|
أذا كان الخنزير حرام/ج4 الصيام
عبد الرضا حمد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 18:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الصيـــــــــــــام(إذا كان التذوق يبطل الصيام فكل الحواس تبطل الصيام) في الطريق من محل سكني إلى أي مكان في المدينة الجميلة التي أعيش فيها(مدينة التاريخ والفنون والورود...التي يخترقها نهر كبير يذكرني في هدوءه بهدوء الفرات في مدينتي الأم) سواء كنت ماشياً أو راكباً لابد من المرور أمام محل ألبقاله التي ذكرت في الأجزاء السابقة وكنت دائماً أتجنب دخولها وقت الزحام النسبي أو بدون أن أشتري شيء حتى لا أشغل صاحبي عن عمله وقد لاحظ هو ذلك ونبهني إليه ليقول أنه يعرفني ويعرف أنني أعرف وقت عمله وأحترمه وأعرف وقت فراغه الممل وأحترمه من خلال النقاش معه ليقضي وأقضي الوقت بالنافع الممكن هذه المرة وجدته مع وقت الغروب الجميل واقفاً في باب ألبقاله وكأنه ينتظر أحد...فتوقفت وترجلت لأداء التحية التي سبقني هو بها صائحاً(كيفك ياحاج)...ولم يترك لي الوقت للتحية أو الجواب قائلاً لقد قرأت ماكتبته عن(أسمك) وقد أعجبتني وكما عرفت كنت جريء وصريح ومتألم وفهمت ألقصه لأن مثل هذه الأسماء غير دارجة أو مسمى بها في شمال أفريقيا وبعد الدردشة عن العمل والصحة والعائلة هنا وهناك والدراسة التي شجعته على مواصلتها وتمنيت عليه استغلال كونه شاب(أربعيني) ولغته الفرنسية ممتازة وسهولة معادلة شهادته الجامعية الأولية في هندسة الجيولوجيا مع خبرة عدة سنوات في العمل ألمنجمي في الصحراء وكان يتكاسل مبرراً ذلك بقلة فرص العمل بهذا الاختصاص هنا بالمقارنة مع كندا وكان جوابي أنه العلم والحاجة إليه في التطوير والتطور وأكيد ستكون الفرص أفضل مع الشهادة العليا ومن نفس البلد وعدني بأن سيرسل وثيقة التخرج للمصادقة عليها ومعادلتها ومن ثم الاتصال بالجامعات في محاوله أكد أنها ستكون جادة...فثمنت فيه ذلك وتمنيت له النجاح والتوفيق ثم قال يا(حاج) لقد قرأت الردود وسجلت ملاحظات عليها وعندما تنتهي من نشر الباقي أريد أن أناقشك على الردود وأجوبتك عليها ...فوافقت فرحاً وشكرته على ذلك وسنفرد لها جزء خاص...أستحسن الجواب....وقال: تتذكر اليوم الأول أو لنسميه الجزء الأول ...قلت أكيد ولكن هل هناك شيْ...قال نعم... هناك شيء فكرت به وأثار عندي شك...قلت له أفصح لنزيل هذا الشك لأنه إذا تسرب إلى العقل والقلب ينسف الصدق والصراحة قلت له تكلم بكل راحة وحرية وكنت أظن أنني اقترفت بحقه خطيئة أو تسببت له بأذى نفسي وأنا لا أعلم أو تحسس من شيء قال... وقتها قلت لي أنك صائم وكنت شارب وذكرت الشرب ولكن لم تقل فيما نشرت أنك كنت صائم... أخذت نفساً عميقاً لأزيل قلقي.. وقلت هذا شيء جميل يدل على أنك تفكر بما جرى وتتذكر ولو أن هذا الموضوع صحيح وأشكرك عليه ولكن...من أبعد الموضوع هو أنت لأنك ركزت اهتمامك بموضع زيت الخنزير...وقد نبهتك على ذلك عندما قلت لك حينها(أنك تركت شرب الخمر في رمضان وتتكلم عن زيت الخنزير وكان جوابك أنها حرية شخصيه)فهمت أنا من جوابك انك لاتريد الخوض في ذلك فلم أتطرق إليه احتراماً لذلك....