أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - إعترافات الشيخ احمد الكبيسي














المزيد.....


إعترافات الشيخ احمد الكبيسي


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 01:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبدو الآراء الجريئة التي يطلقها الدكتور الكبيسي (78عاما) من حين لآخر مثيرة للجدل لكنها مسموعة من قطاع كبير من الناس، فالرجل لا يتحرج عن الحديث من حوار الحضارات وأصول الدين حتى طبيعة الحور العين والولدان والنشوة الدائمة.. هذه الأحاديث وهي تكشف في النهاية عن عمق الأزمة التي تعيشها الأمة. فالرجل كان ولا يزال يصنف نفسه باحثا وداعية إسلاميا. لكنه داعية ليس من أولئك الذين يخرجون علينا بالفضائيات وقد ملئوا الدنيا عويلا وصراخا أيضا.
ولد الشيخ الكبيسي في الفلوجة تبعد عن بغداد مسافة 56 كيلومترا غربا ووقف الكبيسي خطيبا وعمره احد عشر عاما وفي زمن كان يستخدم فيه الناس الحمير في الركوب والفوانيس في الليل، وإذا ما سافر احدهم إلى بغداد يترك وصيته كأنه لن يعود إلى أهله. ولذلك هو يذكر الناس دائما بنعم الغرب التكنولوجية علينا. بيد أنهلا يتورع عن وصف الغربيين بالمتوحشين الاستعماريين أيضا! ويصف الكبيسي الشخصية العراقية بأنها (عقل جوال) وهو وصف دقيق لها فالعراقي باحث عن الأشياء والجمال والجغرافيا والغرابات بكلّ أشكالها. و هو يرى إن العناد الشراسة من لوازم العقل الجوال كما يرى الكبيسي. ويبدو إن الكبيسي لا يزال يعيش شخصية العراقي في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي إذ لم تعد تلك الصفات موجودة بشدة الآن.
يشن الكبيسي من وقت لآخر هجمات عنيفة على السلفيين المتشددين وعموم السلفيين وكذلك الأحزاب والجماعات الإسلامية وهو يرى عن معظم المشكلات التي يعاني منها المسلمون هي بسبب الإسلاميين وتسييسهم للدين. كما ينحو باللائمة على رجال الدين خاصة. ويرى إن الدين _ أي دين _ هو خالص لله تعالى وما الطوائف والمذاهب والأحزاب إلا نتاجا للمصالح الدنيوية البحتة بنسبة 99% وغرض هؤلاء ومآلهم النهائي هو ما يوضع في جيوبهم.. وهكذا قد وصفهم الكبيسي خير توصيف وهو الذي حدد بوضوح إن احدهم كان لا يملك مائة دينار وهو الآن من الطبقة الراقية حيث تبلغ ملكيته أربع مليارات دولار! من هو؟ لا يصرح الكبيسي بذلك لكنه يضرب أنموذجا واحدا فقط وما أكثر النماذج في العراق؟ ولذلك فإن الأمة في تدهور وانحدار دائمين بنظره. ومن هنا فإن التعددية في اللغات والأديان والسياسات هي ضرورات وسنن وضعها الله في خلقه. وإذا كانت اللغات لم تخضع للسياسية إلا قليلا فإن الدين بقي مطية لها منذ قرون طويلة.
كما هاجم الكبيسي الإسلاميون في أوربا وأميركا لأن أداء بعض الإسلاميين وليس (المسلمين) في الغرب سيّئ دنيويا بحسب هذا الفريق أو ذلك، فقد صبر الغربيون عليهم طويلا، مردفا بان الغرب بذلك يعبّر عن نفسه بصدق، وهو ليس ملزما بأن نفرض عليه شعائرنا وعاداتنا كما يرى الشيخ الكبيسي. وقد سجل بذلك موقفا جديدا يمكن الركون إليه في عملية صراع الغرب والشرق المزعومة.ورغم ذلك فإن الكبيسي لا زال أسير النظرة القديمة في ان الشرق هو مصدر الأخلاقيات في العالم والتاريخ. ومن هنا هو لا يريد ان ينظر إلا إلى الأخلاقيات الثابتة والمطلقة، في حين إن مثل هذه المفاهيم تخضع للنسبية عادة. فثمة أخلاقيات في الغرب كالحفاظ على الموعد وحفظ الأسرار تلقن إلى الأطفال في حين لا يرى في الشرق شيئا واضحا من هذه الأخلاقيات النسبية.
