أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف السقا - رائحة وطن يحترق














المزيد.....

رائحة وطن يحترق


شريف السقا

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 13:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ما يحدث في الاونة الأخيرة له دليل علي تأكل الدولة و رخاوتها و أصبح ذلك واضح للقاصي و الداني و ذلك علي المستوي الخارجي و الداخلي مما ينذر بكوارث و حرائق قد تشعل هذا الوطن بأكمله بمن فيه و هذا لن يسب سوي في مصلحة هذا الوطن المنكوب بنظام صلب أحلام ابناؤه و باعهم لكل عابر سبيل يأتي من المجهول ....بيعت الأرض للإعراب و الأجانب و لكل أفاق في الأرض يسير ...و كل شيء عرض في سوق البيع و اصبحنا غرباء في بلدنا ...حتي وصل عدد المصريين بالخارج إلي ٧ مليون مصري أي حوالي ٩% من سكان الدولة و الرقم في إزدياد كل يوم ...ضاق الوطن بابناؤه و أصبح جوه خانق يقتل كل شيء جميل في حياتنا ...و يخرج أسوأ ما فينا لنتحول إلي وحوش تقتات علي لحوم الأخرين تحت ضغط الظروف الإجتماعية و الإقتصادية الطاحنة التي تحيط برقابنا علي الدوام .....

طول فترة الإستبداد و قمع الحريات و ترافق ذلك مع سياسة طرد الكفاءات و تسيد الأقزام المشهد فضلاً عن إنتهاك ادمية المواطن مادياً و معنوياً بشكل يومي و منتظم جعل المواطن أو من كان مواطن يشعر إنه غريب في وطن لا يعترف به إلا مفعول به ...انسان مجرد من الحقوق يتم عصره بشكل عنيف لتحصل الحكومة علي مزيد من الأموال لتصرفها في صفة غير مبرر ....

كل ذلك جعل هذا المواطن يكفر بهذا الوطن و يعيش في جيتو معنوي و ديني و يصبح الوطن هو مجرد مكان للسكن و للعمل إن وجد ...

تراجع المواطن إلي منزله و دينه منسحباً من كل من حوله و هو أمر أصبح أكثر من مريح بالنسبة للنظام السياسي السائد و أصبح أكثر من مريح بالنسبة لبعض المؤسسات الدينية و رجال الدين الذي شاركوا الدولة في اعتصار المواطن لجني مزيد من الأرباح و بسط مزيد من النفوذ علي رقاب البشر ...

الإستقطاب الديني الحاد في مصر ما هو إلا تراكم لفشل الدولة في سنوات طويلة مضت حيث تنازلت عن شريحة من المواطنين و ارتضت بأن تتقاسم سلطتها مع الأخرين ....و مع نظام يدوس علي القانون و الدستور بأحذية الأمن الغليظة و لا يرضي سوي بأن يتحكم كلية في حياة البشر فأنه تنازل عن سلطته تارة أمام الشيوخ لمنع ما يرونه غير مناسب للنشر و تارة أمام الكنيسة لإحتجاز مواطنين خارج نطاق القانون ...و لا يعنيني في شيء إسلامهم أو مسيحيتهم ....الأغرب إن الذين اندفعوا في الدفاع عن حرية العقيدة كانوا أول النافخين في النار و لعلنا نذكر حرق و تهجير البهائيين و ترك الجناة بدون عقاب ناهيك عن شرطة خانة الديانة الشهير و المضحك إلي حد المرار و الذي يذكرنا بالنكتة الشهيرة عندما سأل شخص أحد الناس ما اسمك فأجابه محمد فعاجله بسؤال أخر مسلم و لا مسيحي ؟ فلم يجد سوي إجابة واحدة صاحب العقل يميز ....

هذا الفرز الديني إلحاد الذي إستمر طويلاً أخذ ينذر في التصاعد و بعواقب وخيمة ما لم يتم وقفه بشكل حاد و حاسم .....سقوط ثقافة العبيد و القبيلة التي تجعل الناس تدافع عن الخطأ لمجرد إن الخاطيء ينتمي إلي قبيلته تجعلنا مجتمع يعيش في العصور الوسطي حتي لو ارتدي أحدث الثياب و قاد أحدث السيارات .....تأجيل الملفات و إتبع سياسة النعامة و قبول الإبتزاز و الرضوخ لمطالب تتجاوز الدستور و القانون ....إن عدم معاقبة المجرم و تركه يفلت من العقاب يؤدي إلي أكثر من ذلك ....

يوم إن ابتلعنا ألسنتنا علي الفساد و القهر و الظلم و انطلقت السنتنا لتثير الفتن و تشعل الحرائق كان سقوطنا المدوي.....

عندما صمتنا علي عدم تعيين المسلمين في الشركات لمجرد انهم مسلمين و حتي لا يكون كلامي مرسل عليكم إن تراجعوا أكبر شركة للسياحة و الشيكات السياحية فضلاً عن أحد الخطوط الجوية الأوروبية المعروفة و ما يحدث للمسلمين يحدث للمسيحيين و مذهل ذلك إن سلسلة سوبر ماركت معروفة في الإسكندرية لا ترغب في تعيينهم لجأ صاحبها لحيلة ماكرة هي الشرط في الإعلان إن تكون المتقدمة محجبة .....

إن سقوط القانون يفعل بالوطن أسوأ من ذلك و الكل يفعل ما يشاء بدون رادع في ظل تراخ واضح من الدولة ....و تغاضي يصل إلي حد التواطؤ لتمرير مشروع التوريث

تصريحات الأنبا بيشوي و جبهة علماء المصري لهي عار لكل مصري مهما كان معتقده ....و يجب محاكمتهم محاكمة علنية و عقابهم بشكل قاس ....لست ضيفاً في مصر يا جناب الأنبا أنا مصري صميم و لن أقاطع بني وطني يا أصحاب جبهة الأزهر لأنهم ليس لهم ذنب فيما يحدث و لن أقدس سواء الأمام الأكبر أو البابا أو الرئيس ....لتسقط كل الأصنام ليستعيد الوطن عافيته .....الحرية هي الحل و إلا سنصحو علي رائحة وطن يحترق و سيكون لسان حالنا ابكوا إليوم كالنساء وطناً لم تحافظوا عليه كالرجال



#شريف_السقا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصنع
- الرحلة
- مرض الرجوع إلي الخلف
- عدالة البؤس و بؤس العدالة
- الشرخ
- الفراغ
- داخل الغرفة
- أتذكر ؟
- كازابلانكا
- كلب السيد
- أميرة الأمل
- العزلة
- سفر الخروج
- فارس لا يموت
- روليت
- درج الذكريات
- قصة جارية
- مدينتنا و قميص عثمان
- كفتة و حواوشي أونلاين
- عملية إنقاذ اللواء خميس اونلاين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف السقا - رائحة وطن يحترق