أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....1















المزيد.....

نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 17:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن هذا السؤال الذي عنونت به مقالتنا هذه، صار يفرض نفسه على المتتبع البسيط، بعد هذا التردي الذي صار يعرفه العمل النقابي على جميع المستويات، وبعد هذا الانسحاب شبه الجماعي الذي تمارسه الشغيلة من النقابات، وبعد تحول المكاتب النقابية، في معظم الأحيان، إلى مجرد وسيط بين أفراد الشغيلة المتضررين، وبين الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، وغالبا ما تحتاج الوساطة الى عمولة، وقليلا ما يحضر النقابي في الوساطة إذا غابت العمولة، وقلما نجد مكتبا نقابيا يحرص على أن تكون علاقته بالشغيلة علاقة تنظيمية، تحترم فيها الضوابط، والمبادئ النقابية المنصوص عليها في القوانين التنظيمية، وفي أدبيات النقابة.

ولذلك كان، ولا زال، وسيبقى السؤال مشروعا؛ لأن دوافع طرحه كانت، ولازالت، وستبقى قائمة في الواقع، إلى أن يتم العكس الذي نتمناه، وتعود المكاتب النقابية، المختلفة، إلى ممارسة العمل النقابي الصحيح، المؤدي إلى قيام علاقة نقابية صحيحة بالشغيلة، لتنتفي بذلك ممارسة الوساطة، التي أنهكت العمل النقابي على مستوى الفروع، وعلى مستوى الأقاليم، حتى لا نقول على المستوى الجهوي، والوطني، اللذين يفترض فيهما أخلاصهما إلى الشغيلة المغربية.

وانطلاقا من هذا التأطير الذي اقتضاه طرح السؤال:

"هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟

أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟"

إننا ونحن نطرح هذا السؤال، نجد أنفسنا نحاور واقع الشغيلة، والواقع النقابي، من خلال محاورة التاريخ في نفس الوقت، ومن أجل استشراف المستقبل القريب، والمتوسط.

فنحن عندما نحاور واقع الشغيلة التي تزخر بالمعاناة، وتخلف الوعي الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وغياب التنظيم، وضعف الارتباط بالنقابات، وفقدان الثقة في معظم التنظيمات النقابية، والحزبية، نظرا لطبيعة قيادتها، وغياب برنامج نضالي واضح في صفوفها، وصيرورتها بفعل التأثير الواقعي تحت طائلة الإيديولوجيات اليمينية المتطرفة، وإيديولوجيات التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، والإيديولوجية المخزنية ... الخ، مما يجعلها غارقة في التضليل إلى حد فقدان الوعي بالواقع المادي، والمعنوي. وواقع كهذا، يحتاج إلى جهد كبير، وعميق، من أجل تفكيكه. وتفكيكه يحتاج الى أدوات، والأدوات لا يمكن أن تكون إلا التنظيمات النقابية المبدئية، المتسلحة بالربط الجدلي بين العمل النقابي، والعمل السياسي، الذي يعتبر القناة السلبية الوحيدة الموصلة للوعي النقابي / السياسي إلى الشغيلة.

وبما أن التنظيمات النقابية المبدئية تكاد تختفي، بفعل التحريف، الذي صار سائدا، فإن ما هو قائم منها، صار بدون تأثير، نظرا للممارسات التي تطبع مسار قياداته، التي تستغل بدورها العمل النقابي لأمور لا علاقة لها لا بالعمل النقابي المبدئي، ولا بامتلاك الوعي النقابي / السياسي، وما يستدعيه من إمكانية الغياب المطلق للتنظيمات النقابية على مستوى العمل على تفكيك واقع الشغيلة القائم، بل والعجز عن ذلك التفكيك.

ونحن عندما نحاور الواقع النقابي، نجد أن الواقع صار في حاجة الى عمليات إكلينيكية متعددة لاستئصال الأمراض السرطانية، التي صارت تنفر كيان التنظيمات النقابية، مما يجعلها عاجزة عن القيام بدورها الايجابي لصالح الشغيلة: عمال، وإجراء خدماتيين. والأمراض السرطانية التي أصيبت بها التنظيمات النقابية، والتي صارت مستعصية على العلاج بالأمصال العادية، وغير العادية، والتي لا يمكن التخلص منها إلا بإجراء عمليات إكلينيكية مستعجلة، حتى لا تؤدي إلى الموت المطلق هي:

1) مرض الممارسة البيروقراطية، الذي لم يعد خاصا بنقابة معينة، أو بجهاز معين، أو بقائد محلي معين، بقدر ما صار يتخلل النسيج النقابي:

ا ـ في علاقة النقابي مع ذاته، التي تفرض حضورها في الممارسة النقابية اليومية. والذات، عندما تحضر في الممارسة، تفرض حضور مصالحها، إلى درجة أن النقابي عندما يتحرك، لا يسعى إلا إلى تحقيق مصالحه الذاتية، من خلال تحركه في ملفات أفراد الشغيلة المطلبية، التي لها علاقة بالإدارة في القطاعين: العام والخاص.

ب ـ في العلاقة مع التنظيم النقابي، الذي يتحول إلى مجرد وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية لأفراد الجهاز البيروقراطي، الذي لا يهتم بتفكيك واقع الشغيلة المستعصي، بقدر ما يعمل على المحافظة على الواقع المتردي للشغيلة، الذي يوظف لصالح الجهاز البيروقراطي.