وتعد قضية الحرية والعدالة الاجتماعية من الأمور التي انتصر فيها الكبيسي للغرب واليهود على المسلمين فقال الكبيسي: "أنا أشهد الآن وأنا مسلم أنه في بريطانيا وفي أمريكيا وفي أوروبا وفي بعض دول أفريقيا .. وفي إسرائيل من العدل فيما بينهم مالا نملكه نحن المسلمين" ويبدو إن الكبيسي يفضل الكافر العادل على المسلم الجائر. فأين هو من الحديث :حاكم غشوم خير من فتنة تدوم!
والكبيسي أخيرا حزم أمره وأعلن صراحة إن صدام (مجرم) شكرا له ولصراحته. هذه الصراحة هي التي نحتاجها في هذا الوقت بالذات للتشخيص الدقيق والعمل أيضا. فلم يعد ثمة ما يمكن إخفاؤه عن الأمة في عصر الاتصالات السريعة هذه. وهذا التصريح ربما هو الذي يدعو بعض نقاد الكبيسي من وصفه بأنه (شيعي متخف!) خاصة وأنه لا يفتأ يصرح بأن المسلمين كانوا على مذهب جعفر الصادق جميعا.
وقال الكبيسي: أن الغناء بعضه حلال إذا كان الكلام محترما ويقال بشكل وقور ودون إسفاف ورقص ماجن، وضرب بذلك مثلا غناء أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومحمد عبده. الرجل ذهب بعيدا عن السلفيين وغيرهم من الأصوليين الذين يرون في الغناء حراما مطلقا. وهو الرأي نفسه الذي كان عليه سيد قطب حيث أباح الاستماع لأم كلثوم في وقته. وهكذا ثمة فروقا كثيرة بين الدعاة المسلمين والإسلاميين فقد أطلق الدكتور عائض القرني الداعية المعروف صاحب كتاب (لا تحزن) الشهير الذي بيعت منه مئات آلاف النسخ في السعودية وحدها جائزة قدرها مليون ريال لمن يجاري قصيدة من قصائده.. ما هذا البذخ يا شيخنا.. هذا المليون لو تبرعت به إلى منكوبي فيضانات باكستان..
ورغم ذلك قال الشيخ الكبيسي معترفا أنه ليس في بيته إنترنت وأنه يسمع به ولا يفهم طريقة عمله.. وقد حاول التعامل مع الإيميل وغيره من التقنية لكنه فشل فشلا ذريعا. مسكين شيخنا. لا يزال يجد صعوبات في التعامل مع الغرب.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُناط بطارق عزيز دورا (ما) جديدا؟
- راشيل كوري/ مركريت حسن
- حسن العلوي: قلق ولاء قديم/ قلق الحاضر
- لحظات فانية
- بقعة الأرجوان
- أرض الريشوله(*)
- جراد أصفر
- خيول بيض
- رائحة بول غريب
- من أين تبدأ الديمقراطية؟ قراءة في تجربة حزب الوفد المصري
- حسن العلوي : الحصان الشيخ الراكض
- الأرجواني المزرق
- درس علي شريعتي/ مفكر الثورة الإيرانية
- (الدريع)(*)
- (لم يعد الصمت ممكنا) إجابات سريعة في اليسار العراقي الجبان
- بخفة الورقة او أقل
- سعال ديكي
- سعادة الله
- الماركسية الجديدة في المواجهة
- المثقفون والازمات الكبرى


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - إعترافات الشيخ احمد الكبيسي