أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا الصراع














المزيد.....

في سيكولوجيا الصراع


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 13:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يثير الصراع، بغض النظرعن نوعه، مشاعر سلبية قابلة للتراكم ويؤدي تكاثفها الى كره متبادل بين اطراف هذا الصراع. ونظرا" لآثاره المدّمرة التي يخلقها الصراع فقد عدّ البحث فيه، بحسب تقرير قسم العلوم الاجتماعية لليونسكو، هو الأكثر كثافه من حيث تزايد الدراسات فيه على نحو غير مسبوق. ويعدّ علم النفس، السياسي بشكل خاص، واحدا" من اهم العلوم التي تعنى بدراسة الصراع والبحث عن استراتيجيات للسيطرة عليه والحدّ من اثاره أو درءه قبل وقوعه.
وبحسب نظرية المجال فأن الصراع يحدث نتيجة تطابق، أو احتكاك جزئي بين مجالي قوتين يتسم بطابع مشابه للاحباط..الذي يمثل حالة نفسية تنطوي على تعبيرات انفعالية سلبية، وسلوكية عدوانية واضحة، تنشأ عند مواجهة هواجس تعيق تحديد الاهداف المنشودة. ويجري عادة أن يقيم كلّ طرف في منافسة أو صراع، الطرف الآخر بوصفه عقبة تحول دون تحقيق مصالحه. لكن الاحباط يتباين من حيث درجته، من الانزعاج الى الاعاقة التامة لنشاط الانسان. وبهذا المعنى تتكاثف مظاهر أو اساليب السلوك العدواني مع زيادة شدة أو حدة الاحساس بالاحباط واليأس. أي، كلما كان الاحساس بالاحباط اشد كلما عبرّت سلوكيات الفرد أو الجماعة عن عدوانية أكبر. وفي هذا الاطار ينشأ الصراع عندما تتعارض المصالح وتتضارب، أو عندما يسلتزم نجاح احد الطرفين الحاق الضرر والاذى بالطرف الآخر أو اقصاءه أو القضاء عليه تماما" .
ونفسيا"، ينشأ الصراع عندما يجد الفرد نفسه مجبرا" على السلوك أو النزوع باتجاه اتخاذ قرار ما في موقف يفرض بديلين للحل (احلاهما مر)، أو عندما يكون مجبرا" على الاختيار بين بديلين لهما نفس الدرجة من الجاذبية.
وفي نطاق اوسع يمثل الصراع حالة من التوتر تنشأ بين افراد أو جماعات نتيجة تعارض في المصالح أو الأهداف أو الطموحات، وهو حلقة اساسية في ممارسة التأثير أو النفوذ الاجتماعي على الآخرين، ما دام يشكل منطلقا لتغيرهم أو تغيير واقعهم، أو لتأسيس علاقات جديدة فيما بينهم . على ان اهم عوامل الصراع وتجلياته الانفعالية الحادة تكمن في المستوى العام للتوتر الذي يعيشه الناس والذي يتجسد في مدى اشباع حاجاتهم من عدمها، ودرجة التنافر أو التضارب في اهداف جماعات الصراع، وطبيعة العلاقات المتبادلة بين (الخصوم).
ولآن الصراع من المفاهيم المعقدة بسبب تداخل المعطيات حول نشأته وأسبابه واطرافه ونتائجه ،فأن الأمر يتطلب وضع تصنيفات له من حيث: عواقبه، ما اذا كانت مدمّرة حين تلحق الخسارة بكافة اطراف الصراع، أو بناءّة عندما تتحقق فوائد لأطراف الصراع. وما اذا كان يحدث لأسباب واقعية أو صراعات عرضية مؤقته ( نتيجة تحالفات مع الأطراف المتصارعة الأساسية)، أو صراعات غير واقعية تنشأ نتيجة تقيمات خاطئة وغير دقيقة، أو صراعات ناجمة عن تعارض مصالح، أو نتيجة تضارب في الآراء والقيم، وما اذا كان الصراع بين جماعة وجماعة، أو جماعة وجماعات،أو جماعات ضد جماعات، او ما اذا كانت الصراعات منطقية مبنية على قاعدة من الفهم الدقيق والصحيح لأسباب الصراع،او غير منطقية تحدث لأسباب ترتبط بالفهم المغلوط وغير الدقيق لأسباب الخطر والتهديد..الى غير ذلك من التصنيفات التي ينبغي فهمها لدى محاولة حلّ الصراع أو خفض حدّته ودفع خطره.
وبما ان هنالك ثلاثة بدائل لحل الصراع:التنازل أو التسوية، الانتصار على " الخصم" ،التأخير والمماطلة في مفاوضات عقيمة..وأن بديل التأخير قد استنفد في أزمتنا العراقية ،وأنه ليس بمقدور "الخصم" تحقيق الانتصار على "خصمه"، فأنه لم يبق سوى بديل التنازلات المتبادلة.غير ان هذا قد لا يتحقق الا عبر وسيط محايد غير مسيس يفهم في ادارة الصراع وسيكولوجية أطرافه..ونرى أن النفسانيين العراقيين المتخصصين بعلم النفس السياسي وسيكولوجيا الصراع مؤهلون لأن يكونوا هذا الوسيط.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وساطة نفسية لحل الأزمة العراقية
- مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية
- انتحار الأدباء..أزمة حياة أم خلل عقلي؟!
- العراقيون في الخارج
- العراقيون ..وسيكولوجيا التعبير
- ياني..في المنطقة الخضراء!
- العرب والسلطة ..وقراءة الطالع
- المتاجرة بالبشر
- المثقفون والنرجسية..مع الدكتور قاسم حسين صالح. حوار:علي السو ...
- العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع
- المجتمع ..والأمن الوطني
- غورنيكا عراقية
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون
- السياسي..المثّلث
- سيكولوجيا التماهي والطقوس الدينية في الزيارات المليونية
- غضب العراقيين..وصناعة الحاكم
- ثقافة نفسية-15 :حين يكون شريك حياتك مربّعا!
- رفاهية مناضلين ..وشقاء شعب
- حين تبتلع السياسة علم الاجتماع
- القيلولة..قد تطيح بالنظام!


المزيد.....




- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا الصراع