|
جديد العلمانية والتطور...كائنات تتطورحديثا!
مازن فيصل البلداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 03:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جديـــد العلمانية والتطور +++++++++++++++++++++
الأعزاء القرّاء تحية طيبة +++++++++
ساحاول هنا في هذا المقال تسليط بعض الضوء على جانب من جوانب العلمانية التي يعلم معناها الكثير من الأخوة القرّاء وكما كتب عنها الكثير من الأخوة الكتّاب وتناولوها من جوانب عدّة،حاولوا خلالها ايضاح معنى الفكرة وجعلها ضمن اطار معين قد يختلف واضعوه من حيث اختيار مادة ذلك الأطار الاّ انه سيبقى في النهاية أطار يحيط بتلك الصورة للحقيقة العلمانية. مانتحدث عنه لايعني بالضرورة ان يكون الكلام ضد الدين لأسقاط البراهين والحجج والدخول في سجالات كلامية ونقاشية لاطائل منها الا ان تبقينا حبيسي الفكرة الواحدة التي لم ولن تنفعنا في اعادة صياغة مستلزمات تطورنا اليوم او غدا،او ان لم تكن لنا فلنجعلها لأجيالنا القادمة بلا أنانية او تحيّز لهذه الجانب او ذاك،على اننا يجب ان نذكر ان الفارق المميز للعلمانية هو اعتمادها لمبدأ المنهج العلمي كأساس لتبنّي الأفكار او النظريات المطروحة أيا كان نوعها على اعتبار ان هذا هو المنهج الوحيد للأثبات،ولاأريد بالطبع الدخول الى بواطن التحليلات والأستنتاجات عند هذا الفريق او ذاك،لأنه ليس صلب هذا الموضوع الذي تقرأونه. كنت استعرض يوم امس بعض المقالات المهتمة بموضوعة التطور فوجدت الآتي: التطور مستمر بالعمل....عنوان مقال باللغة الأنكليزية نشر يوم الجمعة 3/9/2010 كتبه بريان هانورك من ناشونال جيوغرافيك ويشكر فيه احد العلمانيين على تزويده بالوصلة الألكترونية لهذا الحدث،والحدث تحت عنوان: سحلية تنتقل من طريقة وضع البيض الى طريقة الولادة الحيّة......(العنوان وحده كفيل بأن يجعلك تقرأ المقال)! يقول.....لقد تم الأمساك بالــ(التطور) وهو يعمل!حسب ماأفاد علماء يعملون على فك شفرة تخص كيفية تحول سحلية من نوع الــ(ساينسيديا) ثلاثية الأصابع وذات الألوان الثلاثة على منطقة البطن من آلية وضع البيض ليفقس ويخرج الجيل الجديد الى آلية الحمل والولادة الحية؟؟ ويستمر قائلا...على طول الأراضي المنخفضة الدافئة الممتدة بموازاة الشريط الساحلي لمنطقة(جنوب ويلز الجديد) يقوم هذا النوع من السحالي بوضع البيض للتكاثر،الاّ ان البعض منها(نفس النوع) تعيش في الجبال العالية والباردة للمنطقة المذكورة غالبا ماتتكاثر بطريقة الولادة. الا ان اثنان فقط من الزواحف الحديثة(صنف آخر من نوع الساينسيديا) والسحلية الأوروبية تستخدمان كلا الطريقتين للتكاثر. أن السجلاّت الخاصة بعملية التطور قد دونّت بأنه هنالك مايقرب من 100 نوع من الزواحف التي تشترك بأصل واحد قد قامت بالتحول من حالة وضع البيض الى حالة الولادة باستقلالية تامة في الماضي،واليوم نحن لدينا مايقارب 20% فقط من الأفاعي والزواحف التي تتكاثر بطريقة الولادة.لكن الزواحف الحديثة تقدم ومضة مفردة على خط التطور الزمني الطويل كما يقول احد اعضاء فريق الدراسة جيمس ستيوارت عالم الأحياء في جامعة شرق ولاية تينيسي الأميركية.لذا فأن التصرف المزدوج الذي قدمته السحلية ثلاثية الأصابع صاحبة الألوان الثلاثة على بطنها من نوع (السينسيديا) كان فرصة نادرة للعلماء.فأن دراسة الفروقات بين اعداد هذه السحالي والتي هي بمراحل مختلفة من هذه العملية(المزدوجة)،نستطيع ان نجمع المعلومات عن ماهية هذا التحول من نوع (الولادة) الى آخر. أن أحد الأمور الغامضة في هذا الأمر هو معرفة كيفية حصول المواليد الجدد على التغذية داخل أجسام الأمهات التي تحولت من واضعة للبيض الى أم ولاّدة!
