أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ليس هناك أرخص من الإنسان وحياته في العراق!














المزيد.....

ليس هناك أرخص من الإنسان وحياته في العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 10:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يموت الإنسان في العراق يومياً. يموت العشرات منهم يومياً, ويجرح ويعوق عشرات أخرى يومياً, وتخرب دور ومحلات وسيارات الناس يومياً, وهي كلها بيد الله, إنها إرادته, سواء مات برصاص المجرمين القتلة والإرهابيين, أم مات في السجون جراء التعذيب الذي تتحدث عنه منظمة العفو الدولية, أم مات بطرق أخرى غير طبيعية. تعددت الأسباب والموت واحد!
يعتقد الإسلاميون السياسيون المتطرفون من أمثال القاعدة وهيئة علماء المسلمين وجيش المهدي ومن لف لفهم في العراق, إن الناس يقتلون بإرادة الله وهم من ينبغي قتلهم لأنهم يعيشون خارج إطار مذهبهم المتطرف وطريقتهم في العبادة وبسبب عدم تأييدهم لهم أو لأنهم من مذهب آخر. هكذا يقولون المسلمون السياسيون المتطرفون!
ويعتقد الإسلاميون السياسيون "المعتدلون", إن وافقنا على استخدام هذا المصطلح, إن هؤلاء القتلى ماتوا وفق ما هو مكتوب على جبينهم, وهذا هو قدرهم المحتوم, وبالتالي فالموت والحياة بيد الله.
وهكذا يقتل الإنسان في العراق بين فريقين إسلاميين سياسيين, وكلاهما يقول بصوت مسموع: الموت حق على بني البشر في العراق, إنها إرادة الله التي لا مرد لها. هكذا هي مواعظ كل القوى الإسلامية السياسية المتطرفة و"المعتدلة"!
الإنسان في العراق لدى هذه الجماعات المتطرفة و"المعتدلة" شكلاً, لا قيمة له ولا لحياته, كل نفس ذائقة الموت, فليس هناك من سبب للحزن عليهم, إنهم أمانات الله على الأرض, عاد واستعادها إليه! هكذا يدّعون !!!
وها هم أبناء وبنات الشعب العراقي رهائن شاءوا أم أبو بيد هؤلاء القتلة المجرمين من الإرهابيين بمختلف أطيافهم من جهة, وبيد حكومة تصريف الأعمال التي ترفض تسليم الحكم لاختيار حكومة جديدة, وبيد مجلس النواب الذي عطل نفسه ولا يعرف مهمته, وبيد الأحزاب السياسية التي ترفض إلى الآن الانتهاء من تشكيل الحكومة ووضع حد لهذا الوضع القلق وغير المستقر حيث يتحرك الإرهابيون بكل حرية في أغلب أنحاء البلاد, وخاصة في بغداد والمناطق المحيطة بها من جهة أخرى. ويوم أمس كان يوم حشر جديد للعراقيات والعراقيين حيث مات الكثير والكثير جداً, واستمرت ابتسامات السياسيين ترهق الناظر إلى شاشة التلفزة العراقية وغيرها وتعذبه وتدمي قلبه وتدمع عينيه! والسؤال على لسانه يقول: إلى متى نبقى ننتظر حل أزمة الرجلين أياد علاوي ونوري المالكي, أو أزمة الأحزاب السنية والشيعية في العراق؟
ولكن السؤال التالي يضغط علينا جميعاً: ماذا ينبغي علي الشعب أن يفعله؟
ليس أمام الشعب أن ينتظر, عليه أن يقيم المظاهرات احتجاجاً على تعطيل الدولة العراقية, عليه أن يرفض هذا الوضع البائس وهذا الموت اليومي الذي يختطف حياة الناس العصيان المدني ضد الحكومة, عليه أن يعلن الإضرابات ويقيم المظاهرات احتجاجاً على تعطيل الدولة العراقية, عليه أن يرفض هذا الوضع البائس وهذا الموت اليومي الذي يختطف حياة الناس.
لا أدري من أين امتلك هذا الشعب صبر أيوب, من أين جاء بهذه القدرة على تحمل العذاب والاضطهاد والقبول بالموت الخاطف؟ أمن الذل الذي أنزله به الحكام المسلمون في الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية, ومن ثم حكم البعث الدموي الذي طال نيف وثلاثة عقود من سني العذاب والموت والجفاف؟
