أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فليحاسبْني القانونُ على ذلك!














المزيد.....


فليحاسبْني القانونُ على ذلك!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 15:41
المحور: حقوق الانسان
    


دعكَ من عبارة تولستوي: "بالجمال ننقذُ العالم". ودعك من لينين حين قال: "أعطني خبزًا، ومسرحًا، أعطِكَ شعبًا مثقفًا." ودعك أيضًا من مقولة أفلاطون، التي استشهدتُ بها في عمودي الأسبوع الماضي، فأغضبت بعض قرائي: "علّموا أولادَكم تذوّقَ الفنون، ثم أغلقوا السجون." بعض القراء، يحبون أن يشاكسوا الكتّاب، فيجتزئون الكلامَ عن سياقه، أو يتغافلون عن قراءة كلمة، أو إشارة، أو حرف، أو حتى علامة تشكيل، قد تغير المعنى كاملا. وكلنا تعلّمنا في طفولتنا، أن الآية الكريمة: "إنما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ." قائمةٌ بلاغتُها، بل ومعناها، على التشكيل، (الفتحة، والضمة)، اللتين إنْ تغيّر ترتيبُهما في الجملة، انقلبَ المعنى، ودخل في باب التطاول على الذات الإلهية، حاشانا أن نفعل.
مقالي السابق لم يكن دعوة إلى الاستغناء عن "الرغيف" لصالح "لوحة فان جوخ"، بل هو دعوة لنبذ التعالي على الفنون الجميلة: (الفن التشكيلي، الموسيقى، الأدب، المسرح، الأوبرا...)، باعتبارها رفاهيةً و"روقان بال"، يخصّ المُترفين، وحسب. مقالي لم يضع تراتبًا بين الرغيف واللوحة التشكيلية، بل هو محاولة لزجّ اللوحة في خانة "ضرورات الحياة" جوار الخبز. لأن الفنَّ يعلمنا الجمالَ، والجمالُ يعلّمنا حقوقَنا، فنتمسّك بها. الجمالُ، في عبارة تولستوي، يشملُ كل معاني النبالة في الحياة. الجمال= العدل، الحرية، الرحمة، الحب، الإيثار، الشفافية، الصدق، النظافة، إتقان الواجب والمطالبة بالحقوق، إلى آخر ذلك "النصف" المضيء في الإنسان، على حساب النصف المظلم، الذي هو عكس كل ما سبق. لو أصبحَ ذلك النصفُ المشرق "واحدًا صحيحًا"، وانعدم النصفُ الآخر، انصلح العالمُ بأسره. مقالي السابق ما قال أن لا نبحث عن الرغيف، بل قال إن المواطن لو كان قادرًا على تذوّق الفنون، علا مؤشرُ الجمال داخل روحه، وبالتالي عرف حقوقه لدى حكومته، فيهابه الحاكمُ، وإن كان ظالمًا، ولا يمنع عنه الرغيف. مقالي يقول: نأكل الخبز لكي نعيش، ثم نتذوّق الفنونَ لكي نحيا، لكي نوجد، لكي نعرف حقوقنا، ثم نرفض أن تُستَلَبَ منّا. الجمالُ يعلّمنا ألا نُظلَم، فإن ظُلمنا نثور ونرفض، فنطالب، جميعًا، الحكام الفاشيين بالتنحّي، والحكومات الأنانية الطماعة بالرحيل عن سمانا.
لستُ أعيشُ في برج عاجيّ، كما رماني بعضُ القراء، حين أطالب الناس في بلادي باحترام الفنون الراقية، طالما وزارةُ التعليم لم تعلّمنا ذلك في طفولتنا، فنشأنا نظنّ أن الجمالَ ترفٌ لا لزوم له، مادمت البطونُ خاويةً، أو حتى ممتلئة. بل أنا مواطنةٌ مصرية تعاني وتشقى بكل المُشْقيات التي تزرعها حكوماتنا في قلوبنا منذ عقود طوال. ولأنني أشقى، أفكر. أتناولُ كسرةَ "الخبز"، ثم أفكّر. قبل أن تخوى مَعِدتي لأبحث عن كسرة جديدة. أفكرُ كيف أنجو، وتنجو بلادي من الجوع والمرض والفقر، والظلام (المجازيّ بمعنى التأخُّر، والحَرفيّ بمعنى انقطاع الكهرباء، من أجل عيون إسرائيل التي تنعم بغاز بلادي). أفكرُ أن أولَ خُطى الثورة على ظالمينا هي معرفةُ حقوقنا. ومعرفةُ الحقّ لا تأتي إلا بتثقيف الروح عبر تأمُّل الجمال، واحترامه، فإذا نظرنا حولنا ولم نجده، افتقدناه، وبحثنا عنه، حتى إذا ما حددنا ذلك "اللصَّ" الذي استلبه من حياتنا، وحدّنا صفوفَنا، ثم توجّهنا إليه في صفٍّ واحد، وضربناه ضربةَ رجل واحد.
لعبةُ الفاشية قديمة ومعروفة: جوّعْ شعبَك، وأغرقْه في المُلهيات. كي يعيش نهاره يبحث عن كسرة الخبز، ثم يستسلم في ليله للركاكات السمعية والبصرية، فيُتخَم بالخواء، و"يتخمد" حتى النهار التالي، حيث يبدأ رحلة الاستنزاف الدَّوابّيّ (من دابّة) التي لا تنتهي. الحكومةُ الفاشية تجعل من المواطن بهيمةً تبحث عما يقيم أودها لتعيش. ومقالي السابق، وكل مقالاتي السابقة والآتية رفضٌ لهذا الخطّ الذي رسمته لنا حكوماتُنا. اعتبروها مقالاتٍ تعبويةً ضد القبح. وليحاسبْني القانونُ على معاداة القبح! ...



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرًا للصّ زهرة الخُشخاش
- الرحابُ فى جفاف
- مسرحية -قطط الشارع-
- مجدي أحمد علي مُخرج اللقطات الملهمة
- عسلٌ أسود، مرآةُ ميدوزا
- البنت المصرية سعاد حسني
- مسرحية -أوديب وشفيقة-
- مسرحية -العميان--أشعرُ بالقمر فوق يدي
- جبل راشمور في الشيخ زايد
- متشوّقون للجمال
- عقيدتُك ليست تعنيني
- محمود سلطان، الإعلاميُّ الجميل
- تثقيفُ البسطاء في ثقافة الجيزة
- صديقي المبدع، بهيج إسماعيل
- عبدةُ الزهور الجميلة
- الثالثُ المرفوع، وغير المرفوع
- لأن معي أتعاب المحامي
- أزمة الإنسان واحدةٌ فوق المكان والزمان
- درسُ سلماوي الصعب!
- يوميات قبطي، واحد م البلد دي


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فليحاسبْني القانونُ على ذلك!