|
كردستان على خطى صدام
مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 12:49
المحور:
القضية الكردية
التنوع والنزاهة من ركائز العمل الصحفي ويعد توفير الحماية القانونية للعاملين في حقل الصحافة والإعلام جزءا لا يتجزأ من مفهوم الحكم الصالح في الدول النامية. ويستند مفهوم هذا الحكم، الذي يعرف معايير محددة لقواعد التنمية والديمقراطية على مبادئ أساسية أهمها تغليب سلطة القانون على سلطة الأمن ... وهنا يجب التشديد على أهمية أن يكون الإعلام حرا، ومهنيا، وتعدديا، لأن تفعيله كـ "سلطة رابعة" تعمل كأداة لنشر الشفافية ضروري من أجل تحقيق النجاح في محاربة الفساد الذي يبدد موارد الشعوب من خلال سوء استخدام السلطة. أثناء فترة حكم صدام حسين للعراق اتسم حكمه بتأليه الفرد كما كان الاعلام يساهم بترويج الفكر الشمولي للنظام وهذه احدى ميزات الاعلام الاحادي الجانب والتي كانت من اهم اسباب تخلفه، يتمتع اقليم كردستان باستقلالية ادارية وسلطوية ويتسم وضع الاقليم بالاستقرار بشكل عام سواء من جانبه السياسي او الاقتصادي حيث تتسارع فيه التنمية والبناء ومباشرة الشركات الاجنبية بالاستثمار وهو الامر الذي حرمت منه مناطق واسعة من العراق رغم وجود مناطق آمنة فيه. هذا الانطباع المتشكل لدى الرأي العام انطباع اجمالي بعيد عن التفصيلات سيما وان هناك حزبان يبدو من الاحداث الاخيرة ان تفاعلهما على الساحة الميدانية تقوم بلي تلك الانطباعات لصالح المسار السياسي وهي حالة خطيرة ليست في صالح الديمقراطية وحرية الراي والاعلام. منذ فترة برز توجه في أوساط الأحزاب الحاكمة ومن مسؤولي الإقليم لتسجيل الدعاوى القضائية ضد الصحف ومطالبتها بدفع غرامات باهظة جراء نشر التقارير والأخبار عن خروقات أو نشر سلبيات أداء أجهزة السلطة، خصوصا بعد انفضاح بعض جرائم القتل التي استهدفت عددا من الصحافيين، حيث لوحظ أن السلطة في كردستان بدأت في تغيير سياستها والسير على خطى صدام بالتضييق على الحريات الصحافية والإعلامية واستهداف الصحافيين مباشرة عبر اللجوء إلى المحاكم بهدف الضغط على الصحف، فلجأ عدد من مسؤولي الإقليم إلى المحاكم لمقاضاة صحف محلية على خلفية نشرها أخبارا وتقارير انتقادية ضد السلطات وأتى هذا اللجوء في ظل محاكم تعاني من تدخلات حزبية ولا تتمتع بالاستقلالية والحياد المطلوبين، فأهملت تلك السلطات القضائية قانون الاعلام الذي ينظم العمل الصحفي الصادر عن برلمان كردستان عام 2008 والذي يمنع اعتقال الصحفي ويشرع تغريمه ماليا، ولجأت الى قانون العقوبات العراقي الذي سنه نظام البعث مما يجعل الأحكام بموجب هذا القانون استنسابية خاصة بظل قدرة أحزاب السلطة على التدخل الواسع في القضاء. لمواجهة ذلك الواقع أطلقت شركة «وشة» الإعلامية التابعة لحركة "التغيير" الكردية المعارضة في كردستان حملة شعبية في 19/09/2010 ضد ما تعتبره "تضييقا" على الحريات الإعلامية والحصول على دعم المنظمات المدنية والأوساط الدولية بهدف وقف "ضغوطات" السلطة في إقليم كردستان على وسائل الإعلام المحلية ودعت الشركة في نداء وجهته إلى الرأي العام الكردستاني إلى دعم الحملة من أجل قطع الطريق على الممارسات الرامية إلى خنق حرية التعبير وتكميم الأفواه، ومنع السلطة من استغلال القضاء، أو ممارسة الضغط في إقليم كردستان. الشعب الكردي قدم تضحيات جسيمة لتحقيق حريته طوال سنوات ثورته التحررية، وهو صاحب كل المكاسب التي تحققت في كردستان، ولذلك يفترض تقدير تلك الحرية المتحققة وعدم التضييق عليها لأسباب حزبية أو شخصية، ظاهرة اللجوء إلى المحاكم التي ازدادت وتيرتها في الفترة الأخيرة تقف وراءها أهداف سياسية ترمي إلى مصادرة الحرية، سجل تقرير للجنة الدفاع عن حقوق الصحفيين في كردستان نشر في نهاية العام الماضي، عدد كبيرا من الانتهاكات بحق الصحفيين الاكراد في فترة ستة أشهر بين اواخر حزيران/ يونيو 2009 وحتى منتصف كانون الأول/يناير من العام نفسه. وسجل التقرير نحو 70 حالة، من بينها 35 شكوى قانونية في المحاكم، و35 أخرى كانت حوادث ضرب واعتقال وعقوبات قانونية. وكان غالبية المتعرضين لهذه العقوبات هم الصحفيين غير الأعضاء في نقابة صحفيي كردستان. وفي تقرير مماثل لمنظمة "صحفيون بلا حدود" الفرنسية، وصف أوضاع الصحفيين في شمال العراق، جاء فيه أنه "خلال الفترة الأخيرة ازدادت نسبة الانتهاكات ضد الصحفيين المستقلين في اقليم كردستان". وهذا الوضع حسب التقرير "يتحمل مسؤوليته الحزبين السياسيين المسيطرين في الاقليم (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي)". لذلك تحاول حركة التغييرحشد الدعم الشعبي لوقف تلك الممارسات المهينة للحريات من قبل السلطة والعمل على تحقيق الأهداف التالية : • إحالة جميع قضايا التجاوزات التي قامت بها السلطة ضد الصحفيين إلى المنظمات المحلية والدولية بأسرع وقت لتفرض على سلطات الاقليم العمل بموجب قانون الصحافة الصادر عن برلمان الاقليم، ومنع حكومة الاقليم من خنق الحريات الصحفية، لتكون الصحافة محمية وقادرة على لعب دورها الرقابي كسلطة رابعة. • دفع الإدعاء العام لتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق الصحفيين. • إصدار قانون يمنع إعتقال الصحفيين.
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استيعاب حزب الله كمقدمة للتفاوض
-
المقاومة .. فشل اليسار أسباب ومسببات
-
الحقيقة بين حماده وجنبلاط
-
أصليون لا أصوليون
-
خطاب الحريري ... أم وئام وهاب
-
التعاون .... وحفظ وحدة لبنان
-
عادل مراد
-
أتكون أربيل عاصمة للعراق؟
-
اتهام فانقلاب
-
العمالة نشأتها بالتاريخ وتبريراتها
-
الدفاع عن الاستقلال الوطني
-
بين الدولة واللا دولة منطقين
-
منطق الدولة ومنطق الميليشيا
-
رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية
-
مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا
-
مصير مسيحيي الشرق
-
هل هي الفيدرالية لتركيا؟
-
أدميت قلوبنا يا حزيران
-
ما العمل
-
بالأمس علوش واليوم فتفت من يكون غدا
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|