|
الجمود العقائدي عند الماركسيين !!
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 11:35
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
حَدد كارل ماركس مراحل التطور الاجتماعي بخمسة تشكيلات اجتماعية وهي على الشكل التالي المشاعة البدائية – العبودية – الإقطاع – الرأسمالية – النظام الاشتراكي . طالما سألت نفسي السؤال التالي ؟ أين قوانين التطور في الثورة البلشفية التي قام بها الحزب الشيوعي الروسي في 25 اكتوبر 1917 ؟ ثم تخطر عدة أسئلة أخرى ومنها هل الدول ( نيوزيلندة مثالاً ) لا بد أنها مَرت بالمراحل والتشكيلات الاجتماعية التي قال بها – كارل ماركس – ونيوزيلندة عمرها 150 سنة ؟ هذه الأسئلة وجدتُ أجوبتها عند الدكتور عبد الخالق حسين في مقالته : ثورة أكتوبر البلشفية كانت ضد قوانين حركة التاريخ والمنشورة بتاريخ 18 / 11 / 2007 على صفحات الحوار المتمدن وادناه الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=115677 سوف لن أخرج عن مضمون المفاهيم التي طرحها الدكتور عبد الخالق حسين فمقالته أجابت عن الكثير من الأسئلة ( رأي شخصي ) ولكل منا رأيه . منذ فترة والحوار المتمدن ينشر مقالات عن اليسار وإصلاحه وهل من الممكن أن يعود وهناك الكثير من السادة قد أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع ولذلك رأيت من المناسب أن أشارك برأي متواضع مستوحى من أفكار الدكتور حسين . هل يعود اليسار بنفس المفاهيم القديمة ؟ هل يجوز ان يكون هناك مصلحين يحاولون مسايرة العصر على ضوء تطوراته أم أن ذلك رجس من ( الديمقراطية الليبرالية ) ؟ هل الاستجابة لتطورات العصر منطقية أم لا ؟ هل الحياة تتغير ومعها الأفكار أم تبقى على قوالب قديمة لا يجوز المساس بها فهي نصوص مقدسة ومن يقترب من النص المقدس وانبياءه فماوأه الخيانة والصهيونية ؟ يقول نيتشه بما معناه : إن الحية التي لا تبدل جلدها تهلك , كذلك الإنسان الذي لا يغير أفكاره يموت . يقول فكتور هيجو ( كما اورده الدكتور بتصرف ) : إنه لثناء باطل أن يقال عن رجل إن اعتقاده السياسي لم يتغيّر منذ أربعين سنة , ما معنى هذا ؟ هذا معناه أن حياته كانت خالية من التجارب اليومية والتفكير والتعمق الفكري للأحداث . ( كمثل الثناء على الماء لركوده , والشجرة لموتها ) . بتصوري ان غالبية اليساريين ينطبق عليهم قول هيجو . وينطبق عليهم كذلك الوصف الذي ورد في الأدبيات الماركسية وهو ما يُسمى ( الجمود العقائدي ) . جميع الماركسيين الأعزاء ينتقدون – الجمود العقائدي – ولكن وكما يقول الدكتور عبد الخالق بان غالبية الماركسيين مصابين هم انفسهم بهذا الجمود والذي يرفضونه ؟ ويمكن ان نقول دون ان يشعروا ؟ او فرحين بما آتت به آلهتهم ؟ يقول الدكتور : الماركسية فلسفة خلاقة تتطلب الإبداع في تطبيقها وفق الشروط الموضوعية لكل بلد ؟ هل الغالبية توافق على الإبداع ؟ وما هو الإبداع أصلاً ؟ اليس هو الشيء الجديد الذي يتم ابتداعه نتيجة تطور الحياة ؟ يقول الدكتور ( بتصرف ) وأنا معه في هذا الرأي : ولكن هناك تناقض بحيث أية محاولة من أي مفكر أو سياسي ماركسي يحاول أن يخرج بشيء من هذا الإبداع فإن قائمة الإتهامات اطول من أسم الجماهيرية الليبية ؟ هل تريدون أدلة ؟ أم ان شواهد التاريخ كثيرة ؟ أسئلة من وحي المقالة ؟ بما أن الماركسية فلسفة هل يجوز تحويلها إلى مذهب وصبها في قوالب أيدلوجية جامدة ؟ قيل أن ماركس ليس ماركسياً على غرار المسيح ليس مسيحياً ؟ ماركس نفسه رفض تحويل الماركسية لقوالب جامدة . فكيف بكم أيها السادة ؟ اليساريين يؤمنون بقانون التطور , وأن الثورة البلشفية كانت استجابة لقوانين حركة التاريخ وفي الاتجاه الصحيح ومنسجمة مع مساره ( مقتبس نصاً من المقالة ) ؟ هل هذا القول صحيح ؟ انا أرى العكس ومن وجهة نظر بسيطة ومتواضعة ودليلي هو : لماذا انهارت المنظومة الاشتراكية هذا الانهيار الشنيع وخلال 70 عاماً ؟ سوف نجد من يقول " أن الخلل في التطبيق وليس في الإيدلوجية " طبعاً هذا القول نفسه يردده الإسلاميين بأن النصوص لا غبار عليها وأن الخلل في البطيخ ؟ هل يجوز القفز على المراحل التي حددها ماركس نفسه ؟ أليس من البديهي بأن يكون لكل مرحلة تاريخية شروطها وبأي حال من الأحوال لا يمكن تخطيها ؟ أليس من البديهي وعلى ضوء المباديء الماركسية وكذلك أليس من المنطق والعقل أن يكون هناك دعم لثورة ( كيرنسكي ) البرجوازية الديمقراطية ؟ لسبب بسيط وهو أن روسيا في تلك الفترة كانت منسجمة مع الثورة . السؤال ؟ لماذا تم حرق المرحلة والقفز عليها بثورة دموية راح ضحيتها الملايين ؟ أي بمعنى أخر وحسب ما أفهمه أن روسيا كانت في مرحلة لكي تأخذ مسارها الطبيعي وحسب المراحل دون دماء وثورة شوهت ولطخت وجه التاريخ بصبغة حمراء , ثم انهارت وتبين أنها نمر من ورق . هناك من الفلاسفة الأوائل من نادى بهذا المنهج الذي أوردناه أعلاه من امثال : بليخانوف – كاوتسكي – روزا لوكسمبورغ . نادوا بأتباع نهج التطور الطبيعي السلمي التدريجي . إلا أن الذي حصل ( وهذه خطيئة ما بعدها خطيئة ) أن قائد الثورة ( المسيو لينين ) انتقدهم بشدة وشن عليهم حملة شعواء وصلت إلى حد الشتيمة ؟ الآن أصحاب الجمود العقائدي ومن على منبر الحوار المتمدن ( ومن كافة المسميات ) يستخدمون نفس الأسلوب ( الشتيمة والتهم الجاهزة ) . و لا حول و لا قوة إلا بالعقل ؟ هل برنامج الحزب الشيوعي السوفيتي كان برنامجاً يحمل رؤية صائبة لما يحدث ؟ انا أقول لا .. ودليلي ما يلي : الرفيق أفاناسييف يقول في كتابه ( أسس المعارف الفلسفية ) ما يلي : ( ينص برنامج الحزب الشيوعي السوفيتي على أن الاشتراكية التي تنبأ ماركس وإنجلزبحتميتها تنبؤاً علمياً , الاشتراكية التي رسم لينين برنامج بنائها قد أصبحت في الاتحاد السوفيتي واقعة , ثم يستمر فيقول : أما إمكانية عودة الرأسمالية فكانت تتقلص أكثر فأكثر مع تقدم الاشتراكية حتى لم تعد قائمة عملياً الآن ) ؟ لماذا يارفيق أفاناسييف ؟ لأنه لا توجد قوى في العالم قادرة على بعث الرأسمالية في الاتحاد السوفيتي ؟ يا سلام .. امنية وحيدة أتمناها ان يكون الرفيق أفاناسييف بيننا الآن , لكي يرى بأم عينيه ؟ ثم يقول متفاخراً ( أو على أن تسحق معسكر الاشتراكية الجبار ) ؟ بماذا تذكركم هذه الشعارات ؟ ألا يخطر على بالكم ؟ صدقوني أنا طفل بالنسبة لكم ولكن في نفس الوقت ينتابني شعور لا أستطيع ان اصفه لكم . هل الإحباط كلمة مناسبة ؟ بالله عليكم هل هذه الشعارات هي التي جلبت البلاء أم لا ؟ هل لا زلتم تصدقون ؟ هل سوف تنطبق أقوال نيتشه وهيجو على الغالبية ؟ هل كانت مرحلة المراهقة وتلقي الأفكار دون وجود بديل ؟ ام ان هناك أشياء أخرى كامنة في النفوس ؟ هل هو الطموح لمآرب اخرى ؟ هل حقيقة ما قاله الرفيق افاناسييف نقلاً عن نص البيان الشيوعي ؟ هل فعلاً حدثت الثورة من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية ؟ سؤال مهم جداً ؟ أين تتحقق العدالة الاجتماعية الآن ؟ في بلاد الشعارات أم في البلاد الاسكندنافية ؟ يقول الرفيق ( إن انتصار الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي كامل ونهائي ) ؟ اعتقد آحبائي أن حكامنا من بعد التحرير ( من الاستعمار والرجعية وذيولهما وأذنابهما ) تعلموا هذه الخطابات من الرفاق والذين جاءوا من أجل أنقاذ الشعوب وتحقيق العدالة الاجتماعية ؟ هل تعلمون أين تكمن مصيبة المصائب يا رفاق ؟ أن ما جاء في برنامج الحزب الشيوعي حدث على أرض الواقع ولكن بصورة معكوسة ؟ أرايتم يا رفاق ولكن سوف تقولون كيف حدث العكس ؟ بسقوط جدار برلين عام 1989 . للحديث بقية .. / القاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأوهام الثلاثة ؟
-
سلسلة المقالات 7
-
من وحي أفكار الدكتورة ابتهال الخطيب .
-
سلسلة المقالات 6
-
سلسلة المقالات 5
-
سلسلة المقالات 4
-
سلسلة المقالات 3
-
هل يسير العراق نحو الديمقراطية أم نحو الهاوية ؟
-
سلسلة المقالات 2
-
سلسلة المقالات 1
-
قراءات سابقة في دفاتر قديمة 3 ( الأسفار ) .
-
تقديم كتاب داوكنز الأخير 1
-
قراءة بسيطة لأفكار الدكتورة ابتهال الخطيب ..
-
داوكنز وفيروس الإيمان !!
-
ما هو الحل ؟
-
بعد عودتي من السفر .. اخترتُ لكم .
-
نظرية التقدم لدى المسلمين ؟
-
قراءات سابقة في دفاتر قديمة 2
-
من يصنع الطاغية ؟
-
لا علم ولا علوم في القرآن !!
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|