أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - قاسم خضير عباس - نقد الفكر الماركسي















المزيد.....

نقد الفكر الماركسي


قاسم خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 203 - 2002 / 7 / 28 - 00:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




كاتب عراقي مقيم في الدانمارك

التيار المتغرب فكرياً ، سواء كان غربي الاتجاه أم ماركسي  ، ولد الأرضية
الثقافية الداعية إلى تبني نظريات علماء الاجتماع والاقتصاد الغربيين،
أمثال
الفرنسي (ديشتوت دي تراسي) الذي أول من استخدم مفهوم الإيديولوجية في
نهاية
القرن الثامن عشر الميلادي وأفرد له  ( ماركس ) فقرة نقدية خاصة في كتابه
(رأس
المال ) ، و(فيليب كت رايت) و(سيمون ليس) وغيرهما، بشأن التقدم، والتوجه
نحو (
ثقافة مستوردة ) لإحداث، (التحولات التقنية)، التي تُنشئ طبقة تمسك التحول
الصناعي، وعلاقات العمل، والإنتاج، وترسي أخلاقاً وقيماً غريبة عن
مجتمعاتنا
الاسلامية!!
ومثل هذه النظريات ـ كما هو معروف ـ تحصر نفسها في الماديات، وتجعل
الإنسان آلة
جامدة في محيط مادي جشع، إضافة إلى إلغائها للعوامل المحلية والذاتية
للمجتمعات، التي وصفها (سوروكين) في كتابه (علم التحرك الاجتماعي
والثقافي)
بأنها: ضرورية وهامة ومن الخطورة إلغاؤها وإلغاء الخصوصية الثقافية
والحضارية
للشعوب الأخرى.
وأتصور أن العوامل الذاتية التي تحدث عنها (سوروكين) ، مع ملاحظاتنا
النقدية
على بعض توجهاتها الاجتماعية الغربية، هي التي أدت إلى فشل (المناهج
المستوردة)
في بلادنا، وإلى فشل كل (المناهج) التي لا تمتّ لمجتمعاتها بصلة، (الأحزاب
الشيوعية) مثلاً واجهت صعوبات كبيرة لأنها أغفلت خصوصية مجتمعاتها، لهذا
لم
يستطع (الحزب الشيوعي الهندي)، إحراز أي تقدم في عمله السياسي؛ لأنه ركّز
جهوده
على إثبات (حتمية التطور الرأسمالي) في الهند، مع أنّ الهند ليست
رأسمالية!!
ونفس الشيء حدث (للأحزاب الشيوعية) العربية.
وقد واجه (لينين) نفس الصعوبات عند تطبيقه (للفكر الماركسي) وتعامله مع
القضايا
الخارجية، وهذا ما جعله يدرك (الخصوصية المحلية)، التي أسماها بأنها:
(خصوصية
متخلفة)!! لكي يقلل من شأنها عند التنظير والتطبيق، لكنه بعد وقوعه في
مأزق
فكري خطير، مثلما وقع فيه (ماركس، وأنجلز)، توصل إلى أسلوب أسماه:
(التاكتيك
والتطور اللارأسمالي للبلدان المتخلفة) !! وذلك لتخفيف الخطأ الذي رافق
(الفكر
الشيوعي).
وقد واجه (لينين) معارضة شديدة من (تروتسكي)، الذي انتقد فكرة (سياسة
الكومنترن
بشأن تشجيع إيجاد منظمات ثورية غير شيوعية وإقامة تحالف معها)، لإيمانه
بـ(المبدأ الماركسي) بشأن (التحول الرأسمالي وحتميته في أي بلد من
البلدان)!!
فسارع (لينين)، وأعلن بأن جهوده تخدم (المبادئ الماركسية)، ولا تتعارض
معها،
فهي كما أسماها: (مرونة في العمل الثوري) للوصول إلى (نتائج ماركسية)
بحتة!!
فالعوامل المحلية عند (لينين) لا تعني الاعتراف الكامل بالخصوصية الذاتية
للشعوب، بل استغلالها في تطبيق (الفكر الشيوعي)، وهذا ما أدى إلى سقوط
(لينين)
في أخطاء جديدة تضاف إلى الأخطاء الفكرية والنظرية عند (ماركس، وأنجلز)،
لأنه
أراد أن يجمع بين نقيضين. وحكم النقيضين، كما يقول الفلاسفة، بأنهما: لا
يجتمعان معاً ولا يرتفعان معاً على سبيل القضية المنفصلة الحقيقية، وهي من
البديهيات الأولية التي عليها يتوقف صدق كل قضية مفروضة ضرورية كانت أو
نظرية
إذ لا يتعلق العلم بقضية إلا بعد العلم بامتناع نقيضها.
وهذا التناقض في (الفكر الشيوعي)، إضافة إلى تناقضاته النظرية
