أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم يونس الزريعي - عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم














المزيد.....

عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 947 - 2004 / 9 / 5 - 08:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تحت عناوين متشابهة مستنسخة كثرت عمليات الاختطاف في العراق المحتل ، في سلسلة عبثية غالبا ما تنتهي بما لا يمكن للعقل العاقل أن يستوعبه ، من استحضار لأبشع ما في التجربة الإنسانية من موروث دموي ، يذهب ضحيتها أناس أبرياء مستضعفون ، فرض عليهم هذا الطور من هذه الرأسمالية المتوحشة أن يركبوا هذا المركب الوعر بحثا عن لقمة العيش .

ولعل السؤال هل هؤلاء المختطفون (بكسر الطاء ) حقا بحاجة إلى مساندة ودعم المجتمع الدولي لقضاياهم ، أم أنهم مصرون على أن يؤلبوا كل العالم ضدهم ، بل وضد اللافتة السياسية التي يرفعونها ، ومرة أخرى نجدد التساؤل هل هؤلاء حقا أصحاب قضية ؟ وما هي هذه القضية ؟

إن جريمة إعدام الرهائن النيباليين ومن قبلهم رهائن من جنسيات مختلفة ، بهذا الشكل البشع ، واستمرار عمليات الاختطاف ، تتعدى آثاره هذه المجموعات المجهولة التي تتخفى خلف تلك اللافتات الإسلامية ، إلى الأمة العربية كلها ، لتدفع إلى ذهن من شاهد أو سمع بما يجري في أي مكان من العالم بالاستفسار : أي حضارة يمكن أن تنتج هذا الشكل الدموي المتخلف ، الذي لا يفرق بين ما يضر وما ينفع ، خاصة وأن ذاكرة المجتمع الإنساني لا زالت تحفظ المشاهد المروعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر؟.

هنا لا يصعب الربط بين هذه الأحداث التي تجري الآن في العراق من استهداف لأناس أبرياء اللهم إلا أن جريمتهم هو أنهم يحملون جنسيات دول أخرى ، وبين ما جري في برج التجارة العالمي منذ ثلاث سنوات ، خاصة وأن الجميع يرفع نفس اللافتة، وكأنها حرب مقدسة على كل العالم .

هذه الدوامة العبثية التي تظللها الشبهات ، تضع علامة استفهام كبيرة بحجم الآثار المدمرة الراهنة والمستقبلية التي تتركها مثل هذه الأعمال غير الإنسانية في ضمير العالم ، ليضاف ومجانا إن لم يكن أعداء جدد فعلى الأقل ابتعاد الأصدقاء والمناصرين لقضايانا .

وإلا ما معنى أن يجري اختطاف صحفيين فرنسيين رغم ما قد يجري لاحقا من إطلاق سراحهما ، حضرا إلى العراق من أجل نقل قضية الشعب العراقي إلى العالم ، بعد أن قاما بدور مميز في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر كتاباتهما عن القضية الفلسطينية والانتفاضة .


هذا إذا لم يكن وارد في الحسبان أخذ الدور الفرنسي المناوئ للعدوان الأمريكي على العراق ، وأيضا الدور الفرنسي الأوربي المشترك في عدم تمكين الإدارة الأمريكية من شن العدوان على العراق تحت مظلة الأمم المتحدة .

إنه لظلم فادح أن يتم استعداء كل العالم ضد الأمة العربية بفعل تصرفات غير مسئولة إن لم تكن مشبوهة ، لا يدفع ثمنها ، تلك الحفنة المجهولة ، بل على الأمة العربية أن تدفع ثمنها كشعوب ، وأول من يدفع الثمن هو الشعب العراقي والشعب الفلسطيني .

وإنه لمثل وخيار بائس ما يقدمه هؤلاء كبديل حضاري ، في مواجهة النظم السياسية والاجتماعية القائمة سواء في الوطن العربي أو في العالم ، ولن يكون بحال في صالح هذا " المشروع الدموي " الذي يتجاهل الإنسان باعتباره قيمة في حد ذاته بصرف النظر عن جنسه ولونه ومعتقداته، والنظام السياسي الذي ينتمي إليه .

فما من تفكير يحظى بالحد الأدنى من المعقولية والإنصاف والاتزان بقادر على استيعاب أن مجرد اختطاف صحفيين بقادر على أن يدفع مؤسسات دولة أن تغير من سياساتها كرد فعل على حدث ما بصرف النظر عن أهمية ذلك الحدث ، إلا في إطار تراتيبية سياسية ودستورية معينة ، لا يمكن لها أن تهبط هكذا مباشرة وفق إرادة فرد مهما كان هذا الفرد ، ففي تلك الدول المؤسساتية لا يوجد أمير للجماعة ينوب عن الجميع ويكون كلامه هو القول الفصل .

إن المعركة الحقيقية ليس مع هذا النفر العزل من السلاح والذين لا يأتون محاربين وإنما في إطار مهام إنسانية أو بحثا عن لقمة العيش ، بل مع قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني ، مع ضرورة التفريق بين الدولة المحتلة ، والمواطن حتى لو كان من تلك الدولة ، إذا كان قادما لعمل إنساني .

فالمواطنون في أوربا وأمريكا وفي بقاع كثيرة من العام كانوا يعيشون على وقع جرائم الاحتلال في العراق ، وهم من كان يخرج إلى الشوارع في بريطانيا وأمريكا وإيطاليا للتنديد بالعدوان ، وربما وفق هذا المنطق الظلامي قد يقع أحد هؤلاء في لحظة ما ، في ساعة ما ، في يوم ما ، في أيدي هؤلاء المختطفين ، إنها المفارقة التي يريدنا أولئك أن نسلم بها .

وإنها لمأساة أن لا يستطيع هذا الفكر أن يميز بين العدو وغير العدو ، وبين العدو والصديق وبين العدو والإنسان مجرد الإنسان ، وتلك هي المأساة .

ولعل فيما قدمته إحدى الشركات الكويتية العاملة في العراق من فدية لقاء إخلاء المختطفين من عمالها ، مع السماح لها بالاستمرار في العمل مؤشر هام على تهافت تلك الادعاءات ، وبالتالي كم هي بخسة تلك الشعارات التي يرفعها البعض ، غير أن المؤلم في كل ذلك أن اللعب فيها يجري على حياة أناس أبرياء ، ربما دفعوا حياتهم جراء فقدان مختطفيهم القراءة الصحيحة للواقع .

وأخيرا لنا سؤال ، إلى متى يستمر هذا العبث بحياة الأبرياء ، وفي غالب الأحيان لأغراض رخيصة وعبثية يدفع المواطن العربي ثمنها في أكثر من مكان في العالم .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم يونس الزريعي - عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم