|
فكرسيد قطب .. قوة ونتيجة واحدة ..العنف والارهاب
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 945 - 2004 / 9 / 3 - 09:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لايستطيع الا مكابر ان ينكر قوة فكر سيد قطب وقدرته علي الاقناع واسلوبه القادر ان يسلب لب اي مسلم غيور علي دينه ..ولكنه فكر له نتيجة مؤكدة لمن يتاثر به ويتبناه وهو ان يرفع السلاح في وجه كل الحكومات والمجتمعات التي وصفها سيد قطب انها مجتمعات جاهلية. فكر يحتاج للتصدي له مفكرين علي نفس القوة في المنطق والاستدلال والتأثير ولكن للأسف كل من تصدوا لسيد قطب فكريا خسروا وخسرنا معهم وكسب سيد قطب ..لقد حاول بعض فقهاء السلطان من سلفيي السعودية ان يتصدوا لفكر سيد قطب بعد ان تلقوا الاوامر من السلطان .. نفس السلطان الذي سمح لكتب سيد قطب بالأنتشار نشرا وطباعة عندما كان يعتقد ان هذه الكتب ضد الحكومات القومية والرجعية التي كانت تناصبه العداء .. ولكن فقهاء السلطة فشلوا فشلا ذريعا لضعف حجتهم وانكشاف أمرهم لانهم في الحقيقة لا يملكون حجة علية فهم يقولون نفس الكلام ولكن بطريقة ركيكة ضد كل المخالفين في الدين ولكنهم في نفس الوقت منبطحين لكل ظالم من السلاطين و أولي الامر, فلم يستطيعوا التصدي لسيد قطب وانكشفت بضاعتهم الكاسدة ولم يفعلوا الا أثبات قوة منطقه وقوة حجته. وللتأكيد علي كلامي فلنقرأ معا بعض المقتطفات القليلة من كتابه معالم في الطريق: * هناك حزبا واحدا لله لا يتعدد ، واحزابا أخرى كلها للشيطان وللطاغوت * وهناك نظاما واحدا هو النظام الإسلامي وما عداه من النظم فهو جاهلية : * هناك دارا واحدة هي دار الإسلام ، تلك التي تقوم فيها الدولة المسلمة ، فتهيمن عليها شريعة الله ، وتقام فيها حدوده ، ويتولى المسلمون فيها بعضهم بعضا ، وما عداها فهو دار حرب ، علاقة المسلم بها إما القتال ، وإما المهادنة على عهد أمان ، ولكنها ليست دار إسلام ، ولا ولاء بين أهلها وبين المسلمين * بهذه النصاعة الكاملة ، وبهذا الجزم القاطع جاء الإسلام . . جاء يرفع الإنسان ويخلصه من وشائج الأرض والطين ، ومن وشائج اللحم والدم - وهي من وشائج الأرض والطين - فلا وطن للمسلم إلا الذي تقام فيه شريعة الله ، فتقوم الروابط بينه وبين سكانه على اساس الارتباط في الله ، ولا جنسية للمسلم إلا عقيدته التي تجعله عضوا في " الأمة المسلمة " في " دار الإسلام " ، ولا قرابة للمسلم إلا تلك التي تنبثق من العقيدة في الله ، فتصل الوشيجة بينه وبين أهله في الله . . . * ليست قرابة المسلم أباه وأمه وأخاه وزوجه وعشيرته ، ما لم تنعقد الآصرة الأولى في الخالق ، فتتصل من ثم بالرحم : والفتية اصحاب الكهف يعتزلون أهلهم وقومهم وأرضهم ليخلصوا لله بدينهم ، ويفروا إلى ربهم بعقيدتهم ، حين عز عليهم أن يجدوا لها مكانا في الوطن والأهل والعشيرة . وفي هذا وحده تكون الشهادة لا في اية حرب لأي هدف غير هذا الهدف الواحد . . لله . . * وكل ارض تحارب المسلم في عقيدته ، وتصده عن دينه ، وتعطل عمل شريعته ، فهي " دار حرب " ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته . . وكل أرض تقوم فيها عقيدته وتعمل فيها شريعته ، فهي " دار إسلام " ولو لم يكن فيها أهل ولا عشيرة ولا قوم ولا تجارة * لا إسلام في أرض لا يحكمها الإسلام ولا تقوم فيها شريعته ، ولا دار إسلام إلا التي يهيمن عليها الإسلام بمنهجه وقانونه ، وليس وراء الإيمان إلا الكفر ، وليس دون الإسلام إلا الجاهلية . . وليس بعد الحق إلا الضلال . .
