أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - حازم صاغيّة - كاسترو ونجاد وبينهما العالم














المزيد.....


كاسترو ونجاد وبينهما العالم


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 09:06
المحور: بوابة التمدن
    


في إشارة تقلّ نظيراتها إلى رجاحته الذهنيّة، انتقد فيديل كاسترو الرئيسَ الإيرانيّ محمود أحمدي نجاد بسبب إنكاره المحرقة النازيّة لليهود. فالزعيم الكوبيّ، المنسحب من تسيير أمور السياسة والحكم، يبقى، على رغم كلّ شيء، ماركسيّاً. والماركسيّة، على رغم كلّ شيء، تبقى منها أوروبيّتها. فهي، في معزل عمّا ألحقه بها الشعبويّون والستالينيّون والمنكبّون على مناهضة أميركا، تحتفظ بصلة بالتنوير والعقل والمعرفة لا تحتمل نجاد و»طالبان» والمقاومة العراقية لمجرّد أنهم... مقاومة لأميركا! وبدوره فكاسترو، على رغم إنشائه نظاماً غير أوروبيّ بالمرّة، أي غير ديموقراطيّ، وعلى رغم توريثه أخاه...، لا يستطيع أن يكون، في مقدّماته الفكريّة والنظريّة، محمود أحمدي نجاد.

الفارق الآخر أنّ يساريّة كاسترو تستنهض في وجهه قوى ودولاً وتيّارات وأفكاراً، لكنّها لا تستنهض الأديان إلاّ بوصفها كنائس ومؤسّسات تزعجها سياساته. أمّا دينيّة أحمدي نجاد، أو دينيّة مرتكبي 11 أيلول، أو «القاعدة»، أو «طالبان»، أو المجاهدين الأفغان من قبل، فتستحضر، في مواجهتهم، معتوهين ومرضى من صنف ذاك القسّ الأميركيّ الذي كان ينوي إحراق القرآن قبل أن «يعلّق» قراره المجنون.

فما الذي يسهّل على المتعصّبين والمهووسين تجرّؤهم على الإسلام اليوم؟ وما الذي، في إسلام اليوم، يحرّك أسوأ الغرائز المقيمة في قيعان الحضارة الغربيّة؟.

إنّه، أوّلاً وأساساً، وجود مسلمين يقحمون الإسلام في شؤون الدنيا، وصولاً إلى أصغر تلك الشؤون، فيسيئون إلى الإسلام إذ يضعونه في مواجهات دنيويّة، فيما يسيئون أيضاً إلى الحضارة الغربيّة بردّها إلى مراحل تجاوزتها، وبتعريض الهوامش المتطرّفة والرثّة فيها على حساب المتن العريض.

فهم، إذ يشتقّون السياسة من الدين، بما فيها سياسة العنف، و11 أيلول الشاهد الأبرز على ذلك، ينفّذون مهمّتين: واحدتهما تلخيص الإسلام إلى جهاد، ومن ثمّ تلخيص الجهاد إلى عمل عنفيّ محض، والثانية الإسهام في تديين العالم، لا سيّما ذاك الشطر الغربيّ الذي قطع شوطاً بعيداً في التعلمن وشوطاً معقولاً في بناء مجتمعات تعدّديّة ثقافيّاً ودينيّاً وإثنيّاً. وليس بلا دلالة أنّ جميع القوى النضاليّة في العالم الإسلاميّ اليوم قوى دينيّة على نحو أو آخر: يصحّ هذا في المقاومين الأفغان والعراقيّين واللبنانيّين والفلسطينيّين صحّته في «القاعدة» وأحمدي نجاد ونظامه الخمينيّ. وهؤلاء إنّما تتعاظم راديكاليّتهم الدينيّة فيما المراكز الدينيّة التقليديّة تفكّر في عدّ عكسيّ يحدّ من قطيعتها مع العالم وغربتها عنه.

فالقوى الراديكاليّة المذكورة لا تملك من المعرفة بالعالم ما يُعتدّ به ويُعوّل عليه، ومن علامات ذلك أنّها المصدر الأنشط اليوم لـ»ثقافة» إنكار المحرقة، تماماً كما هي المصدر الأنشط وراء تبهيت المعاني التي ينطوي عليها الحادي عشر من أيلول، فضلاً عن أنّ أحد أطرافها هو مرتكبها.

هنا نقع على الفارق بين كاسترو، يوم كان أحد رموز التصدّي للولايات المتّحدة، وبين هذه القوى الدينيّة وقد انتقل المشعل إلى يدها. بيد أنّ هذا لا يلغي أنّ كاسترو ورفاقه، بعدميّة الأرض المحروقة التي خاضوا فيها معاركهم، وبالاستبداد الذي نجم عنهم وعن أفعالهم، إنّما عبّدوا الأرض لمن لا يزدهر إلاّ فوق أراض محروقة.




الحياة



#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن البكاء
- أيّ دور للسياسة؟
- نموذجان ومسؤوليّة
- قبائلنا وقبيلة أميركا
- أبعد من مسلسل تلفزيونيّ
- صدام بين المحاكمة والإعدام
- ديانة مكافحة الإرهاب... الكاذبة
- يوم بكت نيويورك وواشنطن قال -المحافظون الجدد-: وجدناها، هذه ...
- -بالروح بالدم- نفدي من؟
- خريطة طريق إلى أبو مازن ومجلس الحكم
- نظرة الى مصاعب أن يكون المرء ليبرالياً في العالم العربي
- لماذا لم ينتفض الجنوب؟
- بؤس الاخوان, بؤس مصر, بؤسنا
- بماذا تردّ المنطقة؟
- خمس ملاحظات حول صدام الثورتين
- إلى أميركا الأخرى
- بوش وإيران والفرص المفوّتة
- تركيا : من التحديث إلى الحداثة
- نهاية الأصولية و . . . الدعوتان
- ليس لدينا ما نقول


المزيد.....




- مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم ...
- تفاصيل جديدة عن هجوم الدهس في ألمانيا.. هذا ما رصدته كاميرا ...
- طبيب ولاجئ وملحد.. من هو السعودي المشتبه به تنفيذ هجوم الدهس ...
- ارتفاع حصيلة هجوم ماغديبورغ وشولتس يتعهد -بعدم الرضوخ للكراه ...
- وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران ...
- زاخاروفا: صمت الغرب عن الهجمات الأوكرانية على قازان مثير للغ ...
- جائزة خالد الخطيب الدولية لعام 2024
- سعودي ومعاد للإسلام... ما نعرفه عن منفذ الهجوم على سوق لعيد ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - حازم صاغيّة - كاسترو ونجاد وبينهما العالم