أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نزار النهري - العلم والمثلية الجنسية















المزيد.....

العلم والمثلية الجنسية


نزار النهري

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 15:53
المحور: الطب , والعلوم
    


اثناء المتابعة العلمية لموضوع المثلية الجنسية (على سبيل المثال النواحي البيولوجية، التطورية والنفسية) ترد دائما اشكالية التساؤل:

ـ هل هناك عوامل يمكن الاتفاق عليها، ممكن ان تقود الى المثلية بين الناس؟

ـ هل المثلية الجنسية عند جميع البشر فطرية ام انها فقط في جزء منهم كذلك؟

ـ هل المثلية الجنسية عند جميع البشر مكتبسة ام انها فقط في جزء منهم كذلك؟

ـ هل ان المثلية ظاهرة عامة، ام انها مقتصرة على المثليين فقط، ام انها غير موجودة بصورة طبيعية نهائيا، ام يمكننا اعتبارها مرضا؟

ـ هل ممكن ان تكون المثلية ارادة حرة؟

ماهي العوامل التي تقود في الحالات الفردية الى المثلية، لا يمكن قوله بثبات، ففي الحقيقة هناك دائما ادعاء، باكتشاف عوامل جسمانية او نفسية، ولكن لحد الان لم تثبت مختبريا.

وفي احداها يقال ان المثلية تنشأ مع الولادة، وفي اخرى انها تتاكد خلال فترة معينة من العمر كان تكون سنين عمر الطفولة او المراهقة او حتى سنين متاخرة من العمر، اضافة الى هذا فهناك نظريات مختلطة تأخذ بالرأيين معا.

لقد كان جدل العلماء على الظاهرة قديم جدا، فمادام التصرف المثلي مُعاقَب عليه، كانت البراهين لهذا الجدل تؤدي، اما ان تثبت التصرفات المثلية "غير الممكن تلافيها" ويطلب الغاء العقوبة، او تترك كخيار حر وتسمى "انحطاطا اخلاقيا" لتؤخذ في حقها العقوبة الممكنة.

ينظر الى البحوث عن اسباب المثلية (لواط وسحاق) باشكال، لانه يخشى ان تخدم هذه البحوث الغرض، عندما يسمى لوطي او سحاقية، يخشى ان تجرى عمليات اجهاض للاجنة او عمليات تغيير جنينية.

كخلاصة مؤسسة ونقد للمبادئ والفحوص الاولية للمثلية الذكرية نشر روبرت آلن بروكي Robert Allen Brookey عام 2008 كتابه Reinventing the Male Homosexual. The Power and Rhetorics of the Gay Gene.

في دراسة من السويد في عام 2008 على بعض التوائم. تمكنت من اثبات ان العوامل التي تسيطر على توجيه المثلية معقدة للغاية.(1)

المثلية والتصرف المثلي البايولوجي عند الحيوانات

التصرفات المثلية موجودة في الحيوانات(2) وممكن ان نسميها في مملكة الحيوانات "كظاهرة عامة تقريبا"(3). لوحظت تصرفات الاجناس المتشابهة في 1500 نوع من الحيوانات، والتي من خلالها تم توثيق ثلث الحالات بشكل جيد(4)، روقبت التصرفات المثلية على سبيل المثال في البونوبو Bonobo (قرد قزم يصنف ضمن القرود العليا وهي نفس الفصيلة التي ينتمي اليها الانسان). ما امكن اثباته هو ان البونوبو يعتبر بشكل اساسي ازدواجي الميول. ولكن الميول الانثوية فيها تكون اكثر من نظيرتها الذكرية.

بعض البجعات السوداء، تتصرف في وقت معين كثلاثية مع انثى تبني العش وتحصل على البيض ثم تطرد الانثى ويتبنى الزوج المثلي الصغير الى ان يصل سن البلوغ وغالبا ما تتكون ازواج خليطة ثانية.

في حديقة حيوانات بريمرهافن Bremerhaven يعيش حاليا ثلاثة ازواج مثلية من البطاريق، والذين حافظوا على مثليتهم حتى بعد ان استقدمت اناث سويديات خصيصا لهم(5) . اعلان التجربة اثار انتقادات واحتجاجات عالمية بسبب اختيار الكلمة غير الرشيد(6) وفي هذا الاثناء تبنى احد الازواج المثليين احد الفراخ(7).

وعند الدلافين يوجد الكثير من صيغ المثلية. ظهرت هذه التصرفات لدى الباقين في العلاقة الحميمة في احدى مدارس الدلافين وكذلك بصراع الهيمنة بين البشر، ويظهر في المواقف الاجتماعية المختلفة ايضا.

لقد وثقت المجلة المتخصصة Nature في اوكتوبر 2006(8) تجربة ناجحة ـ اختراق شرجي ـ لذكري زرافة وكذلك لذكرين من الحيتان.

