أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد محمد رحيم - تمثلات النهضة 1 المنهج والمفاهيم وحدود البحث















المزيد.....

تمثلات النهضة 1 المنهج والمفاهيم وحدود البحث


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 13:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لعل ما يُكسب كتاب فاطمة المحسن ( تمثلات النهضة في ثقافة العراق الحديث/ دار الجمل 2010 ) أهميته هو أنه، حسب علمي، أول كتاب جامع يبحث بهذا القدر من العمق والشمول في مقدمات ونشوء ثقافة النهضة في العراق كما صيغ خطابها، وكما تجسّدت في ممارسات ومؤسسات، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والعقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين. ويظهر جهد الباحثة المثمر في كم المصادر التي رجعت إليها، وفي فاعلية المنهج التحليلي النقدي الذي استخدمته، ومقدرتها الملموسة في الاستقراء والاستنباط، في آن معاً. إلى جانب جرأتها في بيان حدود ثقافة النهضة وتشخيص إشكالياتها بموضوعية عالية. ومن غير أن يشوب تقويمها وأحكامها آثار تحيزات إيديولوجية. أو أنها استطاعت بذكاء إخفاء مثل تلكم الآثار. وإن كان بالمستطاع الوقوع على قناعاتها وتصوراتها وأفكارها الخاصة عبر المسار الذي اختطته لبحثها والمنهج الذي توسلت به في قراءتها وتحليلها لموضوعتها الرئيسة التي يلخِّصها عنوان الكتاب.
كانت استنتاجات الباحثة تتراوح بين الانطلاق من فكرة عامة تصوغها، أو تقتبسها بعد أن تحظى عندها بالقبول، ثم تذهب لتثبت ذلك ( منطقياً ) عبر حشد مجموعة من المقولات والوقائع المأخوذة مما قيل وجرى حقاً، عبر عملية استنباط دقيقة.. في سبيل المثال أن نعرف ما هي النهضة، أو من هو المثقف العراقي قبل التحري عمّا يؤكد ما طرحناه وتبنيناه؟. هنا ننتقل من العام إلى الخاص، وحيث النتيجة تكون مساوية أو أصغر من مقدماتها كما يقول المناطقة. وبين استقراء مجموعة من المقولات والوقائع المتلازمة التي تفضي ( منطقياً ) إلى فكرة عامة مجردة، حيث الصعود من الجزئيات إلى القانون العام في عملية استدلال يقودنا من الجزئي إلى الكلي من خلال الملاحظة أو وضع الفرضيات والتحقق منها وحيث النتيجة تكون أكبر من مقدماتها. كما في دراستها عن مفكري النهضة الرواد ( محمود شكري الآلوسي وهبة الدين الشهرستاني والأب أنستاس الكرملي والرصافي والزهاوي ورفائيل بطي ومحمود أحمد السيد). لكنها، أي الباحثة، في أكثر الأحايين، كانت تفعل الأمرين معاً، في إطار تحليلي واسع كما في الفصل الخاص بالنهضة وأقنعة الأدب، حيث مكوث الثقافة في زمن الشعر. أو في تحليلها اللامع للتمدين وصراع القيم في عراق مطلع القرن العشرين. وكانت تدرس وتحلل مناهج التيارات القائمة نفسها ومناهج الباحثين متعقبة طرق اشتغالها، أو استعمالها، عندهم، ومدى التزامهم بها أو نكوصهم عنها. وما الذي يمكن أن ينعكس عن ذلك.. تقول، مثالاً، عن منهجية الثقافة التقليدية؛ "المعرفة في الثقافة التقليدية تصلح للبرهنة على صحة الاعتقاد الديني وقدرته على تفسير الوجود، وهذا ما يمكن أن نتلمسه في الأدبيات التي تقوم على تصوّر شكل النظام السياسي أو العمران أو تفسير الظواهر الطبيعية والأخلاقية، أو صياغة التوجيهات أو الفتاوى، ولكننا قد نجد عند نفس المؤلف الذي يكتب وفق هذه التوجهات، بعض الاختراقات التي تنطوي على تصدعات في منهج المعرفة ذاته، وهذا ما كان يشكل بوادر، أو بوابات صغيرة، لدخول الأفكار الجديدة" ص89ـ90.
