إلى المجلس الأعلى للتعليم بالمغرب : وكأن الملك يخاطب الصم عقليا

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 20:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تحية طيبة
أعود للكتابة بعد فترة عطلة صيفية ومعي إليكم باقة من أجمل التعابير ومن أطيب الورود اقتطفتها من كل الكتب السماوية ومن الطبيعة التي هي كمعجم للعقل والتبصر وقد امتلأت آيات لمن يبصرون.
أتمنى أن أثير نقاشا مفيدا للجميع وان أساهم في تغيير المألوف التقليداني الشكلي المحنط الفارغ من الحياة الفكرية والروحية والمعنوية وأن أساهم في التحرر من التوثين المادي والتخدير الروحي والتيه المعنوي.

أتمنى لكم عيدا بفرحة جمالية الهدية المقدمة للخالق في صوم كان فيه النصر على الشهوات النزواتية وعلى غرور النرجسية نصرا مشهودا

لا تترددوا في النقد القوي ولكم مني حرية مطلقة فقط ليتها موضوعية
***********************************************************

إلى المجلس الأعلى للتعليم: وكأن الملك يخاطب الصم عقليا

السادة المحترمون:
كان الملك واضحا في شان الإصلاح التعليمي في خطاب عيد العرش لهذه السنة بحيث سطر بوضوح وبخط أحمر تحت النمطية الفاشلة التي بها تم تدبير هذا الملف الذي بدا يزداد تعقيدا....
لكن للأسف أن التحركات الأولى لهذا الموسم الدراسي تبين على أن الفاعلين وقع لهم أن سقطوا في الرمال المغرقة . إنها الحقيقة التي تنطبق على القائمين على اختيار الطلبة المدرسين لهذه السنة بحيث أننا لاحظنا منهجية اعتمدت ما هو أساسي ولكن بمفهوم متقادم ونمطي وتقناوي هو ذاته الذي فشلت فيه مرحلة التدريس بالأهداف كما لو ان الملك تكلم مع الصم عقليا.
المصيبة هي أننا اعتمدنا التدريس بالكفايات بمنهجية الإدماج التي تعتمد من بين أنبل أهدافها محاربة أو التحرر من الأمية الوظيفية لكن المتتبع لمجريات انتقاء الطلبة المدرسين للتعليم الابتدائي سيصاب بخيبة أمل حصر النزيف بالاستدراك والاستفادة من تجربة السنة الفارطة.
فبالله هل نحن في حاجة كأساتذة المركز لتنقيط طالبة تم اختيارهم الأولي من خلال ترتيب تنقيطهم الجامعي ثم من خلال تنقيطهم في الاختبار الكتابي؟ وهل فعلا يجوز تنقيط مواصفات المدرس التي هي بيت القصيد. وعن هذه فبالتأكيد أن المنهجية المفعلة لن تلاحظ منها سوى تمظهرات كألبسة القس التي لا تعني القس بالضرورة وذلك راجع للتمركز الذاتي من داخل مفهوم" ألأساس" و"المواد الأساس". واعتقد أنها الحالة الشاذة في كل الأكاديميات بالمملكة اللهم إذا من استثناء قد يكون قنديل أمل في غابة استوائية من التفكير التقناوي والنمطي.
إن العالم استقر في مسلمة تقول على أن أساس كل تنمية هو التعليم وهو ما ذكر به الملك في خطاب عيد العرش لسنة 2010 حينما قال على أنه كان يتطلع إلى تعليم يخدم التنمية. ولكي يخدم التعليم التنمية فمن حيث اختيار الطالب المدرس فإن ما يلزم هو النظر إليه من حيث امكانياته وقدراته على وظائفية وأدواتية المعرفة التي جاء بها من الجامعة في سياق المشروع التنموي للملكة المغربية ثم النظر إليه من حيث مؤهلاته في سياق المهننة وقابليته لتكوين غير التكوين لأجل التكوين الذي هو إضافة نوعية في الكارثة التعليمة بالمملكة المغربية والذي بدوره يحتاج إلى إعادة النظر. لعلنا هكذا أمام الدمى الروسية.
السادة المحترمون
كان عليكم و وزارة التربية الوطنية أن تستدعى النقابات والأحزاب مباشرة بعد الخطاب الملكي وتوجيه دعوة لكل رجل تعليم قادر على المساهمة في استدراك ما يمكن استدراكه وكان على الهيئة التي أشرفت على البرنامج الإصلاحي أن تتقدم باعتذار للمغاربة وان توجه الدعوة لمن كان ينتقدها بدل التعصب ضده وإبعاده بطريقة أو بأخرى والتواطؤ مع المنبطحين المرتزقة الذين ينظرون إلى الإصلاح والأكاديمية من حيث الأموال الكثيرة المرصودة.
إن عددا هاما من المشرفين على تفعيل بيداغوجيا الإدماج بالمغرب والمقاربة بالكفايات بالمستويات الابتدائية بقي غريق ذاته في العلمية إلى درجة ان نرجسية بعض منهم جعلته يحتال علينا في مدينة كلميم من خلال كلمات بريستيجية المنصب والمهمة الوزارية المكلف بها بل لاحظنا خبيرا قالوا عنه دوليا يدافع عنهم بعاطفة أكثر منها بالعلمية ويطعن في مواد تعليمية تقف لها الدول التي تتنافس في التنمية باحترام كبير وتدمجها في تعليمها الجامعي ... فقط لأن هاؤلاء يعانون من الأمية الوظيفية ومن علمية متقادمة.
لربما لذلك في أكاديمية كلميم تكرس هذه الأمية في تصرف المنجرفين عاطفيا في زورق عقلانية تقناوية أسيرة ذاتها إلى الأبد مادامت هي تربيتهم وألفتهم الجينية...
السادة المحترمون:
لقد كاتبتكم بدوركم فلا تسألوني عن الصبر والطبع يغلب ... والطباع المواطنة والنظيفة تؤكد وتقول بصوت عال: إن هذا أمر مرفوض بحجة الخطاب الملكي.
بوجمع خرج: الذي واجه في مكناس وفي مراكش الهيئة المشرفة على إصلاح التكوينات الفاشل ...

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات