|
جاك دَريدا و سيادة المفهوم على -المفهوم-
صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 19:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" على أعمال المقاومة التي تخصنا أن تكون فكرية وسياسية في آن " يظهر دريدا ذات مرة في شارع من شوارع باريس وتحديدا في أبريل 1979، مستميتا في الدفاع عن الفلسفة. إنه يقاوم. ونأمل نحن في أن نتمكن من أن نحيّيه كضيف ونطمح لاستضافته على وجه الزيارة ومن جهة العائدين- القادمين. ننوي أن نتحدث على وجه حق وفي باب الضيافة، إذ نحن لا نستطيع من هذا المقام إلا القدوم إليه. نودّ أن نعرفه كوجه حق يَنظم لنا مقاوماته وإن بدت على إنتثار. يعلّمنا جاك دريدا منذ كتاباته الأولى أن نفكر ونحن نفكك دون التملص من التناقض الذاتي الذي يخص الغراماتولوجيا، والذي نفهم بموجبه أن " المفهوم- الأثر ليس مفهوما على غرار " اسم الأختل الذي ليس اسما". تتجاذب سلطة الرعب وما تنتجه على سلّم رعب يخصها، مفاهيم عديدة وعلى أنحاء متعددة. فينزع كل ما يسمى إرهابا وكل ما يسمى إرهابا مضادا وبأقصى جهد للسيادة المطلقة. إنها العودة للذات، إنه اللقاء-الصدام. لم يعد الإرهاب، وهو في كل مكان ولا في مكان، متعلقا بـ" الحروب الثورية" ولا بـ" حروب التحرير" ولا بـ" حروب الأنصار" داخل فرضية الدولة، فلم يعد له من معنى. إلا أن تعويض المعنى بالأثر فسح المجال لـ" مفهوم- أثر" وعليه فإن "إرهاب" 11 سبتمبر، رغم تركه لأثر، لا يُؤفهِم شيئا ولا يسمي شيئا بحيث لا يمكن أن يسود كمفهوم. إنه يسجَّل في موقع ولا يجوز على مكان. إنه يلاحظ مسجلا، ولا يدرك كشيء. فهو سُجّل ليروج فلا هو حاضر ولا هو غائب، وهو عائم مثله مثل نمط ترويجه. ولا هو بالقوة ولا هو بالفعل، بل هو أثر هجين مثله مثل نمط إنتاجه. إننا في أحوج ما يكون لتحليليّة الإرهاب وهي، بالمقام الأول، تحليلية المفهوم من جهة كونه تصادم مع اللغة التي تنتج " مفاهيما"، ولذلك فهي تفكيكيّة نعمل على تبيان معانيها وتحققاتها. نحاول إذا في هذا المقال أن نساءل ثلاث لحظات غير منفصلة: لحظة الحق في التفلسف ولحظة الحق في المقاومة، ولحظة الحق في الحق. نسعى، إنطلاقا من دريدا الى إستيضاح واستضياء بعض عناصر ومواد فكر مقاومة لنخلص إستبصارا بكتابة دريدا، عبر أصواتها ومسّاتها، الى تفكيك عملية التفلسف كعملية مقاومة يفكك فيها الحق، ويتولد فيها المفهوم ويكون سيدا على " المفهوم" " ضد" الكاووس المفهومي[1] الراهن. I- عن الحق في التفلسف 1- " إضراب الفلاسفة "[2] نعلم ان دريدا هو من القلائل الذين كتبوا، بالشكل الذي كتب عليه عن أو " حول الحق في الفلسفة من وجهة نظر كوسمو سياسية [3] و " إضراب الفلاسفة" هو إضراب العقول لا سكون فيه بل هو تململ وتقلب، تفكك وتركب، تموج وغليان كحبات الرمال عل الشاطئ كما يدل على ذلك المعنى الأصلي للإضراب، لإضراب العمال في ساحة من ساحاتهم في فرنسا القرن الخامس عشر. هذا هو المفهوم " إضراب الفلاسفة" هو عنوان أحد الكتب التي تشهد بإسهام دريدا، وهو أحد الحالات الأرقى التي يستبين فيها فعل المقاومة. وهل ثمة ما هو أرقى وأجل من الحق في العقل. بناء على ذلك، ارتأينا أن نورد على الأقل، بعض أوجه دفاعه عن الفلسفة وعن مفاهيمها، عن سيادتها وعن الحق في التفلسف من أجل مقاومة نظيفة وعادلة. إنه لا يتردد في القول بان " ليس ثمة بربرية غير فلسفية" [4] وبان الفلاسفة لا يقاتلون أبدا ضد بربرية غير " فلسفية"[5]. فكل الصراعات المبنية على فلسفات تتصارع هي بربريات إيجابية، نظيفة وعادلة. إنها من وجهة نظره "مواجهات بين فلسفات" (الصفحة نفسها) إذ " قد لا يبدوا الصراع عادلا بالنسبة للفيلسوف إذا لم يكن طرفاه فلسفتان، وهو صراع قُوى تمثلها فلسفات (الصفحة نفسها). صراع لا دفاعي ولا هجومي وإنما لوجيستيكا بناء، لا تكتيكي ولا إستراتيجي، وإنما هو لوجيستيكا حجج ودوافع. ومن هنا نركز جهدنا على بناء فكر مقاومة تنشغل بقوة العقل، بطاقة المفهوم وبخطوط النقد الدائم. على هذا النحو وجب علينا وجوبا حقوقيا واطيكيّا أن نقف ضد " إخضاع الفلسفي" (الصفحة نفسها). كما " لا يجب علينا، وبأي ثمن، أن نتخلى عن مهمة النقد" (الصفحة نفسها). لأن التخلي عن النقد هو الأزمة التي لا يمكن معها ولادة الجديد من القديم وإبداع الراهن من غير الراهن. فالأزمة تحل بالفكر وبالمقاومة. ثمة منع وقمع يقول دريدا، وثمة من قبله ومن بعده مأزق مقاومة، تفاهة إرهاب و " بؤس فلسفة"، أو على الأقل، بؤس استعمال الفلسفة، لأن التبادل يبدوا مستحيلا فينقلب إمكان استغلال وهيمنة على المفاهيم لإفقادها مناعتها لا أكثر. علينا، يواصل الفيلسوف وهو يتلو رسالة الفلسفة، أن " نحتج على سجن الفلسفة" (الصفحة نفسها). ونزع حريتها لأن شرط وجودها، بالنهاية، هو أن "تظل حرة في كل لحظة" (الصفحة نفسها). وبأن لا تنصاع إلا للحقيقة، لقوة التساؤل والتفكير. إنه بصدد تذكيرنا ودعوتنا المجددة لدرس الانوار ومفاده أنه " لا يتسنى لنا أن نتعلم الفلسفة" وليس بوسعنا إلا " تعلم التفلسف" وعليه، فإن تدخل الفيلسوف هنا هو إصرار على ممارسة التفلسف إلى حد أن يصبح الفيلسوف " منشقا" و " مارقا " وهذا الفعل، بلا مراء، لا يخلو أبدا من مقاومة تُطاول وتمقت السرعة المطلقة كما البطء المطلق والتسييج والمراقبة. 2- مرابطة الفيلسوف إنهم يحيطون مقاومتهم بالعقل ويحيطون عقولهم بالمقاومة، وما يحيطون بشيء إلاّ عقلا. إنهم يحيطون العقل بالعقل، فالفلاسفة مقاومون، ومعاني المقاومة في هذا المستوى هي ذات عناصر ومواد ومكونات فنية تؤكدها حميمية فعليْ المقاومة والإبداع. لقد علّق دريدا على أعمال صديقه الفنان الفوتوغرافي فريديريك برنار، وهذا التعليق يمكّننا من أن نرى الفلاسفة وهم يعملون بحيث لا يفصل بين الفنان والفيلسوف شيء. فهم لا يترصدون ولا يتوقون وإنما يصمّمون ويعتصمون. يصمتون بوضوح فيحيطوننا بصمت لاغية فيه كل أشكال التطفل، وذلك ما يدفعنا إلى إشهاد أهم فكرتين في نص دريدا هذا، أي ترحل الصمت والحرص- الصحو. يقع ذلك عندما يحدثنا الفيلسوف عن رجل وإمرأة يصحوان، يقاومان السبات يسهران. إن مقاوم السبات وهي قنديل السهر أو سراج الليل كلهم " يتوقّظون الليل على الليل طوال الليل"[6] . وهم يقاومون الليل في رمزية ظلامه وسباته. إن الفلاسفة والفنانين، من وجهة النظر هذه، يعتملون الليل، بل يعملون الأنوار، يحرصون على العقل، يتمنعون أو لنقل يصمدون. الرجل والمرأة يقاومان بصمت وكأنهما يحرصان، كذلك، على الصمت، وكذلك على زمن صمت. إن إبداع زمن- صمت، هنا، هو مقاومة للخاوي، للاّغي، للرخو وللغو. إنهم يصيّرون (من صيرورة)، يتمحّصون، يمانعون، وأهم من ذلك كله يمنعون العقل بمعنى المناعة، يحصّنون وبمعنى الإنقاذ ينقذون صُوَره. وما دام الفوتوغرافي يحرص على الولوج لفكرة المنفى فهم يدلجون، يولدون على أرض لا يجب أن يولد عليها أحدهم ورغما عن المنفى يولدون فيها ويرابطون. 3- تآزر الفلاسفة يترحّل الفلاسفة بين العائدين والقادمين، بين الأشباح والبرابرة: هذه هي الكلمات ذات الحضور الساطع في " أشباح ماركس" [7] . وإن الزمن الذي يخرج من دريدا هو أحد الأزمنة التي تخرج عن أصحابها، والمسألة تهمّ الأسماء الممنوعة من التوقف في الحياة وعندها، والمسموح لها، مقابل ذلك، بأن تتوقف لتوّها عن الحياة. الفيلسوف يكلّمنا عن المعادلين. والمعادلون هم العادلون وهم ذووا القيمة غير الموهوبة وغير القابلة للسحب والنزع، نعني المقاومين. إن نص دريدا هذا، هو تحية وهدية يرجو أن نسمح له بها موجّهة إلى المقاوم كريس هاني: يحاضره ويستضيفه للناس. إنه لا يسمح لنا بأن " نتحدث عن اغتيال إنسان كما لو كنا نتحدث عن صورة حتى وإن كانت صورة نموذجية " (الصفحة نفسها). إنه لا يسمح لنا بأن نتحدث عن كريس هاني على نحو " خطابة راية" أو " خطابة شهيد " (الصفحة نفسها). لأن " حياة إنسان متفرد كما موته تكون دائما أكثر من براديغم وشيء آخر غير رمز، وهذا ما يجب أن يسميه اسم عَلم [8]. يستسمحنا الفيلسوف لأنه لم يُسمح للمناضل ضد الفصل العنصري بأن يعيش، فلقد بدا خطيرا بحيث لا يمكن التسامح معه. عندما يتقدم أحدهم للحياة، يقول دريدا، يتعلم الحياة، ليتعلم في النهاية (الصفحة نفسها). يكون في الآن نفسه غير قادر على تعلمها، لأننا لا نتعلمها ولربما نتحيّاها ولا نتحينها. إنها حميمية فعل أن نحيا. أن نتفلسف، وأن نقاوم. على أهبة الحياة، نتأهب للتعلم بأنفسنا ولوحدنا (الصفحة نفسها). ومن هنا يمكن للتعاضد أن يكون تعاضدا فنهنئ المناضل تآزرا حتى بموته، لأنه " يتعلم من الحياة غير الحياة (الصفحة نفسها).، فقط لأنه من الآخَر ومن خلال الموت (نفس الصفحة): الآخر على طرف الحياة في منتهى الحياة وعلى حدودها الداخلية والخارجية، بين حياة وموت (الصفحة نفسها). ثمة حكمة للمقاومة: تعلم الحياة لوحدك، فعل مستحيل وضروري لأن تعلم الحياة لا معنى له ولا يمكن أن يكون عادلا إلا بمعرفة الذات بالموت إلا بالتحاور مع الموت. وهذا هو معنى أن يتحدث الإنسان كعادل وكمعادل. II- عن الحق في المقاومة 1- أمركة المفاهيم يضم الفيلسوف في الكتاب الذي صدر عن دار غاليلي والمعنون " مفهوم 11 سبتمبر "[9]، وهو عبارة عن لقاءين جمعا دريدا وهابرماز بجيوفانا بورادوري، لفظ مفهوم بين ظرفين. واول ما نلاحظه هو التغيير الذي طرأ على عنوان الكتاب لما نشر باللغة الفرنسية بعد أن صدر في الولايات المتحدة الامريكية بعنوان " الفلسفة في زمن الرعب" (Philosophy in a time of terror) . يبدو أن العنونة الأولى تحمل وسمة هابرماس، واما الثانية فهي بصمة دريدا (غير دقيق) ولربما كانا متفقين بشكل ما ومعهما جيوفانا على وجوب اللجوء الى الأفهمة، لأن 11 سمتمبر معوز وهو أبعد ما يكون أن يكون مفهوما لأنه ملتبس وقبـل-نقدي. وهذا بالتحديد ما يفكر به دريدا في علاقة بعبارة إرهاب دولي الذي يعني أي شيء الا مفهوما صارما، كافيا وشافيا (الصفحة نفسها). إنه إن جاز التعبير رقم يبتكر له واضعه ويتبناه مُرضعه. إنه بالفعل ودون أدنى شك اصطناع إجرامي مُصنع ومنظم من كل الجوانب وبكل المقاييس. ونحن نظن أنه بهذا الوضع الجديد للكلمة، أي وجودها بين ظرفين، الذي يمكن أن يحد منها أو يرجعها إلى وضعها الذي يجب أن يكون لها منذ البداية، إنما يقاوم الهيمنة على المفاهيم من ناحية، وإعتبار ما يحدث مفاهيم لحساب الأقوى وفي إطار التلاعب السياسي من ناحية ثانية. ليس بوسعنا في هذا المقام، أن نقوم بجرد لكل المفاهيم الخاصة بالإقتصاديين والفلاسفة والفنانين والعلماء وغيرهم، والتي تم التلاعب بها، بالمناسبة، لتهجينها والإجرام باسمها. سنكتفي ببعض ما صرح به دريدا وما فهمناه منه قدر فهمنا ومستطاعنا. نفهم أن للفلسفة وللمفاهيم سياستهما وساستهما وما ينجر عن ذلك من بعد سياسي ولا سياسي وسياسي مضاد وما يلحق بذلك من لا مفهوم وفوق ومفهوم مضاد. ولو استطاع دريدا لغير الكلمة من الداخل ولوجهها توجيها غراماتولوجيا ونطقيا مخالفا