أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - فلنعترف أولا بتخلفنا 4/5















المزيد.....

فلنعترف أولا بتخلفنا 4/5


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأسباب والجذور ( حكم العسكر )
حكم العسكر مصر بشكل مستمر منذ عام 525 قبل الميلاد وحتى اليوم ،سواء كانوا قادة مثل قمبيز ، الاسكندر ،بطليموس ، قيصر، عمرو بن العاص، صلاح الدين ، سليم الأول ، نابليون ، محمد على ، عبد الناصر ، او ميليشيات عسكرية كالمماليك وولاة بنى عثمان .. يشذ عن هذا فترة حوالى قرن من الزمان تبدأ بهزيمة ابراهيم باشا نجل محمد على ( وتوقيع اتفاقية تحد من حجم وتسليح الجيش المصرى ) وتنتهى بانقلاب عسكر 52 .
خلال هذه الفترة طور سلاطين وملوك مصر أنظمة حكم مدنية ( عكس عسكرية ) اتسمت فى بعض الأحيان بالديموقراطية الليبرالية المتأثرة بالغرب ، وشهدت هبات شعبية تطالب بتمصير قيادة الجيش مثل ما حدث من عرابى والبارودى ، أو الاستقلال السياسى والاقتصادى كما طالب ثوار عام 1919 وما تلاه بقيادة الوفد.
فى هذه الفترة خاض العالم حربين تم خلالهما صعود وسقوط الفاشيست فى أوروبا وانتهاء الخلافة الاسلامية العثمانية واندلاع ثورات شعبية مقاومة للاستعمار الانجليزى والفرنسى وتأسيس الاتحاد السوفيتى واسرائيل ..وكان لكل هذا تأثيره على الشارع المصرى فظهرت ونمت تنظيمات شيوعية وفاشيستية دينية وقومية ( الاخوان المسلمين ومصر الفتاة )، جنبا الى جنب مع حركات التنوير الليبرالية والاشتراكية . وهاجر الى مصر كل من عانى من الاضطهاد المذهبى أو الفكرى أو أراد ان يطور من إمكانياته العلمية والفنية والاقتصادية ، أسماء كثيرة جعلت من القاهرة والاسكندرية منارات للمعرفة والفن ، على سبيل المثال لا الحصر (روز اليوسف ، الأخوان تكلا ، نجيب الريحانى ، فريد الأطرش ، بيرم التونسى ..... ) مصر فى تلك الفترة كانت قد وعت ذاتها بعد اكتشاف اللغة الهيروغليفية وتأسيس نظم تعليم مدنية فى مدارسها وجامعاتها ، كذلك كان لها برلمان ودستور وأحزاب متنوعة تتبادل السلطة ، وكانت مرشحة لقيادة المنطقة للخروج من أسر الاستعمار ونظم الحياة البدوية والخلافة العثمانية ..ولكن كيان الدولة المعاصرة الهش الذى لم يكن قد بل بعد من تخلف الحكم العثمانى المملوكى أصابته لعنة الفاشيست بنكسة أعادته لنقطة البداية ، لقد انقلب العسكر عام 52 ضد الشرعية والليبرالية ليعطلوا الدستور والحياة السياسية ويتحركوا بثقة على درب مهده من قبل هتلر فى ألمانيا متصورين أنهم سوف يحققون ما فشل فيه الفوهرر ، من المحافظة على انتصارات الفاشيست.
الجيش المصرى بعد هزيمة ابراهيم باشا لم يكن معدا للحرب والقتال والدفاع عن الوطن ، لقد كان يضم بعض من أبناء الارستقراطية الباشاوات والبكاوات كضباط يقودون جنود من أفقر فقراء مصر الذين لا يستطيعون دفع البدل النقدى للخدمة العسكرية ، وكان الانجليز يستخدمون هذا الجيش للاستعراض فى الاحتفالات ولاهداف خاصة بهم منها الحرب فى المكسيك أو احتلال السودان اوقمع الاضطرابات فى البلدين ، مع الحرب العالمية الثانية ، سمحوا بتطوير بعض وحداته لتساعد الحلفاء ضد المحور ، وليحل لأول مرة بعض من أفراد الشعب مكان أبناء الأمراء فى الكلية الحربية ، الضباط القادمون من قرى وحوارى مصر ، جاءوا يحملون كرها للمحتل الانجليزى وإعجابا بالمتحدى النازى ، الذى نقل بلاده من حضيض معاهدة فرساى الى احتلال الجزء الأكبر من أوروبا ، بإعادة تنظيم إمكانيات الشعب الألمانى وحشدها عسكريا ، لتصبح قوة مرعبة ساحقة ، تحقق انجازات تشبه الأحلام .
الضباط الجدد كانت ثقافتهم مكتسبة من الشارع ، حيث ميليشيات أحزاب المعارضة وصحفهم وخطباءهم وتنظيماتهم ، وطموح غامض ( لمصر الفتاة ) لاستنساخ ( تركيا الفتاة ) التى أنشأها كمال أتاتورك على أنقاض الامبراطورية العثمانية ، أو أمل غير مفهوم للاخوان المسلمين فى إحياء خلافة اسلامية وإعادة مجدة حتى لو كان بقيادة الملك فاروق.
وهكذا عندما انقلب العسكر ، كانوا قد كونوا أفكارا فاشيستية قومية ودينية ، من الوسط الثقافى السائد مع معاداة واضحة لليبرالية الأوروبية وما يتبعها من حقوق الانسان والحياة النيابية والدستور .