قال صحيح ولكن ما شغلني هو هل أنت كذبت في ذلك القول أم تريد التندر على الصيام ورمضان أتمنى أن تجيبني....قلت بكل تأكيد قلت...نعم كنت صائم كل رمضان ويومها فطرت وبعد ذلك شربت البيرة وعندما احتجت للمزيد جئت ألبقاله وأنت لاحظت ذلك...فقال ولكن الوقت كان قبل موعد الإفطار بحوالي ساعتين أو أكثر....قلت نعم فأنا أمسك(من الإمساك) الساعة السابعة صباحاً وأفطر الساعة الخامسة بعد الظهر...فقال لكن هذا مخالفاً الشرع الذي ينص بوضوح وصراحة أن الصيام من الضياء الأول إلى الضياء الأخير...قلت ما تقوله صحيح ولكن ما دفعني لهذا هو أن علماء الدين!!والفقهاء الشرعيين!!وآيات الله!! ألغوا عملياً هذا النص الصريح وتفننوا في ذلك وأصدروا الفتاوى العديدة التي تبطل وتلغي هذا النص قال كيف!...لم أسمع بذلك...قلت أنهم وفي محضر أجابتهم على ما طرحه المسلمين في الدول الأسكندنافيه حول وقت صيامهم في الشتاء حيث يكون الوقت بين الضياءين لايتجاوز الثلاث ساعات وأحياناً وفي أماكن معينه لن يكون هناك ضياءين بل في مناطق القطب المسافة الزمنية بين الضياءين يصل إلى ستة أشهر افتى من يسميهم البعض علماء بأن يكون الصيام على وقت البلدان القريبة وإن ..لا فعلى بلد الصائم الأصلي مع فرق التوقيت لكنهم لو قالوا الصيام بين الضياءين لكان من الاحترام أما وأن تجاوزوا وأثاروا الضحك عليهم وعلى تفسيراتهم فمن حقي أن أتميز عليهم وعلى من يضللون...في نقاش مع صائمين حول(من كان منكم على سفرٍ...) قلت لهم اليوم السفر مريح وبالطائرة ولا عناء فيه ويمكن أن يستمر الصائم بصيامه..تفنن الشيوخ والأئمة فمنهم من قال قبل وبعد الظهر ومنهم من قال بالكيلومترات...ولكن أغربهم من قال أتظن أن الله لا يعلم ستكون هناك طائرات...هذا الجواب استفزني لأنه لا يمكن لكائن أن يكون إنسان ويطرح هكذا طرح ويكون أسفه منه من يسمع مثل ذلك ولا يرد وبخشونة احتراما لمحمد الثائر النجيب ثم قلت هذا دليل واضح وأكيد على أن ما نزل كما يقال كان يخص أهل المنطقه الناطقة بالعربية وقتها والمحددة في مكة وضواحيها...هم رجال الدين والتفسير... هم من تجاوزوا على النص وهذا يعني أن كل النصوص يمكن التجاوز عليها وهذا يلغي التقديس لها هذا عن الصيام ويومه أما لو تسألني متى بداء رمضان عندي فأقول أنا من حدد ذلك وحسب الشرع أيضا لأن النص المقدس يقول (من رأى منكم الشهر....) وعندما أعلن الشهر خرجت ولم أرى الهلال وتمسكاً مني بالنص لم أبداء الصيام مع الآخرين وإنما بعد يومين لأن النص واضح وصريح ولوكان القصد منه من رأى منكم الشهر تعني الآخرين لكان النص كما يلي(من رأى منكم الشهر فليصوم الآخرين) أما إذا كان سؤالك هو لماذا أصوم...فانا أصوم لأسباب غير دينيه وإنما صحية ولا أتصرف كما يتصرف الآخرين وحتى رجال الدين من بذخ وتبذير وعدم النهوض مبكراً(يدمجون الفطور والسحور ليناموا حتى العصر ويصلون الفروض قضاء)والصيام هو عندي ممارسه رياضيه وصحية أوصى به الفلاسفة والعلماء والشعراء وخلال فترة الصيام اليومي أنا أن احتجت لتذوق شيء أتذوقه لأن التذوق لايبطل الصيام وأتناول الدواء إن احتجت إلى ذلك وبالطريقة المطلوبة وحتى لو أحتاج إلى كوب ماء مع الدواء فلا مانع من ذلك...