أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - اذا مت لا اريد ان يصلي علي كاذب؟














المزيد.....

اذا مت لا اريد ان يصلي علي كاذب؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 22:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في كل خلاف ديني, ولتبرير سلوك حاقد, انتقامي ارتجاعي. تنكشف وقائع وحقائق تاريخية مشينة تدين سلوك الاديان تجاه بعضها البعض, تبدأ من انكار النسب السماوي. وتنتهي بالحرق والقتل واستلاب الكرامة الانسانية, وهدم الحضارات. ومع ذلك يصطف هؤلاء المتدينون جميعا اصطفافا منافقا لا اخلاقي ضد العلمانية والعلمانيون على ادعاء ان العلمانية والعلمانيون يسلبون الانسانية روحانيتها. الا يدعوا ذلك للعجب والاندهاش من هذه الوقاحة وقلة الاحساس بالذنب,
يدعي المتدينون ان الفضل يعود لهم في تطوير الحضارة الانسانية وانهم هم اهل المسئولية الاخلاقية التي تراقب وتقوم السلوك والعلاقات الانسانية وتبقيها خيرة احسانية, كما يدعون ان جوهر الاديان هو الحق والخير والعدل والجمال. ولكن حين تقارن ( تاريخ )اقوالهم ( بتاريخ ) وقائع افعالهم. ينكشف انهم جميعا كاذبون وان سلوكهم تخلفي رجعي قمعي ابادي.
حين يحشرون بزاوية الحقيقة يلجأن للتبرير فيتبرأ الدين من تابعه, ويتهمه بالانحراف عن شفافية الروحانية الديينة, وان السلوك الخاطيء هو من قصور التقاط الانسانية لكمال هذه الشفافية الروحانية الالهية التي تتجسد بالرحمانية الدينية. اليسوا فنانون بالكذب.
من الذي حول فالحي الارض وزراعها الى جيوش غزو وقتل وسلب ونهب. سابقا بالسيف والان باسلحة الدمار الشامل, وهل يمكن فصل ابادة هيروشيما وناجازاكي ( مثلا ) عن روح التعصب الديني, التي تشكل مكونا من مكونات شوفينية التعصب القومي الامريكي الراهنة. والقائمة على ضرورة الحفاظ على ( تميز ) التقدم الحضاري و ( الديموقراطية ) الامريكية,( المسئولة ) عن مصير الانسانية, والتي ستنقذ العالم من غضب الارادة الالهية كما تقول فلسفة تبرير الشر الرجعية للسينما الامريكية.فهم اللذين سيتصدون للنيزك الذي سيدمر الارض وهم اللذين سيعيدون الحركة الى الطبيعة بعد موتها,
لا فرق في الواقع بين الجوهر الفلسفي العرقي الرجعي الشوفيني لدين عن الاخر, اكان سماويا او وضعيا, فجوهرها جميعا الاعتزاز بماضي تميز السلف العرقي وثقافته, في حين ان الحقيقة هي ان هذا الاعتزاز هو شيطان العلاقات الانسانية. علما انه لا يوجد دين لا سماوي اذا كان المقصود بالسماوية تنسيب يدعيه بشر لفكرة الدين بالسكن السماوي للالهة, فجوبيتر وزيوس الاغريقي والروماني لم يكن سكنهم الارض بل السماء, ومع ذلك اسقطت عنهم الصلة بالسماء, ليس لحكمة تبرير فلسفي بل لهزيمة سياسية لحقت بهذه الامبراطوريات. وهو اتهام يواجهه الان الدين الاسلامي لهزيمة الامبراطورية العربية سياسيا.
اليوم تتعالى مكانة تحالف الدين المسيحي اليهودي ليس لانها اديان خارج اطار مهمة الشر, بل لحالة تفوقها السياسي الاقتصادي وامكانيات العنف المتحصلة عليها, ولا تستطيع المسيحية التبرؤ من دعوة قتل الانسان وبيئته التي يحملها الكتاب الديني السماوي اليهودي, فتكامل الايمان المسيحي يقوم على قبول العهدين القديم والجديد, اي استكمال الدعوة للقتل بالدعوة للتسامح الامر الذي يجعل من الدين الاسلامي نسخة منهما. ويلحقهما بتهمة الارهاب التي يوجهانها اليه.