النقاش الجيني

لقد فحص باحث التوائم فرانتس يوسف كالمان Franz Josef Kallmann في منتصف القرن العشرين عوائل بشرية وخصوصا التوائم(9) وفي عينات عشوائية من 40 توأما متماثلا ذكريا و 45 توئما غير متماثل ذكري، والذين كان منهم على الاقل أخ يصنف على انه مثلي، لقد توصل الى انه في 100% يكون الاخ الثاني مثلي ايضا في حالة التوائم المتماثلة. اما في حالة التوائم غير المتماثلة فكانت النتيجة هي نفسها الموجودة في الرجال في المجتمع بصورة عامة. آخرون مثل ﭭيلهارت س. شليگل Willhart S. Schlegel وجدو مركبات جينية مشابهة للتوجهات المثلية، هذا العمل سوف يرفض بالتأكيد في الستينيات من القرن الماضي، لانه لم يكن الوقت لهكذا بحوث حيث المثليون مطاردون قانونيا، والتي كان من الصعب الاتفاق على انها تقديرات وراثية(10).

في عام 1993 اكتشف الباحث الامريكي دين همر Dean Hamer مجالا على الكروموسوم X والذي رأى ان له علاقة بالمثلية(11) وهي عبارة عن علامة جينية توجد في بعض الانواع المثلية والمعتقد وجودها فيهم دون غيرهم. ولقد اكد الضن نفسه لاحقا، لان التوأم الذكري المتماثل الذي يحمل هذا الجزء من الكروموسوم، كانا كليهما مثليين.

وفي دراسة لاحقة في سنة 1999 على 46 توأما متماثلا آخرين، اُكدت فعلا هذه النتائج، لانه هنا بمجرد فحص النصف فقط، تاكد ان كلتي الحالتين هي من المثليين. كنتيجة تبقى بكل تاكيد، التوائم المتماثلة كتطابق عظيم للتوجهات الجنسية لاناس يملكون وراثة مختلفة.

يجب الحذر في كل هذه الدراسات وبسبب مازال موجودا من محاذير اجتماعية للمثلية الجنسية يكون موضوع الميل الجنسي المتوفر غير مؤكد. فقد يخفي المتعرضون للتجارب ميولهم الجنسية الموجودة بسبب الخجل وممكن بالاضافة الى هذا، انهم لا يعلمون بانهم يملكون هذه الميول. وهذا يقودنا الى ان عدد المثليين من الذين يخضعون للدراسات المعنية يظهر قليلا بانتظام، عما هو في الواقع، مما يؤدي الى ظهور نتائج خاطئة. وكذلك ياتي ايضا ان عدد المشتركين في هذه الدراسات قليل للغاية.

وعلى مايبدو، ربما لا يوجد اي جين للمثلية. بالجهة المقابلة يمكن الاخذ بتأكيد وجود تخمينات جينية او مستقبلات للمثلية. ما مدى تأثير الجينات في الواقع، غير معروف لحد الآن، ويمكن ان نتوصل بان الجينات لا تلعب اي دور. ومن الوارد في المقابل، هناك مزيج من عوامل وراثية مختلفة، مزيج من عوامل وراثية وبصمة هرمونية اثناء الولادة او ايضا مزيج من العوامل الجينية والاجتماعية.

نظريات أخرى

احدى النظريات التي تذهب الى اعمال البحث للالماني في الجنس والغدد الصماء گونتر دورنر Günter Dörner، بان المسؤول هو هرمونات الجهد اثناء الحمل. تُمنع الاجنة الذكرية ـ والتي لا يمكن التفريق بين دماغها والدماغ الانثوي فيما بعد ـ بواسطة هرمونات معينة للحصول على الجنس الذكري. وهرمونات تحويل الدماغ هذه تقوم بجعل الدماغ مذكرا في الاجنة الذكرية عادة اثناء الحمل في ثلاثة اطوار والتي يتاثر كل منها بالاجهاد. اما بالنسبة للمثلية الانثوية فهناك قول يدعي، ان هذا الانتاج هو من امهات "مرتاحات على الاخر" والتي اختفت بسبب ذلك هرموناتهن الذكرية.

بلا شك يعترض المنتقدون على هذه النظريات وغيرها، وذلك بالاستلام، ان المثلي الذكري يجب ان يكون "انثوي" ايضا على ان يكون مائلا للجنس الآخر، او ان المثليات يكن "ذكريات " على ان يكن مائلات للجنس الاخر والذي لا يمكن لهذه النظرية تفسيره. ولم يوضّح ايضا، لماذا يفضل المثلي الذكري رجلا "انثويا" على امرأة "ذكرية" كشريك.

في التقرير المنشور في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" بواسظة الباحثين السويديين ايـﭭانكا ساﭭيك Ivanka Savic و پير لندشتروم Per Lindström من معهد كارولنسكا Karolinska والتي بحث فيها الفرق بين تركيبة الدماغ لكل من المثليين والمائلين للجنس الاخر (12)heterosexuals. والتي ابدت فيها ادمغة النساء المثليات والرجال المائلين للجنس الاخر تماثلا مشابها، وهنا يكون النصف الايمن من الدماغ اصغر بقليل من النصف الايسر. اما في المثليين الرجال والمائلات للجنس الاخر من النساء لم يجدوا هذا الفرق في الكبر.

