أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - ماهية العقل الإسلامي














المزيد.....

ماهية العقل الإسلامي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 18:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة تعريفات عديدة للعقل في الإسلام، لا حصر لها، سواء ما تعلق ذكره في النص أو في السنة النبوية.
فالقاعدة الأساسية في لإيمان أي مسلم، تتجلى في العقل، فهو وبحسب القاعدة الشرعية، مناط التكليف، عليه ينعقد الإيمان، ودونه يسقط التكليف.
فالعقل الإسلامي، وطبقاً لقاعدة التكليف، هو أساس الإيمان وجوهره، فإذا ما كان العقل سليماً معافى من أي قصور أو خلل في وعيه وإدراكه، كان إيمان الفرد المسلم بالوحي (النص) أشد رسوخاً،وأكثر يقينية، وأقل شكاً في إدراك الذات الإلهية.
العقل بهذا المعنى، يعني القلب المُبصر، وليس مجرد تلك العضلة ذات الهيئة الصنوبرية، لحقائق الكون وآلاء خلقه، ولا يعني ذلك العقل المستقر في المخ داخل الدماغ، الذي يتولى القيام بعمليات التفكير والتحليل والتركيب.
وطالما أن القلب في شخصية الفرد، مركزه القلب، بما يعني العقل في الإسلام، فإن العقل يبدو في هذه الحالة، مقسوماً إلى قسمين.
القسم الأول: العقل المُبصر، ومركزه القلب استناداً إلى النص التالي " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج : 46]
القسم الثاني: العقل المفكر، ومركزه المخ .
وعلى الرغم من عدم ركون الشرع الإسلامي إلى هذه التقسيم، بل ونفيه جملة وتفصيلاً، بحجة أن للإنسان عقلاً واحداً وقلباً واحداً، طالما كان هناك في عالم الغيب ووراء سجفه، إله واحد، إلا أن هذا التقسيم حقيقة واقعة في يقين كل مسلم.
1. والعقل في الإسلام، لا يعني الحجر أو النهي أو ضبط النفس عن التورط في ارتكاب الفواحش والمعاصي، بقدر ما هو دعوة صريحة للتعقل والإبصار، بما يعني الإيمان برب السماء والأرض والإذعان له والامتثال لمشيئته، وليس للتفكر بما يعني إنتاج الفكر، ودعوة التبصر والتعقل هذه، موجهة أساساً لمن خلى عقله ( قلبه) من البصيرة، والمقصود بذلك شعب الجزيرة العربية قبل نزول الوحي بفترة وجيزة "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [يوسف: 2]
فهذه الآية تشير بجلاء إلى أن الوحي، اختار العرب من بين كل الأمم السالفة قبل 1400 سنة، ليبلغهم الرسالة السماوية من خلال نبي مرسل منهم، النبي محمد (ص) "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [ إبراهيم : 4] وذلك لجملة أهداف، كان من أهمها :
1- قهر اللغة العربية، من خلال نزول النص الإلهي بالعربية.
2- كسر احتكار العرب للغة التي فاخروا بها الشعوب الأخرى.
من هنا، فإن معنى سورة يوسف السالفة تشتمل على معنيين.
المعنى الأول: أن العرب الذين نزل عليهم الوحي، لم يكونوا البتة جاهلين أو بلا نظر، وإلا لما اختارهم الوحي وحدهم دون سواهم، لقهر ما أبدعته عقولهم وقلوبهم من نظم الشعر والقوافي.
المعنى الثاني: أن المرادف الدلالي لجملة " لعلكم تعقلون" أي لعلكم تبصرون بقلوبكم للهدى وللدين الحق، الذي لم يبصره أحد من عرب الجزيرة، إلا من كان من الأحناف على شريعة إبراهيم الخليل، وهم قلة، فضلاً عن أن تأثيرهم كان محدوداً، نظراً لشدة بأس العرب، لأي دعوة أو فكرة تستهدف تغيير معتقداتهم، إذا ما خبرنا أن أساس المعارضة، هو اللغة، خصوصاً ما يتعلق بالأدب والشعر.
