أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - أنقره وازماتها المتجددة















المزيد.....

أنقره وازماتها المتجددة


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 16:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن الساسة وصناع القرار التركي يبذلون جهود كبيرة في سبيل تحقيق التوازن بين التحديات الامنية في الداخل والمعطيات الخارجية في السياسة الدولية، تحاول انقرة الحفاظ على الامر الواقع في الداخل من خلال تعاملها مع القضية الكردية فضلا عن محاولتها اعتماد سياسة المشاركة الفعالة في الملفات الساخنة على الساحة الدولية خاصة ملفات الشرق الاوسط .
تمثل حزب العمال الكردستاني من ابرز التحديات الامنية للحكومة التركية بل وتعد التهديد التاريخي للامن القومي التركي منذ تأسيسها في ثمانينات القرن الماضي، ففي بداية تشكيل الجمهورية التركية واعتماد المبادى القومية في تعريف هوية الدولة التركية حدث اصطدام مع العنصر الكوردي في تلك المنطقة، ولكن طبيعة النضال الكردي احتلفت بأختلاف المراحل التاريخية ففي البداية التزم الكورد بالاطار الشامل للامبراطورية العثمانية كونها قامت على مرجعية اسلامية احتوت كل الاطياف وضمنت حقوق الجميع حيث تمتعت القيادات التقليدية بالسلطة اللامركزية وعدم التدخل المباشر من قبل السلاطين في إدارة شؤون جنوب شرق تركيا، وذلك لمعرفة السلاطين ان الكورد انضموا الى الخلافة لأسباب دينية وان اي تدخل سلبي سوف تعرض الامن والمصلحة العامة للخطر المباشر،وانه لا يرضى الكورد بحكم مركزي شمولي بحيث تهدد القيادات المحلية، تمتع الكورد بحكم لامركزي طيلة العهد العثماني وشاركوا في القرارات الحاسمة التي حددت معالم الدولة العثمانية، انتهت مرحلة الخلافة على حساب الاقليات القومية في تركيا حيث اعلن الثوار وعلى رأسهم كمال اتاتورك بأن تركيا دولة قائمة على اساس القومية التركية،العلمانية وان القومية التركية هي الاطار الرئيسي للدولة الحديثة ولا يحق لاي طائفة او اثنية معينة من الادعاء بحقوقها القومي في الدولة التركية الحديثة.وكما هو معروف أن كل فعل له رد فعل لذلك ناضل الكورد من اجل الحصول على حقوقهم السياسية والثقافية واتت الشيوعية لتكون الاطار الثوري للشعوب المضطهدة، فالتوجه الاسلامي بدأ يضعف في الحركة الكردية في تركيا وانضم الشباب الى حركات ثورية حتى بداية الثمانينات عندما شكل العمال الكردستاني القائم ايضا على مفاهيم الثورة الشيوعية والصراع الطبقي وعدم الاعتراف بالحدود في المطالبة بالحقوق.
اختلفت الاجندة السياسية للحكومة التركية المتعاقبة في التعامل مع المطالب الكردية حسب الظروف الدولية والصغوطات الاقليمية ولكن ظل القضية الكردية والاسلاميين من الخطوط الحمراء في تركيا وعملت الحكومات الاتاتوركية المتعاقبة على تهميش اي صوت بالاتجاه المخالف لمبادى الدولة التركية الحديثة.
إن الاصلاحات السياسية في انقرة قد دفع بالكثير من المحللين والمتابعين للشأن التركي على دراسة القضية الكردية والى متى ستضل سياسة التهميش والاستبعاد العنوان الرئيسي في التعامل مع الكرد.
ولمعرفة هذه التساؤلات لابد لنا من معرفة التحديات التي تعرقل الجهود السلمية لحل القضية الكردية في انقرة، والظروف الداخلية التي تحل دون تمكن العدالة والتنمية من التعامل الجدي مع الملف الكردي.
اولا: المؤسسة العسكرية
إن المؤسسة العسكرية تعد المعرقل الرئيسي للديمقراطية في تركيا وان تدخل العسكر في المسألة السياسية قد كلفت تركيا الكثير، حيث تدخل الجنرالات العسكرية في تغيير السلطة السياسية وتحويل الحكم من حكم مدني الى حكم عسكري وقد حدث ذلك في ثلاثة مراحل تاريخية ضمن التاريخ التركي الحديث "الستينيات،السبعينيات،الثمانينيات" وظل العسكر يديرون البلاد عن طريق احزاب اتاتوركية قائمة على اسس قومية متشددة، ونظرا لكون العسكر الراعي للمبادى الاتاتوركية فالتحرك السياسي والاصلاحات السياسية في تلك البلاد تصطدم بالمبادى الاتاتوركية.تحاول حكومة العدالة والتنمية الان في العمل على تقليص نفوذ العسكر من خلال تطبيق سياسة براغماتية تراعي النزعة القومية للعسكر مع تمرير بعض القرارت التي سوف تقلل نفوذ المؤسسة العسكرية في المستقبل. إن المسألة الكردية تعتبر الخط الاحمر في القاموس العسكري التركي بل وان الحديث عن شي اسمه الكورد تعد جريمة وتهديد للامن القومي ووحدة الاراضي التركية، ان التصعيد العسكري ضد العمال الكردستاني تزيد من الطين بلة وتغذي حالة الفعل ورد الفعل الدموي. تعد ملف الكورد من الملفات الشائكة التي تبحث العدالة والتنمية عن حل متوازن له. ولكن من دون وجود استراتيجية او مبادرة بتلك الاتجاه. والعمال الكوردستاني في مأزق لا يحسد عليه بعد وقوف الولايات المتحدة الى جانب تركيا وتسمية الحزب " منظمة ارهابية"، وفي اوربا لا تبشر وجود العمال الكردستاني بأي آمل قريب وتظل القضية الكوردية في تركيا رهينة التطورات والظروف الدولية.


