أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - مفاوضات مباشرة مستعجلة لتسوية مؤجلة















المزيد.....

مفاوضات مباشرة مستعجلة لتسوية مؤجلة


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 12:18
المحور: القضية الفلسطينية
    



هذه المفاوضات المباشرة (طبعة 2010) وبعد 17 عاما منذ جرى توقيع اتفاقيات أوسلو وما أحاطها من ضروب التفاوض المعلن والاتصالات السرية، هذه المفاوضات تحيي اليوم أوهاما جديدة، تكرس موت الآمال التي تبددت بفعل المماطلات الأميركية – الإسرائيلية في غمرة البحث في قضايا التسوية الدائمة، تلك التي جرى البحث فيها وجها لوجه مرتين خلال تلك الأعوام الطويلة أثناء عهدي كل من إيهود باراك وإيهود أولمرت، من دون الوصول إلى نتائج مكتوبة أو مُعلنة، تحسم جدل المتفاوضين، أو تحاول مقاربة موضوعات التفاوض فيما بينهما. فيما الولايات المتحدة وإذ تتبنى المقاربات الإسرائيلية للتسوية، لا تحاول ولم تستطع الخروج من جلدها، وهي تدعو إلى إرضاء الطرف الإسرائيلي، ما ظهّر ويظهّر مباحثات التسوية التي تجري حتى الآن، وكأنها تتم بشرط أو بشروط إسرائيلية، والحال كذلك شئنا أم أبينا، وها هو نتانياهو يصول ويجول فيما يتعدى إطارات التسوية الراهنة، إلى منظورات ومفاهيم إستراتيجية أبعد، يريد من خلالها حسم الجدل حول "إسرائيل دولة يهودية خالصة" لا تعترف بالمواطنة وقوانينها، ولا بحق الأقلية في الاعتراف بكونها أصلانية في وطنها ووطن أجدادها.

يقينا.. فإن نتانياهو بكامل الشروط التي تحيط زعامته لائتلاف من اليمين المتطرف، لن يستطيع تجاوز التوقعات والمفاجآت التي ما يني يعد بها، فلا هو ديغول، ولا هو رابين، حتى يمكن لأسلوبه في التفاوض، أو لجوهر ما يعرضه من "تنازلات مؤلمة"، أن يخلق أرضية تصلح لمفاجآت محتملة، أو متوقعة من قبله، فسنة التفاوض لن تخلو من مفاجآت أو انقلابات درج نتانياهو على إحداثها في مسيرة حكمه. أما وأن ائتلافا حكوميا يمينيا متطرفا يحيط به اليوم، فإنه لا شك لن يكون بمقدوره أن يكون حرا في مجرد التعبير عن موقف يغاير مواقف أحزاب الائتلاف، فكيف يمكنه وهو الأشد انتماءا وولاء وتقيّدا بأيديولوجية "إسرائيل الكبرى"، أن يجترح حلاّ أو حلولا تناقض ذلك المشروع الأساس الذي أقيمت إسرائيل على أساسه، وهي تمضي اليوم وبمعية كامل تشكيلة اليمين القومي والديني المتطرف، للمنافحة ضد تسوية يمكن أن يجري بموجبها تقديم "تنازلات مؤلمة" عن بعض "إسرائيل الكبرى"، في المنطقة التي يطلقون عليها تسمية "يهودا والسامرة"!.

ولأن نتانياهو لا يؤمن بضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلة، تنهي الصراع وتوقف سيل المطالب الفلسطينية، فهو ومن دون شك معني بالأخص بما ينهي الصراع، ولكن.. لا بما يحقق للفلسطينيين مشروعهم الوطني أو بعضه، ذلك الذي جرى تقليصه حتى، إلى حدود انتهت معها الحركة الوطنية الفلسطينية، أو تكاد؛ بفضل طبيعة المفاوضات المستوحدة، والأوهام المعقودة حولها وعليها، إلى طلاق بائن مع أهداف التحرر الوطني؛ لشعب لا يمكن لقضيته الوطنية أن تتراجع في سياق تراجعات حركته الوطنية، نحو "جدار أخير" لا آفاق له أو لسماته التفاوضية التي تدق اليوم مساميرها في الجسد الحي للكفاح الوطني الفلسطيني، تاركة إياه في عراء المفاوضات من دون بدائل في حال فشلها، ومن دون سند مرجعي من حلفاء وداعمين وأصدقاء، باتوا يُستبعدون من فضاء التضامن والدعم، متروكون في العتم، بعيدا عما يفترض أنه مجالهم الحي والحيوي لدعم مشروع وطني فلسطيني، يتآكله النسيان والتجاهل والاستفراد والممارسات الأحادية – الإخضاعية – ذاتيا وموضوعيا.