إنها لكارثة فعلية أن يقبل هذا الشعب بكل ما يجري له حالياً دون أن يعلن عن رفضه لمن يمارس كل ذلك به دون حياء أو وجل, فالحكام مطمئنون أن هذا الشعب عاجز عن رفع عصا الطاعة ضد حكامه, وأن حكامه المحتمون بحراسهم يمكن أن يوجهوا نيران أسلحة حراسهم إلى صدور المتظاهرين إن مارسوا حقهم في الإضراب والتظاهر, تماماً كما حصل في البصرة والناصرية وغيرها.
كم يحس الإنسان بالاغتراب عن هذا العراق الذي أصبح مقبرة للناس على أيدي أنواع من الإرهابيين القتلة. أحس بالحيرة, رغم معرفتي بما جرى للإنسان خلال الخمسين سنة المنصرمة من تغيرات في بنيته الاجتماعية والفكرية والسياسية والثقافية والأخلاقية, أمام هذا الشعب الذي كان ينتفض بوجه الحكام الملكيين رافضاً سياستهم وسلوكهم, رغم أنهم لم يفعلوا ما تفعله قوى الإرهاب هذه الأيام, ورغم عجز الحكومة عن مواجهة تلك القوى الإرهابية المجرمة, أنا حائر كيف يسكت اليوم هذا الشعب عن كل ما يجري له ويقبل بالموت راضياً مرضياً!!!
يقال أن الظلم إن دام دمر, وأن الفساد إن ساد دمر, وأن الحكام أن عشقوا الحكم استبدوا بالناس, وهو ما نعيشه اليوم, كما يبدو لي فهل أنا مخطئ؟ هل علينا تبديل الشعب بدلاً من تبديل الحكومة كما اقترح برتولد بريشت ساخراً من حكومة بلاده في العام 1952 حين انتفض شعب ألمانيا الديمقراطية ضد سياسة حكومته التي رفضت الاستقالة ووجهت النيران ضد المتظاهرين؟ ربما!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مبادرة علماء النفس في العراق قادرة على حل أزمة تشكيل الحك ...
- نعيم الشطري ابن شارع المتنبي يعاني من عسف الأمراض ونسيان الم ...
- تعليق واستفسارات وإجابات حول مقال -أليس الاختلاف في وجهات ال ...
- أفكار وموضوعات للمناقشة:هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري ...
- هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري والسياسي على الصعيد العا ...
- هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري والسياسي على الصعيد العا ...
- افتتاح معرض الفن التشكيلي للفنانين منصور البكري وفهمي بالاي ...
- افكار للمناقشة: هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري والسياسي ...
- أليس الاختلاف في وجهات النظر والنقاش هو الطريق لتعميق المعرف ...
- إلى متى تبقى الأزمات الراهنة تطحن المجتمع العراقي؟
- سيبقى صوت كامل شياع يطاردهم ويؤرق حياتهم.. وستبقى قامته شامخ ...
- هل من نهاية للأزمة البنيوية الطاحنة في العراق؟
- هل من طريق غير التفاوض مع أوچلان لحل المشكلة الكُردية سلمياً ...
- هل عاد المجرمون من كل حدب وصوب ليغرقوا العراق بالدم والدموع؟
- مناقشة مع السيد مصطفى القره داغي حول ثورة تموز 1958 والعائلة ...
- د.كاظم حبيب في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول اليسار: آف ...
- مرة أخرى حول الواقع العراقي والسياسة الاقتصادية الراهنة في ا ...
- هل ينبغي للسيد السيستاني أن يخشى لومة لائم على قول الحق؟
- مناقشة مع الرأي الآخر حول اللبرالية الجديدة والاقتصاد العراق ...
- السياسة والاقتصاد في أزمة متفاعلة في العراق


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ليس هناك أرخص من الإنسان وحياته في العراق!