أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟














المزيد.....

التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بإمكاننا إعطائهم الصنارة
التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟

تنشط في مواسم معينة( شهر رمضان، الأعياد.. الخ) التبرعات والولائم الخيرية بشكل لافت بغية دعم بعض الأسر والشرائح الفقيرة من منظور خيري. صحيح أن مجتمعنا يتسم إلى حدّ ما بالتكافل الاجتماعي الذي يخفف معاناة الكثير من الفقراء عن طريق الجمعيات الخيرية أو الأفراد الميسورين، لاسيما في المناسبات التي تستدعي مصروفاً إضافياً يكون عبئاً على تلك الشرائح الفقيرة والمُعدمة.
لكن إذا ما دققنا جيداً بتلك الطريقة في معالجة الفقر والحاجة، فإننا نجد أن التبرعات والولائم تساعد إلى حدِّ ما في تجاوز صعوبات آنية، لكنها لا يمكن أن تعمل على الحدّ من ظاهرة التسوّل أو مشكلة الفقر التي تجاوزت عتبته حدوداً غير مقبولة بفضل سياسات اقتصاد السوق
( الاجتماعي.!!!!)
كما أن الحكومة قد مارست هذا الدور الرعائي- الخيري والتبرعات بشكل لافت في الأعوام الأخيرة بسبب الجفاف الذي عززته التغيّرات المناخية التي عصفت ببلادنا لاسيما في المحافظات الشرقية والتي تعتمد في حياتها على الزراعة.
حيث لاحظنا وعبر الأخبار المستمرة لنشاط الحكومة، عن استمرار توزيع السلال الغذائية لأبناء المناطق المنكوبة استدراكاً لحاجة هذه الأسر المُعدمة بما يُبعد عنها شبح الجوع في أدنى درجاته.
إضافة إلى أن باقي الجهات الرسمية مثل بعض المنظمات الشعبية لم تكن بمنأى عن ممارسة هذا النشاط، أي توزيع السلال الغذائية بمناسبة حلول شهر رمضان والأعياد مثلاً. إذ لا تخلو صحيفة يومية من أخبار تسرد ما قامت به بعض الجهات الرسمية في العديد من المحافظات.
إن مثل هذه النشاطات الأهلية أو الرسمية ربما تساهم كما أسلفت بتخفيف بعض العبء الآني الذي توّلده مناسبات معيّنة في السنة، لكنها تبقى في إطار التخفيف، ولم، ولن تصل لدرجة الوقوف في وجه براثن الفقر المؤلم حدّ الجوع.
فما نلمسه من تنامي ظواهر اجتماعية سلبية كالتسول الذي تزداد وتيرته في هذه المناسبات يعكس مدى ما يمكن أن يناقض فاعلية وجدوى هذه التبرعات والمعونات الآنية التي لا يتعدى مفعولها مؤونة أسبوع على أبعد تقدير، وربما شراء ملابس للأولاد فقط..؟؟
فهلاّ بحثنا عن آليات مساعدة أكثر فاعلية للمتبرِع والمتبَّرَع له على مدار العام( الجمعيات الخيرية- الوقفية) من مثل إيجاد عمل لأحد أفراد الأسر الفقيرة( الأب، الأم، أو أحد الأبناء) في المنشآت والمعامل الخاصة، بحيث يتمكن من إعالة أسرته دون الحاجة إلى تبرعات الجهات الخيرية، والتي يُفترض أن تقتصر على كبار السن والمرضى الذين لا معيل لهم.
ومن ثمّ استثمار الأموال التي يتمّ التبرّع بها في مشاريع صغيرة تعود بالفائدة العملية على الفقراء بشكل يحفظ لهم كرامتهم ويدفعهم أكثر باتجاه العمل بدل الاتكاء على تلك المعونات، فما تمّ التصريح به عن الأموال التي رُصدت لهذه الغاية، فقد بلغت الملايين إن لم يكن أكثر، هذا على الصعيد الخاص.