ضد الكتابة الخرساء والصوت المزعوم مثلما فعل مع كلمة اختلاف أو فرق وردها إلى اخ(ت)لاف أو تفرّق، . ثمة شد ما أو فك شد ما. إن ما يقع يظل دون المفهوم من حيث المتى والأين (الصفحة نفسها). والوضع، " كحدس دون مفهوم" (الصفحة نفسها). وبذلك يكون أعمى وأجوف إذا استعمل كمفهوم. إننا لا نعرف عما نتحدث (الصفحة نفسها). ومرد ذلك من جهة، التخلص من الشيء والتنصل من التفكير في " الشيء" وإنكار لعجزنا على التسمية بأسلوب ملائم، من جهة أخرى. على الفيلسوف أن يفرق بين نظام الحقيقة ونظام المعرفة التي تتقدم كمجموعة معلومات. فالحسم الحقيقي كجينيالوجيا حدث لا يكون للمفكر إلا إذا تمكن من إثبات أن هذا هو الحدث يستوجب الماثل أمامنا في مفهوم يحدد وجوده ومنطق وجوده أي أنطولوجيته. وقبل كل ذلك، لا بد من أن نشير الى أنه لا يحدث شيء انطباعا لينتهي انطباعا، لأن الانطباع الذي خصّ 11 سبتمبر عفوي ومراقب ومشحون بالمعلومات. (الصفحة نفسها). لا شيء يحدث في الفكر وللفكر دون معنى، أي دون فكرة ودون لغة. لا يخفي دريدا هيمنة الأنغليزية ولا يخفي الرضوخ والمنع نتيجة 9/11 وهو 11/9 الأمريكي في نيويورك كما في ألمانيا والصين، فأن يتكلم يعني أن لا يخضع لهذه المشيئة إحتراسا من ظواهر اللغة ومن ظواهر التاريخ وما تترجمه وما تخونه (الصفحة نفسها). نعيش منذ 11 سبتمبر (دون تعريف) ودون حصر، أمركة مفاهيم، أرهبة مقاومات وأمرقة للحق في التفلسف. نحاول البرهنة والتبيين ونزع التوحش عن الفكر بفكه من لسان الوحش غير الناطق أصلا ولو كان ناطقا رسميا، ولكن ليس قبل التوضيح، فنحن ننتصر هنا لمنطق الفلسفة ولنحوها استفادة من الدرس الفيدغنشتايني تصارعا ومغالبة للغة إستفادة من كايْوا حتى لا يظل التفكير موحشا ووحشيا مثلما بين ذلك ليفي- شتروس في أحد دروس اليونسكو. تستحيل من وجهة نظر دريدا معرفة ما نتكلم عنه دون لغة ودون " اصطدام" اللغة بالمفهوم اصطدام الإغريقيين بالعدد الأصم. ليس تاريخ اللغة أمريكيا. ولا تاريخ المفهوم أمريكيا ولا التاريخ ذاته أمريكيا ودريدا في هذا السياق لا يفك عن الانتباه وكأنه يقدم درسا في تاريخ الفلسفة من هيوم وكانط الى نيتشة وفرويد وهوسرل وهيدغر مرورا بهيغل وماركس. ونحن نحاول أن نفهم ضرورة هذه التجربة المضادة لأنواع سبات شتى ولأنواع استباق مزعومة. يقف الفيلسوف إذا ضد استثمار المفاهيم استثمارا خاصا ودون أصل من وجهة الحق في التفلسف، وضد تتفيه المقاومة وحصرها من جهة الحق في المقاومة. أليس 11 سبتمبر إيقاعا في التردد؟ أليس نزعا للتشدد وإيقاعا في الهبوط وتحويلا للرمزي إلى غير رمزي؟ علينا لو أردنا أن نفكر، أن ننسى تلك الرغبة- الحدث التي أغوتنا أول مرة لأنها تراجع وانحطاط. علينا إذا التفكير في " تفسيرات أخرى"، في تفسيرات دالة ونوعية (الصفحة نفسها). ولا يكون ذلك إلا بنظام تأويل راهن، بأكسيوماتية أخرى وبمنطق ولغة مخالفين. 2- أرهبة المفاهيم إن أرهبة المفاهيم هي بالضرورة من أرهبة الفلسفات المقاومة، وهي أرهبة للفلاسفة وهذا ما حصل لناغري وجان بودريار عندما كتب " ذهنية الإرهاب" وهو ما حصل لإدوار سعيد المنعوت ببروفيسور الارهاب وما يحصل لجاك دريدا. ونحن نتساءل كيف نفهم دون المفهوم ودون الفيلسوف؟ إذا كيف يمكن " للإرهاب" أن يكون مفهوما؟ كيف يفهمه الناس، كيف يتصورونه، كيف يدركونه، وكيف يتلقونه وهو يصير مفهوما (compréhensible) لديهم مؤفهما (conceptualisé) ومتصورا (conçu) كيف يسود؟ وهل يحصل ذلك بمقتضى سيادة أم أنه يحصل بنهاية سيادة؟ وكيف يسوس كمفهوم؟ بمقتضى سياسة أم بنهاية سياسة؟ هذه الأسئلة تطرح كذلك بصعود المقاومة، إلا أن شروط التساؤل ورهاناته لا تتغافل عن حقيقة أن الإرهاب لا ينحدر من أية تجربة عقل، وعادة ما يعود للاصول القب- فكرية والقب- عقلية بينما تعيش المقاومة داخل حيوية عقل وصيرورة عقل.تعيش وأمامها العقل، وأمامها الذي سيأتي إليها والذي ستكونه وهي تتعلق بمصير العقل ومستقبله. الإرهاب هو هوى كالخوف والرعب والانتظار، وهو غير عقلي، وبالتالي كما يلاحظ هوبس بوضوح ألتوسير ويجرب دريدا على العقل، وهو وقائي لا عقلي، استباقي لا صيروري ولا تاريخي، وبعبارة واحدة، لا مستقبل له. إننا لا نفكر في الإرهاب عندما نتحدث عن الإرهاب، بل نفكر في المقاومة ونحن نقاوم، مثلما لا نفكر في المرض عندما نتحدث عنه ولا يهمنا تأمل الموت عندما نتأمله، وإنما يعنينا الحق في الحياة وهو درس الإيطيكا يعلمنا إياه سبينوزا عن " الإنسان الحر". يوضح صاحب مقالة " قوة القانون" المنشورة سنة 1994 عن دار غاليلي، بأن هدفه من كتاب " المارقون" [10] وهو مكون من محاضرتين ألقيتا بين شهري جويلية وأوت 2002، هو التساؤل عما إذا كان عقل الأقوى هو الأصوب على الدوام. نطرح السؤال على هذا الشكل، لان سبيل دريدا في هذا الكتاب هو " محاولتان حول العقل" ودرجة التساؤل الأولى هي حول ما إذا كان برهان الأقوى وحجته هما الأصلب والأفضل. إن الصيغة الأولى للتساؤل، على ما فهمنا، ذات نمط سببي يدعي أن العقل حاصل و الفلسفة تحصيل تحصيل ما دامت ترتهن إلى القوة التي تنتجها وتدعم زحفها على العقول الأقل عقلا. وأما الصيغة الثانية فنمط التساؤل الذي يخصها هو صيروري يكون العقل والفلسفة فيه في طور البناء والتحرر من القوة. في المرة الأولى يتعلق الأمر بمسألة الحق وعلاقته بالقوة. ومدار هذين التساؤلين هو الإشكال الرئيسي: هل ثمة أفضلية لأحدهما على الآخر؟ هل ثمة سيطرة؟ هل ثمة تفوق ؟ وما هو إتجاهها؟ إن توضيح بعض خصوصيات نمطي التساؤل، أي نمطي التفكير ومدارهما لا يمكن أن يكون مفيدا ما لم نطرح مشكلة السيادة التي هي جذر التساؤل الرئيسي. إن المسألة دقيقة ودقتها تعود على الأرجح، للمفاهيم المستعملة والتي يمكن أن نستعملهما للفهم والأفهمة. أن نؤفهم وأن نفهم، عمليتان متلازمتان ومختلفتان، وما يدفعنا للتفكير مع دريدا هو أهمية هذه الشبكة، هذا الريزوم الإشكالي وفي الذهن التفريق الخاص بدولوز- غاطاري بين التشجر والجذمرة. إن مسألة السببية والصيرورة تحكمان أيضا، في حدود فهمنا، مسألة علاقة المفهوم باللغة نظرا لوجود النسبة والمرجعية والأصل. وبالمقابل رغبة العقل الجامحة في " الاختراق" وفكر " الخارج"، حيث يحضر كذلك باطاي وبلونشو. لعل علاقة المفهوم باللغة هي كعلاقة الحق بالقانون فيمثل الحق بالنسبة للغة، مع أن المسار تجاوزي والمعاودة ممكنة كمعاودة داخل الاختلاف وكاختلاف داخل المعاودة. يجب أن نشير، في هذا المستوى، إلى أن الحق والقانون ينحدران من الجذع نفسه وتاريخهما هو تاريخ اشتراك. كما أنه ثمة مجال لانتشال الجذور أو الفكاك منها، وبالتالي ثمة مجال للفكاك من المعاودة داخل الاختلاف ومن الاختلاف داخل المعاودة للخروج منهما. عندما نحاول على سبيل المثال أن نفهم المقاومة، نفترض داخل ضرورات عدة ترجيح أولوية الحق على القانون، وعلى عكس ذلك نرجّح أولوية القانون على الحق عندما نحاول فهم " الإرهاب" أو " الإرهاب الدولي"، فالحق بيّن والقانون ليس بيّنا ولكل منهما القوة والحجة التي تسانده. علينا ألا نتغاضى عن مسألة السيادة والعدالة ودقة العلاقة حق/ قانون وتاريخها. يعسر إذا الحكم على الممارسات من زوايا غير حقوقية وغير قانونية، لكن الفيلسوف الذي هو رجل قانون إلى حدود كالسان وشميت على ما نعلم وبعدهما يظل في المكان الأنسب، أي الأعدل إذا حافظ طبعا على موضعه. ومن هذا المنظور يصعب بل يصبح من التهاون والاستخفاف عدم التساؤل متى ثمة دولة؟ متى ثمة قانون؟ ومتى ثمة حقوق؟ يدفعنا ذلك، لضرورات منطقية تهمّ العقل، تاريخه، مستقبله وصيرورته، إلى التفكير في مقولات أخرى دون أن ننفك عن التفكير في " ما الذي نسميه توجها في الفكر" (سؤال كانط) " ما هو الشيء"؟ وما الذي ندعوه فكرا؟ (هيدغر)، وخاصة متى نكون في الصواب؟ ومتى نكون في الخطأ؟ بمنطق (كنغيلام). وهنا، لابد من الاعتراف بدوام هيمنة سؤال التفلسف من جهة الحق في العقل والحق في التفلسف. إن النمط والكيفية الحقوقية للتساؤل هي بحسب رأينا الأهم في مثل هذه المواضيع، غير أنها لا تخلو من تعقيد وتناقضات داخلية لأننا حيال عقلانية نظرية وعقلانيات عملية. وعليه، يحق لنا أن نفكر على قاعدة الحقوق والقوانين التي وضعها الفلاسفة أنفسهم في إطار " صراع فلسفات "، وهي تشتغل على مستوى عالمي يهم الإنسانية جمعاء. يعني ذلك، إذن، أن نفكر باللغة وبالمفاهيم وبمعنى أدق، في اللغة و المفاهيم داخل إنهاك حقيقي من السيد على اللغة والمفهوم والقانون والحق وذلك دون استسلام للمفاهيم المزعومة. ونحن لا نفكر، حصرا في الفيلسوف وصاحب السلطة، بل في الناس الذين نحن بينهم. لا نظن بأننا نجانب الصواب إذا أكدنا بان تاريخ البشرية هو إلى حد الآن تاريخ قوة و لا قوة إلا في حوزة صاحب السلطة و ليست إلي جانب صاحب العقل. كما لا يفوتنا أن نشير إلى أن علاقة العقل بالقوة هي على الغموض نفسه والالتباس مقارنة بعلاقة الحق بالقانون، فأحيانا يكون العقل قوة و عنفا، ولقد فكّر فيبر وفوكو وهبرماز وجانيكو وغيرهم ملياّ في الشرعي والمشروع والقانوني كما فكّر آخرون في العنف و الاّعنف ونذكر غرامشي و لوكاكش وبنيامين و فايل وغاندي و أرنت. علاوة على ذلك يصعب أن نحسم القول في الذات وفي الفرد و في الشخصية و في المواطن الذي نقول عنه ذا أو ذات حق أو صاحب حق أو له حق لصعوبة تحديد موضوع وموضع الحق و القانون. وهل أن الإنسان، إنسان- الحق سيد على حقه أم لا؟ إن التفكير الراهن في مسألتي الديموقراطية و العولمة 11 لا يخرج عن هذا السياق المحيّر في غالب الأحيان و خاصة في مسالة أولويّة الحقوق احدها على الآخر (حقوق الانسان السياسية والمدنية، الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية...إلخ. وهل ثمة شرعية لهيمنة احدها على الآخر؟). يصرّح دريدا على مستوي الصفحة الحادية عشرة من كتابه "المارقون" بان مفاهيم العقل العلمي و النظري، الإيطيكي، الحقوقي والتقني أيضا، مفاهيم الديموقراطية و العالم وخاصة الحدثان (قدوم وإتيان ما يقدم ومن يقدم) تنتمي هنا إلى الشبكة الإرسالية نفسها. وهي مسألة خيوط وخطوط، دورا بدور، ارتباك، صخب، تبعثر...إلخ. وتلك حال اللغة والمفاهيم. وأحد أهم خيوط الحل والربط هي المشكلة القديمة- الجديدة الملغزة : وهي السيادة. إن المفاهيم تتغير وتصبح أكثر أو اقل شرعية و تصبح حالتها خطيرة بمعني نقدي كلينيكي ووضعها صعب بمعني حقوقي، عندما توضع وجها لوجه أمام السيادة، أمام سيادة المفهوم، وتحديدا أمام سيادة مفهوم السيادة. وهذا ما تصبح عليه حجج ودوافع "السياسة" و "الحرب" و "الإرهاب" عندما يفقد طيف السيادة مصداقيته" 12 ، وبخاصة على إيقاع واقعة مثل 11سبتمبر. نسمح لأنفسنا بمقتضي ما يسمح به تفكير دريدا، بان نتكلم عن خطابة مسلّحة و اصطلاحات مسلّحة على أن فقدان السيادة يعني إطلاق العنان للأخطاء و الأوهام و التمويهات، إطلاق العنان للّغة و عمليات الأفهمة و ما ينجرّ عنها من انتهاكات. ثمة ، بلا ادني شك، أمركة مفاهيم، ثمة مفاهيم دون وضع، دون شرط ودون ضرورة، دون حالة، دون نسبة و دون جنس و نوع تعيش في الظرف الراهن للبشرية. فهي "بلا ظرف" أو بلا وضع وان تعبيرا بهذا الشكل لا يبتعد عن معنى ال"بلا شرط" الذي يتحدث عنه في "الجامعة العديمة". 