أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - حين يحرق مصحف المسلمين















المزيد.....

حين يحرق مصحف المسلمين


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين يحرق مصحف المسلمين

حقيقة لا افهم موقف الكنيسة أو ذاك القس الراغب في حرق المصحف , فلو أراد أي كان إن يحرق كتاب مقدس يعود إلى اى طائفة أو ملة أو ديانة , هل المتوقع مثلا إن تسكت تلك الطائفة , أو ترضى بهذا الموقف , من أهم الأساسيات لأي مجتمع مدني معاصر إن يحترم خصوصية الأخر , لان كل المجتمعات مبنية على الاختلاف , ولم تكن يوما مبنية على الاتفاق , ومن اقل الأساسيات في أي مجتمع إن يحترم خصوصية الأخر في دينه ومذهبه وطائفته وعادته وتقاليده ...إن أي تقاليد أو عادات مهما اختلفنا معها ونظرنا لها في يوم من الأيام بأنها تخالف عقائدنا أو عاداتنا أو حتى المنطق الذي نرى به العالم من الزاوية التي نعيشها أو ندور في فلكها ... إلا أنها بالضرورة تختلف عن عادات تقاليد الجماعات الأخرى ... العادات والتقاليد هي مسيرة طويلة من الألم والأوجاع والتضحيات والحب والدفاع عن النفس والعرض والأرض ..مسيرة طويلة من الحب والكره ... والدماء والذكريات , فكيف بالأديان التي هي أساس كل المجتمعات الموجودة على الأرض قاطبة ...فيندر إن يوجد مجتمع بلا دين , والأديان الكبرى الثلاث " اليهودية والمسيحية والإسلام " بالإضافة إلى البوذية والهندوسية , والديانات القديمة ومنها الصابئة .... هي التي تجمع البشرية كلها .... وكل جماعة تعتز يدينها وكتبها المقدسة وحتى شخصياتها التاريخية , اعتزاز يصل إلى التضحية بكل نفيس للمحافظة على هذا الدين ...صحيح إننا في كثير من مقالتنا وأحاديثنا ندعو إلى دولة العلمانية .. والتي لا يتدخل فيها الدين إلا في العلاقة لما بين العبد وربه .. فالناس ادري بشئونهم , وهذا ما قاله الرسول الكريم ... إلا إن الفعل الاستفزازي لهذا القس وهو من رجال الدين والذين يزرعون الفتنة بين الناس ...ويحصدون الحروب والقتلى والدماء التي تسيل حتى يقتنع هذا القس انه الوريث الوحيد للرب في السماء .....
لا اعلم من يرضي هذا القس بفعلته هذه... وماذا يريد إن يثبت وكيف سوف يواسي الآلاف القتلى من الضحايا في الحادي عشر من سبتمبر , الم تكفيه حروب أفغانستان والعراق , إلا يكفيه كل القتلى في هذه الحروب المجنونة , والتي لم تنشر سوى الفوضى والخراب في كل الأراضي التي تزورها .....
إلا يشبه هذا القس رجل دين أخر ..ربما له نفس الفكر ولكن باتجاه معاكس , إلا يشبه ابن لادن , حين أدى بفكره وتوجهاته إلى الحادي عشر من سبتمبر , الم يخرج ضاحكا هو وجماعته , حين رأى عشرات الضحايا وهم يتساقطون من برج التجارة الدولي , وسماها غزوة نيويورك المباركة ...وغزوة نيويورك المباركة هذه جرت على المسلمين وبالا وخرابا و لعمري ... لن يتم إصلاحه لعشرات السنين القادمة ...خرابا ودمارا كلف العالم الإسلامي عشرات من المليارات والتي لو تم صرفها في الجانب الإنساني ... كان بحسبة بسيطة ... أدى إلى محاربة الجوع والمرض والفقر في كل البلاد الفقيرة ... والعاقل فقط العاقل يرى ..إن معظم شعوبنا الإسلامية هي الشعوب الفقيرة والمريضة والمحتاجه , وها هي السيول والفيضانات اجتاحت باكستان , فكم نحتاجها الأموال في ترميم الدمار والذي أصاب هذا البلد ....إن شعوبنا الإسلامية هي الأولى بتلك المليارات التي صرفت على آلة الحرب .... شعوبنا الإسلامية هي الأولى بالتنمية .. والبنية التحتية والمدارس والتعليم والمستشفيات ... وكأن الحروب وأباطرتها أمثال أسامة بن لادن والمؤسسات المالية الضخمة والتي يقود مجالس إدارتها بوش وديك شيني ... وشركات ابن لادن والتي تملا المعمورة ... لا تنتعش إلا حين تشتعل الحروب ....
ما أشبه اليوم بالبارحة ,,, السيناريو واضح ومعروف .... هذا القس سيحرق نسخة القران , والمسلمون لن يسكتون بطبيعة الحال , ولا بد أن تكون هناك ضحية , ليس فقط الجنود الأمريكان في أفغانستان والعراق , لا بل في كل مكان سوف يهاجم المسيحيين وسوف تحرف كنائس , وتزهق أرواح , وهذا يؤدي إلى مهاجمة مسلمين ومساجد في أماكن أخرى.... وسوف تدور آلة الحرب مرة أخرى , وتعود الجيوش مره أخرى... لحماية الجاليات المسيحية ...في كل بلاد الأرض ...
هو يقول إن الإسلام من عمل الشيطان وهو المسئول عن هجمات 11 سبتمبر / أيلول . ولا ادري كيف بفعلته هذه سوف يحمي المجتمع الأمريكي من هذا الشيطان , والذي يدين به على الأقل ثلث سكان الكرة الأرضية ....