سأتوقف(لأن المقال له تتمة) الى هذا الحد مع المقال الخاص بموضوع التحوّل التطوري لأذهب الى جزء من تصريح لريتشارد داوكنز،عالم التطور البريطاني صاحب الكتابات الشهيرة والتي يطالب فيها بان يكون المنهج العلمي هو الأساس والسند لتفسير جزئيات وعموميات حياتنا وأرضنا وكوننا لأسلط الضوء كيف يقف هذا الرجل ثابتا على موقفه ويصر على منهجه وليس بناءا على مايعتقد هو فقط،لا...بل بناءا على ماأدركته المؤسسة الدينية متأخرة بأدراكها هذا بما يقرب على الــ 400 سنة، فدعونا نرى. كتبت مجلة(الأنساني الجديد) والتي تصدر في المملكة المتحدة ويترأس مجلس أمنائها البروفسور (لاوري تايلور) الأستاذ المتقاعد من جامعة يورك في مقاطعة يوركشاير/المملكة المتحدة والذي كان يشغل منصب أستاذ علم الأجتماع فيها، حول الزيارة التي سيقوم بها (البابا بنديكت السادس عشر) واسمه جزيف ألويس راتزنجر والمولود عام 1927 في مقاطعة بافاريا/ألمانيا وصاحب التسلسل الــ 265 في سلسلة البابوات الذين ترأسوا الكنيسة الكاثوليكية والمقررة في شهر سبتمبر الحالي،تقول المجلة...... لقد أخترنا مجموعة خاصة جدا كي يخبرونا عما سيقولون لقداسة البابا اذا ماتيسر ان يكون لهم جمهور يرافق البابا خلال جولته البابوية في المملكة المتحدة.....وتستمر المجلة بالقول مخاطبة الناس...أشتر نسخة من المجلة لترى ماذا قال ريتشارد داوكنز،فيليب بلمان،كلير راينر وآخرون، يقول داوكنز...هذه مداخلتي:
((السيد راتزنجر..بأعتبارك تترأس ثاني أكبر دين شرّير في العالم،فأنت غير مرحّب بك.صحيح ان كنيستك قامت في الوقت الحاضر (متأخرة بأربعة قرون) قد أصدرت العفو عن غاليلو غاليلي وقامت أخيرا بأبطال مفعول موقفها التاريخي المضاد لليهودية ولكن وبنفس الدرجة التي كنتم عليها مع غاليلو واليهودية فهنالك مبدأ كراهية النساء الذي لازال باقيا الى اليوم.وعلى الأغلب فأن الموضوع يتعلق بمسألة الجنس،ومنع الحمل،وأعداد السكان،فأن موقفك لازال غير ليبرالي وغير أنساني وغير أخلاقي.وأن أدعاءاتك المزيفة بأن واقي العضو التناسلي الذكري(كوندوم) هو أداة لاتحم من الأصابة بالأيدز هو أدعاء غير صحيح علميا وغير دقيق وسخرية قاتلة. وبتوفير حماية للجريمة التي قام بها القساوسة مغتصبي الأطفال فأنك كنت واضحا بتقديم او تفضيل مصلحة كنيستك على مصلحة ضحاياك. أرجع الى أمارتك النكرة التي أختلقها موسوليني ولاتأت الى هنا مجددا)) انتهى داوكنز.
فأذا نظرنا الى هذين الأمرين فسنستطيع ان نر ان الأمور قد أخذت مناح جديدة ومختلفة على الرغم من بقاء بعضها اسيرا لأغلال الكبرياء الأهوج والتعنت والترهيب والتخويف من قبل الجهات المستفيدة تجاه الناس وكيفية تغييب الحقائق عنهم، هل يستطيع احد ان يقول لي لماذا تعفو الكنيسة عن غاليلو بعد مضي اربعة قرون؟؟أربعة قرون! ياللهول!ومن المستحيل ان نعرف ماذا كنّا سنحصل عليه اليوم لو ان غاليلو استمر بعمله ونظرياته ودراساته؟؟ أما نظرة أخرى الى تلك السحالي وهذا التظور الذي حدث لها فهذا امر آخر يستدع الأنتباه والتركيز والمتابعة لأنه يقود الى انه من الممكن ان يأت يوم ما على الدجاجة وتلد بدل ان تبيض؟! طبعا هنالك قصة أخرى قد حدثت قريبا ايضا وهي ان نوعا من الحيتان القاتلة(أوركا) تطور أيضا لينتج نوعين جديدين من الحيتان...(قد نتناوله في بحث قادم).
نهاية الكلام.....أننا بحاجة الى وقفة جدية نستدرك فيها امورنا ونفكر عميقا في اهمية المنهج العلمي لتفسير الأحداث،فأن بعدنا عنه لايعني بعدنا عن أنفلات الأخلاق والآداب الأجتماعية،لا...فليس من الضرورة ان يكون المتدين هو صاحب أخلاق جيدة كما ذكرنا في المثال السابق.
تقبلوا تحياتي 4/9/2010
#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاية الدين.........مقال مترجم!
-
أنتشار الأنسان الحديث في جنوب آسيا
-
أحتباس حراري في العصر الفجري أدّى الى تقلّص حجم الثدييات
-
بركان مجرّي هائل! أين نحن من هذا؟
-
خبر للمهتمين بموضوع التطور...مقال مترجم
-
ترجمات للعلمانيين فقط...!
-
للعلمانيين فقط....!!
-
سكان الفضاء المحتملون وثقافة الأتغلاق العلمي الفكري
-
الأنتماء الوطني وتوحيد مفهوم الوطنية
-
الأنتخابات التشريعية وأعادة تشكيل الأئتلافات
-
الملف الأمني....... والتداعيات السياسية
-
الذكرى الثامنة.......... وبعدها التاسعة!
-
أغتصاب
-
الكتابة بين المنطق والسياسة
-
المواصفات والمقاييس............وحقوق الأنسان....1
-
المواصفات والمقاييس..............وحقوق الأنسان
-
سؤال الى الأخوة العزّل في فلسطين....!
-
خلف بن أمين ...وكثرة الورثة!
-
هل أستوعبنا ماسنقوم به في السنوات الآتية ..!
-
هل حقا يعرفوك...!
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|