اليزيدية قومية عربية ام كردية او ايزيدية

عروبة بايزيد اسماعيل بك

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان مفهوم الاحصاء السكاني او التعداد العام للسكان هو توفير قاعدة عريضه من البيانات الاساسية لمعرفة الوقائع الديموجغرافيه الاقتصادية الاجتماعية لمجموعه من السكان في وقت زمني محدد بغرض معرفة مايتطلب من الدولة توفيره لاحتياجات مواطنيها


كما ان بيانات الاحصاء السكاني تستخدم كأساس يعتمد عليه في اجراء البحوث والدراسات التي تتطلبها برامج الاستثمار والمشاريع والتنمية المتنوعه لكل منطقة وحسب ماموجود في البيانات

الاحصاء السكاني لشعب العراق المزمع اجراه في الرابع والعشرين من شهر تشرين الاول المقبل كان قد تم تاجيله في العام السابق بسبب اعتراضات من بعض الاطراف التي وجدت ان الظروف التي يمر بها البلد غير ملائمه لاجراء هذا التعداد

فيما اعلنت وزارة التخطيط عن اعتزامها لاجراء التعداد في هذه السنة 2010 وفي الموعد الذي حددته ولجميع مناطق العراق بما فيها المناطق المتنازع
عليها

ومنذ الاعلان عن الموعد المحدد لاجراء الاحصاء السكاني وجدنا ان صراعات احتدمت مابين مؤيد ورافض

فالمؤيدون يؤكدون على ضرورة اجراءالتعداد في المرحلة الراهنه فليس للتعداد اي علاقة بالامور السياسية اما الرافضون فهم يعربون عن مخاوفهم من تسيس عملية التعداد لصالح جهات معينه ومن التجاوزات التي قامت بها احزابها واجراء التعداد سيعطي الشرعية لهم في كل مخططاتهم

كما ان تاخر تشكيل الحكومه والبرلمان واعتبار الاوضاع الحالية للبلد غير مستقره كما ان المشاكل المتعلقة بالواقع السكاني للمناطق المتنازع عليها هي ايضا احدى اسباب رفض اجراء التعداد

تعالت الصيحات وتضاربت الاراء داخل المجتمع الواحد فقد هددت جماعات من العرب والتركمان بمقاطعة التعداد في حالة رفض وزارة التخطيط لشروط حددوها منها رفع حقل القومية لان وحسب تصريحاتهم هناك جهات سياسية تسعى لاستغلال هذه الحملة لتحقيق مكاسبها

اما فيما يخص الشارع الايزيدي فنرى الانقسام فيما بينهم ازاء عملية التعداد واضح هو الاخر تماما ... فهناك احزابا وجمعيات ( ايزيديه ـ ايزيدية ) وصفت عملية التعداد بانها انتهاك للمكون الايزيدي من باب ان الدستور العراقي يقر في احدى فقراته بان العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب وعليه يجب ان يدرج حقل القومية الايزيديه ضمن استمارة التعداد

فيما طالب وفد( ايزيدي ـ كردي ) خلال لقائه برئيس برلمان كردستان قبل ايام بالوقوف بوجه مااسموها بمؤامرة وزارة التخطيط

حينما استجابة الوزارة لمطالب الجمعيات والبيوت ( الايزيديه ـ الايزيدية ) واضافت حقل القومية الايزيديه ضمن حقل القوميات الموجودة في استمارة التعداد .

ولانعرف نحن المتتبعين لهذه التصريحات لماذا هذا التضارب والانقسام داخل المجتمع الايزيدي ولماذا سمى الوفد ( الايزيدي ـ الكردي ) الخطوة التي اقدمت عليها وزارة التخطيط (بالمؤامرة) ؟

هل ان المواطن الايزيدي بحاجة الى تصريحات وبيانات من هذه الجهة اوتلك لكي يعرف ماهو انتماءه وهل يحتاج لتوعية وتثقيف لكي يعلم في اي مربع من استمارة التعداد عليه ان يؤشر ؟

هل من المعقول ان يكون المواطن الايزيدي بهذه السذاجه ؟

وهل يعقل ان يكون لنا الكم الهائل من المثقفين والكتاب والمبدعين ولايعرفون الى حد اليوم ماهو انتمائهم ؟


ان من يرى في نفسه ان انتماءه كرديا فحقل الاكراد موجود
ومن يرى في نفسه ان انتمائه وجذوره ايزيديه فليكتب انه ايزيديا
ومن يرى في نفسه غير هذا وذاك فهو حر الاختيار

فلايجب ان تفرض قومية معينة على اي شخص بالاكراه والقوة

لان اليزيدية هم خليط من عرب وكرد وعدة قوميات اخرى فلاللدين المـُسيس ولاللقومية المـُسيسة

ولاهناك اي داع في ان تفرض قومية محددة علينا فالقومية انتماء ياقوم

وكما عـُرفت القومية فانها انتماء لمجموعة من البشر تربطهم معا
وحدة لغة .
ووحدة تاريخ .
ووحدة ارادة ( مشيئة العيش المشترك ) .


ملاحظة لااكثر : مابين هذا الانقسام الايزيدي اقترح على وزارة التخطيط ان تضع حقلا اضافيا ضمن حقل القوميات ويكتب بجانبه ال( بدون ) ....وتشمل الذين لاينتمون الى قومية معينة ولايرغبون في الانتماء الى اي قومية اخرى وبهذا تحل مسالة الايزيديه الذين احتاروا في تحديد انتمائهم

فبيننا من ينادي بالقومية العربية وهو مؤمن حد النخاع بها
وبيننا من ينادي بالقومية الكردية ولايقبل المساومة
وبيننا من ينادي بالقومية الايزيدية لاغيرها
وبيننا من ارتضى لنفسه ان يتقلب مع تقلب التيار ويصبغ جلده ويغير قوميته تباعا وحسبما يتطلب الوضع السياسي الراهن ,فبالامس القريب كانوا ينادون بقومية واليوم ينادون بغيرها

عروبة بايزيد اسماعيل بك
15,9,2010
المانيا / بوخم

#عروبة_بايزيد_اسماعيل_بك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات