أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شهلا البرزنجي - عند التفكير في التمرد














المزيد.....

عند التفكير في التمرد


شهلا البرزنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 14:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



((لكي يوجد الانسان يجب ان يتمرد . لكن تمرده يجب ان يحترم الحد الذي يكتشفه هذا التمرد في داخله ، والذي فيه يبدأ تجمع الناس ووجودهم)). كما قال كامي وقال ديكارت ( انا افكر اذن انا موجود) ....
حالة التمرد وثيقة الارتباط بالتفكير لما التمرد ؟
لو تمعنا الان في النفوس الضائعة في الوقت الحالي لتأكدنا ان كل انسان هو متمرد......
تارة يضيع في هواجسه الشريرة ويتيقن ان الجميع هم اشرار النفوس
وتارة يخيل ان الجميع ظلموه هو ونفسه الضائعة وسط عتمة العقل البالي
وتارة يحس بانه إله يتمركز الكون حوله وحول طلباته المقيتة ...
انه انسان وليس بإله ولن يعلم الحقيقة طالما هو ضائع في الدرك الاسفل من مخيلته الممتلئة بعفونة الحاضر المتطور وببقايا ظلم الماضي المتأصل في جذوره....
الم يعلم ان هناك شيئان يقال لهما الاصراروالصبرحتى نيل المبتغى ....
لما يتحول من انسان الى مجرد فارزة في وسط الكلمات المملة؟
ولما لا يرقد على عش يختاره بارادته كي يحن اليه؟
ولما يتبعثر بين الاشياء العتيقة ويقنع نفسه بانه تمرد وانه الآن انسان في حين انه ليس سوى اداة بيد القدر الممل...
ان كانت الحياة تحتم على كل فرد يائس ان ينتحر او ان يقبل بالرضوخ الى ما وجد نفسه عليه ما تغير احد ولا تبع احد فكرة عظيمة ومشى في دروب المعرفة ووصل الى اطراف الهدف....
ليس العيب ان نقف وان لا نتمرد بل العيب ان نحاول ونقف ونرضى ونكتفي... لم يطلب الله منك ان تقف في طريق نفسك العاجزة ولم يقل لك ان ترمي بنفسك الى التهلكة بل ارفع رأسك وامشي مهما كان النقص يتأكلك ومهما كانت فحوى مغامراتك بليدة وبائسة.... لا تقف
الوقوف عن رؤية المعاني الحقيقة جريمة والوقوف عن احقاق الحق والعدل لنفسك جريمة اكبر حتى السماء ترفض ان ترتكب نعم انها تصمت احيانا ولكنها سوف تتكلم وتدينك ....
ايها الانسان المتمرد اليس الافضل ان تتمرد على شيء لاتحبه بدل ان تتمرد على شيء الفيته حديثا .....يحدث التمرد عندما تفيض المأسي وتصل لحد التخمة ولاتحدث عندما تلملم اشتات النفس المكسورة ....
يوجب الانتظار لحين اصلاح الكسر ومن ثم تبدأ السير في طريق جديد ...لا ان تمشي وانت عاجز فما الذي فعلته حينئذ؟ لن تستطيع ان تكمل الطريق ولو حاولت ووقفت وانت مازال جرحك ينزف من الداخل ولم يوضع له بلسما ليشفى....
كيف المشي والتمرد .....
سيزيف تمرد على حكم الآلهة بأن ابتسم ورضى بما حكموه ...هل هذا تمرد؟ ام غوص في اعماق المستنقع ؟
كان يستطيع ان يقبل بالموت على قبول الذل لنفسه ...لخلده التـاريخ ولآصبح إلها بينما برضوخه اصبح شخصا مغلوبا على امره يسير وفق مشيئة نفسه المتدنية.....
التمرد يجب ان يؤدي الى نتيجة اما الفشل او النجاح ولكن اليس ينبغي ان يبنى على اساس متين ودون الخوض في التفاصيل ونحن لم نعلم سبب التمرد بعد؟
الآن لنتحدث عن تمرد الحمقى ؟
هو التمرد الاعمى بدون هدف بدون وعي لما التمرد وعلى ماذا ؟ على الحمق ام على الغباء ولكنه تمرد... ربما بلا سبب وهو ان يحمل اسم التمرد فقط.... يتقمصون التمرد وهم لايمتون اليه بصلة من قريب او بعيد فقط لاجل هوى النفوس الحائرة ولاسم التمرد الكبير....ولا يتقربون حتى من حروفه .... الممتع انه يمثلون الالتزام بنوع التمرد من خلال التقبل بواقعهم المأساوي والتمرد عليه من وجهة نظرهم هم فقط حيث يمتثلون لقوانين التغيير من خلال تغيير المظهر والكلام من دون ان يطرأ اي تغيير على التفكير.....
التمرد ان لم يكن لاجل الافضل لايعتبر تمردا حقيقيا...
ان كنا سنتمرد فلما لانتمرد على التخلف والغباء المتأصل في عروقنا وان نقبل بحياة تستحق ان نحياها بكل مافيها وان لا نمحي طموحنا وعواطفنا وامالنا الكبيرة ومبادءنا السامية من اجل الغير بأسم التضحية والرضوخ بالواقع المرير .... صحيح اننا وجدنا انفسنا في عالم لا نريده وحياة لاترضاه نفوسنا المتطلعة لكننا يجب ان نحاول بكل ما امكننا ان نمهد لما تتوق اليه اعيننا وما نطمح ان نكون عليه دون اي خسارة....ودون ان نتنازل عن وجودنا....هذا هو مايجب علينا التفكير فيه والتخطيط له عند القرار بالتمرد .... وليس ان نحيا هذه الحياة بكل فظائعها ونتقبلها بكل معاناتها كما قال البير كامي في كتابه المجانين....



#شهلا_البرزنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الشوكة والسكين أثناء تناول الطعا ...
- مصر.. القوات البحرية تنقذ 3 سائحين بريطانيين بعد فقدانهم خلا ...
- لماذا تريد أوكرانيا ضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية ب ...
- فون دير لايين تكشف عن أعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- المجر تكشف كيف تحمي مصر أوروبا
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 عناصر في -حزب الله- (فيديو)
- -حماس- تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل لمربع سكني مكتظ شرق مخ ...
- بفيديوهات جنسية.. ضجة في العراق وتحرك أمني إثر ابتزاز شبكات ...
- روسيا.. إطلاق أقمار صناعية للأغراض العسكرية


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شهلا البرزنجي - عند التفكير في التمرد