|
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 20:38
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
2) مرض التبعية لأجهزة الدولة، أو لحزب سياسي معين، الذي أصاب العديد من النقابات، التي لا تحرك ساكنا، إلا بعد تلقي التوجيه من الجهة المتبوعة، سواء كانت دولة، أو حزبا.
ومرض التبعية، وأنى كان، لا يمكن أن يقود إلا إلى:
ا ـ خدمة مصالح الأجهزة النقابية، المكرسة للتبعية من خلال الممارسة النقابية اليومية، سواء تعلق الامر بعلاقة هذه الأجهزة بالدولة، أو من خلال علاقتها بالحزب.
ب ـ حماية مصالح الدولة، حتى لا تتأثر بالعمل النقابي الصحيح.
ج ـ حماية مصالح الحزب، حتى يستمر امتداده في صفوف العمال، وباقي الأجراء.
وإذا كان العمال، وباقي الأجراء، هم المتضررون، بالدرجة الأولى، من الممارسة التبعية، فإن الأجهزة النقابية القائمة، لا تبالي بما يلحق بهم، بقدر ما تهتم بتصريف التوجيه، الذي يلغي احترام المبادئ النقابية.
والأجهزة النقابية المفعلة للتوجيه الآتي من خارج النقابة لا علاقة لها لا بالممارسة الديمقراطية، ولا بالتقدمية، ولا بالجماهيرية، ولا بالاستقلالية، ولا بالوحدوية، سواء تعلق الأمر ب:
ا ـ العلاقة مع التنظيم النقابي، الذي يصير بناؤه قائما على أساس التوجيه، وليس انطلاقا من القوانين التنظيمية، كما هو مفترض.
ب ـ العلاقة مع الملفات المطلبية التي يصير بناؤها انطلاقا من رغبة الجهة الموجهة، حتى تصير في خدمتها، وليس انطلاقا من رغبة العمال، وباقي الأجراء، ومعهم سائر المنخرطين في النقابة، الذين لا يؤخذ برأيهم فيما يجري، من أجل بناء الملفات المطليبة.
ج ـ العلاقة مع البرنامج النضالي، الذي يستحضر فيه التوجيه الآتي من خارج النقابة، حتى لا يتناقض مع مصالح الجهة الموجهة، التي تحرص على أن يكون البرنامج النضالي في خدمتها، وفي خدمة حماية مصالحها، ومن أجل أن لا يتحول العمال، وباقي الأجراء، إلى وحش يخيف الجهة الموجهة.
د ـ العلاقة مع المواقف النقابية، التي يجب أن تتناقض مع المواقف النقابية، التي يجب أن تصير في خدمتها، وحتى تكون المواقف النقابية كذلك، تقوم الأجهزة التنظيمية للنقابة بدورها كاملا، حتى لا تتخذ النقابة مواقف من القضايا الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية، والسياسية، لا تنسجم مع التوجيهات الآتية من خارج النقابة.
ه ـ العلاقة مع النقابيين المنخرطين في النقابة، الذين تحرص الأجهزة النقابية على جعلهم يعتقدون أن تصريف التوجيه الآتي من خارج النقابة، هو نفسه العمل النقابي الصحيح، إيغالا في تحريف العمل النقابي، الذي يصل الى العمال، وباقي الأجراء محرفا جملة، وتفصيلا، ومن أجل أن يستعصى على التصحيح، كما هو حاصل الآن، وفي معظم النقابات التي توجه من خارجها.
و ـ العلاقة مع الشغيلة، التي يعمل التوجيه على تكريس تضليلها، حتى تصير قابلة بالعمل النقابي الموجه، على انه هو العمل النقابي الذي يخدم مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في الوقت الذي لا يتجاوز أن يصير إلا في خدمة مصالح الجهة الموجهة، وفي أحسن الأحوال، في خدمة مصالح أفراد الأجهزة النقابية، التي تتحول إلى جزء لا يتجزأ من الجهة الموجهة: دولة، أو حزبا.
