فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 14:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عجيب غريب نحن العراقيين لم يظلمنا العلامة علي الوردي حين وصفنا بالازدواجية لأننا وبعد التجربة المريرة التي خرجنا بها من القائد الضرورة وما زلنا نبحث عن رمز جديد يقودنا ونقتدي به ولا يهمنا حجم علمه وآفاق قدراته .
هذا الشعب عبر هذا التاريخ الطويل كان يعشق جلاديه ويتوجهم رموزا لمسيرته المليئة بالعذاب والآلام ، ثم تأتي الأجيال اللاحقة لتطالع كتب التاريخ والوطنية وهي تصف الجلادين بالمناضلين والمحررين والفاتحين للسند والهند وأبطال للتحرير القومي ومنتصرين للعقيدة والمذهب ومقتدرين في تأكيد نظرية توازن الرعب بين المذاهب .
والعجيب إن العراقيين مازالوا منذ عشرات القرون مستنفرين بعواطفهم ولم يسمحوا لنفسهم بالعودة إلى العقل ليتساءلوا عن جدوى هذه الرموز وقيمتها وكفاءتها وهل تصلح لان تكون قدوة أو على الأقل أنها تكون صالحة للأكل مثل ما كانت تفعل القبائل في الجاهلية حين تختار اله تصنعه من التمر ولكنها حين تجوع تأكله وتجد فيه القائد المنقذ .
أما رموز اليوم من أصحاب العمائم والأفندية فهم جميعا لا يصلحون للأكل أو حتى اختيارهم رمزا أو تعويذة لا تقينا من لدغات البعوض فهم مجرد آلة بلا قدرة ولا اقتدار جاءوا متعكزين على قوى خارجية أو شهرة العائلة أو قوة السلطة التي اغتصبوها أو الأموال التي جمعوها فهذه الآلة لا تطعمنا من جوع ولا تقينا من برد ولا تستطيع أن تعيد لنا تيار الكهرباء أو توفر لنا الماء الصالح أو تعيد لنا الخدمات ومفردات البطاقة التموينية فهي دمى تحركها خيوط خارجية وأجندات إقليمية همها الأول والأخير تدمير العراق .
مرة أخرى نرثي أنفسنا لان اختيارنا للرموز معناه اعترافا منا بأننا اتكاليين وعاطلين عن أداء أي فعل حقيقي ينقذنا من أزماتنا الراهنة الناتجة عن غياب وعينا وسيرنا وكما يقول الشاعر نزار قباني ( مثل الخرفان وراء كل اللافتات والرموز ) والخروف أيها السادة الكرام بمعطيات حضارتنا ليس رمزا لدفع البلاء بل هو يصلح لذبحه ليكون وجبة دسمة لغذاء سيدنا الرمز المعمم والأفندي ..
وفي الختام صلوا على محمد في هذا العراق الجميل الذي تزدهر فيه الرموز الدينية والعلمانية وتتطوع جموع الشعب بملايينه لان يكونوا وبسعادة خرافا جاهزين للتضحية في سبيل السادة والملالي وأصحاب المعالي .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