وما وَسِعها، كانت الباحثة تتحرى، في مجرى صراعات الأفكار والرؤى، عن تباينات هذه الأفكار والرؤى وتعارضاتها مثلما طُرحت من قبل معتنقيها. أي أنها كانت تستشهد برأي شخص أو فئة وتناقشه في مقابل رأي نقيض أو مختلف لشخص آخر أو فئة أخرى. وتقتفي آثارها في الفضاءات الثقافية والاجتماعية والسياسية، في سياق جدل تنظيري، أو في إطار بلاغة نظرية استدلالية متناغمة عمادها الطباق، فكانت تعي، تماماً، أن واقعاً مركّباً لا يُفهم إلاّ من خلال منهج مركّب.
حددت الكاتبة، إذن، نطاق بحثها الزماني بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين، ونطاقها المكاني بولايات العراق التاريخية؛ بغداد والموصل والبصرة، ومن ثم بالإطار الجيوسياسي الجديد بعد توحيد هذه الولايات تحت حكم الملك الهاشمي فيصل الأول في دولة العراق الحديثة ( 1921 ). ذلك أن "الثقافة المدينية لم تبدأ في العراق بعد الاحتلال البريطاني، فقد شهد العهد العثماني المتأخر نواتات نشوء مجتمع في كل من بغداد والبصرة والموصل، من الموظفين والتجار والعسكريين والمتعلمين والمتصلين بالحياة الغربية، سواء أكانوا مسلمين أو يهوداً أو مسيحيين، ومنهم تشكلت فعالية المؤسسات الحديثة والدوائر الرسمية وما رافقها من مظاهر البيروقراطية. أي أن ما يمكن أن نطلق عليه بدايات التمدين حدث في فترة لم يكن العراق بعد كياناً موحداً ولا دولة مستقلة" ص288. وقد ركزت الباحثة على ما أصابت العاصمة بغداد تحديداً، من تحوّلات في الثقافة بعدِّها مجالاً إبداعياً ومعرفياً وقيمياً واعتقادياً، مع إشارات مقتضبة لما حدثت في بقية مناطق العراق لأن أغلب رواد النهضة ودعاة التنوير والتحديث إمّا كانوا من أهالي بغداد أو أنهم تركوا مدنهم والتجأوا إلى العاصمة.
اعتمدت الباحثة طقماً من المفاهيم المتداولة في حقول معرفية متعددة راحت توالف بينها لتعزيز منهجها. وفي موضوعة معقدة متشعبة كالتي تناولتها في كتابها نجدها مضطرة لاستعارة مفاهيم من علوم الأنثربولوجيا والتاريخ والاجتماع والنفس والسياسة والاقتصاد، والنقد الثقافي. وما نلاحظه طوال صفحات الكتاب أن المحسن كانت تكيّف المصطلحات المستعارة لمقتضيات وحدود بحثها وطبيعة موضوعته وسياقه. فتعطيها مضامين ومعاني تفيد إستراتيجيتها النظرية، إذ أن الاكتفاء بالمضامين الممنوحة لها من قبل المنظّرين الغربيين والتي جاءت في خضم تناقضات وصراعات وتحوّلات تاريخية مختلفة كان سيعيق فاعلية وحيوية منهجها ومسار بحثها ويقولبه ويفقره طالما أنها اشتغلت على موضوعة لها شروطها الاجتماعية ـ التاريخية الخاصة.
في هذا الكتاب نقع حيناً على آليات اشتغال منهجية من ( النقد الثقافي ) حيث التداخل والتنافذ بين الثقافة والسياسة والمجتمع. وحيناً نقع على آليات من منهج ما بعد ـ الكولونيالية حيث الذهاب والإياب من الأدب إلى الاقتصاد السياسي إلى علم الاجتماع والأنثربولوجيا إلى التاريخ وبالعكس. وحيناً نقع على تحليل يقترب كثيراً من الماركسية حيث المقاربة الجدلية للعلاقات بين الطبقة والمكانة والثقافة والسياسة كما فعل حنا بطاطو في كتابه الشهير ( العراق/ بأجزائه الثلاثة ).
