أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجاح العلي - اليات تطبيق العدالة الانتقالية في العراق














المزيد.....

اليات تطبيق العدالة الانتقالية في العراق


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 13:14
المحور: حقوق الانسان
    


يشير مفهوم العدالة الانتقالية إلى حقلٍ من النشاط أو التحقيق يركز على المجتمعات التي تمتلك إرثاً كبيراً من انتهاكات حقوق الإنسان، الإبادة الجماعية، أو أشكال أخرى من الانتهاكات تشمل الجرائم ضد الإنسانية، أو الحرب الأهلية، وذلك من أجل بناء مجتمع أكثر ديمقراطية لمستقبل آمن، يمكن إدراك المفهوم من خلال عدد من المصطلحات التي تدخل ضمنه من مثل إعادة البناء الاجتماعي،المصالحة الوطنية،تأسيس لجان الحقيقة،التعويض للضحايا،وإصلاح مؤسسات الدولة العامة التي غالباً ما ترتبط بها الشبهات اثناء النزاعات الأهلية الداخلية المسلحة مثل الشرطة وقوى الأمن والجيش.
يربط مفهوم العدالة الانتقالية بين مفهومين هما العدالة والانتقال،ولكن المعنى الدلالي الأدق للمفهوم يعني :تحقيق العدالة أثناء المرحلة الانتقالية التي تمر بها دولةٌ من الدول.كما حصل في تشيلي (1990 ) وغواتيمالا (1994 ) وجنوب أفريقيا ( 1994 ) وبولندا (1997 )وسيراليون ( 1999) وتيمور الشرقية (2001 ) والمغرب (2004 ).فمع حدوث التحول السياسي بعد فترة من العنف أو القمع في مجتمع من المجتمعات. يجد المجتمع نفسه في كثيرٍ من الأحيان أمام تركة صعبة من انتهاكات حقوق الإنسان،ولذلك تسعى الدولة إلى التعامل مع جرائم الماضي رغبةً منها في تعزيز العدالة والسلام والمصالحة،ولذلك يفكر المسؤولون الحكوميون ونشطاء المنظمات غير الحكومية في انتهاج مختلف السبل القضائية وغير القضائية للتصدي لجرائم حقوق الإنسان،وتستخدم في ذلك عدة مناهج من أجل تحقيق إحساس بالعدالة أكثر شمولاً وأبعد أثراً.من مثل إقامة الدعاوى القضائية على مرتكبي الانتهاكات من الأفراد،كما حدث في كوسوفو. أو إرساء مبادرات لتقصي الحقائق لمعالجة انتهاكات الماضي،كما حصل في سيراليون. أو تقديم التعويضات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان،كما حدث في المغرب، أو التمهيد لعمليات المصالحة في المجتمعات المنقسمة على نفسها،كما حدث في تيمور الشرقية وعدد من دول أمريكا اللاتينية.
وقد انتضمت مؤخرا مجموعة من الباحثين العراقيين في بغداد بدورة تدريبية لاعدادهم كباحثين متخصصين في مجال العدالة الانتقالية في العراق وذلك بهدف اجراء بحوث علمية نظرية وميدانية. وقد شارك في الدورة عدد من اساتذة الجامعات ومختصين في مجال القانون ومن ذوي الخبرة في مجال المصالحة الوطنية قضلا عن مجموعة من النشطاء المدنيين في مجال الاعلام وحقوق الانسان.
وتضمنت الدورة التدريبية التي اقيمت في بغداد مواد تدريبية للتعريف بمفهوم العدالة الانتقالية وعلاقتها بحقوق الانسان والسلام وتم فيها استعراض وشرح ومناقشة مبادئ واليات ومناهج العدالة الانتقالية .
واغنى الباحثون الدورة بمناقشاتهم العلمية والواقعية في اجواء علمية وشفافة ، كما شارك الباحثون ضمن مجاميع عمل بارائهم وملاحظاتهم النقدية من اجل بلورة محاور البحوث بما يتناسب مع الواقع العراقي .
وقد اعرب الباحثون المشاركون عن حماسهم وتطوعهم للعمل من اجل الاسهام في تحقيق عدالة انتقالية شاملة ومنصفة في العراق، مؤكدين على ان هذه الدورة التدريبية قد اغنت معلوماتهم ونظمت افكارهم لاجراء البحوث المتخصصة في مجال العدالة الانتقالية في العراق ، موضحين ان ثمرة جهودهم العلمية ستكون في صالح ارساء دعائم السلام الدائم والانتقال نحو الديمقراطية من خلال معالجة ارث الانتهاكات الماضية والحد من تكرارها مرة اخرى في العراق ، و معلنين في الوقت نفسه ان مصلحة المجتمع العراقي فوق كل المصالح الذاتية الاخرى وان اخلاقيات البحث العلمي وبخاصة الحيادية والموضوعية تتسق مع روح المواطنة الحقيقية الواعية التي يحتاجها المجتمع العراقي الان اكثر من أي وقت مضى، وانهم بوصفهم من قادة العلم والمعرفة ومن ذوي الخبرة لابد ان يكونوا نماذج اشراقية لصورة المواطن العراقي الايجابي الذي خرج من اطار التذمر والاحباط والاعتمادية الى واقع العمل الفعال لبناء مجتمع تسوده الحرية والعدالة والمساواة و بروح ديمقراطية.
ومن الجدير بالذكر ان هذه الدورة التدريبية التي استهدفت اعداد باحثين عراقيين متخصصين في مجال العدالة الانتقالية في العراق، هي الاولى من نوعها التي تقيمها منظمة محلية غير ربحية وغير حكومية وغير سياسية في العراق وبجهود ذاتية تطوعية، وسيشرف على هذه البحوث خبير دولي متخصص في قضايا العدالة الانتقالية كما سيتم اعتماد افضل عشرة بحوث وطبعها في كتاب باللغة العربية يوزع مجانا وينشر من خلال الموقع الالكتروني لبرنامج العدالة للجميع بداية العام القادم، كما سيتم الاحتفاء بهذه المناسبة في حفل خاص لتكريم الباحثين والتعريف بهذه البحوث عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية.
*اعلامي واكاديمي



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلام غير مسؤول
- اشهر الروايات الدرامية العالمية ودوافعها النفسية-.. كتاب يسل ...
- نشأة الديمقراطية الثورة الحديثة لمارسيل غوشيه
- تصويب مسار الديمقراطية الناشئة في العراق
- غياب الاحساس بالمواطنة العراقية
- الكتابة للاطفال هي الاصعب!
- الكهرباء العراقية تدخل موسوعة غينيس!!
- الخيار الدستوري هو الحل للخروج من الازمة السياسية
- القمر الصناعي (عراق سات) ضرورة ملحة وليس ترفا
- هل العراقيون يعيشون في كوكب آخر؟
- السرقة الصحفية في الصحافة العراقية
- العراق بحاجة الى سياسيو قراط
- نظرة من داخل أروقة إلاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
- ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي
- القضاء على الامية في العراق
- تنظيم عمل شركات الانترنت وليس منعها
- مفارقات في نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية
- المشككون في نتائج الانتخابات .. التهنئة والمصافحة ام الشتم و ...
- يا ليتهم يتعضون ويجربوا حياة الفقراء!!


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجاح العلي - اليات تطبيق العدالة الانتقالية في العراق