولية لتغذي هذه الحرب وتزيد في سعير نارها والتي لها أجندتها وسياستها ومصالحها الخاصة بل والمشاركة مباشرة فيها وإدارتها أن حدثت لاسامح الله لتحترق المنطقة برمتها والأخضر واليابس وأن تسفك الدماء لتجري كالأنهار وتكون حرباً بسوسية حديثة ، كلها بسبب قصور النظرة الحزبية في ادارة السلطة والتقصير في فهم الحاضر والمستقبل بالمنظور السياسي المحترف وأرتفاع مؤشر المصالح الضيقة والحزبية للقوى السياسية المشاركة ووجود شخصيات أستأثرت بكل شيء لنفسها وأصبحوا قادة لأحزاب أو لكتل لحاجتها لعناوين لعبور مرحلة معينة أو للحصول على الغنائم والمناصب ، وهؤلاء قد أمتهنوا السياسة التقليدية في المعارضة وفق معطيات ودلالات تأثرت بالواقع الجغرافي الذي عاشوا فيه أو الجهة الممولة للبقاء في المعارضة أو التقوقع داخل صومعة الحزب ، وقد تبينت وتوضحت أطار وملامح هذه السياسية الجافة والسلوكيات الخاطئة من خلال التجربة الماضية كونها غير ناضجة تنقصها العلمية والدراية والخبرة في فن السياسة وعدم السعة في الأطلاع والأدراك في مجريات التغيرات والترتيبات التي طرأت في مجمل السياسة العالمية والأقليمية وكيفية أستخدام الممكن والمتاح بحسب الواقع المستجد والوضع الشائك والمعقد وما ترتب عليه من آثار وتبعات تحتاج الى عقول متدبرة ومستنيرة ( غادرت واقع المعارضة ) ولبست ثوب الوطنية وتستمد منها الثوابت والقيم الأنسانية وكذلك لها الحنكة لتحديد أطر وملامح العملية السياسية ومدياته الوطنية والأقليمية والدولية والتعامل مع مكونات المجتمع العراقي بروح وطنية بعيدة عن التخندق القومي والطائفي والأثني ودعم الممارسات الديمقراطية والوضوح والشفافية في أظهار الحقائق وكل مايخص مصير الدولة والشعب والأبتعاد عن اللف والدوران وقذف الرماد في العيون ، أن هذه المرحلة من أخطر وأعقد المراحل التي يمر بها البلد ولا بد من التوافق وفق رؤية وطنية مملؤة بالثقة وحسن الظن والمصداقية في التعامل والمشاركة الفعالة في أتخاذ القرارات التي تخص مصير البلد وأمنه ، والمضي بحكومة الشراكة الوطنية في تقديم الخدمات والنهوض بالواقع المعاشي من خلال توفير فرص عمل لعموم أبناء الوطن ، ووضع النقاط على الحروف بالنسبة للوضع الأمني وكشف كل الملابسات والغموض الذي يعتريه والتي تزيد في وتيرة العنف والقتل وإيجاد السبل والحلول من أجل غلق هذا الملف والأتجاه نحو أعمار البلد والأرتقاء به نحو الرقي والتحضر والأزدهار ، وأن كنتم ترون في أنفسكم عدم القدرة على ذلك فالأفضل التنحي وأعطاء الفرصة لأصحاب الخبرة والأختصاص في ادارة السلطة وأنتشال البلد من هذا المأزق الذي أصبح مستديماً ، وكما يقول المثل الشعبي ( أنطي الخبز الخبازته ) .
#علي_حسين_غلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزدواجية أمريكا...وجه قبيح
-
من المسؤول..ولمصلحة من
-
تسقيط الفيلية... لمصلحة من ؟
-
التخرصات..والتهديدات.. لن تثنينا عن الانتخابات
-
مكاسب سلطوية أم وطنية
-
مقالة للنشر
-
محنة الكورد الفيلية مع كوردستان
-
رحلةالكرد الفيليين الصعبة
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|