مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 14:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحكمة من نعمة النسيان ثمانية أشياء:
أولاً : التخفيف من الهموم و الذكريات المحزنة .
ثانياً : راحة للأفكار.
ثالثاً: عدم التعرض للضغوطات الفكرية.
رابعاً: الاستعداد للحصول على أفكار جديدة .
خامساً: تجنب صداع الرأس.
سادساً: النسيان حماية لخلايا المخ من التلف .
سابعاً: عدم النسيان قد يؤدي الى كثرة الشرود.
ثمانية: النسيان يعزز القدرة على القراءة و أخذ منها معلومات جديدة.
بدا دولة الرئيس سعد الحريري من خلال تصريحه لجريدة الشرق الأوسط اليوم راغبا بنصح اللبنانيين بالنسيان كوصفة طبية تؤدي للشفاء من المحكمة الدولية ودم شهداء 14 آذار، وتحضيرهم نفسيا لوصاية سورية من النوع الجديد، حيث يقول اننا والسوريين تعلمنا من أخطاء الماضي، وتحضير الرأي العام للطعن بالمحكمة الدولية من خلال الاقرار بالشهود الزور، تأتي هذه الرغبة كنتيجة لرغبة السعودية باصلاح علاقاتها مع سوريا لأعادتها الى معسكر الاعتدال وفصلها عن ايران مقابل اعادة وصايتها على لبنان، دون الدخول العسكري المباشر، واعطائها دورا محوريا بالملف العراقي، والضغط المزدوج الذي مارسه حزب الله وحليفه الجنرال عون عليه في الفترة الماضية وصولا الى اتهامه بطعنهم بسكين مسكوب عليه الملح، تخيلت نفسي ألعب لعبة الحزازير التي كنا نلعبها صغارا حيث عليك قراءة نص ومعرفة لمن يعود، لو قرأت تلك المقابلة دون معرفة صاحبها وسألت لمن المقابلة؟ لأجبت بدون تفكير لوئام وهاب، يبدو أن ثقة سياسيي لبنان بخفة عقل جمهورهم وتبعيتهم العمياء لهم كبيرة، لذلك هم يستسهلون نقل البارودة من كتف الى أخرى دون أدنى تردد، لو كنت مكان دولة الرئيس سعد الحريري لتوجهت لجمهوري وصارحته باختلال ميزان القوى، وعدم رغبته بأخذ جمهور 14 آذار الراغب بالدولة الحرة المستقلة الى مواجهة مفتوحة غير مضمونة النتائج، لأنه من جماعة القلم والعلم ومنطق الدولة، وهو غير قادر على الدخول بلعبة مواجهة مع منطق اللادولة لحزب الله وحليفه الجنرال عون الذي أنزل مستوى الخطاب السياسي الى ما دون الزنار، ولخيرت جمهوري بين الاستقالة أو المواجهة حتى الرمق الأخير، فجمهور 14 آذار التواق لحكم الدولة القوية القادرة على حماية مواطنيها من عبث المليشيا، لم يبخل لا بالتضامن ولا بالتضحية ولا بالصمود لأقرار المحكمة الدولية والدفاع عن دماء الشهداء، وتبني قضية الحرية والأستقلال، لذلك يستحق ذلك الجمهور مشاورته بمصيره قبل جره كالشاة الى السكين.
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