و(الإيديولوجية)
الأخرى، أدت إلى انحساره وفشله وسقوطه المبكر ، ومع ذلك فإن بعض الشيوعيين
العرب مازالوا الى اليوم يحاولون بث الحياة في هذا الفكر الميت عبر
تلويحهم
باعتناق الديمقراطية التي كانوا يعتبرونها بالامس مقولات رأسمالية !! ولا
أدري
هل هذا يندرج تحت المرونة في العمل الثوري ؟ أو يندرج تحت مسميات أخرى
أولها
الغاية تبرر الوسيلة ؟
على أية حال... نرجع إلى صلب الموضوع.. ونعلن عن أهمية (العوامل المحلية
والذاتية)، التي من الخطورة إلغاؤها، لأنّ إلغاءها سيؤدي إلى الاستلاب
الحضاري
والسقوط الفكري.
كما أنّ (التحول التقني والتكنولوجي)، الذي تحدث عنه (تيار التغرب) عندنا
طويلاً، أو العامل الاقتصادي الذي تحدث عنه التيار الماركسي ، ليس هو
العامل
الوحيد لنهضة المجتمع وتحديثه، بل تسبقه عوامل أخرى حيوية (ذاتية
وموضوعية)
تقوي البنى التحتية، وتزيد الروابط الاجتماعية والأخلاقية، وتعمق الفكر
الأصيل
المرتبط بحاضر الأمة وتراثها ومستقبلها. بمعنى أوضح إحياء جميع العوامل
المحلية
والذاتية، التي تقود إلى تبني (منهج حضاري) له فلسفته وفكره ونظرته للحياة
والإنسان والكون، بحيث يتم التخطيط وفق تصوراته لخلق (تكنولوجية مناسبة)
كخطوة
أولى نحو (التحول الصناعي والتقني) العالي، الذي سينشأ بإبداع محلي ذاتي
بعد
الاستفادة من علوم الغرب وتقدمه، وإذابتها في (المنهج المطبق الأصيل)،
عندها
سيحدث (التحول المجتمعي) الصحيح نحو الرقي والحضارة، متناغماً ومنسجماً مع
حركة
العوامل التحتية من فكر وثقافة وتراث، فتلك العوامل بلا شك هي قوة
المجتمع، إذا
ارتكزت إلى (منهج صحيح) يدفع الفرد بقوة للإبداع.
ولقد حاولت دول الخليج النفطية إدخال (تكنولوجيا) متطورة إلى بلدانها،
وأحدثت
طفرة شكلية في تحديث مدنها، لكنها مع ذلك ظلت عاجزة عن طرح مشاريع حضارية،
تنتشل المجتمع من تخلفه وتأثّره الشديد بالغرب. لهذا فإنّ المسألة ليست في
استيراد (تكنولوجيا متطورة) كما يقول المتغربون فكرياً، وترك المجتمع في
تخلفه
وجهله، وليست في حتمية التاريخ ودكتاتورية العمال ( البروليتاريا ) كما
يقول
الماركسيون والشيوعيون ، المسألة تكمن في خلق الإنسان الحضاري المتعامل مع
(تكنولوجيا العصر) بوعي وإدراك، وإذابتها في ثنايا وأعماق (المنهج العام)
المطبق ، الذي يساهم في منع استغلال الانسان لأخيه الإنسان .
وهكذا فإنّ الموضوعية تقتضي ـ قبل البدء بالتحديث ـ العمل على إعادة بناء
الإنسان العربي المسلم والمسيحي ، والانطلاق من ذاته العربية والإسلامية،
وتأريخه المشرق بحيث يكون له صلة بحاضر يستلهم (تطور العصر وتقدمه)، وصلة
أخرى
(ديناميكية) نشطة وغير جامدة بالتراث والأصالة، على شرط أن يكون استلهام
(تقدم
الحاضر وتطوره) وفق أسس صحيحة، لا تؤدي إلى الاستلاب الحضاري والفكري، بل
إذابة
(الوافد الأجنبي) في منهج ينبت في أعماقنا، ويحيا في نفوسنا.
وقد نقل الفلاسفة المسلمون سابقاً من الحضارات الأخرى، لكنهم تعاملوا مع
(العلوم الأجنبية) بصورة جعلتها تنصهر في (المنهج الإسلامي)، بحيث لم تعد
(علوماً أجنبية) بل علوماً إسلامية تتساير وتنسجم مع المبادئ التي آمن بها
المسلمون والمجتمع الإسلامي .
فهل يدرك المتغربون فكرياً والماركسيون هذه الحقائق العلمية ويتركونا ننظر
لشروط النهضة دون تأثير خارجي …
لست متأكداً من ذلك ؟




#قاسم_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة غزة مصداق آخر لترشيد عمل المعارضة العراقية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - قاسم خضير عباس - نقد الفكر الماركسي