* * *
إن الظاهرة الاجتماعية ــ السياسية ـ التاريخية الكبرى التي أُطلق عليها، فيما بعد، تسمية ( النهضة ) اتخذت، في البدء، فضلاً عن ( النهضة ) تسميات أخرى متعددة مثل؛ إحياء، تنوير، يقظة، تحديث، عصرنة، الخ. وقد أدت المصطلحات آنفة الذكر المعنى ذاته، في كل مرة، برأي الباحثة. أي أنه لم يجر الاتفاق على تسمية قارة ومقبولة من الجميع لهذه الظاهرة. وقد نختلف مع الباحثة في تأكيدها أنها "كلها مترادفات تؤدي المعنى ذاته، على اختلاف أزمنتها في الاستعمال الغربي" ذلك أن الأدبيات الغربية ميّزت بين عصور: النهضة التي غطّت القرون الرابع عشر والخامس عشر. والإصلاح الديني الذي شهدها القرن السادس عشر، والتنوير الذي كان سمة القرنين السابع عشر والثامن عشر، والحداثة التي رافقت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. ولكل من هذه المراحل ( المتعاقبة) والتي تكمل بعضها بعضاً في مسار التطور التاريخي للغرب الأوروبي، خصائصها الاقتصادية والثقافية والسياسية. ولا نريد الخوض موسعاً في مضامين هذه المفاهيم ( المصطلحات ) مثلما تجلّت في تصورات مفكريها ودعاتها، لمحدودية نطاق هذه الدراسة. وعموماً فإن نخلع تسمية ما على ظاهرة محددة في وقت تكوّنها قد يكون مربكاً وعسيراً لعدم وضوح أبعادها وأفقها، في وقتها. ويتم الاتفاق، في الغالب، على تسمية ما، بعد أن تكون تلك الظاهرة قد استكملت بنية تحققها الموضوعي وشروط صيرورتها، وأصبحت جزءاً من التاريخ، وموضوعاً مطروحاً على بساط البحث العلمي.
حاولت الكاتبة تحديد ماهية ومضامين المفاهيم التي تستخدمها، لاسيما النهضة والثقافة، وهي تدرك تماماً صعوبة مثل هذا الأمر. فتخبرنا أن زمن التحوّل ( في الفاصلة الزمنية التي تتحدث عنها ) هو النهضة فيما أداة التحول هي الثقافة. وها هي تتكلم حيناً عن نهضة، وحيناً عن تنوير، وحيناً عن تحديث وتعني بها شيئاً واحداً هو التغيرات التي طرأت على ثقافة النخبة العراقية كأفكار وتصورات وآداب وفنون، وكسلوك مدني وحضاري وكرؤية عن الذات والعالم، إلى جانب الحراك الاجتماعي والتحول الاقتصادي والسياسي والبناء المؤسساتي لدولة العراق الحديثة، الخ.. وحيث "ارتبط التحديث الأدبي والفكري في العراق بظهور المثقف، المثقف الفرد الذي يملك صوته وتمرداته وخروجه على الإجماع القديم" ص9. وهذا ليس جزماً بأن بناة الثقافة النهضوية العراقية قطعوا صلتهم بمنحدراتهم الدينية، على الرغم من تمرّدهم على الدين المحافظ.
شاع استخدام مصطلح ( النهضة ) في أدبيات كتّاب ذلك الزمان أكثر من بقية المصطلحات التي تؤدي الدلالة ذاتها كالتنوير في وصف حركة التحديث في الفكر والأدب العربيين. وربما يعود السبب إلى اعتقاد العرب بأن نهضتهم المأمولة لابد أن "تشبه نهضة الغربيين من حيث طابعها" ص15. غير أن الباحثة تعود وترجّح سبباً آخر هو ثقل المحمول الميثولوجي في مفردة النهضة ومطابقتها لمفردات من قبيل الانبعاث أو الإحياء لغلبة السمة الدينية على الثقافة العربية. وفي غضون ذلك تشير إلى مصطلح التهجين ( التبيئة ) حيث يجري استعارة المصطلحات والمفاهيم من بيئة مختلفة وسياق تاريخي ثقافي مغاير ومحاولة استعمالها في بيئتنا التي "لم تشملها دورة التحوّلات التي نشأت فيها المجتمعات الغربية الحديثة، وغدت بفضلها مفردات حياة وممارسة ترتبط بتاريخ تلك الشعوب وذاكرتها" ص14. وتشير الباحثة إلى مدى صعوبة عملية "ابتكار وسائل لتطويع المصطلحات وتهجينها وفهم الكيفية التي اشتغلت فيها ضمن حركة مجتمعات تابعة، وتعاني هذه التبعية" ص17. كذلك ترد، هنا، مصطلحات أخرى حافـّة كالتثاقف والاقتباس والتنافذ بين الحضارات. وقد تعبّر عن الارتباك الحاصل في ترجمة المصطلحات في الحقل المعرفي العربي حتى يومنا هذا، لكنها كلها تعكس مستويات من التأثر والتأثير الثقافي في خضم الاحتكاك، بأشكاله كافة، بين أفراد وجماعات من مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية..