أما على الصعيد العام- الحكومي، فإنه يتوجب الالتفات أكثر إلى وضع الشرائح الفقيرة التي لا تجد قوت يومها مما يضطرها إلى سلوكيات تُهين إنسانيتها بشكل أو بآخر. إضافة إلى أن منكوبي الجفاف في المحافظات الشرقية قد اضطروا إلى هجر أراضيهم الزراعية والتوجه نحو أطراف المدن الكبرى ليعيشوا معاناة الغربة وعم تأمين العمل في ظل البطالة القائمة، وأيضاً تسرب الأولاد من المدارس مما يؤدي لازدياد الجهل والأمية بما تعنيهما هاتين الحالتين، إضافة إلى مشكلات اجتماعية لا تُعد ولا تُحصى.
فلماذا لا يتم تثبيت هؤلاء الفلاحين في قراهم بدل السلال الغذائية التي لم تستفد منها كافة الأسر التي يُفترض أنها من حقها، وذلك عبر تقديم القروض الميسّرة والمنح المالية التي تساعدهم على دعم محاصيلهم، وأيضاً التخفيف من عبء الأسمدة والمحروقات التي تتطلبها الزراعة المروية...؟ وبذلك يتم التخفيف عن هذه الأسر، وأيضاً عن أطراف المدن الكبيرة، والأهم هو الاستقرار الاجتماعي الذي يساهم في استمرارية التعليم الذي تُبنى عليه عوامل تقدم كبيرة.
وهناك موضوع في غاية الأهمية، وهو ذلك الجنون الهستيري لارتفاع الأسعار كافة في ذات المناسبات التي ينشط التبرّع فيها، حتى بات المواطن يرتعد خوفاً لمجرد قرب حلولها عليه، لأنها تشكّل عبئاً مالياً لا يمكن للراتب أن يسد ثغراتها. فلماذا لا تقوم الحكومة الموّقرة بتحديد الأسعار مسبقاً وضمن القوّة الشرائية للسواد الأعظم من الناس محدودي ومهدودي الدخل..؟
لماذا ينفلت السوق من عقاله بطريقة مأساوية تحوّل المناسبات السعيدة إلى مناسبات حزن وهمّ لتلك الأسر...؟ وهل هذه المعونات والتبرعات تبرير ودعم لغلاء الأسعار الواجب في كل مناسبة كي تمتلئ صناديق التجّار..؟ بمعنى أن هذه التبرعات تعود إلى جيوبهم ثانية من خلال حركة وأسعار السوق الخيالية.
ألاّ يمكننا إيجاد بدائل أكثر عدالة وإنسانية تخفف عن المقهورين والمحرومين في المجتمع..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية
- احذروا الشجار أمام الأبناء
- تأجير طفلات صغيرات كخادمات، وأسئلة برسم المعنيين
- أمومة المرأة وأنوثتها ليست أساساً للتمييز.
- - يا رضا الله ورضا الوالدين- دعاء تلاشى على إيقاع الثقافة وا ...
- محامية تلوذ بالصحافة بحثاً عن حلول وتستجدي الإنصاف من القضاء
- الرجل والمرأة.. أيهما أكثر إخلاصاً..؟
- إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!! ...
- تعاليم القبيسيات في المدارس ضرورات أم محظورات.!؟
- الجنسية... دموع ومعاناة وأبناء مقهورين
- مؤتمر المنامة والعودة لأسوار الحرملك والوأد
- وأخيراً... عيادة حديثة لفحوصات ما قبل الزواج
- عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس
- باقة حب وياسمين لروح أبي
- قضايا المرأة بين الواقع الاجتماعي والتشريعات
- وزارة الإدارة المحلية تسحق الشرائح الأكثر استحقاقاً في المجت ...
- مواكباً للقتل بداعي الشرف ضرب المرأة بات ظاهرة تستدعي التصدي ...
- رغبت بمساعدته على تكاليف الحياة فقتلها بدافع الشك
- صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟
- كيف يرى الرجل صداقتها له


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