في وصيتي الى ابنائي طلبت منهم ان لا يصلي علي كاذب حين موتي, رفض ابنائي هذه الوصية وبرروا ذلك بان لا احد سيصلي علي حينها او ان المسجد سيغص بالمصلين. وان معنى ذلك هو ان المتدينيين اما انهم سيصدقون للمرة الاولى في حياتهم وفي هذه الحال لن يصلي علي احد او انهم سيصرون على الكذب ومزاوجة ذلك بمحاولة نفي تهمة الكذب عن انفسهم وبهذا سيغص المسجد بالمصلين،
في مشاهد السينما عن الجنازات نجد نفس الكذب يمارس في الكنيسة و الكنيس حيث يبدأ الكذب من عند القسيس او الحاخام. فهؤلاء هم الذين يمتعون الميت باخر كذبهم حوله حيث تذكر مناقبه وتخفى اثامه وفي الاسلام ايضا يقولون اذكروا محاسن موتاكم.
الكذب في الاديان اذن هي التربة الثقافية التي نبدأ تربية اطفالنا عليها, لذلك تحرص كل الاديان على البدء مبكرا بتنشئة الاطفال تنشئة دينية, فهؤلاء يجب ان يتعلموا اصول الكذب الراقي, الذي يؤهله لان ينطوي مجتمعيا في اطار ( الكذابون باسم الله ) ولا مانع بان يحضر لهم الاله بابا نويل بعض المكافات, ولا مانع بان يشعر الطفل برجولة مبكرة بذهابه الى المسجد حيث يصبح الشعور بهذه الرجولة مكافئته على تعلم الكذب. والحقيقة انني لا اعرف كيف يكافيء الحاخام الاطفال على تعلمهم الكذب وإلا لذكرته فلا يمكن له ان يكون بعيدا عن هذا الشر.
الان اما ان يتفق تحالف الشيخ والقسيس والحاخام على تجريح هذا المقال, او ان يدعي كل منهم ان ما جاء في هذه الكتابة يمثل الدين الاخر ومتبعيه. لكن احد منهم لن يقول ان هذه هي حقيقة الشر الكامن في الاديان, فاعتراف بهذه الحقيقة يعني خسارة سياسية اقتصادية اجتماعية جسيمة, وهو حتما سيعني زيادة عدد العاطلين عن العمل في المجتمع, وهو سيعني مواجهة حقيقة الواقع التي ستعيد لخبطة كل شيء في صيغة التنظيم الاجتماعي.
اذا مت لا اريد ان يصلي علي كاذب هذه وصيتي واصر عليها.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعد الحافظ ودعوة الى المحبة بين الكف والمخرز؟
- كل عام وانتم مناضلون:
- شجرة ابو مازن...حيرتنا:
- السيد احمدي نجاد واللياقة الدبلوماسية:
- الشيخ رشدي عضو حزب التحرير:
- هدرالحقوق وقلة احترام القيادةالفلسطينة لشعبها:
- العقد السياسي الفلسطيني بين المصلحة القومية والمصلحة المجتمع ...
- عملية حماس في الخليل عملية ارهابية رجعية مشبوهة ومرفوضة:
- ليس لمنظمة التحرير الفلسطينية برنامج سياسي وطني فلسطيني مستق ...
- دلالات ممارسات قتح وحماس في الضفة وقطاع غزة:
- المفاوض الفلسطيني تكملة عدد:
- رثاء غاضب: مستقبل المفاوضات المباشرة, ( دولة فلسرائيلية ):
- الموقف السياسي من الديموقراطيات الاستعمارية:
- ليست الحياة عودة للخلف ايضا/ رد على سلامة كيلة
- برنامج الارزة والزيتونة وغيره/ يدين اهمال م ت ف لواجبها تجاه ...
- العلمانية بين الحالة والدلالة
- ما الذي يرغب به حقا السيد محمود عباس:
- الله يغادر الموقف السياسي الفلسطيني؛
- الماء في فم الفلسطيني
- رسالة الى يعقوب بن افرات /سمات اسرائيل الخاصة :


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - اذا مت لا اريد ان يصلي علي كاذب؟