لعل مصطلح ( التثاقف ) ينطوي على أهمية خاصة في إطار الموضوعة التي تشغل بال الكاتبة. ومعناه كما تخبرنا هو؛ "تبادل السمات الثقافية، الناشئ عن احتكاك مجموعة من الأفراد والشعوب احتكاكاً متواصلاً ومباشراً، على أن تكون هذه المجموعات منتجة لثقافات متباينة" ص17 ـ 18. وتفرّق بين نموذج التثاقف الظاهر في الاستعارة الحرّة والتعديل في عناصر الثقافة في ظل العلاقات الحرّة، وبين التثاقف الذي يجري عبر خطة مدروسة في ظل الهيمنة العسكرية والسياسية.
وطوال صفحات الكتاب ستتكرر مفردات ( مصطلحات )؛ النهضة والتنوير والتحديث لتوصيف تلك الحركة الثقافية الكبرى التي بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر في الفضاء الثقافي العربي ( والعراق من ضمنه ) حيث حصلت إزاحة لا تنكر، وإن كانت محدودة وقاصرة، في نطاق استخدام المفاهيم وطرق اشتغالها منهجياً بلغة آخذة بالتجدد وسائرة نحو تحقيق ترسيمة جديدة للفكر والثقافة. هذه الحركة التي لم تخلُ من الاتساق، مع حراك اجتماعي وتطور اقتصادي نسبي، وتغير كبير في الخريطة الجيو ـ سياسية لاسيما بعد أفول نجم الإمبراطورية العثمانية وتكوين الدول العربية الجديدة ( منها الدولة العراقية 1921 ) على وفق ترتيبات اتفاقية سايكس بيكو. أقول؛ هذه الحركة التاريخية هي التي شكّلت الموضوعة الرئيسة لكتاب فاطمة المحسن المميز.
وإذن، يقوم منهج الكاتبة وإطار بحثها على الربط العضوي، الجدلي بين مصطلحات ( مفاهيم ) النهضة والحداثة والثقافة، ومن ثم الهوية. فتوسّع مفهوم الثقافة باستعارة تعريف جيرار ليكريك لها وهي "الخطابات الضامنة لهوية الجماعة والقيم المركزية السائدة فيها، وبثها في الزمان والمكان المناسبين" ص28. وتلاحظ الإزاحة الحاصلة في المفهوم والتي اكتسبتها الثقافة في الأدبيات العراقية باشتباكها مع مفهوم التقدم والتحديث.. تقول؛ "وهي هنا تلتقي مع معناها الغربي باعتبارها تنطوي على بُعد الحداثة المضمر في كلمة ثقافة" ص31. ولا أظن أن كلمة ( ثقافة ) انطوت على بُعد الحداثة بشكل مطلق في تعريفات المفكرين الغربيين. وأنْ تكون قد ظهرت مع كلمة ( إيديولوجيا ) في سياق تكوّن الحداثة في أوروبا ( تنظيراً وممارسات ) بنزوعها التنويري والإنساني والزمني، لا يعني بأية حال أنها مرادفة أو مناظرة للتحديث. والكاتبة نفسها تشير إلى أن المعنى الأوسع ( الأنثربولوجي ) للثقافة لا يفرّق بين شعب بدائي وآخر متحضر. لكن حين نحاول إيجاد ارتباط ( الثقافة ) مع غيرها من المصطلحات، وهي، في هذا المقام: النهضة والحداثة والتقدم، في سياق تاريخي محدد، هو، هنا؛ سياق مرحلة النهضة في العراق ( نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ) يكون مثل هذا الربط والتضمين والاشتباك المفهومي وارداً ومنطقياً ومقبولاً.
