مصطفى عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 13:43
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
ويل للمطبطبين ...
الذين يقولون نصف الحقيقة ، ويمسكون العصا من المنتصف ، ويتركون الأبواب مواربة ،ويصفقون لمن علا ويدوسون على كل عشب اخضر لا يخضع لهم .. ما أكثرهم وما أقواهم وما أوسع نفوذهم وما أعظم مكاسبهم .
لقد سادوا وتمادوا فى تجميل القبح وتعظيم توافه الامور . ومن هؤلاء المطبطبين النائب الصعيدى عبد الرحيم الغول الذى قال لجريدة " المصريون" قبل أيام أن الحزب الوطنى حقق مطالب وآمال المصريين وسن قوانين عظيمة وراعى الله فى خدمة الناس ، لذا فإنه يستحق القيادة فى الانتخابات القادمة . وقال " الغول " ايضا إن جمال مبارك هو أمل الحزب الوطنى فى المرحلة القادمة ، لأنه أعطى الحزب مالم يعطه أحد منذ سنوات معتبرًا أن الحملة المثارة ضده "حملة مغرضة هدفها تشويه صورته أمام شعبة الذي يحبه ويقدره"، وقال بلهجة سخرية من المعارضين لترشحه: "إللي مش عاجبه يضرب دماغه في الحيط " .
وكلام نائب الوطنى عن نجع حمادى يناقض واقع المصريين الموغل فى الظلام . فمن ناحية يتغاضى الرجل عن مفاسد لا حصر لها أثبتتها السنوات الطوال التى حكم فيها الحزب الوطنى وتحكم ، ولا يعرف احد ماذا قدم ذلك الحزب للوطن . إن " الغول " مثله مثل الاف الاعضاء بالحزب الحاكم يتجاهلون كوارث وأزمات حكومات الحزب المتتالية التى أدت لتفشى الفقر واتساع الفساد . ويضيف الى تلك الكوارث كارثة جديدة تتمثل فى تفضيل سيناريو " التوريث " باعتبار جمال أمل الحزب فى الاصلاح . ولاشك أن منطق " الغول " الذى يخير الناس بين تأييد ما يقول أو خبط رؤوسهم فى الحائط هو منطق الدول الفاشية والانظمة الاستبدادية التى لا تؤمن الا بالاحادية والفردية . إن كلام الرجل يسىء للحزب الذى يضيف صفة " الديمقراطى " الى اسمه ، ولاشك أن المدرسة السياسية التى تخرج فيها عبد الرحيم الغول لا يمكنها أن تقدم أى خير لهذا البلد .
لقد سبق وسمعنا كلاما مشابها من اعضاء بالحزب الحاكم وصلت لحد مطالبة احدهم باطلاق الرصاص على المتظاهرين عنوة ، ولسب دين الله لآخرين يعارضون الحكومة ! والحقيقة ان استمرار هذه اللغة فى السياسة المصرية ينبىء بتدنى خطير فى التفكير والتخاطب ويعطى دلالات واضحة أن السلطة لا تريد اصلاحا ولا ديمقراطية .
#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