ز ـ العلاقة مع الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، والتي تحرص الأجهزة النقابية المصرفة للتوجيه على أن تصير هي بدورها في خدمة مصالح الجهة الموجهة، حتى وان كانت هي الموجه،ة كما يحصل في العديد من الإدارات التي تخدم مصالحها بتوجيه الإطارات النقابية المرتبطة بها.
ح ـ في العلاقة مع النقابات المدعوة الى التنسيق، التي تحاول الأجهزة المصرفة للتوجيه، إقناعها بمضمون التوجيه، الذي قد يصير كله، أو بعضه، موضوعا للتنسيق، فيصير التنسيق في خدمة الجهة الموجهة، مما يجعل التنسيق نفسه أكبر خدعة في تاريخ العمل النقابي، الذي لم تجن منه الطبقة العاملة إلا المزيد من اليأس من العمل النقابي، كما يحصل دائما، وقلما يكون هناك تنسيق نقابي مبدئي، لا تحضر فيه إلا مصلحة العمال، وباقي الأجراء.
3 ـ حزبية النقابة التي تحول العمل النقابي الى مجرد إطار لتصريف القرارات الحزبية ذلك أن النقابة الحزبية لا تقرر بقدر ما هي جهاز حزبي صرف مختص في تنفيذ القرارات التي تتخذها الأجهزة الحزبية والتي تهم العمال وباقي الأجراء وجهاز تنظيمي كهذا هو جهاز حزبي بامتياز ومادام كذلك فنحن لا نتحدث فيه عن: ا ـ الديمقراطية، نظرا لغياب التداول بين النقابيين، من خلال الأجهزة التقريرية، والتنفيذية، ولأن كل ما تنفذه النقابة يتقرر في الحزب.
ب ـ التقدمية بمفهومها النقابي، بسبب عدم قدرة النقابة على تقرير، وتنفيذ ما يمكن أن يؤدي إلى التحسين المستمر في الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، بسبب حزبية النقابة التي تجعل منها مجرد جسد بدون روح.
ج ـ الجماهيرية التي تعطي إمكانية توسع التنظيم من منطلق طبيعة الجماهير، وإمكانية إشراكها في العملية الاقتراحية، التي تمكن النقابة من التقرير، والتنفيذ، انطلاقا من اهتمامات العمال، وباقي الأجراء، نظرا لكون الحزبية النقابية لا تمكن من ذلك.
د ـ الاستقلالية، التي تصير مستحيلة لتناقضها مع حزبية النقابة، لكونها تمكن النقابة من التقرير، والتنفيذ، في مجمل القضايا النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وتناقضها، هو الذي يجعل إمكانية استقلالية النقابة مستحيلا، ويكرس، في نفس الوقت، حزبية النقابة.
ه ـ الوحدوية، التي تصير بدورها مستحيلة، بسبب التنافي القائم بين الوحدوية، وحزبية النقابة، التي تكرس التشرذم على مستوى التنظيم، وعلى المستوى المطلبي، وعلى المستوى البرنامجي، وعلى مستوى الأهداف. فحزبية النقابة، والتشرذم النقابي، وجهان لعملة واحدة. وهذان الوجهان هما اللذان يحولان دون قيام وحدة نقابية، في النقابة المعتبرة حزبية.
وهذه الطبيعة الحزبية للنقابة، المتناقضة مع الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، هي التي تقف وراء:
ا ـ العلاقة مع التنظيم، التي تجعله مجرد جهاز ينضبط لتنفيذ ما يتقرر حزبيا، فيما يخص العمال، وباقي الأجراء، وحتى عندما ينعقد التنظيم، فإنه ينعقد بناءا على كونه تنظيما حزبيا، من أجل وضع خطة لتنفيذ القرارات الحزبية المتعلقة بالعمال، وباقي الأجراء.
