جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 18:51
المحور:
المجتمع المدني
لكل شئ اسم و لكن الاسماء ليست لها علاقة بالمسمى دائما. في الواقع احيانا تضلل الاسماء اكثر من ان ترشد. تختار الاحزاب السياسية و الدينية و الشركات التجارية اسماء رنانة لنفسها بهدف تضليل الناخبين و المنتمين والمشترين. تستطيع ان تسمي منظمة او حركة سياسية او كفاح جماعة مسلحة بالفدائيين او بالثوار او بالمتمرديين او بالخونة كما تشاء لان الاسماء لا تكلفك شئ. هناك مثل الماني يقول: الورقة صبورة اي انك تستطيع ان تكتب ما تشاء في الدستور او في برنامج حزبك. تستطيع اليوم ايضا ان تلعب على الكلمات لاجل عدم الالتزام باقوالك وتعهداتك.
التمويه و الاخفاء و التستر و التضليل وسيلة عند الحيوانات للتخلص من الخطر او للهجوم على فريسة لاجل البقاء على الحياة و لكن الم تتحول نصوص الجرائد و المجلات و الكتب و المواقع الى وسيلة لترويج و بيع حزب او فكرة سياسية كبيع السلع التجارية؟ الم تتحول وسائل الاعلام من الاذاعة و التلفزيون و الانترنيت الى وسائل مرئية و صوتية تضليلية لبيع سلعة سياسية؟ لا تستطيع اليوم ان تثق بصورة سواء كانت صامتة او متحركة لانها لربما قد تعرضت الى التلاعب و المكياج بفضل وجود برامج مجانية على الانترنيت. لقد دخل التلاعب الى جميع نواحي الحياة بضمنها المواد الغذائية.
لقد جاء زمن الافعال و الحكم على الاقوال و البرامج السياسية في ممارسات مدعيها لان الاسماء الرنانة فرغت من محتوياتها و اصبحت البرامج حبرا على ورق لا احد يصدق اعلاناتها. يقول توني بلير رئيس الحكومة البريطانية السابق الذي يملك خبرة ميدانية في الغش و التضليل في كتابه الجديد سفرة Journey بان على الاحزاب اليوم التركيز على شخصية سياسييها و بعض القضايا الانية المهمة لان الاحزاب اصبحت متشابه في اسمائها و برامجها و اعلاناتها و غشها. ما ذا تعتقد في اي شئ تختلف الاحزاب عن بعضها؟ كيف يستطيع الناخب ان يثق بمايقال و هو يكتشف الخدعة و الغش بعد الانتخابات؟ ماهي قيمة الانتخابات الديموقراطية اذا كانت زائفة في اساسها؟
و لكن الانسان في عصر السرعة و العولمة له ذاكرة قصيرة واصبح صم بكم عمي يمكن غشه و تضليله بسهولة. و السؤال هو هل الانسان بهذه السذاجة فعلا؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