محمد الحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 05:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عملية اختطاف موصوفة
من لم يقتنع بعد أن لبنان اختُطف باسم المقاومة، ووظّف في سوق المساومات الإقليمية ولصالح إيران، ما عليه سوى أن يقرأ ما قاله النائب نواف الموسوي. ومن لم ير عيانياً تطبيق المثل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" ما عليه أيضاً إلا أن يقرأ تصريح الموسوي. ومن لا زال من العرب يأخذ بكلام حزب الله عن الممانعة والمقاومة، فادعوا له بالصحة مرتين. الأولى في سمعه وبصره وكل حواسّه عندما يستولي حزب الله ومن ورائه إيران على كل شيء في لبنان، والثانية في عقله لأنه يرى الشمس ساطعةً ثمّ يدّعي أن الظلام ما زال مُخيّماً.
يقول الموسوي واثقاً ومهدّداً "نؤكد لهم بأن أي مجموعة في لبنان قد تلتزم بالقرار الظني، سيتم التعاطي معها على أنها واحدة من أدوات الغزو الأميركي - الإسرائيلي، وسوف تلقى ما يلقاه الغازي. وعلى هؤلاء أن لا يقلقوا فقط، بل عليهم أن يكونوا مذعورين".
تهديد صريح دون لبس ولا تأتأة. أين ذهب كلام قادة حزب الله من السيد حسن نصرالله، إلى القيادات الوسطى الإعلامية والسياسية، إلى ذاك الجسم الغامض المسمى"أوساط حزب الله"، أين ذهب كلام كل أولاء من أن سلاح المقاومة لن يُشهر إلا في وجه إسرائيل، وأن سلاح المقاومة لن يستخدم في الداخل أبداً؟ أكان كلام ليلٍ يمحوه النهار؟ أم كان كلام استهلاك وضحك على الذقون يُلحس ساعة الجدّ؟
إن لم يكن هذا هو الكذب والغشّ والخداع الساسي بعنيه فما يكون إذن؟
ليس من كلام يطعن في الصميم الشركاءَ في الوطن أكبر من التهديد عند الاقتدار. حزب الله كما هو معروف يمتلك أسلحة وإمكانيات أكبر بكثير من الجيش اللبناني، بل وأكبر من اللبنانيين مجتمعين ومعهم جيشهم. والحال فإن تصريح الموسوي تصريح المستريح القاعد على تلّة من الصواريخ. الرجل يعرف ما يقول ويعني ما يقول. وياللمفارقة! فالتهديد هنا ليس للإسرائيليين وإنما للبنانيين وبالأخصّ منهم تيار المستقبل. أنقول سنّة لبنان؟ وعلى الحريري أن يبتلع مقتل أبيه وينسى، كما بلع وليد جنبلاط مقتل أبيه ونسي أو تناسى. لا بل عليه أن يهتف مع الهاتفين بالممانعة وسياسة ولي الفقيه، وإلا فليعش مذعوراً ريثما تسنّ السكين!
أهي وقاحة أم صراحة أم عنجهية أم كلها مجتمعةٌ؟
محمد الحاج صالح
#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