كمال سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 947 - 2004 / 9 / 5 - 08:10
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
حضرة الأستاذ أحمد الجلبي..
تحية طيبة وتهنئة بسلامتك..
وبعد..
فقد رأيت أن أكتب إليك هذه الكلمات في هذا الوقت العصيب من حياتنا وحياة بلادنا ..
لقد كنا مختلفين أنا وأنت في النظرة إلى الحرب ، أنت كنت تدعو لها ، وأنا كنت أعارضها في كتاباتي بقوة. أنا رجل شاعر يعادي كلّ حرب حتى لو كانت ضد حكم رجل شردني في المنافي وحكم عليّ بالإعدام ، أو حتى إذا كانت مقاومة ضدَّ الاحتلال..
وها أنا أكتب ضد المقاومة كل يوم ، وقد تكون قد قرأت رسالتي إلى السيد مقتدى الصدر وقد دعوته فيها بأوج الإزمة إلى أن يعود إلى درسه في الحوزة وإلى أن يترك السلاح. وقد تكون قد قرأت أيضاً كتاباتي الأخرى ضد المقاومة سواء أكانت مقاومة بعثيين أو إسلاميين، بل وكنت أول من تدخلَ فقهياً وأنا الرجل العلماني لأبطل فتوى القرضاويّ بقتل المدنيين الأميريكان..
وكل هذا لأني شاعر حداثة لاحزب له غير منظمة العفو الدولية ومبادئها المعروفة .
عزيزي الأستاذ أحمد..
لأنني أكتب في الشأن العراقيّ منذ سنوات بعيدة،فقد تقربتُ من التفكير العراقيّ السياسيّ كثيراً،ولقد رأيت أيها الأستاذ الصديق أنّ أحداً منا نحن العراقيين لم يقل شيئاً أنفعَ لحالتنا العراقية وأقربَ في صدقه إلى التحقيق من تصريح للسياسيّ اللبنانيّ سليم الحص عندما دعا قبل وقتٍ مّا إلى ( طائف ) عراقيّ..
أي ، إنّ أحداً منا لم يفكر فيه..
الطائف اللبنانيّ وأنت السياسيّ الذكيّ كان مؤتمراً للجميع وخلا من أية رؤية تسمي أحداً منتصراً وآخرَ مهزوماً ، أو أحداً مقبولاً وآخرَ مرفوضاً لأن الجميع يشتركون في العيش بتلك البلاد.
ولقد رأيت الآن وقد مرَّ على فوضانا في العراق زمناً معتبراً ، أن أوجه إليك رسالتي هذه بكلمات سليم الحص لأن التيار السياسيّ الذي تمثله تيار ينمو ،أكنّ له شديدَ الاحترام،ولأنَّ قبوله بفكرة طائف يساوي بين الملل والأحزاب كلها سيكون ذا معنى في الشارع العراقيّ قد يلغي فكرة سابقة عنه ، غير دقيقة تماماً ، وقد يساعد في إنهاء الفوضى من أجل أن يعيش الجميع آمنين في بلادنا بلا مقاومة مهلِكة للناس الأبرياء ومؤخِّرةٍ لنيل الاستقلال والبناء معاً..
وكلي ثقة بك وبنظرتك الحصيفة
واسلم
صديقك
كمال سبتي
4-9-2004 هولندا
#كمال_سبتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