وبالعودة إلى تقسيم العقل، لابد لنا قبل الخوض في عملية التقسيم، من طرح السؤال التالي: بما أن العقل المبصر يعني الإيمان، فهل يعني العلم أيضاً؟.
الإجابة عن السؤال السابق، تضعنا أمام احتمالين.
الاحتمال الأول: العقل المحسوس، يعني العلم بصفات الأشياء، والتمييز بين الغث والسمين، والحسن والقبيح، وهذا الاحتمال يتماشى مع وظيفة العقل الإسلامي " وهديناه النجدين".
الاحتمال الثاني: العقل المجرد، وهو الذي يدرك الكليات والجزئيات، والإدراك هو الوجه الآخر للمعرفة، التي تعني العلم في المقام الأول، كما أن العلم يؤدي إليها من خلال الإدراك.
لكن السؤال الجوهري، إذا كان العلم كأحد مفرزات العقل المجرد أو حتى المحسوس، فأي علم يحصل عليه المسلمون اليوم من عقولهم، وبصيغة أخرى، ما هو العلم الذي يفرزه العقل الإسلامي؟.
لفهم الآلية التي يعمل عليها العقل الإسلامي، لا بد من تحديد طبيعة عمله الأساسية في إطار الدين والتعامل مع نصوصه في سياق الوحي، لأننا لا نستطيع أن نحكم على طبيعة العلم الذي يفرزه العقل، إذا ما أخذنا في الحسبان، أن العلم نفسه مقسوم إلى جزئين.
الجزء الأول: العلم النظري، والذي يرتبط باستنباط القوانين والأحكام والشرائع التي تحكم الكون.
الجزء الثاني: العلم العملي، أي العلم التطبيقي الذي يضع القوانين والشرائع موضع التطبيق والتفعيل.
إن طبيعة عمل العقل الإسلامي، سواء ما ارتبط منها في سياق الوحي أو في سياق النص، يمكن ملاحظتها في مجالين، بحيث يمكن من خلالهما، معرفة أي نوع من العلم يفرزه العقل الإسلامي.
المجال الأول: ما يتصل بالإدراك.
المجال الثاني: ما يتصل بالأخلاق.
ففي المجال الأول، يقترب الإدراك، بوجهيه الحسي والمجرد، من العلم العملي، بما يعني الاختراعات والاكتشافات وقوانين الفيزياء والرياضة.
بينما تقترب الأخلاق في المجال الثاني، بشقيها العملي والنظري، من العلم النظري، الذي يعني القوانين والأحكام التي تضبط السلوك والنفس البشرية.
الشرح السابق، يوضح لنا، ماهية العقل الإسلامي، ويبين طبيعة عمله في طار النص، كخطوة أولى على طريق فهمه فهماً موضوعياً، وتبيان الوظائف التي يؤديها، إن على مستوى النص أو خارجه.
من هنا نستطيع القول، إن ماهية العقل الإسلامي، أقرب ما تكون إلى العقل النظري – المحسوس في سياق إبصار الوحي، منه إلى العقل العملي – المجرد في إدراك الشيء ونقيضه .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
- الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل
- الإسلامافيا
- العلاقات الكوردية المصرية : آفاق المستقبل
- في تأمل طائفية النظام السوري ونقدها
- نقائض الطائفية في سوريا
- وقفة مع طائفية النظام السوري
- طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا
- علاج الطائفية حاضراً ومستقبلاً
- تاريخ الطائفية في سوريا
- هل الطائفة العلوية آثمة ؟
- الطائفية السورية كتاريخ سياسي لا مذهبي
- حوار ثائر الناشف مع قناة النيل حول تنظيم القاعدة في اليمن


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - ماهية العقل الإسلامي