13 الإرهاب و المقاومة هما، على وجه الدقة، بلا شرط و بلا وضع أو أنهما عديما الظرف، فما الذي يُحدث مقاومة و ما الذي يُحدث إرهابا؟ وكأن الشرط الذي ليس لهما هو "الحق الأقوي"، "للسيطرة" و "للتفوق" 14 ، فالدعوة أو النداء من اجل التفكير الذي يقدم (à-venir) هو بمثابة الأمل 15نظرا لوجود مفاهيم مارقة، متخارجة، غير متماثلة و متمردة، لا يمكن "ردها للسلطة و للاقتصاد و للخلاص". وحده المفهوم يحرّر الأتي. -3أمرقة الفيلسوف هنالك حرية خاصّة بالمفهوم تتحرك داخله فتجعله في صيرورة منذ ولادته. إنها لََعبيّة العقل الخاصة به وبالحقيقة كلعب. الحقيقة كلعب لا الكذب كلعب. ف"مفاهيم" الساعة تخضع للتلاعب من خارج فلا تحرّكها ديناميكيّة خاصّة تتحرّك داخلها، إنما تتسيّب وتنزع إلى الأقصى، إلى الأطراف، إلى الأصل لأجل هذا السبب أو لأجل ذاك ومن أجل هذا السبب أو من أجل ذاك. وحده المفهوم الذي يأتي يمكّننا من الفهم و لأجله نحرص على سيادة المفهوم على "المفهوم". نستطيع أن نفرق بين ما يَحدُث وما يُحدَث ف"11. 9 مثلا لا يخلو من تشابه. قد يكون مرادا له أو مرادا به مع المناسبات الرسمية، التواقيت الدولية، الأيام العالمية، تواريخ الميلاد و الموت، الأناشيد الطقوسية و الترديد السحري 16 و الابتهال الصحفي الذي لا يعلم عما يتكلم على حد رأي داريدا. ما يلفت الانتباه حقا هو أن وجوه الشبه العديدة تدنو من أن تكف عن أن تكون تشابهات لتصبح تطابقات. وفي الغياب الجبري للمفهوم، في حال محاصرته وحصره يتغذى و يتعيّش الشبه و المشبوه الذي يُفسد اللغة ويجعل ممارستها مثيرة للقرف. يُخيّم على هذا المشهد المُدقرط "التلطيخ"، "التبقيع"، "البرقشة و التنقيط" 17 كبدلة وحدات الجيش الخاص وعارضات أزياء الموضة، والديموقراطية عندما يتكلم عنها افلاطون. ان الطابع المتغير و غير الثابت، المعقّد والغامض و المبهم الذي يصيب اللغة و المفاهيم يحلُو للاطفال و للنساء بالنسبة لكاتب "المأدبة". إننا حيال سوق، معرض أو متجر. يقال شيء ما عبر مفهوم الديموقراطية غير انه وكأن لا شيء يقال، ورغم غطاء اللفظ يظن داريدا بأنه ثمّة ماهية بلا ماهية، وجوهر بلا جوهر: مفهوم دون مفهوم. 18 إن المفهوم يزعج كونيا وبلا مفهوم. وعلينا ان نفكّر في الحياة و في قوّة الحياة بشكل مخالف (الصفحة نفسها). فالفعل المحض يُحدّد منذ أرسطو كحياة. إن المفهوم المُعوز والمزعج في آن واحد هو أبعد ما يكون عن أن يكون مُؤسِّساً أو ناظماً، وإذا علينا أن نُفضّيَ، أن نستلزم مسافة، أن نُخَلّيَ الأثر ونَبعده، ف"المواطن أمريكي" والطائرة أمريكية والمدينة كذلك أمريكية (الصّفحة نفسها). والمارق قبل الإرهابي المتربّص مُؤمرَك وإن لم يكن أمريكيّا. ألا تبدُو المفاهيم المسوّقة الآن في حالة سقوط؟ ألا تبدو "مفاهيم" إرتزاق؟ ألا يبدو التدافع إليها تهافتا مدفوع الأجر؟ إننا لا نبعد كثيرا عن سقوط فعاليّة القانون الدولي، فالثابت على الأقل أن وجوده بالألفاظ يتراجع بصورة مذهلة وتراجعه من تراجع الدول القومية ومن تراجع السيادة التي لم تعد فقط محدودة ونسبيّة وإنّما هي في طور الانهيار. كذلك المفاهيم والمقاومات التي تترك مكانها لدمقرطة خطابية حيث يحكم الكلام الكلام دون أن يحكم أحدهما الآخر. فلا الحكم ولا الكلام يُحدّدان. وفي ما يلي مثال نموذجي على ذلك: يشترك المجرم و المقاوم والمارق في ثلاث: الحفر والمحو و التفكيك، فيوشك أثرهم أن يكون واحداً لولا أن كلاّ منهم يترك أثرا باسم المقاوم والمجرم والمارق، على النقيض الجذري، يعمد الحيوان المطلق (الذي يجمع التشخّصات المفهوميّة الثلاث) بعد أن تجاوز مرحلتي الشبح المركّب والوحش البسيط إلى الحفر للحفر والمحو للمحو والتفكيك للتفكيك، فيحاول أن يترك أثرا يستأنفه محوا. ولكنه في الوقت ذاته يحاول أن لا يترك أيّ أثر في عملية الترك، وفي الأثر، يحاول أن يترك أثرا على أثر. فهل انه يترك أم أنه لا يترك أثرا؟ إنّ الإجابة على ذلك تستعيد التساؤل عمّا يحلّ محلّ ما نتركه في كلّ عملية ترك، ويستدعينا ذلك للتساؤل عن الأداة المستعملة في كلّ هذه العمليات. فالأداة وحدها تمكننا في "محكمة العقل" من تقصّي ما نُهب مقابل ما تُرك. نلاحظ بناء على ذلك بأنه ليس ثمة فعل "توبة" بالنسبة للمقاوم الحق وليس ثمة فعل هروب بالنسبة للمجرم وليس ثمة فعل عودة بالنسبة للمارق. وهذا الغياب يرتهن، بحسب رأينا، إلى استحالة فعل إتيان هذه الأفعال على المُنشق : اللغة. ومتى يمكن للعقل أن يُحَاكَمَ وان يُحاكِم وان يُحكم و أن يَحكم؟ في حالة وجود الأدلة وكفايتها (داخل الفرضية الحقوقية-القانونية) ونقصد كذلك صلاحيات العقل، حدوده، قوانينه وحقوقه. لا يهمّنا هنا المجرم والمقاوم والمارق كلّ على حده. إن ما يهمّنا هو عدم الترك، عدم الفصل، عدم الحكم وإنعدامه بإعدام العقل. لا تعنينا المراقبة و المعاقبة بل يعنينا الإبطال والإعدام. تعنينا، من بعد فوكو، الأرهبة والأمرقة. وإذا كان الترك الذي يهمّنا يتعلق بال"على حده" والفصل الذي يهمنا هو الفصل بين الوحدات والحكم على الحدود، فإن اللغة بدورها لا تظلّ لغة إذا لم يكن لها جذر، وحدات و حدود بحيث لا يمكن أن تكون لا أداة نطق ولا أداة كتابة ولا أداة فهم، أي لا تكون لا لسانا ولا ألفاظا ولا مفاهيما. فالحيوان المطلق يهدم السكن والسكنى والاستقلال بالسكن ( ال"على حده") ويهدم التجاور عبر وحدات ويهدم الحدود الداخلية والخارجية. إنه يستوطن ويستوحش ويستحوذ. إنه، بعبارة واحدة، ضدّ البناء وأكثر من أن يكون هدّاما. وهذا الوضع يلائمه حيث يهدم ما نتساءل عنه عندما يكون شبحا مركّبا ( أين هو؟ ومن هو؟)، وعندما يكون وحشا بسيطا (كيف هو؟ ومتى كان؟) وكحيوان مطلق (ما هو؟). 1- القوّة – القانون، وقرويّته الحق والمفهوم في " قوة القانون، الأساس الصوفي للسلطة" يمهّد دريدا بالتفكير في الحق بالعدالة وبالتفكيكية وإمكانية العدالة " مؤكدا أن لا شيء يشرّع الحق غير القوة التي تطبقه حتى وان كانت غير عادلة وغير مبررة. وما يهمّنا في هذا الإطار هو مسألة ارتهان التطبيق للقوة. فالتطبيق هو القوة الأساسية المتضمنة في مفهوم العدالة في حد ذاته، بما هي حق، وهو يعني في الوقت نفسه العدالة بما هي حق، والقانون بما هو حق. يشير كانط، من قبله، الى الفكرة نفسها منذ مقدمته عن "مذهب الحق"، وهو الحق القويم، الحق الصريح، الحق الطليق، الحق الحقيق، او لنقل الحق العادل، المعادل لذاته من زاوية رياضية تجعله لا يخلو من عنف، بالنسبة للألمان وخاصة بالنسبة لبنيامين، اذ إن عبارة (Gewalt) التي تعني بالفرنسية وبالانكليزية عنف، تعني بالألمانية السلطة الشرعية والقوة العامة. وهذا المفهوم، أي العنف، يخفي طابعا غامضا وصوفيا علينا الحذر حياله، فقد يؤدي لاستعمال القوة العنيفة واللاّعادلة، أوالفوضوية أحيانا. ينجم عن ذلك التجاور والتناقض بين القوة والصورة ، بين القوة والدلالة وين قوة الردع وقوة إبلاغه، بحيث يمكن أن نتحدث عن صورة- قوة ويمكن للقوة والضعف أن يتبادلا المواقع كما هو الشأن بالنسبة لسيد العبد كما يفهم هيغل. ومن شأن ذلك أن يجعلنا نرى في تلك الجدلية جدلية راهنة بين حامل الخطر والمتوقي منه بين المهدّد والمهدّد ، بين المرهب والمرهب أو، بالنسبة لنا بين المأرهِب والمأرهَب وهما سيان في الصورة والدلالة والمقام. ونقصد سلطة الرعب التي هي أساس حكم الرعب على نفسه وعلى أغياره وهو حكم رعب منظم ومعمم ونسقي يدفعنا الى التفكير جديّا ( خارج هذا المقام الذي لا يتسع لذلك) في تروقراطية تحلّ محلّ الديكتاتورية والكليانية وتحافظ عليهما بالمعنيين الهيغلي والماركسي، ثم بالمعنيين التفكيكي والريزوماتيكي . والاختلاف في هذا المستوى هو " تحويل هذا المنطق التعارضي" هنالك إتّباع لمنطق الأقوى " لأننا جعلنا من القوي عادلا " والفكرة لباسكال الذي لا ينفك دريدا عن الانشغال والاشتغال بفكره إلى حدود كتابه " المارقون"، إلا انه يذكر أن باسكال يأخذ فكرة الأساس الصوفي للسلطة الذي يمكن أن يعود عليها فيدمرهامن مُنتانْي . فالقوانين لا تظل قوانينا لأنها عادلة وانما لأنها قوانين" الحق، يواصل مونتاني، يصنع" قصصا خيالية شعرية" أو أوهاما يبني عليها حقيقة عدالته كحقيقة أساطير مؤسسة كما يذهب لى ذلك روجي غارودي. هذه هي قوة الأقوى، عقل الأقوى، حجة الأقوى وذلك من "فساد القاون الطبيعي" ومن "فساد العقل" بالنسبة لباسكال الذي نلتقي فيه كل حدوسنا عن فساد المقاومة الراهنة (طبعا في وجهها العام ) والناجم عن فساد العقل الراهنيّ. إلا أننا على عكس باسكال، لا نفهم ذلك قياسا للعدالة الإلهية فيما هو دنيوي وأرضي- بشري، وبالخصوص ما يتعلق بالقوانين الوضعية الراهنة. ونحن بذلك ابعد ما يكون عما يسميه داريدا التشاؤم المسيحي الخاص بباسكال . نرسم إذن مع دريدا ابتسامة التخييم الثوي الآتي للعقل وللمقاومة ضد هذا النوع من الصوفية الذي هو اقرب ما يكون بالنسبة لفيلسوف التفكيك الى فيتغنشتين منه لبسكال، وهو بذلك يقوم بحقّ ب"نقد الايديولوجيا الحقوقية" تحيل تحليلات دريدا لدقتها وراهنيتها إلى الفساد السياسي الذي يستوجب نقد الديني بشكل دائم ، من أجل فك الارتباط بحسب عبارة سمير أمين بين السماوي والأرضي، كما يستوجب فساد العقل نقد العقل وفساد المقاومة نقد المقاومة الدائم. وفي ذلك كله ثمّة دائما عنف دون أساس ومفهوم دون مفهوم. لا يمكن أن نتحدث عن انعدام أساس بمعنى انعدام قانونية أو انعدام شرعية، بل – أعمق من ذلك وأكثر جذرية- نتحدث عن وجود حدّ صوفي دون أساس بالنسبة للقانوني واللاقانوني على حد السواء وهو بالنهاية أساس دون أساس ، وبالتالي فهو عديم الشرط وعديم الوضع معوز وفقير فقرا مدقعا، مطلقا وحديّا. من هنا أهمية التفكير مجدّدا ودون توقف في مفهوم شرط الإمكان الخاص بكانط ومفهوم الشروط البديلة" الخاص بفُورْيِيه على نحو ثراء آخر وخصوبة أخرى. نظن، بناء على ذلك، بأن الوقائية هي الشروط الجاهزة والجامدة وهي جاهزية متعالية مكرّسة لتروّقراطية الدول والأفراد والجماعات، سلطة إرهاب تدّعي أنها تقاوم وهي في الحقيقة وقائية و"مقاومة" تدّعي المقاومة، وهي وقائيّة وحمائيّة في أفضل الحالات، وذلك ينسحب على أغلب المعارضات التي تدور في فلك واضعيها. نحاول ، انطلاقا من دريدا، ان نعمل عل التنبيه على "ضرورة إصلاح العقل" وبالأحرى نرغب في الرفع من رَغبيّة العقل في العدالة التي تسكنه وهي قوامه وللحق الذي يسنه وهو أركان بيته الذي يتسع لأكثر من عقل ولأكثر من إنسانيّة. ومن هنا، يحق لنا أن نفكر بأنه لا يمكن مقاومة ومعارضة وضع إلاّ بالخروج من وضعه وبالقطع مع وضعه، وللخروج من التروقراطيّة علينا أوّلا وبالذات الخروج من تعاسة وبؤس شبح ما يسمى "إرهاب".