قوة منطق و قوة اسلوب تخاطب عقولا لشباب مسلم متمسك بدينه ومستعد ان يضحي بحياته من أجله .. شباب يري فعلا الاسلام كدين يخافه بعض الحكام ويضطهده حفاظا علي كرسية ويري عدلا مفتقدا وانبطاحا لقوي الامبريالية والصهيونية وديكتاتورية مقيته لا تهتم بالعدالة الاجتماعية للشعوب وفي نفس الوقت تحرمها حريتها وتستأثر بالسلطة و الثروة .. فماذا تتوقعون .. فكر استطاع ان يفرق بين الولد والوالد فكيف لا ينجح في التفريق بين الفرد ومجتمعه..لابد ان يقتنع هؤلاء الشباب بفكر سيد قطب ويرفعون السلاح في وجه الجميع ويعتبرون القتل حتي لو طال الضحايا من المدنيين ومنهم المسلمين هو جهاد في سبيل الله ونشر الاسلام والضحايا يستحقون ما يحدث لهم فهم جاهليون يعيشون في مجتمعات جاهلية واذا كان قد قتل بعضهم بطريق الخطأ فهم محسوبين عند الله شهداء.. وما نراه اليوم من قتل وعنف وعمليات انتحاريه هو نتاج عدم القدرة علي التصدي لفكر سيد قطب الذي انتشر كالنار في الهشيم بين شباب جماعات الجهاد الاسلامية . ومحاولات التصدي فكريا لن تجدي نفعا لان فكر سيد قطب ينطلق من اساسيات اسلامية يرتعش من يحاول ان يناقشها وينطلق من وصف شبه حقيقي لواقع مجتمعاتنا .. ولا تستطيع قوي الليبرالية ان تتصدي له لانها تخاطب جمهورا مختلفا ومن منطلقات مختلفة .. كما ينطلق فكر من يحاول ان يتصدي له من فقهاء السلطة من محاولة نفاق هذه السلطة دون القدرة علي مواجهة الفكر نفسه لانهم داخليا مقتنعون بهذا الفكر . وكمثال لما أقول دعنا نري محاولة بعض السلفيين تفنيد فكرة تكفير المجتمعات عند سيد قطب
حكم سيد قطب على المجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات مرتدة، حيث قال: " إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي " [في ظلال القرآن (3/1735)].
قلت: أليس هذا عين التكفير؟!
ألا يعد جهاد السلفيين في الجزيرة، وإقامتهم دولة إسلامية على التوحيد والكتاب والسنة مجتمعاً إسلامياً ؟!
ألا يعد مجتمع السلفيين وجهادهم بالسيف وفي ميدان الدعوة ( وأهلها يقدرون بالملايين) مجتمعاً إسلامياً ؟!
هم لايفندون فكر سيد قطب في تكفير المجتمعات التي يعتبرها جاهلية ولكنهم ينفون عن انفسهم انهم من هذه المجتمعات رغم ان الداني والقاصي يعرف حقيقة هذه المجتمعات و حقيقة فقهاء السلطة هؤلاء .
