جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 22:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بينما رأت المسيحية بان رسالة الرب للانسان كانت الكلمة المنطوقة او المحكية اصرت اليهودية ان ترى فيها الكلمة المكتوبة. هذا الفرق بين الرسالة المنطوقة و المكتوبة ادى الى اختلافات في طريقة التعامل مع الرسالة السماوية و تفسيرها وكيفية التعامل مع الايقنة و الرموز و الخط. هل يمكن كتابة كلام و صوت الله بخط بشري معين؟ هل يمكن تسجيل صوت الله في كتاب ام ان صوت الله لايحفظ الا في ام الكتاب عند الرب لايمكن تسجيله في مكان اخر او عن طريق خط بشري؟ هل صوت الله المحفوظ في الخط البشري ليس الا نسخة عادية ليست لها قيمة تماما مثل استنساخ او تصوير وثيقة رسمية اصلية دون اصالة او تصديق و طمغة الهية.
المشكلة مع القرآن هي انه ليس الا نسخة مصورة كتب بخط بشري 20 سنة بعد وفاة محمد. لست هنا للتتطرق الى مسألة تعرض الرسالة الاسلامية الى التحريف و التغيير بسبب حفظها في الذاكرة البشرية التي تتعرض الى النسيان و التغيير بسهولة ناهيك عن مشكلة ضعف الذاكرة بسبب التقدم بالعمر الى ان وصلت نصوص القرآن الى نسخة خطية بشرية مصورة غير مصدقة.
و لكن هناك تناقضات فيما نقرأه بالقرآن عن اهمية الكلمة المكتوبة من ناحية و صوت الله اللفظي الذي لا يقبل ان يسجل بخط بشري من ناحية اخرى. كلمة قرآن نفسها كما اشرت اليها سابقا في مقالة سابقة تشير الى السرد النطقي المحكي وهي استعارة من الارامية صيغت على السريانية (قريانا) و لكن سورة العلق تشير الى القلم اي الكتابة (الذي علم بالقلم). نحن ايضا نسمع بان محمد كان اميا و هذا ينطبق على كلام الله في ام الكتاب الذي لا يقبل الكتابة البشرية لان الكتابة بخط يد الانسان ليست الا نسخة ثانوية للكتاب الالهي الاصلي و سبب اختيار الله لشخص لا يقرأ و يكتب و لكننا في نفس الوقت نجد اشارات كثيرة في القرآن عن اهل الكتاب و اعتبار القرآن كتاب او اشارات اخرى مثل (كتب في قلوبهم الايمان). كلمة كتاب هي ايضا استعارة من الارامية صيغت على السريانية (كتابا). لاحظ ايضا ان كلمة (كتائب) جمع (كتيبة) التي صيغت من (كتب) تشير الى فرقة او فصيلة تذكرنا بالمعنى الاصلي للكلمة.
ليست في الديانة البوذية هذه التناقضات او الاختلافات بين الكلمة المنطوقة و المكتوبة لانها كانت من الاول تنظر بشك الى الكلمة المكتوبة (سوف لاتجد بوذا في الصور او الخط. انظر و اسمع بدلا عنها الى داخل قلبك فانك تجد الله هناك).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