كمال سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 07:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أكان "التحرير" الأميريكي للعراق تحريراً رجعياً وهو يؤدي إلى اختفاء المظاهر الإجتماعية المتحررة من الحياة العراقية في أيام ، تلك المظاهر التي ناضل المثقفون العراقيون من أجلها قرنين ؟
أكان الأميريكيون يعرفون بأمر تسلمِ رجال الدين حكمَ الشارع؟
أم أنهم اطمأنوا لوعد الراحل الجريء محمد باقر الحكيم بالحفاظ على حياتنا العلمانية ، وقد أوفى بوعده مرات عديدة بل صرّح ذات مرة بحق المرأة في أن تكون سافرة أو محجبة ؟
أي تخطيط عصريّ هذا الذي حمله المخططون لمرحلة ما بعد الحرب لا يدوم بعد مقتل رجل الدين الجريء وقتاً ملحوظا ؟
أسئلة كثيرة..
وسترى الثقافة العراقية نفسها مرة أخرى أمام تحديات وجودية كبرى..
وعليها ، وهي الثقافة التي تحملت ما لم تتحمله ثقافة أخرى من حروب وقمع وتشرد في المنافي أن تتحسب لما سوف تخسره في الحياة الإجتماعية العراقية تحت ضغط أصوليين ، بقوة السلاح تارةً أو بفتاوٍ (أو فتاوىً) فقهية خارجية وداخلية، وما أكثرها، تارةً أخرى.
البارحة أرسل إليّ الصديق الدكتور مفيد الجزائري وزير الثقافة أيميلاً ودياً ذكر فيه انشغالاته الكثيرة وتصميمه على العمل وشكا فيه من انقطاع التيار الكهربائيّ والإنترنت..إلخ
لكن دأب الرجل في العمل ملحوظ على الرغم من الظروف الصعبة التي تحيط به وبوزارته أمنياً ومادياً ، ودأبه واضح في تذكر أدباء بلاده..
ولقد كنا دوماً نعيش ظروفاً صعبة في بلادنا وفي المنافي ، ولقد كنا دوماً نقرأ ونكتب حتى خلق العراقيون تراثاً روحياً فريداً في اللغة العربية ، ربما لم تعرف مثيلاً له قبلا.
أشدّ على يديك أخي مفيد الجزائري ، وأنت تخدم ثقافة بلادك في وقتهما العصيب هذا.
5-9-2004 هولندا
#كمال_سبتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