النظام الذى طوره عبد الناصر ثم السادات من بعده كان نسخا للهتلرية ، فلنقرأ معا كتاب وليم شيرر " صعود وسقوط الرايخ الثالث " وكيف أحكم هتلر قبضته على الشعب الألمانى من خلال عدد من الأجهزة والنظم التى كانت الدليل والنبراس للناصرية والساداتية بعد ذلك ..
• حزب وطنى إشتراكى وحيد يمتلك الساحة على رأسه زعيم ملهم.
• نمط ثقافى شوفونى موجه دستوره كتاب " كفاحى " .
• نظام بوليسى قوى متغلغل ، له أدواته القمعية وقاعدته من سجون ومعتقلات .
• مؤسسات تشريعية ونيابية وقضائية صورية ، هى دمىّ فى يد النظام .
• جهاز إعلامى له قدرة عالية على الخداع والانتشار ينقل وجهة نظر وحيدة.
• جهاز دولة مركزى بيروقراطى يسيطر على حياة الشعب من خلال كافة الانشطة الاقتصادية .
• جيش له امتيازات خاصة ومعتنى بتدريبه وتسليحه معتاد على الطاعة .
• تحالف قوى الانتاج الاقطاعية والرأسمالية مع العمال والفلاحين بقيادة البيروقراطية المتحكمة فيهم جميعا .
ونحن هنا نتكلم عن نظام هتلر ، لا النظام الذى استنسخه الضباط الأحرار .. وكما حدث للنازى من صعود سريع ثم سقوط مدوىّ ، حدث لضباط مصر، فالآله العسكرية التى حرمت الشعب من الديموقراطية والليبرالية وحقوق الانسان ، قدمت له بديلا من النعرة القومية والانتصارات الزائفة والحروب المتتالية والهزيمة المذلة فى اليمن وسيناء.
انكسار الحلم العسكرى المصرى ، جاء بسبب أن القوى العظمى لم تكن فى وضع يسمح لها بظهور هتلر جديد ... وتفرق الجمع الذى حشده الضباط خلف إتحادهم الاشتراكى وقوميتهم العربية ، ليقع فريسة للوهابية ، ويعود الى نقطة الصفر ، الى الأخلاق والسلوك البدوى المتخلف وشكرا لحضرات الضباط .
الضابط المصرى منذ سمحت حكومة الوفد لأبناء الشعب بدخول الكلية الحربية ( وحتى اليوم ) كان من هؤلاء الطلاب الذين لم يجدوا لأنفسهم مكانا فى جامعات مصر .. لقد كان الأقل كفاءة والأقل علما وتحصيلا بين زملاءه .. والدراسة بالكلية الحربية لا تعدل من هذا الامر شيئا ، فيتخرج محدود الأفق قليل الخبرة والتعليم ، فإذا ما بدأ العمل لم يجد القدوة أو النظام الذى يؤهله لاحترام الآخر والتمسك بالنظم الديموقراطية الحديثة ، إنه فى الغالب يكره المناقشة والحوار ، ويتخيل أن بارتداءه البدلة الميرى إمتلك الحقيقة المطلقة ، وأن إنقاذ البلاد من الفوضى والخراب معلق فى رقبته ، وأن نظامه العسكرى هو العلاج الشافى لفوضى المصنع والمدينة والقرية ، فإذا ما أصبح فى السلطة وصاحب قرار ، فتح السجون والمعتقلات وأطلق زبانيته لتعذيب المعارضين وتحطيم كبرياءهم حتى لو كان بينهم لويس عوض أو اسماعيل صبرى عبد الله أو فؤاد مرسى أو شهدى عطية أو لطفى الخولى . الضابط فى السلطة يغلق الصحف ويكمم المثقفين وينشر الرعب الأمنى والبوليسى ، ويضع يده على كنوز الدولة ينفقها حسب رؤيته الفردية ليستدين ويتسول عيشة وعادة ما يلتف حوله كل محتال منافق يصور له أنه الناصح الأوحد الأمين .. ثم يتحول الديكتاتور الى نصف إله يحيى ويميت ، يمنح ويمنع ، يصفو ويغضب ، فيتحول شعبه الى أمة من الماشية المطيعة لراعيها الذى بيده العصى فتتخلف .
إنه درس التاريخ الذى لم يخطئ أبدا ، فلماذا يخطئ فى بلادنا !!



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنعترف أولا بتخلفنا 3/5
- فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5
- فالنعترف أولا بتخلفنا 1/5
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 4 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 3 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 2 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر
- اشنقوا - جدو- أمام البوابة الرئيسية لنادى الزمالك
- حوار إنتظر نصف قرن ليتم
- هز القحوف فى مرثية لأبى شادوف
- مليون جنية لكل لاعب !! إنها قسمة ضيظى
- لا تصدقوا هذه الجماهير
- يا أهل مصر اهربوا منها
- أبناء الديانة الرابعة ...هذا قدركم
- أحلام القرن الحادي والعشرين وإشكالية التنوير
- أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة
- أنا مع الفرعون .. طبعا (3/2)
- أنا مع الفرعون .. طبعا (1/3)
- مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير
- مصر مستعمرة وهابية 2


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - فلنعترف أولا بتخلفنا 4/5