|
مبارك...المبارك
أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 14:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مبارك ... المبارك ترشح وعين خليفة لك لو كانت الأعمار توهب،لوهبت نصف عمري لرئيس مصر مبارك،ليواصل قيادتها إلى الاستقرار والازدهار، لست من حملة المباخر التي تمجد أو تسبح بحمد نظام حكم،أو جماعة دينية،أو حزب سياسي. ليس لي موقفاً مسبقاً من أحد،أقول لمن أصاب أصبت وإن اختلفت معه،ولمن أخطأ أخطأت وإن اتفقت معه. مشكلة الرئيس مبارك انه حمل الرسالة بعد عبد الناصر والسادات،وصورة عبد الناصر محفورة في الأذهان ببناء السد العالي،وتأميم قناة السويس،وصورة السادات محفورة في الأذهان بحرب أكتوبر، ومعاهدة السلام. فهم يريدون من مبارك أن يفعل أشياء بحجم هذه الأفعال،تكون ظاهرة ورنانة،تماماً كما طلب مشركي مكة من النبي محمد(ص) الإتيان بمعجزات مثل سابقيه موسى وعيسى عليهما السلام،حتى يؤمنوا به. ونسوا أن رسالة النبي محمد(ص) أخلاقية"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"،كما أن رسالة مبارك اقتصادية،فقد تسلم مبارك اقتصاداً منهاراً وديوناً كثيرة، وزيادة سكانية غير مسبوقة،فكان عليه أن يعمل مشاريع عملاقة، وهو ما نراه الآن في مصر، فمصر عبارة عن ورشة عمل كبيرة لدفع عجلة الإنتاج وجذب الراسميل العالمية، وهو والله جهد جهيد،لا يقل عن بناء السد العالي أو اتخاذ قرار حرب، إن لم يكن يفوقها ويحتاج أجيالاً وأجيالا، وهو إلى ذلك عمل لصناعة الحياة وليس لصناعة الموت كما فعل سلفاه ناصر والسادات. قوة مبارك أنه استطاع ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث ،وبشهادة البنك الدولي أن يصل بمعدل التنمية إلى 5,6 في عهده ،وهو معدل لم يحققه الاقتصاد في تاريخ مصر الحديث قط.والمعيار الأول لتقييم نظام حكم أهو ناجح أم فاشل هو تنمية الاقتصاد. هذا ما يقوله علم السياسة،وهو عكس ما تقوله المعارضة"الديمقراطية"،التي أرسلت عقلها السياسي في أجازة طويلة؛وهو عكس ما تقوله المعارضة الدينية التي تحكم على نجاح أو فشل حكومة بعدد الملتحين والمحجبات والمنقبات فيها،ومدى حفظهم لنواقض الوضوء الستة عشر: بول ...وضراط ...وسلسل البول إذا ندر ! هر ...هر... فعدد سكان مصر بلغ 85 مليون نسمة،أي انه تضاعف 4 مرات منذ عبد الناصر،ولولا محاربة الإخوان المسلمين لبرامج التوعية التي تقوم بها الدولة، بنزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني لتضاعف هذا المعدل أي تلتحق مصر بمعدل التنمية الصيني 10% لأنها نزعت فتيل قنبلة الانفجار السكاني،بفرض طفل واحد لكل أسرة... آه لو كانت مصر كالصين بلا متأسلمين ولا فقهاء إرهاب ،ولا قتلة محترفين لاجتازت مصر مشكلتها الاقتصادية، فالإخوان المسلمين يفسدون كل برامج التوعية التي تقوم بها الدولة لتوعية الشعب بمخاطر التزايد السكاني الرهيب الذي يأتي على أخضر مصر ويابسها بحديث وحيد "تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"،هذا الحديث وإن كان الرسول قد قاله،فقد قاله وعدد المسلمين لا يتجاوز المئات،أما اليوم لو استمر معدل الإنجاب على ما هو عليه فسيصل عدد سكان مصر في عام 2050 إلي 150 مليون نسمة،وهو مصيبة المصائب،مع تناقص حصتنا في مياه النيل، ومع قلة الموارد ،فستكون المجاعة بلا شك، وسيكون الموت عطشاً و بالأوبئة قدر محتوم،ببركة قنبلة الانفجار السكاني التي نفجرها في أنفسنا عقابا ذاتياً مجنوناً... قوة مبارك انه استطاع العبور بمصر إلي بر الأمان في فترة حرجة وفاصلة في تاريخ الشرق الأوسط، فالشرق الأوسط عبارة عن برميل بارود جاهز للانفجار في أي وقت في انتظار من يشعل الشرارة الأولى، فملف إيران النووي لم يغلق بعد، وشبح الحرب يخيم عليها،العراق لم يخرج من دوامة العنف الذي يدور في فلكها،حزب الله في لبنان جاهز باستفزازاته لإشعال حرب أهلية في أي وقت بين الشيعة والسنة ،ليس في لبنان وحدها بل وفي بلدان أخرى ... وحزب الله الذي يعادي الأمريكان في لبنان متضامن كلياً مع القيادات الشيعية عميلة الأمريكان في العراق،والفاهم يفهم.