جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الوقوف تحت مشعل انتخابات اتحاد الأدباء ..
جاسم المطير
هل يمكن الخلاص من بلاء 35 سنة أرغموا فيها الثقافة العراقية على قيام علاقة غير شرعية مع السلطة .. مع السلطة البعثية ..؟
من يستطيع الجواب على سؤال ثقيل كهذا..؟
اقبل أدباء العلية والحرية في بغداد خلال الشهر الماضي على اختيار مولود ثقافي جديد اسمه اتحاد الأدباء العراقيين.. لعبة ديمقراطية جديدة كشفت إحدى الضرورات الغائبة أفرحت أدباء الغربة وأبهجتهم بعد غضب ساحق طال أمده .
عند يوم الفوز بالانتخابات وجدنا الفرصة متاحة لظهور وجوه أدبية مباركة ( ألفريد سمعان .. عناد غزوان .. فاضل ثامر .. حميد المختار . الخ ) بإمكانها أن تمس فعلا الحجر الثقافي الكريم القادر على إشعال نور ثقافة عراقية جديدة متقدة حد الاحمرار وقادرة على أن تحرق كل ما اسودّ في ثقافة واداب الدكتاتورية وان تفك جميع ما كان مرهونا ومأسورا من ثقافة عراقية أصيلة في داخل العراق وخارجه: أولها حرية التعبير .
ليس من حق أحد أن يستغرب من ضخامة طموحنا نحن مثقفي الغربة فما زال نسر المنفى ينقض علينا وعلى وجودنا وعلى آدابنا وعلى كتاباتنا وعلى منظماتنا وليس بوسعنا المقايضة حتى الآن..!
ما هو الجوهر الأخضر في الثقافة العراقية الحالية ..؟
هناك وزارة للثقافة يرف عليها ناظرا وزير شدّ يديه عليها بقوة لكن الوزارة ما زالت وزارة ..! أرملة محزونة بالروتين والأعذار و بفقر الإبداع والإنتاج كأنها تعيش عالة على ميزانية الدولة وعلى محفة الإبداع .
هناك مهرجان أو مهرجانات ثقافية وأدبية وفنية تبحث عن نور وعن حارس ينير ظلامها .
هناك منظمات ومنصات أدبية كثيرة لا تجد ما يكفي من الوقت وما يكفي من الإصغاء لتخرج من البلاط الملكي كي تمس ارض الشارع الثقافي ..
هناك صحف ثقافية لا تنوي الاكتفاء بما لحق من عقوبات بالثقافة العراقية طيلة عقود.
هناك شلل ثقافية تريد بناء سفن الثقافة الديمقراطية على أقدامها وحدها .
هناك مثقفون مبرقعون لا يبحثون عن غير المناصب الرفيعة تلحقها كفالة الدفع بالدولار..
هناك احتفالات ثقافية صاخبة
هناك زهور وورود متناثرة
هناك دروع متأهبة للقتال
هناك أقمشة سوداء تريد ستر الوجوه المحجوبة ..
فمن يستطيع أن يفتح أبواب ألف بستان أمام الأدب العراقي المتحضر غير المهووس بالتشريف والتكريم بأبواق الدين والتراث والخوف والتردد ..؟
هل يستطيع اتحاد الأدباء أن يصعد إلى ذروة حماسة ما قبل الانتخابات ..هل يندفع فاتكا ببقايا عثرات الماضي ..؟
هل تبقى الثقافة العراقية تلهث وراء سراب .. أم نبقى واقفين أمام مشعل اتحاد الأدباء العراقيين وهو لم يتوهج بعد ..؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 2/9/2004
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