أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عطا مناع - عن حتمية انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية















المزيد.....

عن حتمية انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 11:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



قد يعتقد البعض أنها عدمية فكرية عندما نؤكد على حتمية انسحاب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة أن الحالة الفلسطينية مشبعة بالمفاهيم الترقيعية التي تدعوا للرهان على المنهج التفاوضي الفلسطيني الذي اثبت فشلة حتى ألان باعتراف ركائزه الرئيسة التي ما عادت تعتمد سقفاً وإستراتيجية وطنية تحافظ على الحدود الدنيا من تطلعات الشعب الفلسطيني.
بالطبع هناك وجهات نظر؟؟ ولكن يمكن لوجهات النظر هذه أن تصمد أمام البعد العقائدي والتاريخي لفصائل المعارضة الفلسطينية المكبلة بمواقف الآباء الأوائل الذين اتخذوا القرارات والمواقف الصعبة والمسئولة انطلاقا من قدرتهم على استشراف المستقبل على اعتبار أن اللحظات التاريخية بحاجة إلى قادة تاريخيين يرتقون لمستوى وهذا الذي كان.
المشهد الفلسطيني التفاوضي والداخلي واضح لكافة ألوان الطيف الفلسطيني، وبحسبة بسيطة فان كل جولة تفاوضية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تزيد من حجم الهوة بينهم ويبن حقوقهم الوطنية، ناهيك عن الوضع الداخلي المتمثل بإطراف الانقسام التي تخفي مشروعها الاقتصادي بشعارات وطنية ما عادت تنطلي على احد، لدرجة أن ما يسمى بالعقلانية اليسارية والشعارات الاعتراضية التي تتخذها كمحاولة لتنفيس الأزمة زادت من حدة الأزمة الداخلية لهذه الفصائل لتتجلى بالأزمات الداخلية المتكررة وتعرضها للعنف البوليسي من قبل الأجهزة البوليسية التي افرزها الانقسام.
مجريات وتطورات الأحداث التي تشهدا تسارعاً ملحوظا في سلبية العلاقة بين المعارضة والسلطة يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، وما حدث في قاعة البروتستانت إلا مؤشرا بسيطا لمستقبل قاتم ستعيشه المعارضة الفلسطينية وبالتحديد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لماذا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؟؟ سأتعرض لذلك في معرض هذه الرؤيا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاحتكام للقانون الذي يضمن حرية الأحزاب والشعب في ظل الإسقاطات السياسية والميدانية البعيد كل البعد عن التوجه الفلسطيني، وهذا ما تجلى في الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، هذا الاجتماع الذي وضع الجبهة الشعبية تحديداً أمام مسئولياتها التاريخية التي لا يمكن أن تتحرر منها مهما كانت التعقيدات لأنها إي الجبهة عاشت محطات مفصلية في العلاقة الفلسطينية التاريخية اتخذت خلالها قرارات وصفت بالراديكالية.
إن حتمية انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية أو تجميد عضويتها مرتبطة بالأب الروحي لها الدكتور جورج حبش الذي لا زال حاضرا بقوة في أوساط قواعدها ، جورج حبش الذي اتخذ القرارات الصعبة التي كان لها كبير الأثر في مسيرة الجبهة الشعبية، وإذا عدنا إلى الوراء عندما انسحبت الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية عام 1974 عندما تخلت منضمة التحرير عن لاءات الخرطوم، وعام 1977 عندما شكلت جبهة الرفض في مواجهة التوجه الجديد والذي تخلى عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
هي مواقف اتخذتها الجبهة الشعبية لها مكانها وزمانها، لكنها حفرت لها مكانا في الحياة السياسية والوطنية الفلسطينية، ووضعت الجبهة الشعبية أمام استحقاقات عقائدية لا تتبدل بتبدل الظروف، رغم أن الواقع السياسي الذي تعيشه القضية الفلسطينية في هذه المرحلة يعتبر الأخطر في تاريخها، مع الإقرار بالمتغيرات التي عصفت بالجبهة الشعبية وفصائل المعارضة التي مسكت العصا من النصف كمحاولة منها لخلق التوازن والحفاظ على ما يمكن الحفاظ علية من الثوابت الفلسطينية لكنها فشلت بامتياز.
إن الاستحقاقات الأيدلوجية والعقائدية التي تقيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تضعها أمام مفترق تاريخي وخاصة بعد اتضاح الرؤيا للمستقبل الفلسطيني المنظور، ولا اعتقد أن الدعوات العقلانية الصادرة عن بعض المحللين الحريصين على الجبهة الشعبية من الممكن أن تلعب دورا في إبعاد الجبهة الشعبية عن مسارها التاريخي في تعاطيها مع الواقع الفلسطيني، وإذا حدث ذلك سيكون بفعل متغيرات بنيوية داخلية عاشتها الجبهة بفعل المستجدات الفلسطينية المتمثلة بالسلطة الفلسطينية.