،شبح تقسيم السودان وحل مشكلة دارفور لم ينته بعد،حماس في غزة وبتحالفها الموضوعي مع أقصى اليمين الإسرائيلي تقف عقبة في طريق السلام. في هذه الظروف الصعبة والمعقدة استطاع مبارك الوصول بمصر إلى بر الأمان،فلم يتزعزع نظامها ،ولم يجوّع شعبها، وأعتقد أنه لو كان هناك رئيس آخر غير مبارك لخاضت مصر خلال الـ30 عاما- مدة حكم مبارك - حربين على الأقل،ولحلت بها الهزائم والدمار الاقتصادي ،وبديع والغنوشي يصفقان. ولكنه يعرف تمام المعرفة أن الأمن والاستقرار هو مفتاح النجاح الاقتصادي، وهو السبيل الوحيد لجذب الراسميل العالمية للاستثمار في مصر،لدفع عجلة التنمية المستدامة. ليس ما أقوله غزلاً في مبارك ونظام حكمه،بل واقع أراه بعين محايدة،لأننا لا نعرف الموضوعية،فنحن إما نحب أو نكره،أبيض أو أسود،كما قال الشاعر: عين الرضا عن كل عيب كليلة /وعين السخط تبدي المساوئ هل نظام حكم مبارك خال من الأخطاء؟ كاذب لو قلت لا... ففيه أخطاء كثيرة وقاتلة،أخطرها ترك الإخوان المسلمين ،أعداء الإسلام المستنير وأعداء الديمقراطية،وأعداء المرأة،وأعداء حقوق الإنسان،وأعداء إخوتنا ومواطنينا الأقباط،وأعداء العقل يغسلون أمخاخ أجيال الغد بثقافة التطرف والكراهية واللامعقول،والخطأ الخطير الثاني هو انتشار الفساد والمحسوبية،وهنا يأتي دورنا كمجتمع مدني وكنخبة مثقفة وكمعارضة قوية عن طريق وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وجرائد المعارضة ،والصحافة القومية الشريفة كـ"الأهرام" و"روزليوسف"،بفضح عيوبه ليصلحها،لأنه كلما كانت المعارضة قوية ،كلما كان نظام الحكم قويا،وكلما كانت المعارضة يقظة، كان ذلك علامة صحية،لأن نظام الحكم سيكون أكثر يقظة حتى لا يقع في الأخطاء ،فنحن مقصرون في متابعة نظام الحكم ومحاسبته أولاً بأول،فالمثل المصري يقول:"إيه اللي خلاك يا فرعون تتفرعن،قال: ما لقيتش حد يردني". أخطاء الحزب الوطني كثيرة وأخطرها على الإطلاق انضمام كمية كبيرة من نوابه إلى نواب الإخوان المسلمين لقيادة حملة ظالمة ضد الوزير الرائع فاروق حسني في موضوع الحجاب ،وللدفاع عن المشروع الظلامي المتخونج. وله أخطاء أخرى أقل خطراً من هذا الخطأ المميت.لكن كما قال الحكيم بوذا:"اثنان لا يخطآن:من هو في بطن أمه،ومن هو في بطن الأرض" أي في القبر . حتى أمريكا وفرنسا أم الديمقراطيات في العالم،توجد في نظام حكمها أخطاء،لكن المهم هو العمل على إصلاح هذه الأخطاء، ألم يقل رسولنا الكريم"كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، والتوابون هم الذين يصلحون أخطائهم ويمارسون نقدهم الذاتي. إيماناً مني بأمن مصر واستقرارها،وهي الدولة المركزية،وفي هذه الفترة الفاصلة والحرجة في تاريخ مصر والشرق الأوسط،أطلب منك يا ريس أن ترشح نفسك لفترة رئاسة قادمة لأن الصورة غير واضحة ومستقبل مصر بعدك مفتوح على مجاهيل كثيرة،والذئاب المتأسلمة في مصر وخارجها يتأهبون للانقضاض على رقبة مصر لافتراسها، فلا يجب اللعب بأمن واستقرار مصر،وأكمل ما بدأت،قم بالإصلاحات اللازمة،واستمع لمستشاريك،واقترب من الشعب ومعاناته،وحارب الفساد والمفسدين والمتخونجين المتلاعبين بأمن مصر واستقرارها،فالمتربصون بمصر كثيرون،والذين يريدون لها الخراب والحرب الأهلية أكثر من الهم على القلب والإخوان المتأسلمين في طليعتهم. فباسم مصر وشعبها...باسم مصر وأهراماتها... باسم مصر ونيلها... باسم مصر واستقرارها... باسم مصر وأمنها ... رشح نفسك لفترة رئاسة أخرى،وعين نائباً لك كما فعل سلفاك جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات،وتوكل على بركة الله أيها المبارك. [email protected]
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن -صفقة-د.سعد الدين ابراهيم وجمال مبارك؟!
-
نسخ الآيات والاجتهاد
-
لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!
-
-قافلة الحرية- بهدوء
-
الخوف من الإسلام
-
ماذا تحتاج مصر؟
-
نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر
-
الغنوشي يريد الحرب الذرية
-
عندما تفكر الأمة بحذائها
-
أين حرية الاعتقاد يا مصر؟
-
الشارع المصري يريد جمال
-
والله مصر بخير
-
لماذا لا نرى إلا نصف نصف الكوب الفارغ؟
-
وماذا لو لم تكن محجبة؟
-
أمن مصر قبل الديمقراطية
-
يا ضحايا الغنوشي اتحدوا: تكفير د. خالص جلبي
-
ما الفرق بين التكفيرييبن:السباعي والغنوشي؟!
-
الغنوشي أفتى بقتل 23 مثقف تونسي !!!
-
أوباما كسر الحاجز النفسي
-
لهذه الأسباب يكرهون المسلمين
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|