بالاضافة الى ذلك يحدث في حزمة الخلايا العصبية المضغوطة بشدة وباشكال مختلفة في اللوزتين Amygdala والتي هي جزء من النظام الحزمي limbic system وهنا يظهر لنا نفس التغيير في كبر اجزاء الدماغ السابق: في دماغ النساء المثليات والرجال المائلين الى الجنس الآخر كانت حزم اللوزتين في جزء الدماغ الايمن اكبر ضغطا من جزئه الايمن. وفي الرجال المثليين والنساء المائلات الى الجنس الآخر كانت حزم اللوزتين في الجزء اليسر للدماغ مضغوطة بشكل اكبر.

يقول الباحثون ان الاختلافات الجينية ربما لا تكون مسؤولة عن هذه الاختلافات وكذلك القليل من الادراك والتصرف المتعلم. هناك اشارة ان هذه الاختلافات موجودة اصلا في المواليد او حتى الاجنة.(13)

في عام 1996 نشر كل من انتوني بوگيت Anthony Bogaert وري بلانچارد Ray Blanchard من جامعة بروك Brock في كندا تجربة والتي ظهر فيها بطريقة احصائية، الاخوة الاصغر لما قبلهم من الذين اصبحوا مثليين من اخوانهم الاكبر.(14) فبعد تواريخهم تزداد احتمالية المثلية لكل قادم جديد بنسبة الثلث. وفي تجربة لاحقة استطاع بوگيت ان يبرهن ان هذا التاثير ليس بسبب التصرفات العائلية التكميلية (على سبيل المثال التبني) ولكنه عبارة عن تاثير بايولوجي صرف.

يعتقد بوگيت، في حالة الحمل بالطفل الاول الذكري تحدث عمليات بيوكيميائية غير معروفة لدى الام والتي يمكن لها ان تزداد بعد كل حالة ولادة ذكرية وهو ما يؤدي لذلك التاثير.





(1) هكذا قريب على الضفة الاخرى

(2) كان مثلي بزعانف

(3) Same-sex behavior seen in nearly all animal groups, review finds

(4) المثلية في الحيوانات

(5) البطاريق بقيت مثلية

(6) البطاريق المثلية تثير عالميا المدافعين عن الطبيعة

(7) البطاريق المثلية تتبنى الفراخ

(8) الطبيعة

(9) تجربة الجينات

(10) المثلية

(11) جين للمثلية

(12) I. Savic, P. Lindström: PET and MRI show differences in cerebral asymmetry and functional connectivity between homo- and heterosexual subjects. In: Proc Natl Acad Sci USA. 2008

(13) ادمغة المثليين الذكور والنساء تتشابه

(14)R. Blanchard, A. F. Bogaert: Homosexuality in men and number of older brothers. In: Am J Psychiatry. Band 153 (1), 1996, S. 27–31



المصدر وكبيديا الالمانية

ترجمة نزار النهري



#نزار_النهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون يجب ان يكون من العدم
- لماذا يعترض المسلمون على حرق القرآن؟
- هل ابحرتم بعقولكم خارج الايمان؟
- الحوار المتمدن .. الى اليمين در
- مقابلة مع آينشتاين
- فلسفة القطع الاسلامية
- هل قتل المرتد حرية؟
- اسرارالختم الاكدي
- دعوة للنظر في اعلان حقوق الانسان
- لماذا يُحارَب الاسلام؟
- العلمانية والاسلام
- كم وجه للمنطق؟!
- في شرعية العمليات الانتحارية
- آيات للحرب والسلام
- الشباب المسلم بين مطرقة العواطف وسندان الوعّاظ
- حوريات ام عنب؟
- اللغط .. في جمع القرآن


المزيد.....




- احذر من هذه المكملات الغذائية الثلاثة الشهيرة واعرف مخاطرها ...
- سوسو الثرثارة ليش بتحكي للجيران.. تردد قناة كراميش 2024 KAR ...
- عيادات الإقلاع عن التدخين فى المبادرة الرئاسية.. حيل نفسية ل ...
- مَتّى المسكين.. راهب مصري عارض البابا شنودة واعتزل في مغارة ...
- أمريكية تستيقظ بالمستشفى من دون تذكر ولادتها لثلاثي توائم
- قناة أطفال الوطن العربي.. تردد قناة كرتون نتورك بالعربية الج ...
- أطعمة تجنبها إذا كنت تعانى من هذه الحالة المزمنة فى الكبد
- واحة خضراء غير متوقعة وسط صحراء العين بالإمارات تُحدث ثورة ف ...
- علاج البلغم..6 خطوات يمكن القيام بها في المنزل
- طريقة تحضير شوربة الخيار


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نزار النهري - العلم والمثلية الجنسية