ثانيا: المعارضة السياسية
تحاول المعارضة التركية خاصة الاتاتوركية منها على استغلال العجز الامني في التعامل مع العمال الكردستاني ذريعة لاتهام العدالة والتنمية على انها حكومة ضعيفة من الناحية الامنية وان تعاملها غير جدي في القضاء على الخطر الثي تمثله حزب العمال الكردستاني. ومن اجل إرضاء الشارع التركي تستخدم العدالة لغة التهديد والوعيد وعدم التعامل الجدي في حل المسألة الكوردية. إلا أن حل القضية الكوردية هي الصمام الامان في تحقيق السلام والاستقرار في تركيا، وإن جهود الاصلاح والتنمية القائمة لابد وان تبني على حل الصراع الداخلي.
ثالثا: الإعلام والرأي العام
تعد الإعلام التركي من المؤسسات ذات التأثير الفعلي على الرأي العام الشعبي فالدعاية الموجه ضد العمال الكردستاني لاكثر من عقدين قد رسم انطباع سلبي في عقلية الفرد التركي على ان القضية الكردية لا اساس له وإنهم يفضلون الارهاب في التعامل مع الحكومة التركية. فالثقافة السياسية في تركيا قائمة على اساس المبادى التركية والتعليم مبني على تشويه حقائق لغرض خدمة الايدولوجية الاتاتوركية لذا تعد مسألة تعاطي العدالة مع القضية الكوردية مسألة شائكة ومعقدة تحتاج الى إعادة تشكيل المفاهيم في عقلية الافراد وان هذه العملية تحتاج الى تغيير أجيال. مثلما حدث مع اصحاب موسى"عليه السلام" لما رفضوا دخول الاراضي المقدسة لكونهم جيل تعود على العبودية وقد انتظر موسى "عليه السلام" لمدة اربعين سنة حتى حدث تغير جيلي وعندها دخلوا الاراضي المقدسة. أي اننا نحتاج الى تغيير اجيال تركية للوصول الى عقلية التسامح والانفتاح السياسي.
وأخيرا لابد من الاعتراف بإن لغة العنف والعنف المضاد لا تخدم بأي شكل من الاشكال الاصلاحات السياسية في تركيا ولا تؤدي الى حل سلمي للقضية الكردية التي طالما عانت من السياسات المتشددة للقوميين. والحل تكمن في إيجاد المصالح المشتركة وتطبيق مفاهيم الحوار والتسامح لترسيخها في عقول الافراد وترجمتها الى تصرفات القادة وصناع السياسة.


*ماجستير في العلوم السياسية



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - أنقره وازماتها المتجددة