ومن المصطلحات التي تستعملها الباحثة في فصول عديدة من كتابها مصطلح الفعل الاجتماعي والفاعل الاجتماعي وقد أخذتهما من ماكس فيبر على وجه الخصوص حيث "الفرد الفاعل ينسب إلى فعله معنىً ذاتياً، سواءً أكان يجري بطريقة مبطنة أو مواربة أو ممتثلة" ص35. وتشير إلى تعريف آلان تورين للذات الفاعلة بأنها "نمط بناء الخبرة الاجتماعية، كما هي العقلانية الأداتية" ص36.
وإذا كانت الباحثة قد اقتصرت في محتوى بحثها، غالباً، على الثقافة المكتوبة أدباً وفكراً ومقالات صحافية فإنها كانت تتطرق، بين الفينة والفينة، إلى النواحي الأخرى كالتحولات المدينية وهي تتجلى في أنماط السلوك وأشكال المؤسسات المستحدثة والعمران. تقول؛ "في ذلك المضطرب كانت تتغير العادات والملابس وأنواع التسليات، ويخرج رجال جدد تعلموا الفنون العسكرية أو القانون أو تثقفوا في المدارس الدينية. يخرجون من الأزقة الضيقة ودور العبادة ومقاهي الحارات إلى عالم أكثر رحابة ولكنه أكثر التباساً في صدقية تمثله لمفهوم التجديد والثقافة، كل على حدة، لتصبح أحد أماكن إلهامات الكتّاب والمتأدبين ومراكز لقاءاتهم: منتديات الموظفين ومجالس الساسة والمثقفين، ونوادي لعب البريدج والقمار والبارات والمراقص الليلية".
وتستشهد بمقطع من كتاب رحلة وليم بيري فوك إلى بغداد ( 1875 )؛ "ومن ذا الذي يستطيع أن يقول إنه لا أمل في مستقبل زاهر لأناس عندهم مستشفى، وملجأ أيتام، ودار طباعة، وهم يديرونها إدارة كاملة وبكل انتظام. ومن ذا الذي كان يتوقع هذه الثقافة وهذه المدنية في مدينة ارتبطت في أذهان الأوربيين والأميركان مع العظمة البربرية التي كانت للخلفاء في عصر ( ألف ليلة وليلة )" ص294. هنا، سيغيّر دخول منجزات التكنولوجيا ووسائط النقل ووسائل الاتصال الحديثة من علاقة الفرد والمجتمع بالزمان والمكان والآخرين لينعكس، من ثم، على منظومات القيم والمعتقدات وأشكال المؤسسات وشبكات علاقاتها. وستتجلى أو تتمثـّل النهضة، بهذه النسبة أو تلك، في بنية الدولة الناشئة وثقافة النخب الثقافية والسياسية.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفق النهضة وأسئلة الحداثة: قراءة في كتاب ( نحو وعي ثقافي جدي ...
- عن أدب اليوميات
- رواية -فيكتوريا-: أشكال السرد وتحيّزات السارد
- عن -أمكنة تدعى نحن-
- الأستاذ محمد خضير
- الجابري في مكتبة مؤيد
- محنة اللغة واضطراب البناء في رواية ( سرير الأستاذ )
- الكتابة عن المكان العراقي
- قصة قصيرة؛ ( غداً ربما )
- قراءة في ( ذاكرة الكتابة )؛ خفة المهمل وثقل التاريخ
- مذكرات تنيسي ويليامز: بين الانشداد للحياة والانجذاب نحو المو ...
- الكاتب والمكان: قراءة في تجربة أورهان باموق
- -اسطنبول- أورهان باموق: سيرة حياة ومدينة
- ماركس وأنجلس: صداقة في نور الفكر والحياة
- ماركس صديقاً
- مصادر ماركس
- مكنسة الجنة رواية ضد سياسية في سريالية عراقية خالصة
- يوميات القراءة لألبرتو مانغويل: انطباعات قارئ
- أطلقوا سراح المعلومات
- قيامة العنف


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد محمد رحيم - تمثلات النهضة 1 المنهج والمفاهيم وحدود البحث