أن محاولة التصدي لفكر سيد قطب بفكر اسلامي مضاد يحاول ان يفند حجج سيد قطب الفقهية والعقائدية مصيره الفشل لان سيد قطب ينطلق من اصول اسلامية وباسلوب ساحر يصعب مواجهته.. ولكن مواجهة فكر سيد قطب لن ينجح الا بفكر ليبرالي يعلي قيمة الحرية والسلام في المجتمع مع سياسة حكومبة تراعي العدالة الاجتماعية ومشاركة كل قوي المجتمع في الحياة السياسية ومن ضمنها القوي الاسلامية بشروط المجتمع المدني وليس بشروط هذه القوي وسياسة امنية ثابتة وقوية تجرم العنف والتحريض علية وتعاقب عليهما في ظل قانون واضح يطبق علي الجميع بدون استثناء . هذه هي الطريقة الوحيدة لمواجهة فكر سيد قطب و الحد من انضمام الشباب للجماعات التي تتبني هذا الفكر والا فعلي الجميع السلام واولهم الاسلاميين انفسهم وسيقع اكبر الضرر علي الاسلام نفسه .. أن الاعمال الارهابية المقيته الذي تمارسها جماعات العنف الاسلامي سيكتل العالم كله علينا وسنتعرض ليس لهجوم عسكري فقط ولكن لهجوم ثقافي و اقتصادي يزيد من تبعيتنا للغرب ويجفف ينابيع الدين الاسلامي ,, وما هجمة وسائل الاعلام التي تبث العري وتنظر للعهر الا بداية هذه الحرب .. ولكن اتباع ومريدي سيد قطب لا يفقهون هذه الحقيقة وعاطفتهم الدينية تعميهم عن رؤية الحقيقة والواقع ولهذا انا لا اتوجه بمقالي هذا أليهم ولكني اتوجه به للقوي الليبرالية التي تؤمن بالمجتمع المدني والديمقراطية .. ان الوحيد الذي نجح في مجابهة فكر سيد قطب هو جمال عبد الناصر ليس فقط بأعدامه ولكن بأعلاء قيمة العدالة الاجتماعية في المجتمع وبالوقوف ضد الهيمنة الامريكية و الصهيونية .. أعدم عبد الناصر سيد قطب ولكن الملايين بكت عبد الناصر ولم تتذكر سيد قطب الا بعد سنوات من وفاة الاثنين عندما سيطرت الرأسمالية وتفشي الفساد وانتشرت البطالة بين الشباب .. فهل نعي تجربة عبد الناصر ونضيف اليها الحرية والديمقراطية ,, أتمني ذلك فنحن علي حافة الهاوية .
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الي المرشد العام للأخوان المسلمين ..التنديد لا يكفي
-
دعوة للتأمل .. لماذا لا نقاوم بوضع السلاح ؟
-
فلسطين و العروبة
-
هل دماء العراقيين رخيصة ؟
-
المتحدثون الرسميون باسم الله ..عمائم ومصائب
-
تخاريف.. النجف والفلوجة نماذج رائدة فلما لانعممها
-
أزمة العقل العربي
-
لماذا لا يرفع العرب وايران أيديهم عن العراق
-
لماذا نصر علي تحميل الله مساوئنا؟
-
لا عزاء للفقراء
-
ثقافة القطيع وراعي الغنم
-
من غير الاصلاح الدستوري سنظل في انتظار أوامر السيد الرئيس
-
هل صدام حسين هو الرئيس الفخري لحزب العمل المصري .. ردا علي أ
...
-
ساكني القبور
-
الأعجاز الحقيقي للقرآن
-
الاسلام هو الحل.. عن أي اسلام يتحدثون؟
-
العقد شريعة المتعاقدين
-
أشكالية النص و تفسيره
-
سادة العالم هم خدم شعوبهم .. وحثالة العالم هم سادة شعوبهم
-
ايتها المرأة العربية لا أمل لك في ظل المفهوم الافيوني للدين
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|