ب ـ العلاقة مع النقابيين، لا باعتبارهم نقابيين بالمعنى الصحيح، بل باعتبارهم حزبيين، يحرص التنظيم النقابي الحزبي على جعلهم منضبطين انضباطا حزبيا متماسكا في تنفيذ القرارات النقابية / الحزبية في صفوف العمال، وباقي الأجراء.
ج ـ العلاقة مع العمال، وباقي الأجراء، التي تهدف إلى جعل الحزب يتوسع في صفوفها، بدل العمل على تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، بعيدا عن أي نظرة حزبية ضيقة.
د ـ العلاقة مع الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، التي توظف لخدمة مصالح الحزب بالدرجة الأولى، ولخدمة مصالح النقابيين الحزبيين بالدرجة الثانية، ولتحقيق ما يمكن من التوسع الحزبي في صفوف العمال، وباقي الأجراء، بالدرجة الثالثة.
ه ـ العلاقة بالدولة، التي توظف لجعل الحزب حاضر في المؤسسات التقريرية، والتنفيذية الخاصة بالدولة، سواء كان هذا الحضور حزبيا صرفا، أو نقابيا / حزبيا. الأمر الذي يترتب عنه استفادة الحزب من تلك المؤسسات من جهة، واستفادة النقابيين، والحزبيين من جهة أخرى.
و ـ العلاقة بالإطارات النقابية الأخرى، التي تحرص النقابة الحزبية على أن تخدم الحزب، والنقابيين الحزبيين، في جميع مسوياتهم التنظيمية / التنسيقية، والمطلبية، والبرنامجية، والمواقفية. وإلا فإن العلاقة إذا اتخذت مسارا لا يخدم مصالح الحزب، ومصالح النقابيين الحزبيين، تصير منتفية.
ز ـ العلاقة بالجماهير الشعبية الكادحة، التي تجعل الوهم يتسرب إلى صفوفها، حتى تعتقد أن النقابة الحزبية تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، لتخدم بذلك مصالح الجماهير الشعبية الكادحة. وهذا الوهم هو الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة تقف وراء الحزب المنظم للنقابة، وتدعمه في معاركه الهادفة إلى وصوله إلى مراكز التقرير، والتنفيذ.
وهذا الوهم، ومن هذا النوع، يجب التصدي له، وفضحه، حتى تصير الجماهير الشعبية الكادحة على بينة من النقابة، ومن النقابيين، على جميع المستويات، لكونهم لا يخدمون إلا مصالح الحزب، ومصالحهم.
وهذه العلاقة، التي لا تختلف طبيعتها من مستوى الى آخر، هي العلاقة تبقى ضيقة بالمعنى الصحيح للكلمة، لكونها:
ا ـ ذات طبيعة حزبية.
ب ـ لا تسعى إلا لخدمة مصالح الحزب.
ج ـ لا تحترم فيها المبادئ النقابية.
د ـ لا توظف إلا لخدمة مصالح النقابيين الحزبيين.
ه ـ لا تكرس إلا التشرذم النقابي.
و ـ لا تراهن على مساهمة النقابيين، من خلال الأجهزة النقابية، في التقرير والتنفيذ.
ز ـ تمارس تضليل الجماهير الشعبية الكادحة وتعمق ذلك التضليل.
ح ـ لا تهتم إلا بالتوسع الحزبي في صفوف العمال، وباقي الأجراء.
ونقض هذه العلاقة، ونفيها، يبقى من مهمة النقابيين الأوفياء، الذين يخلصون للعمل النقابي المبدئي الصحيح.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....10
-
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول
...
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....9
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....8
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....7
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....6
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....5
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....4
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....3
-
الغياب الدائم للهمة عن منطقة الرحامنة، وعن جماعة ابن جرير: ا
...
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....2
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....1
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إطار لجميع المغاربة، وفي خدمت
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 2
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 1
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|