لكن: هل من الواقعي والمنطقي أن تقرر الجبهة الشعبية الانسحاب من اللجنة التنفيذية؟ لا أميل إلى الاعتقاد أن المنطق هو الذي يحكم حركات التحرر الوطني في اتخاذ مواقفها التاريخية، لأنها بذلك تفقد مبرر وجودها واستمراريتها كفيصل استطاع أن يشكل صماما للامان لمنظمة التحرير الفلسطينية في الفترات المفصلية، لكن الواقعي أن تتخذ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحركات تكتيكية اعتراضية تتناسب مع خطورة المرحلة، لكن السلطة الفلسطينية سحبت البساط من تحت إقدام الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح وبالتالي لم يعد للتكتيك الوطني مجالا، وأعيد إلى الأذهان مرة أخرى ما حدث في قاعة البروتستانت وتعرض المعارضة الفلسطينية السياسية والشخصيات المعارضة للمفاوضات المباشرة للقمع، والاعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية في صفوف عناصر وأنصار الجبهة الشعبية في مخيم الدهيشة على خلفية أحداث عامة، كل هذا يدلل على توجه للسلطة الذي يفترض أن تكون ذراعا من اذرع منضمة التحرير.
ولا يمكن حصر التطورات القادمة في العلاقة بين المعارضة الفلسطينية من جهة والسلطة الفلسطينية التي وضعت يدها بالكامل على منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى، فمجريات الأحداث الميدانية والاستحقاقات التي تفرضها المفاوضات تلقي بظلالها القاتمة على المشهد الفلسطيني الذي بات أسير مجموعة من الإفراد يتخذون القرارات الخطيرة ويدخلون المنطقة المحرمة بدون حساب للنتائج القاتلة، وهذا سبب أخر من سيفضي إلى ضرورة وحتمية اتخاذ الصراع الفلسطيني الداخلي أشكالا أخرى تبرر استمرارية التوجه المعارض للتسوية الراهنة.
ولكن السؤال الذي يقفز إلى ذهن المواطن العادي قبل السياسي والمثقف، هل تستطيع الجبهة الشعبية بالتحديد وفصائل المعارضة التقدم خطوة إلى الأمام؟ في ميزان الربح والخسارة يكون الجواب لا، ولكن في ميزان المراهنة على البعد التاريخي والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية فنعم كبيرة، لأنة وبكل بساطة من غير المنطق أن تتجسد المعارضة في الأغلبية، وبالعادة تدفع المعارضة إي الأقلية الثمن الأكبر للوصول إلى أهدافها التي تكبح عملية التدهور السياسي الذي تعيشه حركات التحرر الوطني، وهذا ماسيكون على الساحة الفلسطينية.
بلا شك ستدفع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثمنا باهظا إذا قررت الانسحاب أو تجميد عضويتها في منظمة التحرير الفلسطينية، لكن الثمن الأكبر الذي ستدفعه في بقائها الغير فاعل باعتراف قادتها السياسيين، ولا استطيع أن اجزم بهذه الرؤيا نظرا للتعقيدات التي تعيشها الجبهة والوضع الفلسطيني السياسي، وما استطيع إن اراة حتمية انسحاب أو تجميد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لعضويتها في منظمة التحرير الفلسطينية.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا نهر البارد:العيد ليس لك
- عن انتفاضة الحجارة والانقسام وادبيات القمع
- الاجهزة الامنية الفلسطينية: الى الخلف دُر
- يا ناجي العلي:ياسيد الحقيقة
- اللة يرحمك يا حجه نوال
- حبة قطايف بعشرة الآلاف دولار: يا بلاش
- -البقر- في وطن ع وتر
- يا شهر رمضان- صرنا فرجة
- عن المفتاح العتيق واصل الحكاية
- الحكومة داخلة فينا شمال
- المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق
- عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان
- مؤتمر مناهضة التطبيع وأبله دستوفسكي
- شكراً حماس
- في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
- هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري


المزيد.....




- مصور يوثق مناظر خلابة تنقلك إلى قلب الصعيد على متن هذا القطا ...
- القنصل الإيراني في جدة يوجه رسالة شكر وتقدير للسلطات السعودي ...
- ما حقيقة -زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية س ...
- بي بي سي تتعقب مهرباً للبشر يقف خلف غرق خمسة أشخاص في القناة ...
- تقارير: رفع مستوى التأهب في قواعد أميركية عدة في أوروبا
- الهند تعمل على ابتكار جيل جديد من الصواريخ لنقل الرواد إلى ا ...
- ستولتنبرغ يتهم الصين بالتحريض على الصراع في أوروبا
- نائب روسي يقترح إدراج حركة -عدم الإنجاب الطوعي- ضمن الحركات ...
- الأمن الأوكراني يعتقل مجموعة أشخاص بزعم التخطيط للاستيلاء عل ...
- مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة تكشف خطط زيلينسكي القا ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عطا مناع - عن حتمية انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية