أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سبتي - صورة الكرسي .. ثانية .. الى الشاعر الراحل كمال سبتي














المزيد.....

صورة الكرسي .. ثانية .. الى الشاعر الراحل كمال سبتي


رياض سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


يا لحزنكِ ايّتها الذكرى ،
كنتُ قد نَشرتُك بين ايّامي
علّك تفاخرينَ بي مرثيَّتي ،
او علّي أَمسح عن رحيلِك ارتباكيَ ،
الطريقُ متلعثمةٌ والكلماتُ غبار ،
وغصنُكِ المرسوم على غيمتي
هَطلَ نبضاتٌ على ساحاتي المقفرة ،
سأعدُّ الدقائقَ والحروف
وأعبرُ الى قصيدتكَ
وسأقولُ:
مرَّتْ قبل عامٍ ،
على شرفةٍ
تشعُّ بسؤالٍ
ما آيتُك ؟
وبتأويلِ الملامح
ترمي على العارفينَ مكائِدها عند الغروب ،
وفي كلّ الجهاتِ
اقول :
انا الغابةُ حين تَرتَحل الى ماضٍ بلا رداء
انا الجرأة حين نعبر الى مشهدِ الكهفِ ونتبعُ ضوء الخطيئةِ
اركضُ الى حروفي
وخلفيَ حكمتي
نافذةٌ تطلُّ منها
امرأة ترقبُني وغصنٌ شتويٌّ قديم
احتسَبَتْه الآلهة مزمار
واحتسَبْتُها ساحلٌ يرددُ اسمَ المكيدة
اهربُ الى نصفِ طريقٍ او نصفِ حقل
لأرى القطيع ،
اسمعُ صوت المدينة بين الرَّماد
ليس ثمَّة أجراس على موتي
كيف يبكي العارِفون على زنبقتين ونساءٍ بلا ملامح ؟
كثيرونَ اراهم هناك
لم يَنَمْ القطيع منذ حربين
حَمَلوا التابوتَ على نهرٍ تناسلت منه السُّلالات
وانا الخارجُ من الحكايةِ بلا صوت ٍ
أَدخلُ الى نهاري بخطوةٍ مرتعشة
ووشم ملوث يؤطرَ رأسيَ بالعويل
قالت امرأة : ما لون الساحل ؟
حرفٌ ازرقٌ ضاعَ من صورتِها
بين صخرةٍ ونهرٍ مُقفرٍ أجوب الاسئلة بلا إتجاهٍ
وكأن الارض تمتدُّ لي بلا جواب
والغابةُ ؟
إمرأة حُبلى بسرِّ الحكمة
استدرَجَتني الى ليلٍ بلا حروفٍ
لأسردَ لها هزائمي في عزلةِ الغياب
عن حزنٍ كان يصغيَ لنجارٍ يرسمُ الكلمات على ابوابِ المدينة
السحرةُ والقوّادونَ والإمام الزانيَ
في كلِّ صيفٍ اعلِّق على بابِ مقبرتي
لن يَدخلوا كهفي.. واحداً ..واحداً
قالوا لو ُكنّا نسمع ( * )
يَحمِلني ألمي الى ظلِ شيخٍ صحراويٍّ
يَشعل ذكرياتي ويَنثرها على الساحلِ
هذا ظلّ ابليس ومرايا من حكمتي
يقول العارِفون
ما لون الساحل ؟, يكررُ رأسي ما بين الصخرةِ وشجرة ٍخجولة
سريرٌ متأخرٌ بلا جسدٍ يصعدُ إليَّ
شواطيٌء تحتفي بذكرى النفيِّ من الجنوبِ الى الجنوبِ
همٌ لا يكترثُ بظلّي المقدّس
نساءٌ تطاردُ فرسي
وحكمةٌ لغجريٍّ قالها عن انثى وليل
يقول العارفون
ما لون ايّامك ؟
مدخنتان ومذياع
وهذا البيتُ القديم
نهرٌ يختزل ُ نفسه
حنجرةٌ مشلولةٌ وبنصرٌ مبتورٌ
رمال بدوية ، حربٌ خاسرة
وممثلٌ مريضٌ برجل ٍواحدةٍ كانت الحربُ قد ابتعلت شقيقيه :
استيقظْ يا باشا ، بغداد قد سُرِقَتْ مِنك .(**)
يا لحزنكِ ايّتها الذكرى
من على كُرسيّك تجوب البلاد الواطئة
تلقي سرّكَ على غابات حروفك الاخيرة
ينشد العازفون لحناً سمعناه قبل عشرين مدينة :
آيتُك ألاّ تُكَلِّمَ النّاسَ خَمسَ لَيَالٍ سَوِيَّا
قلتُ:
الرجلُ في الحربِ غابَ
امرأةٌ تبحث عن ذكرى بيضاء لتُلَمْلِمَ قصة حروبها
وحَسرتي تتكيء على رصيفِ المدينةِ الاسود
والشاعرُ ؟ غشيم وطنٍ ..
لتبدأ الحكاية من جديد ..
بيتٌ ومدخنتان ،
عكّازان لشاعرٍ مقتول ..
رجلٌ ومذياعٌ قديم
يَهربُ من خليفةٍ ويقتله إمام
كرسيٌّ قرب نافذةُ وحائطٌ مدمّى ،
ستارةُ مُسدَلَة
كتابان على طاولةٍ مهترئة
من ايِّ البلاد انتَ ؟
يسأل العارِفون
اللعنةُ على كلِّ البِلاد .



( * ) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (سورة الملك 10 )
(**) جملة من مسرحية وقوفا وطني (1978) للمؤلف والكاتب العراقي الراحل مهدي السماوي
استفاد النص من الجملة الافتتاحية لقصيدة مكيدة المصائر للشاعر الراحل كمال سبتي ( الغابةُ .. القطيع سينام ...) وكذلك من (انا غشيم منفى)



#رياض_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيس بوكّيّات
- ثائرُ والإمام ( * )
- مسؤولية الحكومة في رحيل الفنان ثائر خضير
- بغداد راحت غدر
- نِفاقنا الوطني وتفجير الكنائس
- وماذا عن مخفر الشلامجة يا برلمان ؟
- وبراءة من المشركين يوم الحَجّ الاكبر
- ذَهَبَ الاحد ايتها الاربعاء(*)
- سرياليّات عراقية ..
- أروِقَة الموت الواحد....نصٌ مسرحيٌ استثنائيٌ لزيدان حمود
- انهم يخلقون الفرح
- التورابوراويون ( * )
- بلاد ئذٍ
- بعثيٌّ تكفيريٌّ صفويٌّ
- بوش الشبيه البشع لصدام
- حقأ يا حلو .. كيف يكتب التاريخ ؟
- وداعا ً رائحة ُ المسك , وداعا ً عزيز عبد الصاحب
- حروفئذ ٍ
- رؤى
- وزير السخافة


المزيد.....




- شائعة حول اختطاف فنانة مصرية شهيرة تثير جدلا (صور)
- اللغة العربية ضيفة الشرف في مهرجان أفينيون الفرنسي العام الم ...
- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سبتي - صورة الكرسي .. ثانية .. الى الشاعر الراحل كمال سبتي