أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!














المزيد.....

أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 21:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لم تكن طفولتنا سوى وهج شوق في ضياء الفوانيس وسقوف الطين واقنان بيض الدجاج الحلوب وأمهات يفترشن الشوق مدنا أسطورية واندهاشاَ وحكمةً وضمير ...!
لم تكن طفولتنا سوى أراجيح جذوع نخل وقراءات خلدونية ونعاس دمى من قماش ممزق نمارس معه براءة الغرام في ما نسميه في العامية السومرية ( بيت ابيتات )...
الزمن الأرجواني المميز الذي منحنا صفاء روحه ونقاء ذاته وعطر رغيفه ودهشة كتبته وفلسفتها التي لا تتعدى سوى الرغبة أن تكون أيامنا معطرة ببلد جميل نسوح أليه وامرأة تختزل كل التفاصيل في قبلتها وتسكن ببراءة نهديها في رعشة أصابعنا ولذة أسنانها والحرائق التي تشتعل في شفاهنا احتراقا للقبلة والقصيدة وحلم ماركس أن يكون الخبز والورد مشاعا على الخليقة بالتساوي.!
كنا صبيانا وكبار الشباب من جيراننا يطلون علينا بسمرة سانحة وكتب ضخمة يتأبطونها .....!
مرة سقط في يدي كتاب سارتر الوجود والعدم ...لم افهم منه شيء ..ولا حتى سطرا واحدا .ولكني فهمت وجه سارتر المطبوع على الغلاف ..
وطوال حياتي وحتى بعدي فهمي لمحتوى الكتاب بعد أن قرأته في حماس الثانوية ظل وجه ساتر قريبا لمحنة المكان الجنوبي وتخيلته في فلسفته يتحدث عن وجود يسكننا في قرى العدم والتهميش والمطلق البعيد مع براءة أهلنا الذين لا يحسنون كتابة الحرف ولكنهم يحسنون صناع الأغنية والحلم وصواني القيمر والسعي لكد عجيب من اجل أن يكون لهم موسما للنزول الى المدينة واقتناء دشداشة جديدة .وحين يزود من محصول القمح شيئا يجلبون لنا مع الدشداشة خرخاشة .!
هاهي أيامنا الآن تخرخش فينا بين اغتراب ووطن يلعقه الساسة والمفخخات والضمير المتعب من ارث أصوله المنتحرة عند منابر الولاة والغزاة واقطاعي القبائل .......!
خرخشة لها وقع قوي مثل دهشة قراءة كتاب الوجود والعدم لسارتر أول مرة ، مثل ارتطام نيزك ضخم بحدائقنا التي صنعتها دشاديش فقر الملوك والمحاربين والفلاحين والكهنة وسعاة البريد وعرابي الجواري وطباشير سبورات المدارس ومراثي حناجر الأمهات المتوسمات على بطونهن بصور الأبراج والإلهة وتعويذة السبع عيون .!
كيف لنا أن نلمها بكاس ثمالة واحدة وهي مشتتة على مدى خرائط الأرض ..مخيمات لجوء .وحواءات في ملاهي العوز وبائعي فلافل وهمبركر .وبعضهم من اكتسب جنسية وطن غير وطن الدشداشة والخرخاشة ولم يعد أبناءه ينطقوه (الجا .واللعد واللويش والهون والعجل يابا .والعليمن .والدهر طرك ...)..
تلك معضلة لا يحلها سارتر ودوائر الهجرة وبرلمان الغفلة والمتكالبين باسم الرب والدين الطائفة ..!
بل يحلها قدر التاريخ الذي بقي بصدفة القدر الموقوت يحل كل معاضل هذا الوطن منذ انهيار أبراج بابل وحتى سقوط بعداد في حضن التحرش الجنسي والوطني الآتي من ذكورة جندي المارينز وضعف وخذلان الوالي وعدم معرفة قدر نفسه .وإذا كان عبد الله الصغير قد باع الأندلس بتوقيع مخذول ومرتعش ليظمن المنفى .فصاحب بغداد باعها بحفرة وتصديق فحوى الأناشيد وتصفيقنا المبالغ فيه ...
وما بين نارين هاهو مالك الحزين يخط بأنامل الشوق مراثي بطولته وطفولته وفحولته وكبوته لا يدري أي المسارات اصح ..بين علمانية وتدين ضاع الوضوح .وارتبك الناعور بدورته .والمتنور ليبرالية واشتراكية لم يحصل حتى على مقعد نيابي بينما حصل عتاة الشهادات المزورة والمتوارثين الفتات من الأصوات الكبيرة على كراسي الحظ....!
أذن في محصلة الحلم أيام الدشداشة والخرخاشة اسلم لنا روحيا وبدنيا وفكريا ..!
انه إيقاع قديم لأغنية وطنية ورومانسية عذبة مثل ناقوط العنب في الفم الظامئ .حلوة وطيبة وبريئة حتى في صور عادتها السرية وأجساد ممثلات أفلام الأسود والأبيض..
الآن تلبسنا العولمة والانترنيت ونشرات سوا والجزيرة وروتانا ..ولكن ثمة أمراض جديدة تبتكرها الحالة النفسية والضيق والعوز ورؤية جنرالات المحتل يأمرون ساستنا برموش عيونهم .ومرة أخرى في ذلك معضلة ..!
ولهذا لن يحل المفراس والسونار والجراحة المتداخلة كل هذه العقد الجديدة حتى مع خدماتها الحضارية الهائلة لأن الأمر يرتهن بمزاج صقور ويسوع جديد يظهر من وراء ملفات مايكروسوفت ليقول لكم :أنا ربكم الجديد ....!

شروحات :
ـــــــــــــــــــ
· الدشداشة :هو الثوب بالعامية العراقية ولا اعرف اصل الكلمة .وربما هو أعجمي .
· الخرخاشة :لعبة بدائية من كرات صغيرة تتضارب بينها لتصدر صوتا منغما تحاول الأم أن تسكت به طفلها الباكي .ولا اعرف اصل الكلمة وربما هو أعجمي .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَسْ ( أنتَ وحديقتكَ تصلحُ عطراً لأخلاقِِ هذه الأرضْ)..!
- شيء عن المطرب مسعوده العمارتلي ...
- الفرات المندائي ..........!
- كمال سبتي وأيميل آتٍ من البيت الأبيض..!
- أمهاتنا ( نعيٌ بطعمِ الدمعة )
- قبلة أمي وعينيك أهم من 11 سبتمبر ..!
- المكان المندائي..........!
- وجع ذاكرة المدينة
- متعة الأحمر بين شفتي الوردة والأنثى ......!
- منلوج الوردة روحانيات مهلهل
- إلى متى نرتهن بسخافة وسذاجة مانرى ......!
- اوباما ...رامسفيلد ..شوارزكوف ... نبيل شعيل ..!
- الأمريكان ذهبوا ...مالذي بقي ..؟
- الرؤى المدهشة ( إبراهيم ويوسف الصديق ع )
- وردة الروح أولا .....!
- العراق ...( صوت الله..وصوت الآه )
- جمهورية السيدة زينب....!
- جنوب مدن الله ( الألم )............!
- أوزان البرلمانيون العراقيون بالكيلو غرام......!
- جيفارا كان مندائياً ...وعبد الكريم قاسم صابئياً .!


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!