إن "التفكيكيّة هي عدالة" والمفهوم كذلك عدالة. .علينا لإعدال التحكيم العقل، أن نميز المفهوم عن الفهم كما نميز العقل عن العدالة وكذلك نميز ذات الحق عن الحق وعن العدالة، وذات العدل – عن العدل وعن الحق . عندئذ تكون التجربة ممكنة بحق وإمكانها يعني التمكن من المرور والعبور والتعدّي ، تعدي وتجاوز الاحراجات التي تعني تحديدا الاّ – طريق. ان الحق في العقل هو اعدل الحقوق وأنبلها. و اللجوء للعقل هو اسلم الطرق وأوعرها ، وهو صيرورة حياة لا تأخذ أكثر من حقها. تكون التجربة ضمن هذه الحدود ما يمكن أن نقوم بتجربته علينا أذن تعديل الاتجاه بالنظر إلى الاحراجات وهي ثلاث بحسب ما يرد في قوة القانون وتهم أولا " تعليق القاعدة وثانيا تسلط وتخالطات اللامحسوم والذي ماهو بموضوع قرار نهائي في حين تتعلق الثالثة بالاستثناء وبالاستعجالية التي تمحو وتقضي على أفق العلم الذي هو لا محدود ومحدود أو لا متناه-متناه كلما ، أينما ووقتما تخيم كل التسلطات والالتباسات والوسواس بفعل القرابة فيصبح المفهوم غير مفيد، دون غاية ودون مفهوم ، بما انه يكون مجموعة ارتجاليات. ثمة إذن فرق بين معايير الحق وتحقيق الحق وفرق بين قوة القانون وتطبيقيته، وذلك صلب الإحراج الأكثر تعقيدا وهو علاقة السيادة بالقانون وهي معضلة أكثر من كونها إحراجا . لقد حيّر دريدا كلّ من استمع إليه سنة 1989 عندما ألقى" الأساس الصوفي للسلطة" في معهد كاردوزو للقانون بالولايات المتحدة. انه يفكر في "سلطة القانون" ويتناولها بالنظر ل"نقد العنف" لبنيامين، كما فعل انطونيو ناغري عندما فكّر في البرابرة الجدد في الامبراطورية ، وكما فعل جيورجيو أغامبان في الطارئة أو حالة الطارئ ،والذي يعود أيضا لدريدا. يرى أغامبان بأن "قوة القانون" موصولة بتقليد يهمّ الفلسفة السياسية والحقوقية يعود للحق الروماني والقروسطي وهي تقييد " النجاعة والقدرة على الإجبار" هذا المفهوم لم يكن ليدلّ على القيمة العلوية للأفعال الحكومية، إلا في الحقبة الحديثة وعلى إثر الثورة الفرنسية حيث أصبح يدل منذ دستور 1791 على لا مساسيّة القانون أو عدم قبوليته التصرف فيه من أي طرف بما في السيّادي ( الصفحة نفسها). الذي لا يحق له لا "محوه ولا تعديله" ( الصفحة نفسها). وطبقا لذلك تكون "قوة القانون" مقارنة بنجاعته مفهوما نسبيا، معبرا عن وضعية القانون أو معبرا عن الأفعال المدمجة فيه مقارنة مع فعاليات النظام الحقوقي الأخرى والمختصة بقوة أعلى من القانون(كما هو حال الدستور) أو أدنى منها (كما هو حال القرارات والتنظيمات الصادرة عن التنفيذي ( الصفحة نفسها). تعود " قوة القانون" قديما وحديثا للقرارات التي " لها قوة- قانون" والتي يحق للسلطة التنفيذية أحيانا بأن تصدرها وبالخصوص في حالة الطارئ ( الصفحة نفسها). إن مفهوم "قانون القوة" يحدّ فصلا بين تطبيقية المعيار وماهيته الصورية ( المنطقية) والتي تحصل بمقتضاها قوة التنظيمات والتهيّآت( الوضعيات) والتدابير التي ليس لها الطابع الصوري الذي هو للقوانين ( الصفحة نفسها). يعد التفكير في هذه المسائل ضروريا في حالة الطوارئ لتجاوز اللبس والخلط بين أفعال السلطة التنفيذية وأفعال السلطة التشريعية ( الصفحة نفسها). وهذا الخلط هو صلب الاستثناء الذي يمثله النظام النازي ك" حالة حدّية "، " حل نهائي" بلغة بنيامين، بحيث لا يتردد أيشمان في الزعم بأن "لخطابات الفوهرر قوة قانون" ومن ثم عزلة قوة القانون مقارنة بالقانون حيث يكون المعيار ساري المفعول ولا يكون مطبّقا أو لا تكون له"قوة" وفي الوقت نفسه تحوز بعض الأفعال التي ليس لها قيمة قانون على قوة. وفي حالة قانون مثل هذه، في حالة استعجالية كهذه تتحوّل "قوة قانون" كعنصر غير محدد يمكن أن يطالب به تنظيم ثوري (يمارس كدكتاتورية سيادية). ( الصفحة نفسها). تبدو حالة الاستثناء "إذن فضاء لا نظاميا" وهي غير شرعية في آن، فهي على النحو الذي يكتب عنه أغامبان (قوة- قانون) (يشطب أغامبان لفظ قانون أسوة بهيدغر عندما شطب لفظ وجود)، وهي بذلك وبالضرورة عنصر صوفي أو قصّة خيالية يبحث عن الحق من خلالها على انتحال لا نظاميته الخاصة. يكمن الالتباس، على وجه الدقّة، في اعتبار أن العلاقة بين الحالة والمعيار تتقدّم على أنها علاقة منطقية محضية. ثمة قياس يهمنا في هذا المستوى وهو قياس إلى اللغة في علاقة العام بالخاص وفي علاقة المعيار الحقوقي بالمعيار اللغوي، وعلاقة المرجع المحض بالواقع، وذلك مدار " العلاقة الراهنة بين اللسان والعالم" إن المرور في اللغة إلى الكلام أو المرور من السيميولوجيا إلى علم الدلالة وبأي حال من الاحوال، عمليّة ....