أستغرب صاحبي الذي كان ساكتاً يتأملني وأنا أتكلم وقال..لا هذا غير ممكناً...كيف لا يبطل التذوق الصيام...قلت هذا سؤال وجيه...تصور نفسك في غير رمضان وأنت جائع وتتذوق شيء يعجبك ألم يدفعك ذلك إلى تناوله وبنهم...قال نعم...قلت يعني التذوق يحفز على الإفطار...قال أكيد ...قلت والمؤمن المفروض أن يختبر قوة إيمانه وصبره على الملذات وهذه واحده من فلسفة الصيام...قال...لقد قلت الحق....ثم أكملت...التذوق من الحواس ألخمسه لماذا هو يبطل الصيام والبقية الأربعة لا..كم مره تشتم رائحة الأكل المطهي وتثير فيك الرغبة للأكل...قال كثيراً بل دائماً...قلت أذن إذا كانت حاسة الذوق تبطل الصيام فكل الحواس كذلك وأعطيك مثل أخر....قال تفضل...قلت: لماذا يعتبرون النظر إلى المرأة برغبة يبطل الصيام والوضوء وإن لمس المرأة يهيج الذكر فيبطل صيامه ووضوءه ولا يجري ذلك على الشم..وكم من مره كانت رائحة العطر تثير المشاعر الأنثوية والذكرية...قال أرجوك كنت قاسي علّيّ اليوم وأشعر أن هناك شيء....قلت هذه الحقيقة وانأ أسف هل تريد أن ننهي الموضوع قال...لا ولكن لنشرب العصير ..قلت لأبأس ولكن أنا من يدفع رفض ذلك واتفقنا أن يدفع كلٍ حسابه فقدم لي العصير...فرجوته أن أختار أنا ما أريد فأخذت (قوطية بيرة باردة) ضحك وقال أنت هكذا في كل شيء تريد أن تؤشر معنى وأنا أكرع وهويشرب قال أذن متى كان عيدك...قلت العيد هذه ألسنه كما أعلنته الدول الأسلاميه زوراً توافق مع عيد اللومانتييه فأنا هنا لم أكن بحاجه للهلال لأن العيد كان يوم اللومانتييه وأن تبين لي بعد ذلك أنني فطرت قبل الموعد فعدةٌ من أيامٍ أخر ولكن اللومانتييه ليس فيه أيام أخر...فكان هو العيد الذي أتمنى أن يخطط له الجميع من اليوم لنلتقي في المقبلات قال أريد أن أقول شيء لا تعرفه عن الصيام...قلت تفضل...قال حيث كنت أعمل في بلادي ...كان الطوارق(أهل الصحراء) لايصومون لأن من جاء ليدخلهم الدين الجديد وقتها اشترطوا عليه ذلك لعدم استطاعتهم في تلك الظروف فوافق وسرت سنه حتى الآن ....هذا القول كنت قد سمعته من الكثيريين من أبناء شمال أفريقيا وله معاني كثيرة وكبيره قد نعود إليها في لقاء آخر مع صديقي ودعته شاكراً وقلت له ستقراء الموضوع ولكن بعد حين
#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أذا كان الخنزير حرام/ج3
-
أذا كان لحم الخنزير حرام/ج2
-
العيد مَرْ(مرْ)
-
في عيد اللومانتييه..أفتقدكتم
-
مرتزق....بعثي..صدامي
-
أحنه والفرح والحزن
-
أذا كان الخنزير حرام فكل الأنعام حرام
-
الدستور العتيق
-
لماذا هذا التشرذم في الوضع السياسي العراقي
-
رساله الى الرئيس أوباما
-
خرافة الديمقراطيه الأسلاميه/رد على مقال الأستاذ نضال نعيسه ب
...
-
زامل سعيد فتاح وطالب القره غلي
-
من طرد الأمريكان
-
بين عشية وضحاها
-
العرب وباراك أوباما
-
أسمي
-
الى الدكتور حامد الحمداني/من ذاكرة التاريخ
-
على أياد علاوي الأعتكاف..لماذا
-
سقوط بغداد/عِبَرْ
-
يا كفن النجباء
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|