ج ـ في العلاقة مع الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، التي تصير وسيلة للتنازل عن مطالب العمال، وباقي الأجراء، مقابل ما تقدمه الإدارة من امتيازات لصالح أفراد الجهاز البيروقراطي المتعفن.

د ـ في العلاقة مع الشغيلة التي لا رأي لها فيما يقوم به الجهاز البيروقراطي، الذي يتحول الى مقرر، ومنفذ في نفس الوقت، نيابة عن الشغيلة التي لا ينتظر منها إلا أن تبارك ما يقوم به الجهاز البيروقراطي.

ه ـ في العلاقة مع الملفات المطلبية، التي يعمل الجهاز البيروقراطي على صياغتها، على أساس عدم الوضوح، حتى تمكن من التلاعب بمصالح العمال، وباقي الأجراء، كما حصل في تاريخ المغرب المستقل، وكما يحصل، باستمرار، على مستوى الراهن في الملفات المطلبية، التي لا تبنى على أساس ديمقراطي، يمكن الشغيلة، وانطلاقا من واقعها المتردي، من المساهمة في التقرير، والتنفيذ، بشان تلك الملفات المطلبية؛ لأنه إذا حضر هذا الأساس، تنتفي إمكانية حضور مصالح الجهاز البيروقراطي، المتضمنة في الملفات المطلبية المضللة.

ولذلك، نجد أن الجهاز البيروقراطي لا يلجأ إلى إشراك النقابيين في التقرير، والتنفيذ، حتى لا ينتج ذلك ما يتعارض مع مصالحه الطبقية، التي تصير بفعل التراكم الحاصل في ممتلكات الجهاز البيروقراطي، جزء لا يتجزأ من التحالف البرجوازي / الإقطاعي المتخلف.

و ـ في العلاقة مع البرنامج النضالي، الذي يراعي فيه الجهاز البيروقراطي أن لا يتناقض مع:

أولا: العلاقة مع الإدارة في القطاعين: العام، والخاص.

ثانيا: السعي المستمر، من قبل الجهاز البيروقراطي، إلى تحقيق مصالحه، وحماية تلك المصالح.

وانطلاقا من هذه المراعاة، نجد أن الجهاز البيروقراطي، يعمل على وضع برنامج نضالي، يوهم النقابيين، والعمال، وباقي الأجراء، بأن هذا الجهاز البيروقراطي يحرض على تحسين أوضاعهم المادية، بالخصوص، كما يطمئن الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، على عدم الخوف من "النضالات" التي يقودونها.

وبرنامج من هذا النوع، لا يمكن أن يكون إلا برنامجا للوهم، وبرنامج هو مصدر الحلم اللا متناهي، الذي لا يمكن تحقيقه، نظرا لغياب الإرادة النضالية الصادقة.

ز ـ في العلاقة مع المواقف النضالية التي يتم اتخاذها، على أساس تضليل الشغيلة ،وإرضاء الإدارة في القطاعين: العام، والخاص.

ذلك الجهاز البيروقراطي الذي يزايد في مواقفه "النضالية" على الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، لا يزايد من أجل المزايدة، بل من أجل الإيغال في تضليل الكادحين، الذين يعتقدون أن ما يتخذه الجهاز البيروقراطي من مواقف، ينسجم مع طموحاتهم في تحقيق تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية.

إلا انه سرعان ما تنكشف، بفعل الممارسة، التي توضح أحابيل الجهاز البيروقراطي، الذي صار موجودا في معظم النقابات، وخاصة على مستوى الأجهزة النقابية: المحلية والإقليمية: القطاعية والمركزية، وهذا الانكشاف هو الذي يقف وراء انبثاق الوعي بخطورة الممارسة البيروقراطية، في أي من أجهزة النقابة، ومهما كان مستواها التنظيمي، مما يقود الى العمل على نفي هذه الممارسة.

ح ـ في العلاقة مع النقابات المدعوة إلى التنسيق من أجل القيام بعمل مشترك، في ملفات معينة، نجد أن الجهاز البيروقراطي يحرص على أن يصير التنسيق في اتجاهين:

الاتجاه الأول: المحافظة على تضليل الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، حتى تتوهم أن التنسيق يكون في مصلحتها.

والاتجاه الثاني: أن يحافظ التنسيق على نفس العلاقة القائمة بين الجهاز البيروقراطي، وبين الإدارة في القطاعين: العام، والخاص.

وبالمحافظة على هذين التوجهين، في عملية التنسيق، يكون الجهاز البيروقراطي مطمئنا على مصالحه الآخذة في الصعود، مقابل تدهور الاهتمام بمصالح العمال، وباقي الأجراء، وعموم الكادحين.

فالنسيج النقابي، إذن، صار نسيجا بلى جدوى، بفعل الممارسة البيروقراطية، التي لا تنجو من التفشي في صفوف النقابيين، والأجهزة النقابية، إلا النقابة القائمة على أساس احترام الممارسة الديمقراطية والتقدمية والجماهيرية والاستقلالية والوحدوية وعلى أساس اعتبارها، بفعل احترام المبادئ، نقابة مناضلة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....9
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....8
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....7
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....6
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....5
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....4
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....3
- الغياب الدائم للهمة عن منطقة الرحامنة، وعن جماعة ابن جرير: ا ...
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....2
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....1
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إطار لجميع المغاربة، وفي خدمت ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 2
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 1
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....1