عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 01:43
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
أنت ما تزال صغيراً ..
تتشكل تلكم الكلمات بهجومية قاسية ، وتنطق بلغة التهكم والسخرية ، تصطف ضدي كحشد من كائنات سيئة . أصرخ من بشاعتها .. وبغضب نبيل ، أطوّح معانيها الجارحة بعيداً ، وأتـأمل : طفولة الأشياء .. ، فإذا هي : الأجمل ، والأنقى ، والأمثل ... !
أنت ما تزال صغيراً ..
تتكرر.. أشبّ على أطراف أصابعي ، أرفع يدي إلي أبعد ضوء خافت ، كالكبار الذين يحاولون أن يطاولوا قامة النجوم .. وكالكبار .. تخور اصابعي . تتعب يدي . نتساوي فـي العياء ، والفشل !
أنت ما تزال صغيراً ..
لا يملّون التكرار .. ولا أملّ الصبر والإحتمال .. ألتجيء إلى مكتبتي الصغيرة ، أقرأ : "البحث عن الزمن المفقود" .. لمارسيل بروست . وكأنني برفقته ، وهو يحــاول في صبر ودأب : تثبيت الزمن حتى لا يكبر أبداً !
وأصغي إلى الشاعر : ديلان توماس ، وهو يرنم ترنيمته الموحى بها من الخلود : " إن الكرة التي قذفتها عندما كنت ألعب في الحديقة ، لم تعد بعد إلى الأرض !
فأهتف بإهتياج الفرح : أنا ما زلت صغيراً . وكالصغار .. سأظل شغوفاً بالحنان ، وبالعناق .. ولثم أمي قبلات الامتنان . ومبشّراً : بإله الأشياء الصغيرة : "القطيع الصغير" . و"الصغير في بيت أبيه" !...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