( الصفحة نفسها). فمنطوق الحكم المعقد هو كما يعرّفه بنفينيست وظيفة تعبيرية أو بيانية وذلك ما يتجاهله المناطقة. عندما نفكر في إمكانية المعيار الحقوقي لا بد لنا من التفكير في مسألة المرافعة، الادعاء، المحاكمة في وضعية أمام القانون ونحن نفكر وعيننا على نصّ دريدا الذي يتحدث فيه عن كافكا حيث يقول ان القانون يتحفظ ويحاول حفظ نفسه إلا انه لا يحافظ على شيء و لا يمكن له ان يتوقى من الحق لأنه" محروس من طرف حارس..... شيئا" منذ هذا الباب يدخل الماروقون والبرابرة الجدد ضدّ المتوحشين المتوقين بقانون ليس ذا قوة وليس ذا قيمة ، وذلك بيّن في نص آخر فائق الأهمية وهو: « popularités. Du droit à la philosophie du droit, avant-propos à : les sauvages dans la Cité, Champ Vallon, 1985 » إن النظر إلى الواقع والى المتعين يخترق سلطة المؤسسة التي تفرضه من جهتها بفعل أنها مؤسسات تعلن أحكام متعددة على ذوات متعددة وحالات مختلفة يعود أغامبان نفسه إلى نص "أمام القانون" ليبيّن من بعد بنيامين قوويّة الحق وعنفه وسيادته وبالتالي قوويّة المفهوم وسيادته حيث هيمنة الحق على الحي" الذي يؤكد بأن ألم الإنسان يتأتى إليه من الحق وهو في حياته المُعَرّاة، والعبارة لبنيامين. إن التأويل الألسني كما يشير لذلك غادامير، يستدعي عمليات فعالة تهم الممارسة أكثر مما تهم المنطق وذلك ما يجعلنا نحتاج إلى مؤسسات "حق قضائي" على حد رأي كارل شميت. وما دام المعيار وتطبيقه لا يتحملان تعدي أحدهما للآخر دون أدوات ومؤسسات، فذلك يحثنا مجددا على إعادة مفهمة ما يسميه مونتسكيو روح القوانين. يتعلق الأمر إذن بتطبيق معيار دون النظر إلى الواقع ويحدث الاستثناء الذي يصنع من اجل ذلك ويحدث عنفا دون لوغوس. لا يمكن الإفلات من ذلك إلا بتجاوز القانون على وجه حق وبعنف حقيق يكون فيه العقل سيّدا كحق. إننا نفكر في المفهوم الناشئ وليس في المفهوم الحاكم وعندما نتحدث عن سيادة المفهوم لا يعني ذلك دكتاتورية أو كليانية وإنما سيادته على الدكتاتورية والكليانية وسلطة الرعب الوقائية وكذلك ضد اللغة وبؤس استعمال التكنولوجيات المرافقة لها. وعليه حقيق بنا، بحسب رأينا، التفكير في قوة الحق وصيرورة العقل والمقاومة. تتعلق المسؤولية إذن، قبل كل شيء بسيادة المفهوم على المفهوم من باب الاشتراك في اللغة والحق العام فيها باعتبار أن الدرس الأساسي الذي يقدمه لنا دريدا طوال وقت حياته هو اعتباره أن العنف يبدأ من لا عدالة أساسها عدم الاشتراك في اللسان أو الاصطلاح التعبيري داخل مجموعة واحدة من البشر. ثمة في ذلك أثر لروسو يعاضده اعتبار دريدا أنه من غير العدل الحكم على الذين لا يفهمون حقوقهم ولا يفهمون اللغة التي يكتب بها القانون والتي يعلن بها الحكم. كتب هذا النص على اثر وفاة جاك دَريدا. ونشر أوّل مرّة بالملحق الثقافي "منارات" لجريدة الشعب التونسية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل وذلك سنة 2005بعنوان "جاك دريدا: المقاومة والمقاومات". ثمّ عاودت الاشتغال على هذا النص تعميقا له ونشرت نسخته المطوّلة بمجلة الفكر العربي المعاصر بعد بضعة أشهر. ومنذ عدّة أشهر أردت تدقيقه وتتميمه بجزء سميته "من حق المقاومة إلى فعل المقاومة" ومن ثمّ نشره بمؤسسة الحوار المتمدن لأن المجلة المذكورة لا تقدم إلى حدود يومنا هذا خدمة التحميل الالكتروني للنصوص القديمة على غرار أكبر المجلات العالمية ، بل ولا تكلف نفسها حتى جهد إنشاء موقع للأرشيف على الأقل علما وان النشر بها تطوّعي مائة بالمائة وأما استعمالها لنصوص الكتاب فبيعي تجاري مائة بالمائة، إلاّ أنني وجدت أن النص مصوّر و منشور أيضا على الموقع الالكتروني "المسيرة العربية" وكان الناشر السيد فتحي بالحاج يحيى، وفوجئت بأنّ اسمي الخاص ككاتب لهذا النص، بُعث الى الجحيم ... الرجاء من الاصدقاء والسادة القراء مواصلة قراءة هذا النص بنقر عنوانه، هكذا: المسيرة العربية - جاك داريدا وسيادة المفهوم علي "المفهوم" Pages similaires المسيرة العربية - جاك داريدا وسيادة المفهوم علي "المفهوم" - [ Traduire cette page ] ... الجدد" في " الامبراطورية" و كما فعل جيورجيو اقمبان الذي يعود أيضا لداريدا. ..... 79-Giorgio Agamben, Etat d exception, Homo Sacer, II, 1, Paris, Seuil, ... 212.37.222.51/index.php?Itemid... - En cache - Pages similaires المسيرة العربية - جاك داريدا وسيادة المفهوم علي "المفهوم" - [ Traduire cette page ] ... بالنظر ل" نقد العنف" لبنيامين كما فعل انطونيو ناقري عندما فكّر في " البرابرة الجدد" في " الامبراطورية" و كما فعل جيورجيو اقمبان الذي يعود أيضا لداريدا. ... 212.37.222.51/index.php?Itemid=148&id=434... - Pages similaires Masquer plus de résultats de 212.37.222.51 المسيرة العربية - جاك داريدا وسيادة المفهوم علي "المفهوم" ... بالنظر ل" نقد العنف" لبنيامين كما فعل انطونيو ناقري عندما فكّر في " البرابرة الجدد" في " الامبراطورية" و كما فعل جيورجيو اقمبان الذي يعود أيضا لداريدا. ... 212.37.222.51/index.php?option... - En cache - Pages similaires المسيرة العربية - جاك داريدا وسيادة المفهوم علي "المفهوم" Joomla - the dynamic portal engine and content management system. 212.37.222.51/index.php?option... - En cache - Pages similaires Tous les résultats de 212.37.222.51 »
صلاح الداودي سبتمبر تونس 2010 [1] Le [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10]
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل مسلمون أم حرّاس أمن الخليفة؟
-
الشيوعية ليست فقط فرضية مقاومة بل واقع مقاومة مشترك
-
عَفَوْتْ
-
موهبة
-
موهبتكْ، محضُ اختياركْ
-
يُبدَعُ حُبّ
-
لماذا أتوبْ؟
-
ولا يمشي الياسمين قتيلا
-
قاعدة في الحبْ
-
قُلِ الرّوح آخر الأسلحة
-
شتاء الياسمين
-
فجأة، ابتسم لها السؤال
-
الأصفر- الرّمادي
-
فَلْينبت الياسمين في البحارْ
-
الأبيض- الأحمر؛ ياسمين النّارْ
-
سلّم أمركَ للياسمينْ...
-
عليكَ النّدى
-
ماذا يحبّ الشهيد؟
-
يصبح الرّمل ورديّا، ولا أصبح شيئا
-
الأحمر السّماوي
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|