باسم السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:58
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ما زال نظام البعث السوري يشعر بعقدة النقص التي سحبت بساط الشرعية من تحته بسبب (تصنيع) الدستور السوري ليتلائم مع مقاس بشار الأسد ليخلف أباه على العرش ، وخلَّفت تلك العقدة لدى السوريين آثار مفجعة في محاولة تصدير تلك البدعة الى الدولة الجارة لبنان (والتي ترزح تحت إحتلال سوري منذ ما يقرب من ثلاثة عقود .
لم يخفِ أحد التلاعب السوري بخيوط اللعبة السياسية اللبنانية ، ولم يتذرع لبناني بغير (أخوَّة سوريا) ليبرر الحظوة التي يتمتع بها اولئك المقربون ، والذين يتلقون كل أنواع الدعم من دمشق على تنفيذ الأجندة السورية على أرض لبنانية .
من الغريب أن كل من يناصر المقاومة في العراق (لطرد الاحتلال) لا يتنصل من علاقته بسوريا ، بل ويصف كل الذين يطالبون قوات الردع بالجلاء يصفهم بالخيانة ، والعمالة للغرب ، متناسياً عمالته هو لدمشق من جهة ، وطهران من جهة أخرى .
وربما الحظوة التي يتمتع بها هؤلاء تنسيهم دورهم الوطني في المطالبة بخروج القوة الأجنبية ، والسبب ليس خفيَّاً ، فالدولة التي يتمتع بها حزب الله اللبناني داخل دولة لبنان بمباركة من سوريا وصنائع سوريا لا يمكن التفريط بها بسهولة ، ولا حتى من أجل لبنان أو وحدة لبنان ، وتوحيد القوى اللبنانية لبناء دولة حقيقية .
وما اللعبة الأخير للمؤاخاة بين الدستورية السورية واللبنانية الا الفصل الأخير في مسرحية الديمقراطية التي تميزت بها (ظاهراً) لبنان ، ليسدل الستار على آخر معقل من معاقل الدستورية العربية .
ما سمعت من تبرير لزعيم كتلة حزب الله داخل البرلمان هو المآخذ الكبرى على نهج حزب الله ، فقد قال بالحرف ( نحن نؤيد تمديد رئاسة لحود بسبب مواقفه المؤيدة للمقاومة ) أي لتأييد حزب الله ، واذا كانت الدول تبنى في الوطن العربي بأسلوب رد الجميل ، فلنقرأ السلام على مستقبل هذه الأمة ، فالموقف من حزب معين ، سبب جيد ومبرر لتغيير الدستور عند البعض ، والكارثة ان ذلك يأتي في القرن الواحد والعشرين، وليس في القرن التاسع عشر أو القرون الوسطى .
ولكن إن سمح اللبنانيون لعملية التدخل الخارجي ، سواء كان من سوريا أو من الولايات المتحدة ، أن تتلاعب بالأجندة الوطنية ، فضلاً عن الدستور ، فالى أين ستنتهي بهم الطريق ؟ ، والى أي حد سيتوقف هذا التدخل ؟
أسئلة على اللبنانيين أن يجيبوا عنها ، لكي يحددوا نوع المستقبل الذي يريدونه لأبناءهم ، والاجيال القادمة .
بغداد 1/9
#باسم_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