أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - من لا يبكي.. لا يضحك من قلبه!














المزيد.....

من لا يبكي.. لا يضحك من قلبه!


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 22:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" لا ينبغي أن نخجل أبداً بدموعنا، فهي، تغسل قلوبنا القاسية كالغيث المنهمرعلى غبار الأرض الذي يعمينا."~ تشارلز ديكنز

يقال أن الفيل يبكي، لكن الدموع ظاهرة خاصة بالبشر. ومن الدموع أنواع: دموع الفرح، والحزن، والإحراج، ومنها ما يسيل حين نفرم البصل. تنتج الدموع عن فكرة محزنة- ربنا تكون ذكرى أو تجربة محفورة في قلبك. لكن مهما كان سببها، تبقى الدموع شافية: حين تبكي تغسل مشاعرك وانفعالاتك، وتعرف سببها، فتصبح أكثر استرخاء. ستشعر أنك "مطهّر" لأنك بكيت جيداً. وفي الواقع يستطيع الضحك الذي تدمع لشدته العيون أن يولّد الإحساس نفسه بالراحة.

منذ العام 335 قبل الميلاد، عرفنا مع أريسطو مفهوم "التطهير"، أو التنظيف العميق الذي ينتج عن التعبير عن الانفعالات. يعطي علماء النفس أهمية كبرى للقدرة على البكاء لأن العلاج يبدأ عادة أثناء نوبة بكاء شديدة: فنحن بذلك نعالج انفعالاتنا ونذوّب الخوف المحيط ببعض مشاكلنا. يساعدنا البكاء على التخفيف من حزننا وعلى تقليص حجم الأذى الذي لحق بنا. وتشير دراسات علمية كثيرة إلى المنافع الصحية الناتجة عن البكاء. كما تؤكد بعضها أن هرمونات الضغط النفسي تنخفض بعد البكاء.

هل تعاني من عدم القدرة على البكاء بكاء حاراً؟ دعنا نرى الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا المانع.

• هل جعلك شخص، يتمتع بسلطة ما عليك، تشعر بالدونية لأنك بكيت أمامه، ومنذ ذلك الوقت قررت ألا تظهر مشاعرك علانية بعد الآن؟ البكاء ليس بالضرورة علامة ضعف. إن له أسباباً أخرى كثيرة فلا تقف عند حدود فكرة الضعف هذه.
• هل تعتقد أنه عليك دائماً أن تبدو فرحاً؟ الحزن جزء من الحالة البشرية ومن الطبيعي جداً أن يعبر الإنسان عن حزنه.
• عندما تشعر بالضيق أو الإحراج، هل تكبت هذه الأحاسيس؟ هل تمتنع عن التعبير عنها لأنك لا تعتبرها قوية ما فيه الكفاية؟


عندما تنساب دموعك على خدّيك اعلم أن هذه هي الطريقة الطبيعية التي تستخدمها انفعالاتك لتخرج من فكرك.

بصرف النظر عن سبب دموعك، يبقى ذرفها خطوة نحو حلّ المشاكل التي سببتها. ما أن تظهر دموعك يمكنك أن تتنفّس الصعداء وتشعر بالرضى، بعدئذٍ تمسح دموعك وتنهمك بالبحث عن حل لأسبابها.

أعتقد أن إحدى منافع البكاء هي أنه علاج مجّاني يساعدك على أن تكون أنت التغيير الذي تودّ أن تراه في حياتك. البكاء شيء عابر للثقافات. لقد رافق الجنس البشري منذ قرون وقرون، وإذا ما نظرنا إلى تطوّر الإنسان عبر العصور تأكدنا أنه لا بدّ من وجود منفعة للبكاء وإلا لكانت هذه الخاصية قد زالت ولم تدم كلّ هذا الوقت. إذاً ربما كان البكاء عاملاً مساعداً على البقاء.

آمل أن أكون قد أقنعتك بأن البكاء الحار، من وقت إلى آخر، مفيد للصحة النفسية والجسدية. وإذا لم تكن من الأشخاص الذين يظهرون مشاعرهم وانفعالاتهم علانية، فاسمح لنفسك بالبكاء سرّاً. ليس في البكاء إلا منفعة. كل ما يمكن أن يساعدك على النهوض ومواجهة يوم آخر فيه الكثير من الفرص التي تتيح لك أن تكون أنت التغيير، لا بد أن يكون أمراً جيداً.

" الحزن الذي لا يتمّ التنفيس عنه بالدموع قد يجعل أعضاء أخرى في جسدك تبكي."~ جيري بيرغمان



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خياراتك: بين الماضي والحاضر
- قل لي كيف تصحو من النوم أقل لك من أنت!
- تحكّم بمزاجك.. تتحكم بحياتك!
- الكره شعور إن امتلكته… امتلكك!
- البسمة ... لغة مشتركة تجمع كلّ البشر
- أن تسامح لا يعني أن تنسى
- الحياة: إن أنت أحببتها أعطتك!
- رد فعلك مرآة حقيقتك!
- فاقد الشيء لا يعطيه!
- التحديات: صخور أم موانئ عبور؟
- هي تريد، هو يريد، وأنت، ماذا تريد؟
- لتصبح من تريد.. كن ما تريده!
- التركيز: تحدي العصر الحديث
- أتريد الأمان؟ تغيّر
- أنت على الطريق..لا تنظر وراءك!
- أسرار تجعلك تُحِب وتُحَب!
- حين يصبح الطعام تعويضاً!
- هل يمكنك أن تجلب الحظ لنفسك؟
- أنت خائف.. لا تختبئ، تحرّك
- قوة التغيير!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - من لا يبكي.. لا يضحك من قلبه!