القادة العسكريين يحذرون من احتمال تعريض الجنود الأمريكيين في عدة مناطق من العالم للخطر , وهذا طبيعي والإدارة الأمريكية في ورطة فهي من جهة تريد إن تزين وجهها القبيح والتي خربته غزو أفغانستان والعراق وتريد إن تظهر أمام الناس , بأنها ليست دولة احتلال مقيت , بل دولة راعية للديمقراطية والحضارة الإنسانية الحديثة ... الإدارة الأمريكية مشاكلها في العراق وأفغانستان أكثر من تحصى .. وهذا الفعل سوف يزيد سكب البنزين على النار , ويؤذي حتى جماعات الاعتدال الإسلامي هنا وهناك في العالم الإسلامي والتي تحاول جاهدة الوقوف إمام المد الأصولي والتطرف في العالم الإسلامي , والمد الأصولي يحتاج فقط إلى ذريعة أي ذريعة وهو بالحقيقة لا يحتاجها فيكفي بالاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان ...ولكن هذا الحدث لن يسكت عنه كل المتطرفين المسلمون في العالم ...
الحقيقة كل العقلاء يدينون هذا الفعل وهذا القرار وليس القادة العسكريين , لان شرارة هذا القرار سوف تصيب ليس الجنود الأمريكيين في أفغانستان والعراق لا بل سوف يسبب أزمة حقيقية بين المسيحيين والمسلمين في كل العالم ... أينما وجدت مجتمعات متقاربة متعايشة " إسلامية – مسيحية " سيصيبها هذا القرار بمقتل , العقلاء في أي مجتمع للأسف قليلون , ولكن السوقة كثيرون وهؤلاء سوف يجدون متعتهم في مهاجمة هذه الكنيسة أو هذا المسجد ...هنا وهناك ... الم نرى خلال الطوفان الذي اجتاح العالم الإسلامي بسبب الصور المسيئة لشخصية الرسول الكريم ...في الدنمارك , تم مهاجمة كنائس في العالم الإسلامي , وقنصليات أجنبية ......
إنا أحسب إن هناك الكثير من الحاقدين وان القران يحرق سرا هنا وهناك , لكن هذا المرة الحرق يتم بصورة علنية , وهذا به مساس بأكثر من مليار ونصف المليار مسلم على الكرة الأرضية ....ولن يسكت احد , بل إن الدعوات أخذت تنتشر وتوجه لكل مسلم بان يكون له موقف إمام الذي يحدث ...هذه الدعوات أصبحت لها الصوت العالي ... وهذه الدعوات لا بل إن صورة القران يحرق أمام عيون كل المسلمين في العالم سوف يوقض ماردا ضخما ... من الصعب السيطرة عليه أبدا....
الإعلان الصادر من المجلس البابوي للحوار القس,أديان التابع للفاتيكان أعلن في بيان أن مشروع القس الأمريكي "تيري جونز" لإحراق المصحف سيشكل "إهانةة خطرة إزاء كتاب مقدس بنظر أتباعه". وقال المجلس البابوي أنه "تلقى بقلق كبير خبر مشروع "يوم إحراق نسخ من القرآن" في 11 سبتمبر".
الحقيقة انه ليس المجلس البابوي من ندد واستنكر لكن شخصيات كثيرة في العالم من (( رئيس الوزراء السابق توني بلير إلى وزيرة الخارجية الأمريكية إلى دول مثل الهند وماليزيا واندونيسيا , والأمانة العامة لمنظمة العالم الإسلامي ... كذلك الرئيس الباكستاني اصف زادة كلهم دعو إلى وقف هذا الإجراء ...حتى الرئيس الأمريكي استنكر ودعا إلى إيقاف هذا العمل ...لانه سوف يؤدي بالشرارة إلى زيادة المخاطر على الجنود الأمريكان بالخارج ...
لكن اخشي إلا يتم عمل أي إجراء ضد هذا القس , لإيقاف عمله هذا ...الحكومة الأمريكية مطالبة اليوم بشدة للتدخل لإيقاف مثل هذه الأعمال لأنها تزيد حالة الاحتكاك الخطر بين الطوائف والأديان ...وتؤدي إلى اشتعال الأزمات والحروب ..... الحكومة الأمريكية تدعي أنها راعية الديمقراطية في العالم , وتدعي إن حروبها ليست ضد الإسلام إنما ضد الإرهاب ..هي مدعوة اليوم إن تثبت ذلك....المجتمع الامريكي مثل كل مجتمعات الدنيا , بها هذا التجاور الجميل بين الأديان والطوائف ... إن عمل غير مسئول مثل هذا سوف يؤدي إلى توتر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين حثي داخل المجتمع الأمريكي ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة كهرباء ...ام أزمة أخلاق
- العراق ...والفصل السابع
- 2 أب ماذا فعلت بالعراق ؟
- عاشت الحكومة ....و صديقي مات
- 14 تموز والأنقلاب الذي تحول الى ثورة
- هذه الحكومة لن تتشكل .... الا بقرار ألهي
- ماذا بقى من ثورة العشرين ؟!!!
- المدى ...وقليل من الحرية
- كهرباء وطنية ...مفقودة
- الكهرباء المستحيلة
- نحن ... والزهايمر
- الصفعة الكويتية
- ثقافة المعارضة
- حكومة لم نعد نعرفها !!!
- الطائفية العربية ...والوطنية العراقية
- فائزون لكن خاسرون
- عمالهم وعمالنا ...ويوم العمال العالمي!!!
- ما تبقى من الوطنية العراقية !!!!
- السياسة العراقية , واسئلة حقيقية ؟
- الشيخ والنساء


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - حين يحرق مصحف المسلمين