طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 11:50
المحور:
المجتمع المدني
حرق المصحف الشريف ونتائجه المتوقعة
ان التعصب الديني او القومي يسبب دائما انتكاسة للفكر البشري وهو أحد المأسي الأنسانية, التي يجب ان نكون قد تجاوزناها في عصرنا هذا الذي ندعي فيه الرقي والحضارة , انه ردة الى القرون الوسطى وما قبلها عندما كانت الكنيسة تحرق المتقدمون فكريا امثال جان دارك ,او قتل الذين كانوا يقتلون بتهم الزندقة والخروج عن تعاليم الاسلام , او ممن حاربهم مكارثي وبطانيته بتهمة الشيوعية في الولايات المتحدة الامريكية ,في يومنا هذا حيث ان الطائفية والتعصب القومي استطاعا ان يتحدا من اجل احباط التقدم وخاصة في العراق حيث انهم يخافون من انطلاقة شعبية تسحق العادات القديمة وافكار الشعوذة من اجل كل هذا وذاك تنطلق الافكار الجهنمية في وضع الزيت على النار ومن جملتهم الراهب المغمور في فلوريدا الذي اعلن عن نيته في حرق المصحف الشريف , لقد جاءت جميع الاديان في العالم مبشرة بالاخاء والمودة والتعايش السلمي بين كل هذه الاديان والقوميات والاجناس ,ان استهداف الاقليات في العراق من قبل الارهابيين سيجد حجة خبيثة من اجل زيادة قتل اخواننا في الوطن الكبير المسيحيين الذين رفعوا علم الحضارة عاليا في العراق وكانوا احد اعمدته التي نفتخر بها ,ان الاديان راسخة في قلوب الناس ولا يستطيع الحرق او الرسوم الكاريكاتيرية ان يقللا شيئا منها ,بل ان مثل هذه الاعمال تخلق وتغذي الكراهية بين الشعوب , انها تتحدى مليار ونصف مسلم باعماق ايمانه وسوف تكون سببا لازهاق الاف الارواح البريئة من الناس ,الحرية هي ليست الانتقام من قيم الفكر الاخر ومقدساته , الحرية هي تثبيت اواصر الصداقة والود بين الشعوب , اننا يجب ان نحذر من الفعل ورد الفعل الذي سوف يكون مساويا له في القوة ويعاكسه في الاتجاه وعلى الحكومات المعنية ان تتخذ الاجراءات اللازمة لمنع مثل هذه الاعمال الصبيانية المتهورة والتي سوف لا تستطيع ان تضع لها حدا ويفوت عليها الاوان ,والدعوة موجهة الى منظمات المجتمع المدني ان تلعب دورها في تثقيف وتوجيه الجماهير لمحاربة كل ما يضر بالشعوب ,مع العلم بان الفاتيكان استنكر هذه العملية الجائرة والعالم الغربي الاوروبي , السؤال هو ماذا يبغي هذا القس المتأخر من حملته الظالمة ؟ فعندما نادى هتلر بقتل اليهود والغجر وباقي القوميات وهاجم دول العالم معلنا حربا شعواء كانت له اهدافا اقتصادية غرضها اعادة تقاسم العالم والاسواق ووقفت كل شعوب العالم ضده,و على ابناء الشعوب العربية استنكار مثل هذه الحملة القذرة التي لا تهدف الا لاشعال الفتنة ووضع العراقيل امام عجلة التقدم والمحبة بين الاديان والشعوب
طارق عيسى طه برلين الموافق 11-11-2010
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