المشكلة ليست مشكلة نتانياهو وائتلافه الحكومي، والموقف الرسمي الأميركي الذي يرعى اصطفافه إلى جانب إسرائيل، المشكلة مشكلة المفاوضات ذاتها، بما حملت وتحمل من أوهام فلسطينية وعربية، لا يجد أصحابها في المفاوضات إلا خيارهم الأوحد، وفي التسوية التي لا تأتي امتحانهم الدائم نحو التقرّب من الولايات المتحدة، كراعية للاصطفاف الطبقي والجيو إستراتيجي والسياسي الجديد، نحو إتمام صفقة "الشرق الأوسط الجديد" في أعقاب التطورات والمعطيات بسلبها وإيجابها، التي يحملها الوضع العراقي والأفغاني والإيراني إلى رصيد واشنطن في منطقتنا وفي بلادنا.

وإذا كانت المفاوضات المباشرة قد تأجلت كل هذا الوقت، منذ ما بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو، وإجهاض المفاوضات التي جرت في عهدي حكومتي إيهود باراك وإيهود أولمرت، بما حملته من مماطلات ووعود تسويفية، فإن سنة من التفاوض حتى آب (أغسطس) 2011 لن يكون بمقدور الأطراف المتفاوضة خلالها، زحزحة المواقف المتصلبة لنتانياهو وائتلافه الحكومي، والمدعومة أميركيا، في سعيهم لإخضاع الفلسطينيين، بابتزاز موافقتهم على صيغة "سلام اقتصادي"، ينطوي على تسوية يجري التوصل بموجبها إلى شكل من أشكال الحكم الذاتي، أو الإدارة المدنية للسكان الذين سيُحكمون من قبل "سلطة فلسطينية" يجري التوافق في شأنها خلال السنوات العشر التي سوف يستغرقها تنفيد التسوية، حسب المقترح الأميركي، وهي تسوية ليست تُعنى بالأرض، وإنما مجالها السكان، وهي أقرب إلى تسوية ديموغرافية وعقارية، أكثر منها تسوية سياسية بين طرفين سياسيين، يمتلكان كامل حرية المقاربة والمباعدة بين مواقفهما، بوجود شريك أميركي كامل لإسرائيل، وشركاء عرب هم أقرب إلى تنفيذ الأجندة الأميركية منها إلى الأجندة الفلسطينية المستفردة والوحيدة.

وفي مطلق الأحوال، فإن المفاوضات الموعودة لسنة من أجل تهيئة مسرح المنطقة من أجل تنفيذ تسوية من طبيعة أمنية، خلال السنوات العشر القادمة، لن يكون مآلها على الأرض، سوى أنها سوف تفضي إلى زيادة أعداد المستوطنين وارتفاع في وحدات البناء الاستيطاني سواء في المناطق المعزولة أو في المستوطنات الكبرى، بالترافق مع مزيد من الأسرلة والتهويد لأرض وبيوت وممتلكات المزيد من المواطنين الفلسطينيين. فأين هي أرض الدولة الفلسطينية الموعودة ضمن مسيرة "حل الدولتين"، ذلك الوهم القاتل لأهداف التحرر الوطني، تلك التي باتت مُستبعدة من أجندات سلطة الطبقة، بعدما جرى الرهان على إبقائها لصيقة سلطة الشعب، وهي تنحلّ وتتفكك ذاتيا من داخل الاصطفاف الوطني – الطبقي، وموضوعيا يزداد اقترابها نحو الاصطفاف الدولتي الخارجي المتمحور حول تسوية بالمفهوم الأميركي – الإسرائيلي؛ هي وحدها المتوافرة عمليا على طاولة مفاوضات مباشرة، يزداد ميل موازين القوى فيها نحو كامل تشكيلة القوى المعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية بمفهوم الشعب الفلسطيني، وكل مؤيديه من المؤمنين بحقوقه الوطنية التاريخية العادلة.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات الترتيبات الأمنية وآفاقها المغلقة
- الأبارتهايد الإسرائيلي والدسترة البنيوية لكيان التمييز العنص ...
- دولة السلطة الفلسطينية: عنزة ولو طارت!
- أيّ صورة لاحتلال العراق يُعاد تشكيلها؟
- إكراهات التفاوض: -رخصة وطنية- لاستمرار احتلال مقنّع
- رسالة المفاوضات وعنوانها المراوغ
- نور المعرفة وحجاب السلطة
- مازق المواطنة والهويات الانغلاقية
- دولة -الأرض الواحدة- وأرض -الدولة الواعدة-!
- حق الاختلاف ومحنة المعنى
- الفلسطيني إنسانا.. قضية القضايا
- بين -يهودية الدولة- وبقرة الاستيطان المقدسة!
- استعصاءات التسوية والتوجهات الليكودية و-شرعية- التمثيل الفلس ...
- حدود الدور الإقليمي التركي.. وأوهامنا
- مأزق الحقوق الفلسطينية وأزمة القيادة التاريخية
- ممكنات -اللاحل- التفاوضي واستحالاته!
- الدوران الأوروبي حول عنق زجاجة الأزمة
- قلق مصيري غائب ورضا سكوني خائب
- دولة تنتجها المفاوضات باختلالاتها لن تكون دولة فلسطينية
- تعافي الاقتصاد من باب العودة إلى السياسة


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - مفاوضات مباشرة مستعجلة لتسوية مؤجلة